تــيــمــة

تــيــمــة @tym_1

عضوة فعالة

كاشف الغم ..

الأدب النبطي والفصيح



ألوان قاتمة تحيط بنا من كل جانب .. فتخالط داخلنا .. كأنها أمواج متدفقة تعبث بقلوبنا لتحيلها أشكالا عجيبة لا كيان لها .. وفي النهاية نعجز عن فهم النوع الذي ينتمي إليه هذا القلب .. ونحتار في التعرف على حقيقة مشاعرنا .. ولا نستطيع أن نشخص تفكيرنا وإحساسنا ولا نجد مبررا لسلوكياتنا .. فنعيش في تيه وظلام إلى أن يشاء الله عز وجل أن يكشف عنا هذه الغمة .. فيستخلص من قلوبنا تلك الشوائب القرمزية ليتركها صافية كالماء الرقراق ... أليس هذا ما يحدث فعلا ؟؟

لحكمة ما .. يرسل الله هذه السوداويات إلينا .. لعله عقاب أردتنا إليه نفوسنا .. وربما بلاء وامتحان .. وربما شيء آخر ..
لن نستطيع التخمين .. لأن حكمة الله واسعة لا نستطيع أن نحيط بمداركها ..
ولكن الله سبحانه وتعالى هو الوحيد الذي يُفر منه إليه .. ولذلك فهو الكاشف الوحيد أيضا لهذا الرين ..
ألا نجد أنفسنا لا شعوريا نتوجه إلى الخالق العظيم من دون غيره عندما نشعر بذاك الضيق الشديد لنطلب العون والشفاء من هذا الوباء ؟؟
وياله من وباء .. تهون كل الأمراض أمامه .. يأس وقنوط .. سكون قاتل .. وظلام مفزع .. وكآبة مملة ..
تتساقط الدموع غزيرة .. وتتساءل النفس عن السبب فلا تجد جوابا يريح فضولها ويشبع رغبتها ..

ويتقلب الفؤاد النائم في مضجعه .. من ذا الذي يتجرأ على إزعاجه ويطرق بابه الذي تآكل وهو ثابت في مكانه لا يفتح لأي زائر كان ..

ويفتح الباب منزعجا ( من أنت ؟؟ ) فيرد الطارق :
- لا يهم من أكون .. لكنني جئت أذكرك بإنسان نسيته منذ زمن سحيق وهو أقرب الأقرباء إليك .. جئت أعلمك بأن أنانيتك قد تجاوزت كل حد .. وقتلت كل إحساس كان يدب فيك ... جئت أسألك : ألا تشعر بصاحبك .. وهو يتقلب على فراش من الجمر بسببك ؟؟
- أوووه أيها الواعظ .. ها قد عدت ثانية إلى زياراتك الثقيلة السمجة .. ها قد عدت إلى تذكيري بواجباتي الإنسانية عديمة الجدوى .. وكأنك تتناسى رأيي في هذا الموضوع .. ألم أخبرك مرارا ؟؟ أنا .. أريد .. أن أكون .. القلب .. الذي .. أريده أنا .. وليس القلب الذي يريده صاحبي .. والآن أغرب عن وجهي ..
- كان بإمكانك أن تبعدني .. لولا أنني جئتك بقوة لا قبل لك بها ..

ويرتجف القلب الأسود .. ويتهالك .. لقد صدق الواعظ .. غلبه عقل الإنسان وإرادته .. واستسلم للأيدي التي أخذت تعمل فيه إصلاحاتها .. ليعود قلبا نقيا .. مغسولا بدموع التوبة .. منقى من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ..
وكما استسلم القلب لكل ذلك .. استسلم صاحبه للسكينة والاطمئنان .. اللذان غشياه .. وأخذ يتمتع بلذة الإيمان ويرفع يديه إلى أرحم الرحمين وأكرم الأكرمين شاكرا حامدا مثنيا عليه عز وجل .. فيرد اله السماوات والأرض :

( ولئن شكرتم لأزيدنكم )



3
441

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطاء
عطاء
تصويرك لتلك الألوان التي تطرأ على القلب وهو لاحاجة له بها,جميل جدا

وكذلك تصويرك لغسيل ذلك القلب من تلك الألوان المكدرة لصفائه ونقائه رائع

أجمل من ذلك كله تصويرك لقلق القلب وعدم راحته حين يودع في جنباته

سموما ضبابية وأبخرة سواداوية تضعف بصيرته

هناك خطأ أرجو مراجعته لعلي وهمت فيه(للسكينة والاطمئنان اللذين)

وليس اللذان0

الكتابة القصصية, والكتابة التي تقررين فيها أمرا محسوسا كهذا, أحب

أن أقرأه لك ياتيمة

تحياتي لقلمك
تــيــمــة
تــيــمــة
وأنا أحب أن أرى اسمك في صفحاتي وأحب أكثر أن أقرأ انتقاداتك .. فهي واقعية وصادقة كما يبدو لي .. وذلك يروقني أكثر بكثير من المجاملات التي تضر أكثر مما تنفع ..

شكرا لك يا عطاء ......... وتصحيحك في محله ..
حمرة الورد
حمرة الورد
جميل جدا ان يصحو القلب من غفوته ويمح عنه غبار الغفلة:38:
احسنت كثيرا في اختيار موضوعك
واظنك اصبت الهدف جيدا
جينا:38: