إدارة الموقع
إدارة الموقع
الباب التاسع والأربعون
من كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين
في أثاث البيت وأدواته وأمتعته وأدوات الصناع
سوى ما تضمن ذكره الأبواب المتقدمة والغزل والحبال وفتلها

الطست: جارية أو خادم. فمن رأى كأنّه يستعمل طستاً من نحاس، فإنّه يبتاع جارية تركية، لأنّ النحاس يحمل من الترك. وإن كان الطست من فضة، فإنَّ الجارية رومية. وإن كان من ذهب، فإنّها امرأة جميلة تطالبه بما لا يستطيع وتكلفه ما لا يطيق. وقيل إنَّ الطست امرأة ناصحة لزوجها تدله على سبب طهارتة ونجاته.
والباطية: جارية مكرة غير مهزولة. والبرمة: رجل تظهر نعمه لجيرانه. وقيل إنّ القدر قيمة البيت. والكانون: زوجها الذي يواجه الأنام ويصلي تعب الكسب، وهو يتولى في الدار علاجها مستورة مخمرة. وقد يدل الكانون على الزوجة، والقدر على الزوجِ، فهي أبداً تحرقه بكلامها وتقتضيه في رزقها، وهو يتقلى ويتقلب في غليانها داخلاً وخارجاً. ومن أوقد ناراً ووضع القدر عليها وفيها لحم أو طعام، فإنّه يحرك رجلاً على طلب منفعة. فإن رأى كأنّ اللحم نضج وأكله، فإنه يصيب منه منفعة ومالاً حلالاً، وإن لم ينضج فإنَّ المنفعة حرام، وإن لم يكن في القدر لحم ولا طعام، فإنّه يكلف رجلاً فقيراً ما لا يطيقه ولا ينتفع منه بشيء.
وقدر الفخار: رجل تظهر نعمته للناس عموماً ولجيرانه خصوصاً.
والمرجل: قيم البيت من نسل النصارى. والمصفاة: خادم جميل. والجام: هو حبيب الرجل والمحبوب منه يقدم عليه من الحلاوة، وذلك لأنّ الحلو على الجام يدل على زيادة المحبة في قلب حبيبه له. فإن قدم الجام وعليه شيء من البقول أو من الحموضات فإنّه يظهر في بيت حبيبه منه عداوة وبغضاء.
والزنبيل: يدل على العبيد. والسلة: في الأصل تدل على التبشير والإنذار، فإن رأى فيها ما يستحب نوعه أو جنسه أو جوهره فهي مبشرة، وإن كان فيها ما لا يستحب فهي منذرة.
الصندوق: امرأة أو جارية. وذكر القيرواني الصندوق بلغته وسماه التابوت، فقال إنّه يدل على بيته وعلى زوجته وحانوته وعلى صدره ومخزنه، وكذلك العتبة. فمارؤي فيه أو خرج منه إليه رآه فيما يدل عليه من خير أو شر على قدر جوهر الحادثة، فإنَّ فيه بيتاً دخلت صدره غنيمة. وإن كانت زوجته حاملاً ولدت ابناً. وإن كان عنده بضاعة خسر فيها أو ندم عليها وعلى نحو هذا.
والتابوت: ملك عظيم، فإن رأى أنّه في تابوت نال سلطاناً إن كان أهلا له لقوله تعالى: " إنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يأتِيَكُمْ التّابُوت " .
وقيل إنَ صاحب هذه الرؤيا خائف من عدو وعاجز عن معاداته، وهذه الرؤيا دليل الفرج والنجاة من شره بعد مدة. وقيل إن رأى هذه الرؤيا من له غائب قدم عليه. وقيل من رأى أنّه على تابوت فإنّه في وصية أو خصومة، وينال الظفر ويصل إلى المراد.
والحقة: قصر، فمن رأى كأنّه وجد حقة فيها لآلىء، فإنّه يستفيد قصراً فيه خدم.
والسفط: امرأة تحفظ أسرار الناس.
والصرة: سر، فمن رأى أنّه استودع رجلاً صرة فيها دراهم أو دنانير أو كيساً، فإن كانت الدراهم أو الدنانير جياداً فإنّه يستودعه سراً حسناً، وإن كانت رديئة استودعه سراً رديئاً. فإن رأى كأنَّه فتح الصرة فإنّه يذيع ذلك السر.
والقربة: عجوز أمينة تستودع أموالاً.
والقارورة والقنينْة: جارية أو غلام، وقيل بل هي امرأة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم رفقاً بالقوارير.
والكيس: يدل على الإنسان، فمن رآه فارغاً فهو دليل موت صاحب الكيس. وقيل إنَّ الكيس سر كالصرة. وقيل من رأى كأنَّ في وسطه كيساً، دل على أنّه يرجع إلى صدر صالح من العلم، فإن كانت فيه دراهم صحاح فإنَّ ذلك العلم صحيح، وإن كانت مكسرة فإنه يحتاج في عمله إلى دراسة.
وحكي أنَّ رجلاً أتى أبا بكر رضوان للّه عليه فقال: رأيت كأنني نفضت كيسي فلم أجد فيه إلاَّ علقة. فقال: الكيس بدن الإنسان، والدرهم ذكر وكلام، والعلقة ليس لها بقاء. فإن رأى الإنسان أنّه نفض كيسه أو هميانه أو صرته، مات وانقطع ذكره من الدنيا. قال فخرج الرجل من عند أبي بكر، فرمحه برذون فقتله.
والهميان: جارٍ مجرى الكيس. وقيل إنَّ الهميان مال، فمن رأى كأنَّ هميانه وقع في بحر أو نهر، ذهب ماله على يدي ملك. وإن رأى كأنَّه وقع في نار، ذهب ماله على يدي سلطان جائر.
والمقراض: رجل قسام، فمن رأى كأنّ بيده مقراضاً اضطر في خصومة إلى قاض. وإن كانت أم صاحب الرؤيا في الأحياء فإنّها تلد أخاً له منِ أبيه. وقيل إنّ المقراض ولد مصلح بين الناس، قال القيرواني: من رأى بيده مقراضاً فإن كان عنده ولد آتاه آخر، وكذلك في العبيد والخدم، وإن كان عزباً فإنّه يتزوج، وأما من سقط عليه من السماء مقراض في مرض أو في الوباء، فإنّه منقرض من الدنيا. وأما من رأى أنّه يجز به صوفاً أو وبراً أو شعراً من جلد أو ظهر دابة، فإنّه يجمع مالاً بفهمه وكلامه وشعره وسؤاله أو بمنجله وسكينه. وأما من جز به لحى الناس وقرض به أثوابهم، فإنّه رجل خائن أو مغتاب كما قال الشاعر:
كأن فكيك للأعراض مقراض ... ومنه فلان يقرض فلاناً
وأما الإبرة: فدالة على المرأة والأمة لثقبها، وإدخال الخيط فيها بشارة بالوطء وإدخال غير الخيط فيها تحذير، لقوله تعالى: " وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنّة حَتّى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخَيّاطِ " . وأما إن خاط بها ثياب الناس فإنّه رجل نصحهم أو يسعى بالصلاح بينهم، لأنّ النصاح هو الخيط في لغة العرِب، والإبرة المنصحة، والخياط الناصح. وإن خاط ثيابه استغنى إن كان فقيراَ، واجتمع شمله إن كان مبدداً، وانصلح حاله إن كان فاسداً. وأما إن رفأ بها قطعاً فإنّه يتوب من غيبة أو يستغفر من إثم إذا كان رفوه صحيحاً متقناً، وإلا اعتذر بالباطل وتاب من تباعة ولم يتحلل من صاحب الظلامة، ومنه يقال من اغتاب فقد خرق، ومن تاب فقد رفأ. والإبرة رجل مؤلف أو امرأة مؤلفة، فإن رأى كأنّه يأكل إبرة فإنّه يفضي بسره إلى ما يضر به. وإن رأى كأنّه غرز إبرة في إنسان فإنّه يطعن ويقع فيه من هو أقوى منه.
