بطوطة123

بطوطة123 @btot123

عضوة جديدة

كتاب حياة المشتاقة في الجنة

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
اللهم صل وسلم على نبينا محمد

هذا كتاب حياة المشتاقة في الجنة:

بسم الله نبدأ:

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
الحمد لله الذي أعدّ دار الخلد لعباده وإمائه الأبرار وجعلها جنات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار .. والصلاة والسلام على المصطفى المختار نبينا محمد وعلى آله الطيبين الأطهار ومن تبع نهجهم واقتفى أثرهم ما تعاقب الليل والنهار .. أما بعد
الحديث عن الجنة وما فيها من نعيم تشتاق إليه نفوس المؤمنات وتفرج أسارير كل عبوسة كيف لا .. والله عز وجل يقول : ) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( (الحديد : 12)
واعلمي – رحمك الله – أن أي وصف أو نعيم ذكر في القرآن الكريم أو السنة المطهرة فهو للمؤمنين والمؤمنات على حد سواء إلا ما ورد الدليل بتخصيصه..
إلا أني سأوجه الخطاب لكِ أيتها المشتاقة في هذه الرحلة الماتعة لتكون أدعى لمعرفة ما ينتظركِ من النعيم الخالد .
ودخول الجنة والتنعم بنعيمها وملذاتها ثواب أكيد للمشتاقات المؤمنات العاملات للجنة كما أخبرنا بذلك سبحانه وتعالى في قوله : ) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ( (النساء:124) ،
وقوله تعالى : ) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ( (الفتح:5)
من هذا الوعد الكريم سنرحل أيتها المشتاقات في رحلة ماتعة خاصة بنا
إلى الجنة وقبل أن ننطلق إلى رحلة الخلود في الجنة لنتعرف على أوصافها ، وطرقها ، علينا أن ننتبه أنها فوق ما نسمع ونقرأ ؛ فكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من أوصاف الجنة وأنهارها وقصورها وطعامها وشرابها .. لا يشبه شيئاً من جنسه في الدنيا إلا في الاسم !!
نعم أخيتي .. ففي الصفحات التالية ستحلقين مبحرة في عالم عجيب بديع ، وسنعيش سويعات ترفرف قلوبنا شوقا ولهفة في نعيم الجنة ، فأي نعيم وبأي وصف أصف لكِ الجنة ؟!
ألا فلتعجبي إن كنت متعجبة .. إن فيها من الخير مالا يخطر على بال ولا تعرفه أي واحدة بحال .. هل عرفتِ نعيم الجنة ؟ !!
إنه النعيم الذي لا يدركه إلا مالك النعم تبارك وتعالى .. وإن أخبرتكِ أيتها المشتاقة عن نعيمها فإنما أخبركِ عن القليل ! استمع إلى قوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي : r : اقرؤوا إن شئتم: ) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ (] رواه البخاري
فللنساء من النعيم في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب البشر .. تلك هي الدار التي أعدها الله تعالى لأوليائه وأهل طاعته ..
فكم لها – أختي المشتاقة - من وصف يأخذ بالعقول .. ومن محاسن تأسر أولي الألباب تمعني هذا الحديث العجب العجاب قال r : (موضع سوط في الجنّة خير من الدنيا وما فيها ) رواه البخاري ومسلم .
نعم لكِ يا أماه ويا أختاه ولكِ أيتها الابنة والصديقة الغالية ولكِ أيتها الزميلة
ذات المقام العالي ولكِ أيتها الزميلة ذات الحياة الصعبة هذه الرحلة المميزة ،
دائـماً نسمع عن الجنة ودوماً نقرأ عن نعيـم الجنة ولكن هل فكرنا يوماً أن نتخيل أنفسنا ولو لساعات ونحن في تلك القصور ونحن نتجول بين تلك الحدائق والأشجار هل تخيلنا تلك الأجواء الساحرة ..
يا رعاك الله من أنت وكيف أنت وما مظهرك ومخبرك في الجنة ؟!
ماذا تلبسين وبماذا تتزينين ؟! أين تسكنين ؟! ومن زوجك وحبيبك وفارس أحلامك ؟! وما هي صفاته ؟!
في الجنة لو اجتمعت كل ملكات الدنيا فسيكن دون أقل وصف للمشتاقات في الجنان ، لنعيش وإياكن عند أنهارها ، في قصورها ، داخل خيامها ، ونعيش وإياكن نتحدث عن صفاتها ، وفي رحابها ..
فلعل قلوبنا تشتاق ، وعزائمنا تصدق ، وجوارحنا تشمر لها تشمير الطالبات الجادات.
أختي الغالية .. لا أحد يمكنه أن يصف الجنة وصفاً دقيقاً ولكنها إضاءات يسيرة نحلق وإياكن فيها مستعرضين كلام الحق سبحانه وتعالى وأحاديث رسول الله r عنها وما ذكره السلف الصالح في ذلك ..
لعلها تكون معينا لنا على تحمل الدنيا وما فيها من أحزان وهموم وذنوب وظلم وابتلاء وفراق وفناء ..

