قامت إحدى الشركات بتصنيع أول كاميرا في حجم أكبر قليلاً من كبسولة الدواء، التي يمكن للمرضى تناولها عن طريق الفم، فتقوم بالتقاط صور متناهية الدقة لأجزاء القناة الهضمية المختلفة.
يقول الدكتور/ "بول سوان" ـ الطبيب البريطاني من المستشفى الملكي بلندن والمسئول عن إجراء التجارب على الكاميرا الجديدة: "إنه من المنتظر أن تحل هذه الكاميرا الجديدة محل (المناظير): مناظير الجهاز الهضمي المختلفة، بما فيها المناظير ذات الألياف العصبية، خاصة وأن هذه المناظير التي يتم إدخالها عن طريق الفم أو المستقيم، يمكن أن تسبب بعض الضيق أو الضرر للمريض". وتتركب الكاميرا الجديدة من كبسولة يصل طولها إلى ما يقرب من 3سم، وتحتوي على كاميرا تليفزيونية ومصدر ضوئي ومرسل للصورة، بالإضافة إلى بطارية شحن تكفي لكي تعمل الكاميرا لمدة 6 ساعات متصلة، ويتم التقاط الصور التي تبثها الكاميرا لاسلكيًّا عن طريق جهاز استقبال خارج جسم المريض. وعلى الرغم من عدم دقة بعض الصور التي تلتقطها هذه الكاميرا مقارنة بالمناظير التقليدية؛ فإنها تتفوق عليها من حيث التقاطها لبعض الصور التي لا يمكن للمناظير التقليدية الوصول إليها فضلاً عن تصويرها بعض المناطق في الأمعاء الغليظة. وتعمل الكاميرا لمدة 6 ساعات متواصلة، كما أنها يمكن أن تبقى داخل الجسم لمدة 24 ساعة قبل أن يتم التخلص منها مع فضلات الجسم، وهي تستخدم فقط مرة واحدة. وهذا الاختراع هو تحقيق لفكرة سبق عرضها في أحد أفلام الخيال العلمي وهو فيلم "الرحلة المدهشة" عام 1965م الحائز على جائزة أوسكار، والفيلم يصوِّر رحلة داخل جسم الإنسان يقوم بها بعض العلماء المتخصصون في أفرع الطب المختلفة، على متن غواصة ميكروسكوبية، بهدف إذابة إحدى الجلطات داخل جسم أحد المرضى، وتم إعادة إخراج فكرة مشابهة بواسطة المخرج الأمريكي الشهير "إستيفن سبيلبرج" في الثمانينيات في فيلم "الفضاء الداخلي"، حيث يتم تصغير أحد العلماء وحقنه في مركبة ميكروسكوبية للقيام بجولة داخل جسم الإنسان.
ويرى العلماء أن ما يثير الإعجاب بهذا الاختراع، ليس صغر حجم الكاميرا فقط، بل في تقنية اللاسلكي المستخدم؛ مما يفتح الباب أمام عصر جديد من المخترعات التي تستخدم فيها أجهزة التشخيص اللاسلكية. ولكن على ما يبدو أن هذا الاختراع لن يحل محل مناظير الألياف البصرية قبل مرور بضعة أعوام يتم فيها الموافقة على استخدام هذه الكاميرا، ويخطط مخترعو الكاميرا لتجربتها على الإنسان في الولايات المتحدة هذا العام كما يقول "كول بيتر مكناللي" المتحدث باسم المدرسة الطبية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، ويضيف "مكناللي:" إن هذه الكاميرا لا تتميز بالمرونة الكافية التي تسمح لها بالحركة للخلف أو الالتفاف، حيث إنها ليست موجهة بل تتحرك حسب حركة الجهاز الهضمي، وهو أمر لو تم تداركه في المستقبل؛ فسوف يحدث ثورة بحق في مجال تشخيص أمراض الجهاز الهضمي. وقد نُشرت النتائج الأولية لاستخدام هذه الكاميرا في مجلة Nature في عددها الصادر في 25 مايو 2000م، حيث قام 10 من الأصحاء بابتلاع الكبسولة التي تحوي هذه الكاميرا والتي تزيد في الحجم عن حجم كبسولات المضادات الحيوية، ومغطاة بطبقة تمنع هضمها. ونظرًا للتقنية المستخدمة في تصنيع هذه الكاميرا؛ فلن تكون أسعارها رخيصة بل مقاربة لأسعار المناظير الحالية. وهذه الكاميرا لا يمكن توجيهها لالتقاط صور محددة داخل القناة الهضمية، كما أنها ليست مجهزة بأدوات جراحية، يمكن لها أن تأخذ عينات من الأنسجة، كما هو الحال مع بعض المناظير الجراحية
..منقوووول من بريدي ..
أوراق الزمن @aorak_alzmn
عضوة شرف بعالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
* عـطـرالبـوادي *
•
تشكرين أختي أوراق الزمن على نقل هذا الموضوع :24:
الصفحة الأخيرة