وحكي أنَّ رجلاً حضر ابن سيرين فقال: رأيت كأنني أعطيت خمس إبر ليس فيها خرق. فعبر رؤياه بعض أصحاب ابن سيرين فقال: الإبر الخمس التي لا ثقب فيهن أولاد، والإبرة المثقوبة ولد غير تمام، فولد له أولاد على حسب تعبيره.
وقال أكثر المعبرين أن الإبرة في التأويل سبب ما يطالب من صلاح أمره أو جمعه أو التئامه، وكذلك لو كانت اثنتين أو ثلاثة أو أربعة، فما كان منها بخيط فإن تصديق التئام أمر صاحبها أقرب، ومبلغ ذلك بقدر ما خاط به. وما كان من الإبر قليلاً يعمل به ويخيط به، خير من كثير لا يعمل بها، وأسرع تصديقاً، فإن رأى أنّه أصاب إبرة فيها خيط أو كان يخيط بها، فإن يلتئم شأنه ويجتمع له ما كان من أمره متفرقاً، ويصلح. فإن رأى أن إبرته التي يخيط بها أو كان فيها خيط انكسرت أو انخرمت، فإنه يتفرق شأن من شأنه. وكذلك لو رأى أنّه انتزعت منه أو احترقت، فإن ضاعت أو سرقت فإنّه يشرف على تفريق ذلك الشأن ثم يلتئم0 والخيط: بيّنة، فمن رأى أنّه أخذ خيطاً فإنّه رجل يطلب بينة في أمر هو بصدده لقوله تعالى: " حتى يتبَيّنَ لكم الخيْط الأبيَض مِنَ الخيْطِ الأسْوَدِ " .
فان رأى كأنه فتل خيطاً فجعله في عنق إنسان وسحبه أو جذبه، فإنه يدعو إلى فساد، وكذلك إذا رأى أنه نحر جملاً بخيط. وأما الخيوط المعقدة فتدل على السحر. ومن رأى أنه يفتل حبلاً أو خيطاً أو يلوي ذلك على نفسه أو على قصبة أو خشبة أو غير ذلك من الأشياء، فإنّه سفر على أي حال كان. فإن رأى أنّه يغزل صوفاً أو شعراً أو مرعزاً مما يغزل الرجال مثله، فإنه يصيب خيراً في سفره. فإن رأى أنه يغزل القطن والكتان أو القز وهو في ذلك متشبه بالنساء، فإنه ينال ذلك ويعمل عملاً حلالاً غير مستحسن للرجال ذلك فإن رأت امرأة أنها تغزل من ذلك شيئا، فإن غائبا لها يقدم من سفر. فإن رأت أنها أصابت مغزلاً فإن كانت حاملاً ولدت جارية، وإلا أصابت أختاً، فإن كان في المغزل فلكة تزوجت بنتها أو أختها، فإن انقطع سلك المغزل أقام المسافر عنها، فإن رأت خمارها انتزع منها أو انتزع كله فإنها يموت زوجها أو يطلقها. فإن احترق بعضه. أصاب الزوج ضر وخوف من سلطان. وكذلك لو رأت فلكتها سقطت من مغزلها، طلق ابنتها زوحها أو أختها. فإن كان خمارها سرق منها وكان الخمار ينسب في التأويل إلى رجل أو امرأة، فإن إنساناً يغتال زوجها في نفسه، أو في ماله أو في بعض ما يعز عليه من أهله. فإن كان السارق ينسب إلى امرأة، فإن زوجها يصيب امرأة غيرها حلالاً أوحراماً وكذلك مجرى الفلكة0 وقال القيرواني: الحبل: سبب من الأسباب، فإن كان من السماء، فهو القرآن والدين وحبل الله المتين الذي أمرنا أن نعتصم به جميعاً، فمن استمسك به قام بالحق في سلطان أوعلم، وإن رفع به مات عليه، وإن قطع به ولم يبق بيده منه شيء أو انفلت من يده فارق ما كان عليه، وإن بقي في يده عنه شيء، ذهب سلطانه وبقي عقده وصدقه وحقه. فإن وصل له وبقي على حاله عاد إلى سلطانه فإن رفع به من بعد ما وصل له غدر به ومات على الحق. وإن كان الحبل في عنقه أو على كتفه أو على ظهره أو في وسطه، فهو عهد يحصل في عنقه وميثاق، إما نكاح أو وثيقة أو نذر أو دين أو شركة أو أمانة، قال الله تعالى: " إلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ الله وَحَبْلٍ مِنَ النّاس " .
وأما الحبل على العصا فعهد فاسد وعمل رديء وسحر، قال الله تعالى: " فَألْقًوا حِبَالُهم وَعِصيّهُمْ " . وأما من فتل حبلاً أو قاسه أو لواه على عود أو غيره، فإنّه يسافر، وكذلك كل ليَّ وفتل. وقد يدل الفتل على إبرام الأمور والشركة والنكاح.
وأما مغزل المرأة ولفاظاتها: فدالان على نكاح العزب وشراء الأمة وِولادة الحامل أنثى. وأما من غزل من الرجال ما يغزله الرجال، فإنّه يسافر أوٍ يبرم أمراً يدل على جوهر المغزول، أو يتغزل في شعر. فإن غزِل ما يغزله النساء، فإن ذلك كله ذلة تجري عليه في سفر أو في غيره، أو يعمل عملاً ينكر فيه عليه، وليس بحرام. وأما غزل المرأة فإنّه دليل على مسافر يسافر لها أو غائب يقدم عليها، لأنّ المغزل يسافر عنها ويرجع إليها، وإلا أفادت من عمل يدها وصناعتها.
وقد حكي عن ذي القرنين أنّه قال: الغزل عمر الرجل. فإن رأى كأنّه غزل أو نسج وفرغ من النسخ، فإنّه يموت. وفكة المغزل زوج المرأة، وضياعها تطليقه إياها، ووجودها مراجعته إياها، ونقضها الغزل نكثها العهد.
وأما المشط: فمنهم من قال يدل على سرور ساعة لأنّه يطهر وينظف ويزين زينة لا تدوم. وقيل المشط عدل. وقيل إنَّ التمشيط يدل على أداء الزكاة والمشط بعينه يدل على العلم وعلى الذي ينتفع بأمره وكلامه كالحاكم والمفتي والمعبر والواعظ والطبيب، فمن مشط رأسه أو لحيته فإن كان مهموماً سلى همه، وإلاّ عالج زرعه ونخله أو ماله مما يصلحه ويدفع الأذى عنه من كلام أو حرب ونحوه.