يتبع..............
4
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بطوطة123
بطوطة123
رحلة النعيم الخالد :
قبل أن نبدأ حديثنا عن رحاب الجنة في وصف ملكها الكبير ، لا بد أن ننـسى الأشغال والأعمال والأهل والأموال ، لنعيش هذه اللحظات كأنما ننظر إلى الجنة رأي العين ، حتى إن الصحابة كما يقول حنظلة t : ( ‏نكون عند رسول الله ‏r‏ ‏يذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين ...) رواه الترمذي
هلّا كنا كما كانوا ؛ نرى الجنة الآن رأي العين ..
إنها رحلة نادرة رائعة جميلة خلابة ، إنها رحلة الإيمان إلى أرض الجنة ما علمنا عنها من علم سيظل قصيراً مفتقراً إلى الكثير، وستظل نعيماً أبدياً
ولكنها محاولة متواضعة نتعرف من خلالها على ما ينتظرنا من نعيم نحن إماء الله الذليلات بين يديه ، فنقارن بذلك ما نعيشه في دار الفناء كي نقف لنختار أي الدارين أحق بالعمل ..
فتعالي معي أخيتي بكل الشوق ننطلق مع رحلة الحنين والشوق إلى الجنة نتنزه فيها ونستمتع بالنظر إلى أنهارها المطردة ، وقصورها المنيفة
نمتع قلوبنا وعقولنا بلمسة باردة هادئة من التفكر في آلاء الله ونعمه في جنات تم سرورها ، وعظم وصفها ، منتهى الأماني فيها .
ها هي الجنة بريحها وريحانها تأخذنا إليها
هي جنة طابت وطاب نعيمها ******** فنعيمها باق وليس بفان
دار السلام وجنة المأوى ومنـ********ـزل عسكر الإيمان والقرآن




أمام أبواب الجنة :
في هذه الدنيا بعد مراحل من العناء والإرهاق الجسدي والنفسي في يوم شديد الحر كبير العطش لو كنتِ أمام باب قصر ملك أو أمام باب قاعة احتفالات كبيرة بماذا ستشعرين ؟
إنها نسائم التكييف البارد والبخور وأنواع العود والطيب .. تسبقك من مسافة عن باب قصر الملك ..
وما عند الله في الجنة خير وأبقى ..
فماذا عنها ؟!! وماذا سيصلك قبل دخولها ؟!!
تصوري أنكِ تنتظري دخولها وهي تتلألأ من بعيد ، وريحها يوجد من مسيرة مائة عام ، لو ابتعدت عنها مائة سنة شممت رائحتها .
‏ ‏ففي مسند الإمام أحمد عن ‏أبي بكرة‏ t ‏قال ‏سمعت رسول الله r ‏يقول : ( ‏إن ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام ..) .
ما أطيب ريحها وما أروعه !!
فتستنشقي نسيم طيب الكافور والمسك وتسمعي حسن تغريد الأطيار وخرير تلك الأنهار وما لا تصفه ألسنة الواصفين ولا يخطر ببال المتفكرين
هنا حالة من الطيران والشوق غير العادي تخيليه هل نركض أم نهرول أم هناك وسائل تسحبنا دون جهد للباب حسب العمل .
لاشك أنه السباق السباق والمزاحمة على أبواب الجنة

من أي أبواب الجنة ستدخلين :
هناك أبواب وليس باب واحد فكم يا ترى عددها ؟؟!
للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون والمؤمنات : ) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ( ، وفي الصحيحين عن ‏سهل بن سعد t عن النبي r ‏قال : (‏ ‏في الجنة ثمانية أبواب باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل غيرهم )
وهناك باب للمكثرين والمكثرات من الصلاة ، وباب للمتصدقين والمتصدقات ، وباب للمجاهدين ، ففي الحديث المتفق عليه عن ‏ ‏أبي هريرة t أن رسول الله r‏ قال : (‏ ‏من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب ‏‏الريان‏ ، ‏قال‏ ‏أبو بكر الصديق : ‏يا رسول الله ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال رسول الله r‏: نعم وأرجو أن تكون منهم )
فهذه أربعة أبواب سميت ، ولا نعلم عن أسماء البقية والله أعلم ، لنزداد شوقاً في طلبها ..
أبوابها حق ثمانية أتت ******** في النص وهي لصاحب الإحسان
باب الجهاد وذاك أعلاها وبا ******** ب الصوم يدعي الباب بالريان
ولكل سعي صالح باب ورب ******** السعي منه داخل بأمان

أين المفتاح ؟!! :
أين المفتاح لنفتح الباب ؟!!
تلك الدار لا تُفتح إلا بمفتاح قد تعاهدته صاحبته واهتمت به ..
وذكر البخاري في صحيحه عن وهب بن منبه أنه قيل له : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ليس مفتاح إلاّ له أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فُتح لك ، وإلا لم يُفتح لك ..
فإياكِ أن تثلمِ منها شيئا .
يقول ابن القيّم :
هذا وفتح الباب ليس بممكن******** إلا بمفتاح على أسنان
مفتاحه بشهادة الإخلاص والتو********حيد تلك شهادة الإيمان
أسنانه الأعمال وهي شرائع الـ********إسلام والمفتاح بالأسنان

