روح الفن

روح الفن @roh_alfn

عضوة مميزة

░▒▓◄.. كبـــــــــــــش الــــــــــفداء !! .. ►▓▒░

الأمومة والطفل






بسم الله الرحمن الرحيم











البيت موطئ الراحة و صمام الأمان حينما توضع لبناته بالوئام والتفاهم
ولكن حالما يكون محل شد وجذب , تنطفئ شموع التوافق والود والحب

و يخيّم السب و الشتم و تبادل اللوم بدل تأسيس قواعد الحوار وانتهاج
التناقش بأسلوب الإحترام...
تتزعزع الأركان وتهتز الجدران ويقع السقف فيخرالبنيان وينقلب رأسا
على عقب

كثيرا ما يدخل الأبوان متاهة المجادلة ودائرة العناد والتعنت قد تبدأ بلطف
و تنهي بعنف و قد تنطلق باختلاف بسيط و تنتهي بخلاف

والأسوء أن يكون الخصام أمام مرآى و مسمع الأبناء فينشؤوا في بيئة
غير صحية فلن يكونوا بالتالي أصحاء





كثيرا ما تتأزم المشاكل بين الزوجين و عوض البحث عن حلول يزيدان
في اشعال وقيد الخصومات ليحترق الأطفال بصمت بنـار الكبار
فعادة بسن الطفولة يقع برمجة الصغار للمراحل العمرية المتقدمة
لتسطّر سلوكياته القادمة .. فكل ما تزرعه من مشاحنات و مشادات
و كيلٌ بالكلمات النابية و ربما تتطور إلى لكمات و كدمات ووو..........
يتقمصه الطفل و يتلبسه فتنبت البراعم مكسوة بالأعشاب الطفيلية
و مهما حاولت بعد ذلك من تعقيم وتنظيف أو تلطيف الأجواء يظل ذالك
(الأكسيدالكربوني )الذي تنفسوه صغارا يختنقهم كبارا......

فبعد نوبة الغضب وما تحدثه من انفلات أخلاقي وتأزم في المبادئ والقيم
قد لا ينفع بعد ذلك الردع والعلائق تتصدع و تقع

غالبا ما يسعى الطفل لتقليد أبوية وربما يعتقد أن رفع الصوت في الكلام
المنطق الوحيدة للتخاطب و فرض الرأي والسيطرة على المواقف
سيغيب عن ذهنه أن المسايسة و خفض الصوت هو سلاح الأقوياء

و من يملك الثقة بنفسه لا يحتاج للصراخ و الصياح و الزعيق و النعيق





أما الضرب بين الزوجين فنتائجه بالأكيد وخيمة و يترتب عليه جيل
لا يفهم غير لغة العصا لمن عصى
فيتولد الشعور بالقهر والكبت ويخرج للمجتمع ثائرا ليفرغ تلك الشحنات
السالبة و مشاعر الكره و التمرد
بتدمير الآخرين و فرد عضلاته و تتنامى فيه الروح الإنتقامية و الإنتهازية
و يصبح الطفل عدواني و أناني !!!!!!!!!!!!...........

المهم أن يفرض نفسه بالتنمر على أقرانه و اظهار قواه البدنية
عادة ما يكون هذا الطفل مهزوزا من الداخل ولا يجيد بناء العلاقات
أوقد ينشأ خائفا جبانا ينكمش على نفسه و يرتعب من الآخرين و
لا يجابه ولا يدافع عن نفسه و ينعزل وربما يشعر بالإكتئاب والرهاب
و يخفق حتى دراسيا و يفشل عاطفيا و يضطرب اجتماعيا ........

وربما يؤدي إلى مسالك المهالك كالإجرام والإدمان والهروب من البيت








يستسهل الوالدان العنف اللفظي و يعتقدان أنه أهون وأخف من التعنيف
المادي و الجسدي
ولكن ذلك القاموس يحفظه الأبناء و يسجل في ذاكرتهم و ينقلون
هذا التعامل للخارج
فيخرج الطفل عن نطاق المعقول والأدب و كثير ما يظن أن الخشونة
هي مقياس الرجولة ومعيار القوة

أعلم يقينا أن كل العوائل تتعرض للضغوطات و المشاكل لكن هذا
لا يجيز للأباء الغلط و تجاوز الخطوط الحمراء...

فأين رباطة الجأش والتماسك وفض الخلاف بأخف الأضرار فإن كنا

لا نقدر على دفع المشاكل فلمَ لا نتجاوزها بلباقة بدون اقحام الطفل

فلم نورطه و نؤذي سمعه و بصره و نخدش طفولته بصور بشعة ؟؟
لا تمحى و ترسخ و تصيبه بشرخ دائم ..........






فمهما حاولت بعد ذلك ترقيع الثوب الممزق سيظل مشوها كريها !!..