وأما المرآة: فمن نظر وجهه فيها من العزاب فإنّه ينكح غيره ويلقي وجهه، وإن كان عنده حمل أتى مثله ذكراً كان الناظر أم أنثى، وقد يدل على فرقة الزوجين، حتى يرى وجهه في أرض غيره وفي غير المكان الذي هو فيه، وقد تفرق فيه بنية الناظر فيها وصفته وآماله، فإن كان نظره فيها ليصلح وجهه أو ليكحل عينيه، فإنّه ناظر في أمرِ أخوته مروع متسنن وقد تدل مرآته على قلبه، فما رأى عليها من صدأ كان ذلك إثماً وغشاوة على قلبه. والناظر في مرآة فضة يناله مكروه في جاهه. والنظر في المرآة للسلطان عزله عن سلطانه، ويرى نظيره في مكانه، وربما فارق زوجته وخلف عليها نظيره0
وقيل المرآة مروأة الرجل ومرتبته على قدر كبر المرِآة وجلالتها، فإن رأى وجهه فيها أكبر فإنَّ مرتبته فيها ترتفع، وإن كان وجهه فيها حسناَ فإنَّ مروأته تحسن، فإن رأى لحيته فيها سوداء مع وجه حسن وهوعلى غير هذه الصفة في اليقظة، فإنّه يكرم على الناس ويحسن فيهم جاهه في أمر الدنيا. وكذلك إن رأى لحيته شمطاء مكهلة مستوية. فإن رآها بيضاء فإنّه يفتقر ويكثر جاهه ويقوى دينه. فإن رأى في وجهه شعراً أبيض حيث لا ينبت الشعر، ذهب جاهه وقوي دينه، وكذلك النظر في مرآة الفضة يسقط الجاه. وقال آخر: المرآة امرأة، فإن رأى في المرآة فرج امرأة أتاه الفرج.
والنظر في المرآة المجلوة يجلو الهموم، وفي المرآة الصدئة سوء حال. فإن رأى كأنّه يجلو مرآة فإنّه في هم يطلب الفرج منه. فإن لم يقدر على أن يجلوها لكثرة صدئها فإنه لا يجد الفرج. وقيل إنّه إذا رأى كأنّه ينظر في مرآة فإن كان عزباً تزوج، وإن كانت امرأته غائبة اجتمع معها. وإن نظر في المرآة من ورائها ارتكب من امرأته فاحشة، وعزل إن كان سلطاناً، ويذهب زرعه إن كان دهقانَاَ. والمرأة إذا نظرت في المرآة وكانت حاملاً فإنّها تضع بنتاً تشبهها، أو تلد ابنتها بنتاً. فإن لم يكن شيء من ذلك تزوج زوجها أخرى عليها نظيرها، فهِي تراها شبهها. وكذلك لو رأى صبي أنّه نظر في مرآة وأبواه يلدان، فإنّه يصيب أخاً مثله ونظيره. وكذلك الصبية لو رأت ذلك أصابت أختاً نظيرتها، وكذلك إذا رأى رجل ذلك وكانت عنده حبلى ولد له ابن يشبهه.
والمذبة: دالة على الرجل الذاب والرجل المحب.
وأما المروحة: فتدل على كل من يستراح إليه في الغم والشدة.
والدرج: بشارة تصل بعد أيام، خصوصاً إذا كان فيه لؤلؤ وجوهر. وكذلك تخت الثياب.
والخلال: لا تستحب في التأويل لتضمنه لفظ الخلل، وقيل أنّه لا يكره لأنّه ينقي وسخ الأسنان، وهي في التأويل أهل البيت، فكأنّه يفرج الهموم عن أهل البيت. فإن فرق به شعره افترق ماله وأصابته فيه ذلة، وإن خلل به ثوبة انخل ما بينه وبين أهله وحليلته.
المكحلة: وأما من أولج مردوداً في مكحلة ليكحل عينه، فإن كان عذباً تزوجِ، وإن كان فقيراً أفاد مالاً، وإن كان جاهلاً تعلم، إلا أن يكون كحله رماداً أو زبدا أو رغوة أو عذرة أو نحوه، فإنّه يطلب حراماً من كسب أو فرج أو بدعة. والمكحلة في الأصل امرأة داعية إلى الصلاح.
والميل: ابن، وقيل هو رجل يقول بأمور الناس محتسباً.
والمقدمة: خادمة. والمهد: بركة وخير وأعمال صالحة.
والصفحة والطبق: حبيب الرجل، والمحبوب ما يقدم عليه شيء حلو.
وأما السكين: فمن أفادها في المنام أفاد زوجة إن كان عزباً، وإن كانت امرأته حاملاً سلم ولدها، وإن كان معها ما يؤيد الذكر فهي ذكر، وإلا فهي أنثى. وكذلك الرمح. وإن لم يكن عنده حمل وكان يطلب شاهداً بحق وجده. فإن كانت ماضية، كان الشاهد عدلاً، وإن كانت غير ماضية أو ذات فلول، جرح شاهده، وإن أغمدت له ستر له أو ردت شهادته لحوادث تظهر منه في غير الشهادة. فإن لم يكن في شيء من ذلك فهي فائدة من الدنيا ينالها، أو صلة يوصل بها، أو أخ يصحبه، أو صديق يصادقه، أو خادم يخدمه، أو عبد يملكه على إقرار الناس. وإن أعطى سكيناً ليس معها غيرها من السلاح، فإنّ السكين حينئذٍ من السلاح هو سلطان، وكذلك الخنجر. والسكين حجة، لقوله تعالى: " وآتَتْ كُلّ وَاحِدةٍ مِنْهنَّ سِكْينَاَ " .
وقيل من رأى في يده سكين المائدة وهو لا يستعملها، فإنّه يرزق إبناً كيساً فإن رأى كأنّه يستعملها، فإنّها تدل على انقطاع الأمر الذي هو فيه.
والشفرة: اللسان، وكذلك المبرد. وأما المسن: فامرأة وقيل رجل يفرق بين المرء وزوجه وبين الأحبة.
وأما الموس: فلا خير في اسمها من امرأة أو خادم أو رجل يتسمى باسمها أو مثلها، إلاّ أن يكون يشرّح بها لحماً أو يجرح حيواناً، فهي لسانه الخبيث المتسلط على الناس بالأذى.
والميسم: يدل على ثلب االناس ووضع الألقاب لهم. وقيل انّه يدل على برء المريض.
وأما الفأس: فعبد أو خادم، لأنّ لها عيناً يدخل فيها غيرها. وربما دلت على السيف في الكفار إذا رؤيت في الخشب، وربما دلت على ما ينتفع به لأنّها من الحديد. وقال بعضهم هو ابن. وقال بعضهم وهو أمانة وقوة في الدين، لقوله تعالى في قصة إبراهيم: " فَجَعَلَهُمْ جُذَاذَاً إلا كَبِيراً لَهُمْ " . وإنما جذذهم إبراهيم بالفأس.
وأما القدوم: فهو المحتسب المؤدب للرجال المصلح لأهل الاعوجاج، وربما دل على فم صاحبه وعلى خادمه وعبده. وقيل هو رجل يجذب المال إلى نفسه، وقيل هو امرأة طويلة اللسان.
والساطور: رجل قوكط شجاع قاطع لخصومات.