كيف حلق الباب ؟!! :
والآن اسمعي أخيتي إلى الشفيع r وهو يتحدث عن وفد الرحمن : ( وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوت حمراء على صفائح الذهب ) .
حلقة واحدة تتكون من ياقوتة حمراء ما هذه الياقوتة التي على باب بوسع مسيرة أربعين سنة ثم على صفائح من ذهب .. يعني خزين الملوك والبنوك وباطن الأرض لن يغطي صفيحة ولن يكون مشاركا معه سوى بكلمة ذهب .
والآن انظري من يتقدم ويقرع باب الجنة ..
يتقدمنا أفضل الخلق سيد ولد آدم صلوات ربي وسلامه عليه محمد المبعوث رحمة للعالمين ليقرع باب الجنة

والمشتاقات خلفه .. يتطلعن إليه وإليها
قال رسول الله r : ( أنا أكثر الناس تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة ) أخرجه مسلم
يخرج سيد ولد آدم يوم القيامة محمد عليه الصلاة والسلام ، فإذا به يأخذ حلقة من حلقات أبواب الجنة ، فيقول الملك: من أنت ؟ فيقول : أنا محمد - بكل أدب وتواضع عليه الصلاة والسلام - فيقول الملك: لك أمرت ، لا أفتح لأحد قبلك .
فتصوري أن الباب قد فُتح ، وتخيلي أنكِ تنظرين إلى ذلك الباب ، وأنكِ تنتظرين الإذن لتدخلي إلى تلك الجنان ..

ما أوسع هذه الأبواب !!
والآن تأملي رعاك الله قوله تعالى : ) حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ( (الزمر:73)
لنتأمل أخيتي مدى سعة تلك الأبواب التي تُفتح ..
سبحان الله .. هذه الأبواب في غاية الوسع والكبر ..
واسمعي إلى الحبيب عليه الصلاة والسلام وهو يصف وسع باب من أبواب الجنة كما في مسند الإمام أحمد فيقول : (‏ ‏ما بين‏ مصراعين ‏ ‏في الجنة كمسيرة أربعين سنة )
وابشري أخيتي فلهذه الأمة باب مختص بهم يدخلون منه دون سائر الأمم كما بلغنا المبعوث رحمة للعالمين r بذلك حيث قال : ( ‏باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرضه مسيرة الراكب ‏المجود ‏ ‏ثلاثا ثم إنهم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم ‏ ‏تزول ) رواه أحمد
وهذا مطابق للحديث المتفق عليه إن ما بين المصراعين كما بين مكة وبصرى فإن الراكب المجد غاية الإجادة على أسرع هجين لا يفتر ليلاً ولا نهاراً يقطع هذه المسافة في هذا القدر أو قريب منه .
وتخيلي أخيتي عرض الباب - سبحان الله - تحتاجين إلى ثلاثة أيام من الإسراع على حصان حتى ينتهي عرض الباب فقط أي ما يقارب 1500كم تقريباً .. فما بالك بطوله ..
إنها ساعة من ساعات الازدحام عند أبواب الجنة
فلم الازدحام ؟ إنه الضمأ والشوق
و يا رحمة الله ما أوسع فضل الله
فلنحمد الله جميعاً أختي الغالية أن جعلنا من أمة محمد r .
واعلمي رحمكِ الله قوله سبحانه : ) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ( (ص : 50) فإن فيه معنى بديعاً وهو أنكِ إذا دخلتي الجنة لم تغلق أبوابها عليكِ بل تبقى مفتحة كما هي ، وكلمة مفتحة عائدة على الأبواب الثمانية وليس أبواب قصرها المقصورة عليها والله أعلم ..
إن في تفتيح الأبواب لكِ إشارة إلى تصرفكِ وذهابكِ وإيابكِ وتبوئكِ في الجنة حيث شئت ودخول الملائكة أو الولدان عليكِ كل وقت متى شئت بالتحف والهدايا من ربكِ ، وأيضاً إشارة إلى أنها دار أمن لا يُحتاج فيها إلى غلق الأبواب كما كنت تحتاجين إلى ذلك في الدنيا .
ولما كانت الجنات درجات بعضها فوق بعض كانت أبوابها كذلك وباب الجنة العالية فوق باب الجنة التي تحتها وكلما علت الجنة اتسعت ، فعاليها أوسع مما دونه وسعة الباب بحسب وسع الجنة فإن أبوابها بعضها أعلى من بعض ..
تخيلتي أختي الغالية الإبداع الهندسي الذي لا تعرف البشرية له مثيل .. فسبحان الخالق المبدع الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .



- ( حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ) لابن القيم / ص48

- الجنة دار الأبرار والطريق الموصل إليها ( الشيخ أبو بكر الجزائري )

