السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
سبحان الله العظيم وبحمده
تفسير للآيه
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
تفسير بن كثير
يقول تعالى منبهاً على قدرته التامة وسلطانه العظيم، في خلقه الأشياء وقهره لجميع المخلوقات فقال: { أولم ير الذين كفروا} أي الجاحدون لإلهيته العابدون معه غيره، ألم يعلموا أن اللّه هو المستقل بالخلق المستبد بالتدبير، فكيف يليق أن يعبد معه غيره أو يشرك به ما سواه؟ ألو يروا أن السماوات والأرض { كانتا رتقا} أي كان الجميع متصلاً بعضه ببعض متلاصق متراكم بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر، ففتق هذه من هذه فجعل السماوات سبعاً والأرض سبعا، وفصل بين السماء الدنيا والأرض بالهواء، فأمطرت السماء وأنبتت الأرض؛ ولهذا قال: { وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون} أي وهم يشاهدون المخلوقات تحدث شيئاً فشيئاً عياناً، وذلك كله دليل على وجود الصانع الفاعل المختار القادر على ما يشاء: وفي كل شيء له آية * تدل على أنه واحد عن عكرمة قال، سئل ابن عباس: الليل كان قبل أو النهار؟ فقال: أرأيتم السماوت والأرض حين كانتا رتقاً هل كان بينهما إلا ظلمة؟ ذلك لتعلموا أن الليل قبل النهار. وروى ابن أبي حاتم، عن ابن عمر: أن رجلاً أتاه يسأله عن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما؟ قال: اذهب إلى ذلك الشيخ، فاسأله، ثم تعال فأخبرني بما قال لك، قال، فذهب إلى ابن عباس فسأله، فقال ابن عباس: نعم، كانت السماوات رتقاً لا تمطر وكانت الأرض رتقاً لا تنبت، فلما خلق للأرض أهلاً فتق هذه بالمطر وفتق هذه بالنبات، فرجع الرجل إلى ابن عمر فأخبره، فقال ابن عمر، قد كنت أقول: ما يعجبني جراءة ابن عباس في تفسير القرآن فالآن علمت أنه قد أوتي في القرآن علماً، وقال عطية العوفي: كانت هذه رتقاً تمطر فأمطرت وكانت هذه رتقاً لا تنبت فأنبتت، وقال سعيد بن جبير: كانت السماء والأرض ملتزقتين فلما رفع السماء وأبرز منها الأرض كان ذلك فتقهما الذي ذكر اللّه في كتابه، وقال الحسن وقتادة: كانتا جميعاً ففصل بينهما بهذا الهواء، وقوله: { وجعلنا من الماء كل شيء حي} أي أصل كل الأحياء. عن أبي هريرة قال، قلت: يا رسول اللّه إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء، قال: (كل شيء خلق من ماء) قال، قلت: أنبئني عن أمرٍ إذا عملت به دخلت الجنة؟ قال: (أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام) ""الحديث أخرجه الإمام أحمد وإسناده على شرط الصحيحين، وأخرج ابن أبي حاتم بعضه"". وقوله تعالى: { وجعلنا في الأرض رواسي} أي جبالاً أرسى الأرض بها وثقلها لئلا تميد بالناس أي تضطرب وتتحرك فلا يحصل لهم قرار عليها لأنها غامرة في الماء إلا مقدار الربع، فإنه باد للهواء والشمس ليشاهد أهلها السماء وما فيها من الآيات الباهرات والحكم والدلالات، ولهذا قال: { أن تميد بهم} وقوله { وجعلنا فيها فجاجا سبلا} أي ثغراً في الجبال يسلكون فيها طرقاً، من قطر إلى قطر ومن إقليم إلى إقليم، كما هو المشاهد في الأرض يكون الجبل حائلاً بين هذه البلاد وهذه البلاد، فيجعل اللّه فيه فجوة ثغرة ليسلك الناس فيها من ههنا إلى ههنا، ولهذا قال: { لعلهم يهتدون} ، وقوله { وجعلنا السماء سقفا محفوظا} أي على الأرض وهي كالقبة عليها، كما قال: { والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} ، وقال: { أفلم ينظرون إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج} ، والبناء هو نصب القبة كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس) أي خمسة دعائم وهذا لا يكون إلا في الخيام كما تعهده العرب، { محفوظاً} أي عالياً محروساً أن ينال، وقال مجاهد مرفوعاً، وقوله: { وهم عن آياتها معرضون} كقوله: { وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون} أي لا يتفكرون فيما خلق اللّه فيها من الاتساع العظيم والارتفاع الباهر، وما زينت به من الكواكب الثوابت والسيارات في ليلها ونهارها، من هذه الشمس التي تقطع الفلك بكماله في يوم وليلة، فتسير غاية لا يعلم قدرها إلا اللّه، الذي قدّرها وسخّرها وسيّرها، ثم قال منبهاً على بعض آياته { وهو الذي خلق الليل والنهار} أي هذا في ظلامه وسكونه، وهذا بضيائه وأنسه، يطول هذا تارة ثم يقصر أخرى وعكسه الآخر، { والشمس والقمر} هذه لها نور يخصها وحركة وسير خاص، وهذا بنور آخر وفلك آخر وسير آخر وتقدير آخر، { كل في فلك يسبحون} أي يدورون. قال ابن عباس: يدورون كما يدرو المغزل في الفلكة، قال مجاهد: فلا يدور المغزل إلا بالفلكة ولا الفلكة إلا بالمغزل، كذلك النجوم والشمس والقمر لا يدورون إلا به ولا يدور إلا بهن، كما قال تعالى: { فالق الإصباح وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً ذلك تقدير العزيز العليم} .
تفسير الجلالين
{ أوَلم } بواو وتركها { يرَ } يعلم { الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رَتقاً } سدا بمعنى مسدودة { ففتقناهما } جعلنا السماء سبعاً والأرض من سبعاً، أو فتق السماء أن كانت لا تمطر فأمطرت، وفتق الأرض أن كانت لا تنبت فأنبتت { وجعلنا من الماء } النازل من السماء والنابع من الأرض { كل شيء حي } من نبات وغيره أي فالماء سبب لحياته { أفلا يؤمنون } بتوحيدي .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وَ زِدْنا علماً

الشتاء3 @alshtaaa3
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
اختيار موفق ومعلومات جميله
استمتعت بالقراءه
بوركت