أليس من الجميل أن تحل الخلافات بأسلوب ناضج وبعد أن تغلق الباب
وتراعي مشاعر من يسكن الدار بدون أن يتحملوا معكم الأعباء والأوزار
أليس جميلا أن تعطي لهم الاعتبار فلا تشوش أفكارهم التي تتلقى بسهولة
و تريحهم بفصلهم عن هذه العواصف الهوجاء و ابعادهم عن هذه الرياح
المسمومة والفعال المذمومة فعادة ما تبدأ المشكلة بسيطة لكن بالتسلط
و سلاطة اللسان تتعقد فيتعقد الأبناء وقد يحملون أنفسهم عناء هذه الخلافات
الخارجة عن نطاقهم وفوق طاقتهم.........

كم من نزاع ينزع الحياء من وجوه الأباء فمخجل والله أن يلتقط عقل
الطفل سلوكيات جامحة تتنافى مع مبادئ ديننا القويم
وعيب أن يغرسوا بذور العادات الفاسدة التي تنم عن جهل وقلة الوعي
والفهم المغلوط للدور المنوط بعهدتهم...
إدارة البيت تتوجب حكمة ودراية فلا تجعلوا موائدكم للالتفاف للأكل
فحسب بل موائد حوار و عقل و فكروتغذيهم معنويا و روحيا .....

لا تحتكر أيها الأب الرأي وتستبد و تقمع ابتعد عن الرعونة ودع
الجميع للمشاركة و المساهمة فيوجد في النهر ما لا يوجد في البحر
أيتها الأم لا تكوني الجانب السلبي و الحلقة الأضعف كوني فاعلة
بدل مفعول بها,بالإقناع والإستماع.. فعلى كاهلك ضعف المسؤوليات
ومن خلالك يتعلم الصغير الدفاع عن النفس ومنك يستمد قوته
ويتماسك ويتوازن فلا تتستري عن تصرفات زوجك و تتجنبيه
فالكرامة لا تهدر و لا تشترى بالسكوت والتغاضي فالنتيجة بالتأكيد
مزعجة
إذن فالمشاكل الزوجية تؤدي إلى انفجارات في صدور الأبناء
وعوض أن يكون البيت الأرض الخصبة لشعور بالأمان وللتشبّع بالحنان
يكون حقول ملغمة فتقتل نفوسهم البريئةالهشة و تحطم أجسادهم الغضة





فرجاءً لا تلوثوا سمعهم و بصرهم و تهتكوا ستركم أمام أعينهم الفضولية
و لا تعتبروا أن الأمر عادي و هيّن فالطفل فطن و يستوعب هذا الرعب
وهذه الحرب و تمتصه شخصيته كإسفنجة و يتأثر و يترك في نفسه الأثر
المدمر

ولا تجعلوا الأبناء الضحايا و يدفعون فواتير الأخطاء و لا تقحموهم في مسائل
الكبار
و لا تحولوا غضبكم صوبهم فتصيبهم رصاصاتكم الطائشة قلوبهم الهشة
والمؤسف أن ينتقم الأبوان من خلال الأبناء فينتقل العنف تدريجيا تجاههم
وينتقل الطفل من متفرج إلى متلقي الغلظة و المعاملة الفظة
وذالك سيكون الجزء الثاني من مسلسل العنف الذي سيتوارثه الأبناء
و تظل الدائرة تدور و لا تتوقف ...................


لذا الأزواج بحاجة إلى رسكلة أبوية و تهيئة اجتماعية و هيكلة تربوية
لتنشئة أطفال سالمين صحيا جسديا و نفسيا و سلوكيا بعيدا عن نوازع
العنف و التطرف وإعطاءهم الأولوية القصوى بحسن المعاملة و الاهتمام
و الرعاية في كنف الحب و العطف

فـــــصيحة غضب و نصيحة من القلب لا تجعلوا الأبناء كباش الفداء




إضــــــــــــــاءة :

قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" إن الله رفيق يحب الرفق وإن الله يعطي على الرفق
مالا يعطي على العنف "


تم بحمد الله و فضله ***

**هذا مجرد طرح من منظاري الخاص لكن الحرية
لتعقيب مع جمّ الحــــــــب و الترحــــــــــــــيب**

بقلم و إمضــــــــــــاء أختكن روح الـــــــــــــــــفن







و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته





143
12K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جنى نور عيوني
جنى نور عيوني
جزاك الله خير موضوع مفيد
نونو_الكويت
نونو_الكويت
انوار ابوها
انوار ابوها
روح الفن
روح الفن
بسم الله الرحمن الرحيم


وأثابك الله أخية على اطلالتك

ونسأله أن تكون أعمالنا بنية ,
الإخلاص و الإفادة..
دمتِ بحلل السعادة..









و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
Ļώzαŋ
Ļώzαŋ
موضوع اكثر من رائع
يعطيك العافيه