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم )/ ص40

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم )/ ص45

:26::26::26: يتبع:26::26::26:
بطوطة123
بطوطة123
رحلة النعيم الخالد : قبل أن نبدأ حديثنا عن رحاب الجنة في وصف ملكها الكبير ، لا بد أن ننـسى الأشغال والأعمال والأهل والأموال ، لنعيش هذه اللحظات كأنما ننظر إلى الجنة رأي العين ، حتى إن الصحابة كما يقول t : ( ‏نكون عند رسول الله ‏r‏ ‏يذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين ...) رواه الترمذي هلّا كنا كما كانوا ؛ نرى الجنة الآن رأي العين .. إنها رحلة نادرة رائعة جميلة خلابة ، إنها رحلة الإيمان إلى أرض الجنة ما علمنا عنها من علم سيظل قصيراً مفتقراً إلى الكثير، وستظل نعيماً أبدياً ولكنها محاولة متواضعة نتعرف من خلالها على ما ينتظرنا من نعيم نحن إماء الله الذليلات بين يديه ، فنقارن بذلك ما نعيشه في دار الفناء كي نقف لنختار أي الدارين أحق بالعمل .. فتعالي معي أخيتي بكل الشوق ننطلق مع رحلة الحنين والشوق إلى الجنة نتنزه فيها ونستمتع بالنظر إلى أنهارها المطردة ، وقصورها المنيفة نمتع قلوبنا وعقولنا بلمسة باردة هادئة من التفكر في آلاء الله ونعمه في جنات تم سرورها ، وعظم وصفها ، منتهى الأماني فيها . ها هي الجنة بريحها وريحانها تأخذنا إليها هي جنة طابت وطاب نعيمها ******** فنعيمها باق وليس بفان دار السلام وجنة المأوى ومنـ********ـزل عسكر الإيمان والقرآن أمام أبواب الجنة : في هذه الدنيا بعد مراحل من العناء والإرهاق الجسدي والنفسي في يوم شديد الحر كبير العطش لو كنتِ أمام باب قصر ملك أو أمام باب قاعة احتفالات كبيرة بماذا ستشعرين ؟ إنها نسائم التكييف البارد والبخور وأنواع العود والطيب .. تسبقك من مسافة عن باب قصر الملك .. وما عند الله في الجنة خير وأبقى .. فماذا عنها ؟!! وماذا سيصلك قبل دخولها ؟!! تصوري أنكِ تنتظري دخولها وهي تتلألأ من بعيد ، وريحها يوجد من مسيرة مائة عام ، لو ابتعدت عنها مائة سنة شممت رائحتها . ‏ ‏ففي مسند الإمام أحمد عن ‏أبي بكرة‏ t ‏قال ‏سمعت رسول الله r ‏يقول : ( ‏إن ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام ..) . ما أطيب ريحها وما أروعه !! فتستنشقي نسيم طيب الكافور والمسك وتسمعي حسن تغريد الأطيار وخرير تلك الأنهار وما لا تصفه ألسنة الواصفين ولا يخطر ببال المتفكرين هنا حالة من الطيران والشوق غير العادي تخيليه هل نركض أم نهرول أم هناك وسائل تسحبنا دون جهد للباب حسب العمل . لاشك أنه السباق السباق والمزاحمة على أبواب الجنة من أي أبواب الجنة ستدخلين : هناك أبواب وليس باب واحد فكم يا ترى عددها ؟؟! للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون والمؤمنات : ) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ( ، وفي الصحيحين عن ‏سهل بن سعد t عن النبي r ‏قال : (‏ ‏في الجنة ثمانية أبواب باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل غيرهم ) وهناك باب للمكثرين والمكثرات من الصلاة ، وباب للمتصدقين والمتصدقات ، وباب للمجاهدين ، ففي الحديث المتفق عليه عن ‏ ‏أبي هريرة t أن رسول الله r‏ قال : (‏ ‏من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب ‏‏الريان‏ ، ‏قال‏ ‏أبو بكر الصديق : ‏يا رسول الله ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال رسول الله ‏r‏: نعم وأرجو أن تكون منهم ) فهذه أربعة أبواب سميت ، ولا نعلم عن أسماء البقية والله أعلم ، لنزداد شوقاً في طلبها .. أبوابها حق ثمانية أتت ******** في النص وهي لصاحب الإحسان باب الجهاد وذاك أعلاها وبا ******** ب الصوم يدعي الباب بالريان ولكل سعي صالح باب ورب ******** السعي منه داخل بأمان أين المفتاح ؟!! : أين المفتاح لنفتح الباب ؟!! تلك الدار لا تُفتح إلا بمفتاح قد تعاهدته صاحبته واهتمت به .. وذكر البخاري في صحيحه عن وهب بن منبه أنه قيل له : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ليس مفتاح إلاّ له أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فُتح لك ، وإلا لم يُفتح لك .. فإياكِ أن تثلمِ منها شيئا . يقول ابن القيّم : هذا وفتح الباب ليس بممكن******** إلا بمفتاح على أسنان مفتاحه بشهادة الإخلاص والتو********حيد تلك شهادة الإيمان أسنانه الأعمال وهي شرائع الـ********إسلام والمفتاح بالأسنان كيف حلق الباب ؟!! : والآن اسمعي أخيتي إلى الشفيع r وهو يتحدث عن وفد الرحمن : ( وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوت حمراء على صفائح الذهب ) . حلقة واحدة تتكون من ياقوتة حمراء ما هذه الياقوتة التي على باب بوسع مسيرة أربعين سنة ثم على صفائح من ذهب .. يعني خزين الملوك والبنوك وباطن الأرض لن يغطي صفيحة ولن يكون مشاركا معه سوى بكلمة ذهب . والآن انظري من يتقدم ويقرع باب الجنة .. يتقدمنا أفضل الخلق سيد ولد آدم صلوات ربي وسلامه عليه محمد المبعوث رحمة للعالمين ليقرع باب الجنة والمشتاقات خلفه .. يتطلعن إليه وإليها قال رسول الله r : ( أنا أكثر الناس تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة ) أخرجه مسلم يخرج سيد ولد آدم يوم القيامة محمد عليه الصلاة والسلام ، فإذا به يأخذ حلقة من حلقات أبواب الجنة ، فيقول الملك: من أنت ؟ فيقول : أنا محمد - بكل أدب وتواضع عليه الصلاة والسلام - فيقول الملك: لك أمرت ، لا أفتح لأحد قبلك . فتصوري أن الباب قد فُتح ، وتخيلي أنكِ تنظرين إلى ذلك الباب ، وأنكِ تنتظرين الإذن لتدخلي إلى تلك الجنان .. ما أوسع هذه الأبواب !! والآن تأملي رعاك الله قوله تعالى : ) حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ( (الزمر:73) لنتأمل أخيتي مدى سعة تلك الأبواب التي تُفتح .. سبحان الله .. هذه الأبواب في غاية الوسع والكبر .. واسمعي إلى الحبيب عليه الصلاة والسلام وهو يصف وسع باب من أبواب الجنة كما في مسند الإمام أحمد فيقول : (‏ ‏ما بين‏ مصراعين ‏ ‏في الجنة كمسيرة أربعين سنة ) وابشري أخيتي فلهذه الأمة باب مختص بهم يدخلون منه دون سائر الأمم كما بلغنا المبعوث رحمة للعالمين r بذلك حيث قال : ( ‏باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرضه مسيرة الراكب ‏المجود ‏ ‏ثلاثا ثم إنهم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم ‏ ‏تزول ) رواه أحمد وهذا مطابق للحديث المتفق عليه إن ما بين المصراعين كما بين مكة وبصرى فإن الراكب المجد غاية الإجادة على أسرع هجين لا يفتر ليلاً ولا نهاراً يقطع هذه المسافة في هذا القدر أو قريب منه . وتخيلي أخيتي عرض الباب - سبحان الله - تحتاجين إلى ثلاثة أيام من الإسراع على حصان حتى ينتهي عرض الباب فقط أي ما يقارب 1500كم تقريباً .. فما بالك بطوله .. إنها ساعة من ساعات الازدحام عند أبواب الجنة فلم الازدحام ؟ إنه الضمأ والشوق و يا رحمة الله ما أوسع فضل الله فلنحمد الله جميعاً أختي الغالية أن جعلنا من أمة محمد r . واعلمي رحمكِ الله قوله سبحانه : ) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ( (ص : 50) فإن فيه معنى بديعاً وهو أنكِ إذا دخلتي الجنة لم تغلق أبوابها عليكِ بل تبقى مفتحة كما هي ، وكلمة مفتحة عائدة على الأبواب الثمانية وليس أبواب قصرها المقصورة عليها والله أعلم .. إن في تفتيح الأبواب لكِ إشارة إلى تصرفكِ وذهابكِ وإيابكِ وتبوئكِ في الجنة حيث شئت ودخول الملائكة أو الولدان عليكِ كل وقت متى شئت بالتحف والهدايا من ربكِ ، وأيضاً إشارة إلى أنها دار أمن لا يُحتاج فيها إلى غلق الأبواب كما كنت تحتاجين إلى ذلك في الدنيا . ولما كانت الجنات درجات بعضها فوق بعض كانت أبوابها كذلك وباب الجنة العالية فوق باب الجنة التي تحتها وكلما علت الجنة اتسعت ، فعاليها أوسع مما دونه وسعة الباب بحسب وسع الجنة فإن أبوابها بعضها أعلى من بعض .. تخيلتي أختي الغالية الإبداع الهندسي الذي لا تعرف البشرية له مثيل .. فسبحان الخالق المبدع الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . - ( حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ) لابن القيم / ص48 - الجنة دار الأبرار والطريق الموصل إليها ( الشيخ أبو بكر الجزائري ) - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم )/ ص40 - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم )/ ص45 :26::26::26: يتبع:26::26::26:
رحلة النعيم الخالد : قبل أن نبدأ حديثنا عن رحاب الجنة في وصف ملكها الكبير ، لا بد أن ننـسى...
عند أول قدم بالجنة :
ما أعظم هذه اللحظة أنت تدخلين الجنة ها أنت تضعين قدمك ..
لحظة صمت تذوبين فيها بعالم ليس له وصف لا تشعرين بمن حولك تنسين كل ما مضى في رحلة القدوم للجنة ، وصدق الإمام أحمد بن حنبل حينما سئل رحمه الله : متى يجد المؤمن طعم الراحة ؟ قال : عند أول قدم يضعها العبد في الجنة.
لا راحة قبل الجنة ..
المؤمنة في الدنيا في إزعاجات وقلاقل وفتن وحوادث ونكبات وأذى وهم وبلاء ، وهي صابرة على العبادة ..
طبعت على كدر وأنت تريدها ******** صفواً من الأقذاء والأكدار
فعند أول قدم تضعينها في الجنة تشعرين براحة ليس لها مثيل تنسين كل الأذى والفتن والبلاء .