والمنشار: يدل على الحاكم والناظر الفاصل بين الخصمين، المفرق بين الزوجين، مع ما يكون عنده من الشر مع اسمه وحسبه، ص وربما دل على القاسم وعلى الميزان، وربما دل على المكاري والمسدي والمداخل لأهل النفاق والجاسوس عالى أهل الشر المسيء بشرهم، وربما دل على الناكح لأهل الكتاب لدخوله في الخشب. وقيل هو رجل يأخذ ويعطي ويسامح.
والمطرقة: صاحب الشرطة.
وأما المسحاة: فإنّها خادم ومنفعة أيضاً، لأنّها تجرف التراب والزبل، وكل ذلك أموال، ولا يحتاج إليها إلاّ من كان ذلك عنده. وهي للعزب ولمن يؤمل شراء جارية نكاح تسر، ولمن تعذر عليه رزقه إقبال، ولمن له سلم بشارة يجمعه، ولمن له في الأرض طعام دلالة على تحصيله. فكيف إن جرف بها تراباً أو زبلاً أو تبناً فذلك أعجب في الكثرة، وقد يدل الجرف بها على الجبانة والمقتلة، لأنّها لا تبالي ما جرفت، وليست تبقى باقية. وربما دلت على المعرفة. وقيل هي ولد إذا لم يعمل بها، وإن عمل بها فهي خادم.
والمثقب: رجل عظيم المكر شديد الكلام، ويدل على حافر الآبار، وعلى الرجل النكاح، وعلى الفحل من الحيوان.
والأرجوحة: المتخذة من الحبل، فإن رأى كأنّه يتأرجح فيها فإنّه فاسد الاعتقاد في دينه يلعب به.
والجواليق والجراب: يدلان على حافظ السر، وظهور شيء منها يدل على انكشاف السر. وقيل إنّها خازن الأموال.
والزق: رجل دنيء، وإصابة الزق من العسل إصابة غنيمة من رجل دنيء وكذلك السمن. وإصابة الزق من النفط إصابة مال حرام من رجل شرير. والنفخ في الزق ابن، لقوله تعالى: " فَنَفَخْنَا فيهِ مِنْ روحِنَا " . والنفخ في الجراب كذلك.
والنحي: زق السمن والعسل، فإنّه رجل عالم زاهد.
والوطب: رجل يجري على يديه أموال حلال يصرفها في أعمال البر.
وأما النطع: فهو دال على الرجل، لأنّه يعلو على الفراش ويقيه الإدناس. وقد يدل على ماله الذي تتمعك فيه المرأة وولدها. وربما دل على السرية المشتراة، وعلى الحرة المؤثرة عليها. وقد يدل على الخادم لأنّ خادم الفراش يدفع الأوساخ عنه.
والوضم: رجل منافق يدخل في الخصومات ويحث الناس عليها.
والسفود: قيم البيت، وقيل هو خادم ذو بأس يتوصل به إلى المراد.
والتور: خادم. والجونة: خازن. والمنخل: رجل يجري على يديه أموال شريِفة، لأنّ الدقيق مال شريف، ويدل على المرأة والخادمة التي لا تحمل ولا تكتم سراً.
والغربلة: تدل على الورع في المكسب، وتدل على نفاد الدراهم والدنانير، والمميز بين الكلام الصحيح الفاسد.
وقفصِ الدجاج: يدل على دار، فإن رأى كأنّه ابتاع قفصاً وحصر فيها دجاجة، فإنّه يبتاع داراً وينقل إليها امرأته. وإن وضع القفص على رأسه وطاف به السوق فإنّه داره وتشهد به الشهود عليه.
والقبان: ملك عظيم، ومسماره قيام ملكه، وعقربه سره، وسلسلته غلمانه وكفته سمعته، ورمانته قضاؤه وعدله.
والميزان: دال على كل من يقتدي به ويهتدي من أجله كالقاضي والعالم والسلطان والقرآن، وربما دل على لسان صاحبه، فما رؤي فيه من اعتدال أو غير ذلك عاد عليه في صدقه وكذبه وخيانته وأمانته، فإن كان قاضياً، فالعمود جسمه، ولسانه لسانه، وكفتاه أذناه، وأوزانه أحكامه وعدله، والدراهم كلام الناس وخصوماتهم، وخيوطه أعوانه ووكلاؤه.
والمكيال: يجري مجراه. والعرب تسمي الكيل وزناً. والميزان عدل حاكم وصنجاته أعوانه، وميل اللسان إلى جهة اليمين يدل على ميل القاضي إلى المدعي وميله إلى اليسار يدل على ميله إلى المدعى عليه، واستواء الميزان عدله، واعوجاجه جوره، وتعلق الحجر في إحدى جهتيه للاستواء دليل على كذبه وفسقه. وقيل إنَّ وفور صنجاته دليل على فقه القاضي وكفاءته، ونقصانها دليل على عجزه عن الحكم فإن0رأى كأنّه يزن فلوساً فإنّه يقضي بشهادة الزور. وميزان العلافين خازن بيت المال0 والميزان الذي كفتاه من جلد الحمار يدل على التجار والسوقة الذي يؤدون الأمانة في التجارات.
والمهراس: رجل يعمل ويتحمل المشقة في إصلاح أمور يعجز غيره عنها.
والمسمار: أمير أو خليفة، ويدل على الرجل الذي يتوصل الناس به إلى أمورهم كالشاهد وكاتب الشروط، ويدل على الفتوة الفاصلة، وعلى الحجج اللازمة، وعلى الذكر. ويدل على مال وقوة.
وأما الوتد: فمن رأى كأنّه ضربه في حائط أو أرض، فإن كان عزباً تزوج، وإن كانت له زوجة حملت منه. وإن رأى نفسه فوقه تمكن من عالم، أو مشىِ فوق جبل. وقيل الوتد أمير فيه نفاق. وإن رأى كأنّه غرسه في حائط فإنّه يحب رجلاً جليلاً. فإن غرزه في جدار بيت فإنّه يحب امرأِة. فإن غرسه في جدار اتخذ من خشب فإنّه يحب غلاماً منافقاً. فإن رأى كأنَّ شيخاً غرز في ظهره مسماراً من حديد، فإنّه يخرج من صلبه ملك أو نظير ملك أو عالم يكون من أوتاد الأرض. فإن رأى أنّ شاباً غرز في ظهره وتداً من خشب فإنّه يولد له ولد منافق يكون عدواً له. فإن رأى كأنّه قلع الوتد فإنّه يشرف على الموت. وقيل من رأى أنّه أوتد وتداً في جدار أو أرض أو شجرة أو أسطوانة أو غير ذلك، فإنّه يتخذ أخبية عند رجل ينسب إلى ذلك الشيء الذي فيه الوتد.
والحلقة: دين. والجلجل: خصومة وكلام في تشنيع.
والجرس: رجل مؤذ من قبل السلطان.
والرواية والركوة: للوالي كورة عامرة، وللتاجر تجارة شريفة.
والمندفة: امرأة مشنعة، ووترها رجل طنان، وقيل هو رجل منافق.
والمنفخة: وزير.
وخشبتا القصارين: شريكان يكتسبان زينة الناس وجمالهم.
والعصا: رجل حسيب منيع فيه نفاق. فمن رأى كأنَّ بيده عصا فإنّه يستعين برجل هذه صفته، وينال ما يطلبه ويظفر بعدوه ويكثر ماله. فإن رأى العصا مجوفة وهو متوكىء عليها فإنّه يذهب ماله ويخفي ذلك من الناس. فإن رأى كأنّها انكسرت فإن كان تاجراً خسر في تجارته، وإن كان والياً عزل. وإن رأى كأنّه ضرب بعصا أرضاً فيها تنازعِ بينه وبين غيره، فإنّه يملكها ويقهر منازعه. وإن رأى كأنّه تحول عصا مات سريعاً.
وأما الكرسي: لمن جلس عليه فإنّه دال على الفوز في الآخرة إن كان فيها، وإلاّ نال سلطاناً ورفعة شريفة على قدره ونحوه. فإن كان عزباً تزوج امرأة على قدره وجماله وعلوه وجدته. ولا خير فيه للمريض ولا لمن جلس داخلاً فيه لما في اسمه من دلائل كرور السوء، لا سيما إن كان ممن قد ذهب عنه مكروه مرض أو سجن، فإنّه يكر راجعاً. وأما الحامل فكونها فوقه مؤذن بكرسي القابلة التي تعلوه عند الولادة عند تكرار التوجع والآلام، فإن كان على رأسها فوقه تاج ولدت غلاماً، أو شبكة بلا رأس أو غمد سيف أو زج بلا رمح ولدت جارية.
وقيل من رأى أنّه أصاب كرسياً أو قعد عليه، فإنّه يصيب سلطاناً على امرأة وتكون تلك في النساء على قدر جمال الكرسي وهيئته. وكذلك ما حدث في الكرسي من مكروه أو محبوب فإنَّ ذلك في المرأة المنسوبة إلى الكرسي. والكرسي امرأة أو رفعة من قبل السلطان. وإن كان من خشب فهو قوة في نفاق، وإن كان من حديد فهو قوة كاملة. والجالس علىِ الكرسي وكيل أو والٍ أو وصي إن كان أهلاً لذلك، أو قدم على أهله إن كان مسافراَ، لقوله تعالى: " وألفينا عَلَى كُرسيّه جَسَداً ثَمّ أَنَاب0 " والإنابة الرجوع.
والقمع: رجل مدبر ينفق على الناس بالمعروف. ودخول الكندوج مصيبة.
واللوح: سلطان وعلم وموعظة وهدى ورحمة، لقوله تعالى: " وكَتَبْنَا لَهُ في الألْوَاح " . وقوله: " في لَوْحٍ مَحًفوظٍ " . والمصقل منه يدل على أنّ الصبي مقبل صاحب دولة، والصدىء منه يدل على أنّه مدبر لا دولة له. وإذا رأى لوحاً من حجر فإنّه ولد قاسي القلب، وإذا كان من نحاس فإنّه ولد منافق، وإذا كان من رصاص فإنّه ولد مخنث.
والمحرضة: خادم يسلي الهموم.
والمسرجة: نفس ابن آدم وحياته، وفناء الدهن والفتيلة ذهاب حياته، وصفاؤهما صفاء عيشه، وكدرهما كدر عيشه، وانكسار المسرجة بحيث لا يثبت فيها الدهن علة في جسده. بحيث لا تقبل الدواء. والمسرجة قيم البيت.
والمكنسة: خادم. والخشنة: خادم متقاض. وأما من كنس بيته أو داره فإن كان بها مريض مات، وإن كان له أموال تفرقت عنه. وإن كنس أرضاً وجمع زبالتها أو ترابها أو تبنها، فإنّه يفيد من البادية إن كانت له، وإلا كان جابياً أو عشاراً أو فقيراً سائلاً طوافاً.
والممخض: رجل مخلص، أو مفتٍ يفرق بين الحلال والحرام. فإن رأى كأنّه ثقب الممخض فإنّه لا يقبل الفتوى ولا يعمل بها.
وأما القصعة: فدالة على المرأة والخادم، وعلى المكان الذي يتعيش فيه وتأتي الأرزاق إليه. فمن رأى جمعاً من الناس على قصعة كبيرة أو جفنة عظيمة، فإن كان من أهل البادية كانت أرضهم وفدادينهم، وإن كانوا أهل حرب داروا إليها بالمنافقة، وحركوا أيديهم حولها بالمجالدة على قدر طعامها وجوهرها، وإن كانوا أهل علم تألفوا عليه إن كان طعامها حلواً ونحوه، وإن كانوا فساقاً أو كان طعامها سمكة أو لحماً منتناً تألفوا على زانية.
وأما الطاجن: فربما دل على قيم البيت، وربما دل على الحاكم والناظر والجاني والعاشر والماكس، والسفافيد أعوانه، وقد يدل على السجان وصاحب الخراج والطبيب وصاحب البط.
والحصير: دالة على الخادم، وعلى مجلس الحاكم والسلطان. والعرب تسمي الملك حصيراً، فما كان به من حادث فبمنزلة البساط.
وأما التحافة، فدال على الحصار، والحصر في البول. وأما من حمله أو لبسه فهو حسرة تجري عليه وتناله ويحل فيها من تلك الناحية، أو امرأة أو مريض أو محبوس.
وأما الزجاج: وما يعمل منه، فحمله غرور، ومكسوره أموال.
والظرف منه آنية أو زوجة أو خادم أو غيرهن من النساء. وكثرته في البيت دالة على اجتماع النساء في خير أو شر.
وأما العروة: فمن تعلق بعروة أو أدخل يده فيها فإن كان كافراً أسلم واستمسك بالعروة الوثقى، وإن استيقظ ويده فيها مات علي الإسلام. ويدل على صحبة العالم وعلى العمل بالعلم والكتاب.
والمنقار: دال على ذكر صاحبه وفمه، وعلى عبده وخادمه الذي لا يستقيم إلا بالصفع، وحماره الذي لا يمشي إلا بالضرب.
القفل والمفاتيح: وأما من فتح قفلاً فإن كان عزباً فهو يتزوج، وإن كان مصروفاً عن عروسه فإنّه يفترعها، فالمفتاح ذكره، والقفل زوجته. كما قال الشاعر:
فقم إليها وهي فيِ سكرها ... واستقبل القفل بمفتاح
إلا أن يكون مسجوناَ فينجو منه بالدعاء، قال الله تعالى: " إنْ تَستَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمْ الفَتْحً " 0 أي تدعوا فقد جاءكمِ النصر. وإن كان في خصومة نصر فيها وحكم له، قال الله تعالى: " إنّا فَتَحْنا لكَ فتْحَاً مُبِينَاَ " . وإن كان في فقر وتعذر فتح له منِ الدنيا ما ينتفع به على يد زوجة، أو من شركة أو من سفر، وقفول. وإن كان حاكماَ وقد تعذر عليه حكم، أو مفتٍ وقد تعذرت عليه فتواه، أو عابر وقد تعذرت عليه مسألة، ظهر له ما انغلق عليه وقد يفرق بين زوجين أو شريكين بحق أو باطل على قدر الرؤيا.
وأما المفتاح فإنّه دال على تقدم عند السلطان والمال والحكمة والصلاح. وإن كان مفتاحٍ الجنة نال سلطاناً عظيماً في الدين، أو أعمالاً كثيرة منِ أعمال البر، أو وجد كنزاً أو مالا حلالاً ميراثاً. فإن حجب مفتاح الكعبة حجب سلطاناً عظيماً أو إماماً، ثم على نحو هذا في المفاتيح. والمفاتيح سلطان ومال وخطر عظيم، وهي المقاليد. قال الله تعالى: " لهُ مَقَالِيدُ السّمَوَاتِ والأرْض " . يعني سلطان السموات والأرض وخزائنهما. وكذلك قوله في قارون: " مَا إنَّ مَفَاتِحَهُ لتَنُوءُ بالْعُصْبَةِ أو القوَّةَ " . يصف بها أمواله وخزائنه. فمن رأى أنّه أصاب مفتاحاً أو مفاتيح فإنّه يصيب سلطاناً أو مالاً بقدر ذلك. وإن رأى أنّه يفتح باباً بمفتاح حتى فتحه، فإن المفتاح حينئذٍ دعاء يستجاب له ولوالديه أو لغيرهما فيه، ويصيب بذلك طلبته التي يطلبها، أو يستعين بغيره فيظفر بها. ألا ترى أنّ الباب يفتح بالمفتاح حين يريد، ولو كان المفتاح وحده لم يفتح به، وكان يستعين في أمر ذلك بغيره. وكذلك لو رأى أنّه استفتح برجاً بمفتاح حتى فتحه ودخله، فإنّه يصير إلى فرج عظيم وخير كبير بدعاء ومعونة غيره له.
والقفل: كفيل ضامن، وإقفال الباب به إعطاء كفيل، وفتح القفل فرج وخروج من كفالة. وكل غلق هم، وكل فتح فرج. وقيل إنَّ القفل يدل على التزويج، وفتع القفلٍ قد قيل هو الافتراع، والمفتاح الحديد رجل ذو بأس شديد ومن رأى أنّه فتح باباً أو قفلاً، رزق الظفر لقوله تعالى: " نصْرٌ مِنَ الله وَفَتْح قَرِيبٌ " .
إدارة الموقع
إدارة الموقع
الباب الخمسون
من كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين
في النوم والاستلقاء على القفا
والانتباه والعجوز والمرأة والجارية

النعاس: أمن، لقوله عز وجلّ: " إذْ يَغشِّيكُمُ النعاسُ أمَنَة مِنْهُ " والنوم غفلة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا " . وورد في الدعاء: نبهنا من نوم الغافلين.
ومن رأى كأنّه مستلق على قفاه قوي أمره وأقبلت دولته وصارت الدنيا تحت يده، لأنّ الأرض مسند قوي، ولأن من استلقى على قفاه وكان فمه منفتحاً فخرج منه أرغفة، فإن تدبيره ينتقص، ودولته تزول، وبفوز بأمر غيره. فإن رأى كأنّه منبطح، فإنه يذهب ماله وتضعف قوته، ولا يشعر بجري الأحوال، ولا يدري كيف تصرف الأمور. وذلك أنّه إذا نام على هذه الصفة جعل وجهه في الأرض، فلا يدري ما وراءه.
والانتباه من النوم: يدل على حركة الجد وإقباله، وقال القيرواني: إنَّ النوم على البطن ظفر بالأرض والمال والأهل والولد.
والرقاد على الظهر: تشتيت وذلة وموت، وربما دل على فراغ بالأعمال والراحة من الأحزان إذا كان حامداً للّه عزّ وجلّ. والنوم على الجنب خير أو مرض أو موت. ومن رأى أنّه مضطجع تحت أشجار كثر نسله وولده.
وأما العجوز: القبيحة أو الناقصة وذات العيب المجهولة، فهي الدنيا رأس كل فتنة، لأنّ المرأة فتنة، وقد تمثلت الدنيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء في صورة امرأة، وتخايلت لكثير من الناس في صورة امرأة عجوز ذات عيب، وقد تدل إذا كانت حسنة جميلة نظيفة كأنّها عابدة زاهدة، وعلى الآخرة وما يقرب منها ويعمل لها من عمل ومال حلال، لأنّ الدنيا والآخرة ضرتان، إحداهما أعظم وأحسن من الأخرى.. وربما دلت على الدنيا الذاهبة والأرض الميتة والدار الخربة، والمعروفة هي نفسها أو سميتها أو شبيهتها أو نظيرتها، فمن رأى عجوزاً هرمة شابت في المنام، نظرت في حاله إن كانت الرؤيا في خاصته، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كانت ممن أدبرت دنياه عاد إليه إقبالها، وإن كان حراثاً أو كان عنده مكان يدل على النساء قد تعطل كالبستان والفدان والحمام ونحوِه، فإنّه يعود إلى عمارته وبنائه وهيئته، وإن كان مريضاً أفاق من علته وإن كان لاهياً عن آخرته عاد إليه، وإن كانت للعامة نظرت، فإن كانت السنة قد يئس الناس منها ومن خيرها أعقبوها بالخصب وأتوا بالقوت، وإن كانوا في حرب قد تشعبت وكبرت ومكرت انجلى أمرها وعادوا في حالهم في أولها.
وأما المرأة: الكاملة فدالة على ما هو مأخوذ من اسمها، فإما من أمور الدنيا لأنّها دنيا ولذة ومتعة، وأما من أمور الآخرة لأنّها تصلح الدين. وربما دلت على السلطان، لأنّ المرأة حاكمة على الرجل بالهوى والشهوة، وهو في كده وسعيه في مصالحها كالعبد. وتدل على السنة لأنّه تحمل وتلد وتدر اللبن، وربما دلت على الأرض والفدان والبستان وسائر المركوبات.
فمن رأى امرأة دخلت عليه أو ملكها أو حكم عليها، أو ضاحكة إليه أو مقبلة عليه، نظرت في أمره إن كان مريضاً ببطن ونحوه، أو عزباً وكانت المرأة موصوفة بالجمال أو ظنها حوارء، نال الشهادة. وإن لم يكنِ ذلك ولكنها من نساء الدنيا، نجا مما هو فيه ونال دنيا. وإن رأى ذلك فقير أفاد مالاً. وإن رأى ذلك من له حاجة عند سلطان فليرجها وليناهزها. فإن رأى ذلك من له سفينة أو دابة غائبة قدمت عليه بما يسره. وإن رأى ذلك مسجون فرج عنه لجمالها وللفرج الذي معها، وإن رأى ذلك من يعالج غرساً أو زرعاً فليداومه ويعالجه. فإن رآها للعامة فإنّه أمر يكون في الناس يقدم عليهم أو ينزِل فيهم. فإن كانت بارزة الوجه كان أمرها ظاهراً. وإن كانت منتقبة كان أمرها مخفياً. فإن كانت جميلة فهو أمر سار، وإن كانت قبيحة فهو أمر قبيح. وإن كانت تعظهم وتأمرهم وتنهاهم فهو أمر صالح في الدين، وإن كانت تعارضهم وتلمسهم أو تقبلهم أو تكشف عورتها إليهم، فهي فتنة يهلك فيها ويفتتن بها منِ ألم بها أو نال شيئاً منها في المنام أو نالته في الأحلام، وقد تكون من الفتن حصناً وغنائم في تلك السنة التي هم فيها. وإن رآها في وسط الناسِ أو في الجامع، لأنّ الخير قد يكون فتنة، لقوله تعالى: " وَنَبْلُوَكُمْ بالشَرِّ والخَيْرِ فِتْنَةَ " . وإن رآها داخلة عليهم أو نازلة إليهم، فهي السنة الداخلة بعد التي هم فيها.
وأما الجارية: دالة على خير يجيء وأمر يجري وفتنة تعتري مأخوذ من اسمها جار. فمن رأى جارية ملكها أو نكحها أو دخلت عليه، فإن كان له غائب جاءه أو خبره أو كتابه، وإن رأى ذلك من تقتر رزقه يسر له، وإن رأى ذلك من هو في البحر فمن تعذر طاروسه جرت سفينته. وإن رآها للعامة تطاردهم في الأسواق أو تدعوهم إلى السفاح، ففتنة تموج فيهم. وإن رآها تضرب الدف، فخبر مشهور يقدم على الناس. ثم على قدر جمالها وقبحها وسائر أحوالها.
إدارة الموقع
إدارة الموقع
الباب الحادي والخمسون
من كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين
في العطش والشرب والري والجوع والأكل
وأكل الإنسان لحم نفسه أو لحم جنسه ومضغ العلك والطبخ بالنار

أما العطش: في التأويل فخلل في الدين، فمن رأى أنّه عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم يشرِب، فإنّه يخرج من حزن لقوله تعالى في قصة طالوت: " إنَّ الله مُبْتَلِيكُمْ بِنَهْرٍ، فمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي، وَمَنْ لَمْ يَطعمه فإنّهُ مِنِّي " . وقال بعضهم: من أراد أن يشرب فلم يشرب، لم يظفر بحاجته، ومن شرب الماء البارد أصاب مالاً حلالاً. وإذا رأى أنّه ريان من الماء، دل على صحة دينه واستقامته وصلاح حاله فيها.
وأما الجوع: فإنّه ذهاب مال وحرص في طلب معاش. والشبع: تحصيل المعاش وعود المال. والأكل: يختلف في أحواله. وقال بعضهمِ الجوع خير من الشبع، والري خير من العطش. وقيل من رأى أنّه جائع أصاب خيراً، ويكون حريصاً.
ومن رأى أنّ غيره دعاه إلى الغداء دلت رؤياه على سفر غير بعيد لقوله تعالى: " لَقَدْ لَقينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبَا " . فإن دعاه إلى الأكل نصف النهار، فإنه يستريح من تعب. فإن دعاه في العشاء فإنّه يخدع رجلاً ويمكر به قبل أن يخدعه هو. ومن رأى أنّه أكل طعاماً وانهضم، فإنّه يحرص على السعي في حرفته.
ومن رأى أنّه أكل لحم نفسه، فإنّه يأكل من مدخور ماله ومكنوزِه. فإنَّ أكل لحم غيره، فإن أكله نيئاً يغتابه أو أحد أقربائه، وإن أكله مطبوخاً أو مشوياً فإنّه يأكل رأس مال غيره. فإن رأى كأنّه يعض لحم نفسه ويقطعه ويطرحه إلى الأرض فإنّه رجل لماز.
وأكل المرأة لحم المرأة مساحقة أو مغالبة. وأكل المرأة لحم نفسها دليل على أنّها تزني وتأكل كد فرجها. وأكل لحم الرجل في التأويل مثل أكل لحم المرأة، وكذلك أكل لحم الشاب أقوى في التأويل من أكل لحم الشيخ. فإن رأى أنّه يأكل لحم لسان نفسه أصاب منفعة من قبل لسانه، وربما دلت هذه الرؤيا على تعود صاحبها السكوت وكظم الغيظ والدمداراة.
وأما مضغ العلك: فمن رأى أنّه يمضغه فإنّه ينال مالاً في منازعة. وقيل إنّ مضغ العلك إتيان فاحشة، لأنّه من عمل قوم لوط.
وأما من رأى أنّه طبخ بالنار شيئاً ونضج، فإنّ لم ينضج لم ينل مراده. ولو رأى أنّه يأكل اللبان، فإنَّ اللبان بمنزلة بعض الأدوية. ولو يرى أنّه يمضغ اللبان والعلك فإنّه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام وترداده، مثل منازعة أو شكوى أو ما يشبه ذلك.
وكل ما يمضغ من غير أكل، فإنّه يزداد الكلام بقدر ذلك المضغ، وكذلك قصب السكر، إلا أنّه كلام يستحلى ترداده. فإن رأى أنّه يأكل من رؤوس الناس أو يطعمها غيره أو ينال منها شعراً أو عظاماً، فإنّه يصيب مالاً من رؤساء الناس وعظمائهم. فإن أكل من أدمغتهم، فإنّه يصيب من ذخائر أموالهم. وكذلك رؤوس البهائم والسباع، إلا أنّها دون رؤوس الناس في الشرف.
فإن رأى رؤوس الناس مقطوعة في بلدة أو محلة أو بيت أو على باب دار، فإن رؤوس الناس يأتون ذلك الموضع ويجتمعون فيه. وقيل من رأى أنّه يأكل لحم نفسه أصاب مالاً وسلطاناً عظيماً. فإن رأى أنّه يأكل لحم مصلوب أو لحم أبرص أو لحم مجذوم، فإنّه يصيب مالاً عظيماً حراماً. فإن رأى أنّه عانق رجلاً ميتاً أو حياً، فإنّه تطول حياته، وكذلك المصافحة. ومن رأى أنّه يأكل من لحم نفسه أو لحم غيره وكان لم يأكل أثر ظاهر، أكل من ماله أو من مال غيره. فإن لم يكن له أثراً، اغتاب إنساناً من أهل بيته أو غيرهم. ومن أكل لحم المصلوب، أكل مالاً حراماً من رجل رفيع القدر إذا كان لما يأكل إثر.
إدارة الموقع
إدارة الموقع
الباب الثاني والخمسون
من كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين
في ذكر أنواع من البلايا
من اليأس واليتم والوجع والكد والفزع والعثور والعبوس والعري والعزل والصد والسرقة والسفه والذلة والخسران والخيانة والحبس والحمل الثقيل والبؤس والطغيان والضلالة أما اليأس من الأمر: فدليل الفرج والنجاة لقوله تعالى: " فَلَمّا اسْتَيْأسُوَا مِنْهُ خَلِصُوا نَجِيا " . وقوله تعالى: " حَتّى إذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنّوا أنَّهمْ قَدْ كذبوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا " .
وأما اليتيم: فمن رأى كأنّه يتيم، فإنَّ غيره يلعب في أمره امرأة أو مالى أو تجارة وما أشبه ذلك.
والوجع: ندامة من ذنب، وقيل إنَّ من رأى أنّه مستريح فإنّه يكد.
والكد: را حة.
والفزع: يدل على اكتساب مظالم وارتكاب مآثم. ومن رأى أنّه مات من الفزع مات فقيراً، والمظالم باقية في ذمته.
والعزل: عهد، كما أنّ العهد عزل. وقد قيل أنّه يدل على طلاق المرأة.
وعبوس الوجه: يدل على بنت، لقوله تعالى: " وإذَا بُشِّرَ أحَدُهُمْ بالأنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّأً وَهُوَ كَظِيمْ " .
وأما العثور: فمن رأى كأن إبهام رجله عثرت في الأرض. اجتمع عليه دين فإن خرج منها دم، نابتة، نائبة. وقيل أنّه يصيب مالاً حرامأ.
وأما العري: فمن رأى أنّه نزع ثيابه، ظهر له عدو مكاتم غيو مجاهر بالعداوة، بل يظهر المودة والنصيحة. قال الله تعالى: " يا بَني آدَم لا يفتنكم الشّيْطَانُ كَمَا أخْرَح أبَوْيْكُمْ مِنَ الجَنّةِ يَنْزعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا " . فإن رأى كأنّه عريان في محفل، فإنه يفتضح. وإن كان عرياناً في موضع وحده، فإنَّ عدوه يطلب عثراته فلا يجد مراده من هتك ستره.
والطرد: غير محمود في التأويل، فمن رأى أنّه طرد أحداً من أهل إلمفضل أو هول أو صاح عليه، فإنّه يقع في أمر هائل ويغلبه عدوه.
وأما السرقة: فإن السارق المجهول ملك الموت، والسارق المعروف يستفيد من المسروق منه علماً أو موعظة أو منفعة، فإن رأى كأن سارقاً مجهولاً دخل بيته وسرق طسته أو ملحفته أو قمقمته، ماتت امرأته، وسرقة الدار أيمة تتزوج.
والسفه: الجهل. فمن رأى أنّه سفه جهل، لقوله تعالى: " فإنْ كَان الذِي عَلَيْهِ الحَقّ سفيهَاً " . قالوا جاهلاً.
وأما الذلة: فنصرة في التأويل.
والخسران: الذنب.
والخيانهّ: الزنا.
والحبس: ذل وهم. وقيل أن الحبس في السجن يدل على نيل ملك، بدليل قصة يوسف. والحبس في البيت المجصص المجهول المنفردِ عن البيوت دليل الموت والقبر. فإن رأى كأنّه موثق في بيت مغلق عليه، فإنه ينال خيراً.
وأما الحمل الثقيل: فجار السوء.
وإصابة الؤس: دليل الافتقار.
وأما الضلالة: عن الطريق فخوض في باطل. والاهتداء بعد الضلالة إصابة الخير و الفلاح.
إدارة الموقع
إدارة الموقع
الباب الثالث والخمسون
من كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين
في بعض الأضداد كالصعود والهبوط والبخل والإنفاق
والهبة واللجاجة والمصالحة والكبر والتواضع والكذب والصدق والفقر والغنى والخوف والأمن والغم والفرح والجحود والإقرار والإحسان والإساءة والذنب والتوبة

من رأى أنّه صعد جبلاً: دل على حزن وسفر0 فإن صعد في السماء حتى بلغ نجومها فإنّه يصيب شرفاً ورياسة. فإن رأى أنّه لما صعد فيها تحول نجماً من النجوم التي يهتدي به نال الإمامة.
والهبوط من السماء: بعد صعودها ذل بعد العز، وقيل هو نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين. إذا رأى الهبوط من الجبل نال الفرح، وقيل أنّه يدل على تغيير الأمر وتعذر المراد.
وأما البخل: فهو الذم، فإن رأى أنّه يبخل فإنّه يذم، كما أنّه لو يرى أنّه يذم فإنّه يبخل.
وإنفاق المال: على الكره دليل اقتراب الأجل، لقوله تعالى: " وانْفِقُوا ممّا رَزَقنَاكْم مِنْ قَبْل أنْ يأتي أحَدَكُمْ المَوتُ " . وإذا أنفق عن طيب نفس منه أصاب خيراً ونعمة لقوله تعالى: " وَانْفِقُوا خيراً لأنْفُسِكُمْ " . وقوله تعالى: " وَمَا أنْفَقْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَهُو َيُخْلِفُهُ " .
وأما الهبة: فمن رأى كأنّه وهب لرجل عبداً، فإنّه يرسل إليه عدوأ. واللجاجة: فرار، فمن رأى كأنّه يلج، فإنّه يفر من أمر هو فيه كائناً ما كان من ولاية أو تجارة أو صناعة أو خصومه، ويدل أيضاً على نفور الناس عن موعظة واعظ أو تعظيم عالم، لقوله تعالى: " بَلْ لَجُّوا في عُتُوٍ ونُفُور " .
وأما المصالحة: فمن رأى كأنّه يدعو غريماً إلى الصلح من غير قضاء دين، فإنّه يدعو ضالاً إلى الهدى. ومصالحة الغريم على شطر المال نيل خير.
وأما الكبر: فمن رأى كأنّه تكبر لتمسكه بدور الدنيا وفوزه بنعيمها واستقامة أمورها، فإنّه يدل على نفاد عمره، لقوله تعالى: " حَتّى إذَا أخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وازَّيَنَتْ وَظنَّ أهْلُهَا أنّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أتَاهَا أمْرُنَا لَيْلاً أوْ نَهَارَاً " .
والتبختر: خطأ في الدين. لقوله تعالى: " واقصِدْ في مَشْيِكَ " . ويدل على إصابة شرف في الدنيا زائل عن قريب.
والتواضع: للناس ظفر وعلو ورفعة، لما روي في الأخبار من تواضع للهّ رفعه الله.
والكذب: دليل على أنّ صاحب الرؤيا لا عقل له، خصوصاً إذا رأى كأنّه يكذب على اللهّ، لقوله تعالى: " يَفْتَرونَ عَلَى الله الكَذِبَ وأكْثَرُهًمْ لا يَعْقِلُون " .
والصدق: الإيمان، فمن رأى من الكفار أنّه صدق فإنّه يؤمن، كما لو رأى مؤمن أنّه آمن، فإنّه يصدق.
وأما الفقر: فمن رأى أنّه فقير، فإنّه يصيب طعاماً كثيراً، لقوله تعالى، حكاية عن موسى: " ربِّ إني لمَا أنْزَلْتَ إلئيَ مِنْ خَيرٍ فَقير " .
والغنى: هو الفقر فمن رأى أنه يغتني، فإنه يفتقر.
وأما الخوف: فيدل على التوبة، وكل خائف تائب. وقيل: من رأى كأنّه خائف فاز من الخوف. ونال رياسة. فإن رأى أنّه آمن فإنّه يخاف.
وأما الغم: فدال على السرور، وقيل هو الغم بعينه.
والفرح: هو الغم. لقوله تعالى: " لا يُحِبّ الفَرِحينَ " .
وأما الجحود: فعلى ضربين: جحود حق، وجحود باطل. فمن رأى أنّه جحد باطلاً، فإنّه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ومن رأى كأنّه جحد حقاً فإنّه يكفر0 لقوله تعالى: " ومَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إلأَ الكَافِرُون " .
والإقرار: بعبودية إنسان، إقرار بعداوته. والإقرار على النفس بالذنب والمعصية نيل عز وشرف وتوبة، لقوله تعالى حاكياً عن آدم وحواء: " قَالَا رَبّنَا ظَلَمْنَا أنْفُسَنا " 0والإقِرار بقتل الإنسان يدل على نيل ولاية أو رياسة أو أمن، لقصة موسى قتلت منهم نفساً.
وأما الإِحسان: فيدل على نجاة صاحب الرؤيا.
والإساءة: تدل على هلاكه.
وارتكاب الذنب: يدل على ركوب صاحبه الدين، كما أنّ الدين يدل على ارتكاب الآثام.
والتوبة: تدل على نيل ملك وإصابة شرف وبركة بعد احتمال بلية.