قيود الحب
بقدر ما يكون الحب عاريا يقل احساسه بالبرد
،-حكمة عالمية-
بينك وبين الآخر مسافة قد تبعد حتى تشعر كأنك وحيد تستسلم لصقيع الاغتراب كأنك ورقة خريف في مهب الريح, وقد تقرب المسافة حتى لتسأل ذاتك أي مشاعر حلوة
تعيش!!،
كأن تلك الروح روحك,, الصوت امتزج بصوتك في كل شيء,
لكن مشكلة العلاقات الانسانية ان التغلغل فيها يقتلها,
بدليل اننا نفقد بعض اصدقائنا حين نلتصق بهم في علاقات عميقة,
ان سر استمرار العلاقات الانسانية المسافة التي يتفق عليها الاثنان ضمنيا,, المسافة التي تسمح للاثنين بالتحرك بعيدا عن قيود المشاعر وان كانت القيود من
حب وود,
الالتصاق بين شخصين لا يمكن ان ينتج علاقة ناضجة أو واعية,
لأن سر استمرارية الحب هو التكامل وليس التمازج وكثيرا ما نخسر علاقات كان بالامكان ان تكون جميلة لأن احد الطرفين يتعمد التواصل الحميم والالتصاق,
وهنا تظهر سلبية التعرف على دقائق شخصية الآخر وتفاصيل حياته فتحرمه العلاقة من التمتع بحرية الخصوصية,
ويسعى الى التملص من قيود العلاقة التي وان كانت في ظاهرها قيود حب إلا ان باطنها قيود تخنق والانسان بطبعه يميل الى الحرية,
ان المسافة التي يخلقها الوعي بين شخصين يتفقان ضمنيا على ايجاد نقاط تلاق في العلاقة كما يحرصان على احترام نقاط التباعد والاختلاف هي التي تخلق علاقة
متميزة في مناخ خال من شوائب العلاقات المريضة,
لو ادركنا فلسفة المسافة في ايجاد العلاقات الانسانية بوعي لتخلصنا من العتاب الذي يلحقنا لعدم تواصلنا مع الذين اخترناهم أحبة,
ولاستطعنا ممارسة شعورنا بالحب دون ان يستدعينا الطرف الآخر للعطاء,
اجمل ما في الحب انه التلقائية والعطاء دون انتظار الطلب,
اجمل ما في الحب انه شعور لا يعرّف
ولا يمكن ان يقنن أو يفرض شروطه على الطارقين بابه لكنه يتغلغل في اجمل العلاقات الانسانية بين الأحبة,, كل الأحبة,
نلحظه جميلا بين الأطفال في رسائلهم الخاصة وكتاباتهم للاصدقاء والمعلمين والمعلمات وفي كراساتهم الملونة,
أما في عالم الكبار فيقتله الحذر والتوجس ويفقدونه اجمل ما يمكن ان ينعش حياتهم به حين يحرمونه التلقائية,
ويدخلونه في عالم الحسابات المعقد,, هذا الحب عوالم كبرى للانطلاق والسفر الى مدائن لا توجد إلا في الخيال,
ناهد سعيد باشطح
وصلني على الايميل
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️