الاستقبال .. والمستقبلون :
والآن أختي المشتاقة بعد الإحساس بالراحة والأمن وقمة النشوة والسعادة
انظري إلى هؤلاء المستقبلين لك !!
نعم إنهم يحيونك بتحية أهل الجنة : سلامٌ عليكم
وقد حكى لنا القرآن ذلك المشهد في قوله جلّ وعلا : ) وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ((الزمر:73)
فهنيئاً لكِ هذا الاستقبال !!
تستقبلكِ الملائكة عند دخولكِ إلى دار السلام ، إلى جنات النعيم ، وأول المستقبلين هو رضوان خازن الجنان ، ثم الملائكة الموكّلون بنعيم الجنة وأهلها ، قال تعالى : )وَتَتَلَقَّـاهُمُ الملائكة هَـذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ( )الأنبياء:103) وقال تعالى : ) وَالمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ( (الرعد :24،23) .
تخيلي وأنتِ تسمعين الملائكة تسلم عليكِ وأنت تدخلين مع أبيك وأمك وزوجك ، مع أحبابك ، مع ذريتك ، فكل عائلة إذا كانت صالحة تدخل مع آبائهم وأزواجهم وذرياتهم كما قال الحق تعالى : )وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ( )الرعد:23) ، وتستقبلهم الملائكة عند الأبواب تقول: ) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ( (الرعد:24(
على أي شيء صبرتي أيتها المشتاقة ؟ !
على صلاة الفجر، وعلى قيام الليل ، صبرتي على صيام التطوع ، صبرتي على ذكر الله ، وقراءة القرآن .. صبرتي على ابتلاء الله وعلى ترك المنكرات .
فهنيئاً لك هذا الاستقبال

أروع مداخل الاستقبال :
انطلقي بنا رعاك الله مع أروع دخول ..
ماذا عند باب الجنة ؟ ما هي أفضل أنواع مداخل الاستقبال ؟!!
انطلقي ..
عطشانة بل ضمآنة أكيد !!
وتحتاجين لاغتسال ..
عند باب الجنة مباشرة أمام الداخل شجرة عظيمة ينبع من أصلها عينان أعدت إحداهما لشرب الداخلين ، والأخرى لاغتسالهم فيشربون من الأخرى لتجري نضرة أشعارهم أبداً .

نعيم نسيان كل شقاء :
يكفي أختي الغالية أن تعلمي أنك بمجرد دخولك الجنة تختفي كل تعاسة أو شقاء مر بك .. وكل نصب وتعب وجهد مرير يتحول إلى سعادة دائمة ..
واسمعي المولى عز وجل يقول : )وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ( (فاطر:33-35( .
لقد انغمست كل جوارحك وأحاسيسك بالجنة فصبغت بها ..
قال رسول الله r : ( ... ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول لا والله ما مر بي بؤسا قط ، ولا رأيت شدة قط ) .رواه مسلم
لكم حياة ما بها موت وعا********فية بلا سقم ولا أحزان
ولكم نعيم ما به بؤس وما******** لشبابكم هرم مدى الأزمان
هذه هي النفس ورغم تزاحم مناظر البؤس التي عاشتها ورأتها بشتى أنواعها وأحجامها ، وبالرغم من معاناتها الطويلة للشدة التي مرت بها من المحن والابتلاءات إلا إنها تقسم بالله في تلك اللحظات وهي التي ليس من طبعها الكذب عندما كانت في الدنيا فهل تُراها تكذب في ذلك اليوم الرهيب ؟ !
إنه ليس الكذب ولكنه ذلك الشعور الذي تملّكها عندما صبغت صبغة في الجنة فيا ترى ماذا رأت ؟ ورأت؟ ماذا سمعت ؟ وبماذا شعرت ؟ مما جعلها تنسى ذلك البؤس الذي رأته في الدنيا فأقسمت بالله إنها لم تر بؤسا قط ، ولم يمر بها شدة قط.

تراب ليس كالتراب وبناء ليس كالبناء :
والآن تقدمي وتأملي التراب الذي تمشين عليه في دار النعيم !!
فالجنة ليست من الدنيا في شيء فبناؤها من الذهب والفضة وطينها مسك يفوح رائحة عطره وإذا لامست قدمكِ شيء وأنت تسيرين في الجنة – جعلنا الله من أهلهافلا تظني أبداً أنها حصاة صغيرة وإنما هي لؤلؤة ثمينة ، وأما التربة فهي زعفران يبهج المقلتين ويسعد الناظرين..
ها هم هؤلاء أصحاب رسول الله r يسألونه عنها ويقولون : حدثنا يا رسول الله عن الجنة ما بناؤها ؟ كما روى ذلك أحمد والترمذي فيقول r : ( لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها (الطين) المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت ، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ) .
وبناؤها اللبنات من ذهب ******** وأخرى فضة نوعان مختلفان
وقصورها من لؤلؤ وزبرجد ******** أو فضة أو خالص العقيان
وكذاك من در وياقوت به ******** نظم البناء بغاية الاتقان
ولا يشفي صدركِ أخيتي بالحديث عنها سوى المبعوث رحمة للعالمين r فاسمعي إليه وهو يقول : ( خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء ، ولبنة من ياقوتة حمراء ، ولبنة من زبرجدة خضراء ، وملاطها المسك ، وحشيشها الزعفران ، حصباؤها اللؤلؤ ، ترابها العنبر ، ثم قال لها انطقي ، قالت : (قد افلح المؤمنون). رواه الطبراني
لا تندهشِي .. فأنت أيتها المشتاقة تسيرين على تراب من زعفران .. وتحت قدميك اللؤلؤ والياقوت
نعم اللؤلؤ والياقوت الذي يتقاتل الناس عليه في الدنيا ملقى هكذا على أرض الجنة ولكنه ليس كياقوت الدنيا ولا لؤلؤها وليس بينهما إلا الأسماء..
حصباؤها در وياقوت كذا********ك لآلىء نثرت كنثر جمان
وترابها من زعفران أو من المـ********ـسك الذي ما استلّ من غزلان
سبحان الخالق المبدع .. نحن في الدنيا معشر النساء نهتم بالذهب واللؤلؤ والألماس وكل ما غلا ثمنه من ما يسمى الأحجار الكريمة فنعلقه في رقابنا وفوق صدورنا أو نلبسه في أيدينا أو نحتفظ به في صناديق خاصة ..
كم تستطيع أثرى ثرية بالأرض أن تفرش أرض بيتها تراب من عنبر وزعفران حتى يرتفع كالحشيش وتجعل حصاها اللؤلؤ ، وفي موقع آخر فرش بالدر الأبيض والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر وملاطها - المعجون الذي يربطها ببعض - المسك ولكن شتان بين هذا وذاك الذي كان في الدنيا فلا يشترك معه إلا في الاسم فقط ..
فأرضية البيوت والقصور والفنادق الراقية في الدنيا من الرخام أو السراميك الذي سرعان ما يتسخ أو يتخدش وتعاني المرأة أو خدمها في تنظيفه أشد المعاناة .. وتجتهد الثريات على توفير أندر الرخام وأنعم الأخشاب ولكن أي حجار الأرض توازي زبرجدة واحدة في الجنة
فيا أيتها المؤمنة الصابرة المحرومة من تزيين أرضية بيتك في الدنيا ابشري فإن لكِ في الجنة خير من ذلك : )وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ ( فسبحان الملك جل جلاله ..


نــور ولكن من أين :
تصوري ما الذي ترينه ؟! لا شمس في الجنة ، سبحان ربي!
من أين يأتي الضوء ؟! وفيها ظلال ، سبحان الله !
ومن أين يأتي الظلال إذا لم يكن فيها شمس ؟!
قال تعالى : ) لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً ( )الإنسان:13)
أي : لا شمس فيها ولا برد .. من أين تأتي الأنوار إذن؟!
يقول شيخ الإسلام : نور يأتي من قبل عرش الرحمن فيضيء لأهل الجنان .
الله أكبر!
وسئل ابن عباس t عن نور الجنة فقال : ما رأيت الساعة التي تكون فيها قبل طلوع الشمس فذلك نورها إلا أنه ليس فيها شمس ولا زمهرير
فهذه الجنة قد تزينت لمن تطلبها .. في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..

درجات بعضها فوق بعض :
أخيتي اعلمي أن الجنة درجات وليست درجة واحدة ، وهذه الدرجات بعضها فوق بعض ، قال تعالى : ) دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا( (النساء:96) ، وقال عز من قائل : ) لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ( (الأنفال:4)
ومن الذين وضحوا هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، قال : "والجنة درجات متفاضلة تفاضلاً عظيماً ، وأولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بحسب إيمانهم وتقواهم"
غاليتي اعلمي أن الجنة مقببة ، أعلاها وأوسعها ووسطها هو الفردوس وسقفه العرش كما قال r في الحديث الصحيح : ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة )
لكن عاليها هو الفردوس مسـ********ـقوف بعرش الخالق الرحمن
وسط الجنان وعلوها فلذاك كا********نت قبة من أحسن البنيان
منه تفجر سائر الأنهار فالـ********ـينبوع منه نازل بجنان
وأعلى مقام في الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة وهو مقام الشفيع النبي محمد r
ومن سأل الله له الوسيلة حلت له شفاعته r يوم القيامة .
ثم غرف أهل عليين وهى قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر تجرى من تحتها الأنهار يتراءون لأهل الجنة كما يرى الناس الكواكب والنجوم في السماوات العلا ، وهى منزلة الأنبياء والشهداء والشهيدات والصابرين والصابرات من أهل البلاء والأسقام والمتحابين في الله والمتحابات.
ثم باقي أهل الدرجات ..
وفي الجنة مائة درجة ، وأدناهم منزلة من كان له ملك مثل عشرة أمثال أغنى ملوك الدنيا ، ففي الصحيحين أن رسول الله r : ( إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ) وهذا يدل على أنها في غاية العلو والارتفاع ، والدرجة الواحدة من الجنة لا يمكن وصف سعتها فهي أوسع مما يتخيل العقل البشري .. إنها جنة عرضها كعرض السماء والأرض ..
قال النبي r : ( إن في الجنة مئة درجة ، ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم) رواه أحمد .
نعم أخيتي ليس كما على الأرض التي تعاني بعض المناطق فيها من الاكتظاظ والأزمة السكانية .. فسبحان الخالق المبدع
- الجنة دار الأبرار والطريق الموصل إليها ( للشيخ أبي بكر الجزائري )

- الجنة دار الأبرار والطريق الموصلة إليها ( لأبي بكر الجزائري )

- الجنة دار الأبرار والطريق الموصلة إليها ( لأبي بكر الجزائري )

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم ) / ص96

- الجنة والنار ( لـ د. عمر سليمان الأشقر ) / ص154
بطوطة123
بطوطة123
ملكات جما ل الجنة !! ..
أنت - أيتها المشتاقة للجنة - أميرة القلوب وصورة محبوبة لكل شاب
أخيتي .. في الدنيا ترتقب الفتاة مهما كان جمالها زوجا ، وتزداد دقائق القلق ، تهزها كلما قلت أسباب الجذب والجمال فيها وتخنقها مع عيوب تحرمها من حب ليس كأي حب وتكاد تهد وتغلق آمال وقوعه مع قرب سن اليأس منها ، ولكن ما أروع الحياة في الجنة في مقرنا الخالد بما سينشأنا الله بأروع صور الجمال سيجعل كل شباب الدنيا يتمنى فقط ولو في الأحلام أن يتخيلنا فنحن ملكات ولكن ليس كأي ملكات ..
هل قرأتِ أو رأيتِ أو عرفتِ عن ملكات جمال الجنة ؟؟؟
هذا وصف لإحداهن وعسى أن تكوني أنت ..
تتنعمين في قصرك الجميل وتملكين أروع وأجمل الثياب ..
وحولك الخدم والوصيفات ..
الجميع رهن إشارتك لتنفيذ أوامرك ..
لكِ ما تشائين أيتها الملكة..
لا تحتاري .. تأتيك جواهرك التي لا حصر لها فترتديها اليوم لحبيبك..
أيتها الملكة لعلك تظنين أنها للحور عين..
لا أيتها الغالية..
إنها المسلمة المؤمنة التي أطاعت ربها المشتاقة للجنة ..
مهما وصفت الحور فأنت يا مشتاقة للجنة أحسن وأجمل وذات ملك ونعيم
ومن وصف جمال المشتاقة بالجنة : سعة صدرها وكاهلها ، وطول قوامها وعنقها وشعرها وبنانها ، وتمتاز بالرقة في خصرها ، ولين كفها .
وإن سألتِ: عن القدود ، فهل رأيت أحسن الأغصان.
وإن سألتِ: عن النهود ، فهن الكواعب ، نهودهن كألطف الرمان.
وإن سألتِ: عن اللون ، فكأنه الياقوت والمرجان ، أي في صفاء الياقوت وفي بياض المرجان ويدل عليه ما قاله عبد الله بن مسعود t عن رسول الله r : ( أن المرأة من نساء أهل الجنة لتلبس عليها سبعين حلة من حرير فيرى بياض ساقيها من ورائهن ذلك بان الله يقول : ) كأنهن الياقوت والمرجان ( ألا وإن الياقوت حجر لو جعلت فيه سلكا ثم استصفيته نظرت إلى السلك من وراء الحجر).
فلو رأت عيناك إقبالها ******** وقد بدت رمانتا صدرها
وهي تماشي بين أترابها
******** وعقدها يشرق في نحرها
لهان في نفسك هذا الذي
******** تراه في دنياك من زهرها
قال تعالى : ) وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ( (البقرة:25) ، والمطهرة من طهرت من الحيض والبول والنفاس والغائط والمخاط والبصاق وكل قذر وكل أذى يكون من نساء الدنيا فطهر مع ذلك باطنها من الأخلاق السيئة والصفات المذمومة وطهر لسانها من الفحش والبذاء وطهرت أثوابها من أن يعرض لها دنس أو وسخ .
وبما أن المرأة تحب أن تكون شابة ، فإن المرأة في الجنة ستكون عذراء في سن ثلاثة وثلاثين سنة : ) إنَّا أنشأناهُنَّ *****ً * فجعلناهن أبكاراً * عُرُباً أتراباً ( (الواقعة:35 ،36 ، 37)
أي أنه إذا دخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها ، ففي الحديث : ( أن امرأة عجوزا جاءته r تقول له : يا رسول الله ادع الله لي أن يدخلني الجنة فقال لها : يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز وانزعجت المرأة وبكت ظنا منها أنها لن تدخل الجنة فلما رأى ذلك منها بين لها غرضه أن لن تدخل الجنة عجوزا بل ينشئها الله خلقا آخر فتدخلها شابة بكراً وتلا عليها قول الله تعالى : ) إنَّا أنشأناهُنَّ *****ً * فجعلناهن أبكاراً * عُرُباً أتراباً () (السلسلة الصحيحة) .
وروى الطبراني في حديث أم سلمة قالت : قلت يا رسول الله أخبرني عن قوله عز وجل : ) وَحُورٌ عِينٌ (
قال : حور بيض عين ضخام العيون شقر- الحوراء بمنزلة جناح النسر - ،
قلت : أخبرني عن قوله عز وجل : ) كَأَنَّهُن لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ ( قال : صفاؤهن صفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي
قلت : يا رسول الله أخبرني عن قوله عز وجل : ) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ( قال : خيرات الأخلاق حسان الوجوه
قلت : يا رسول الله أخبرني عن قوله عز وجل : ) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ( قال : رقتهن كرقة الجلد الذي رايته في داخل البيضة مما يلي القشر وهو الغرقىء - والقشرة العليا يمسها جناح الطير والعش ، وتنالها الأيدي بخلاف داخلها والمعنى محصون لم تمسسه الأيدي ..
قلت : يا رسول الله أخبرني عن قوله عز وجل : ) عُرُباً أتراباً (
قال : هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمضا شمطا خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عربا متعشقات متحببات أترابا على ميلاد واحد
قلت : يا رسول الله نساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟
قال : بل نساء الدنيا أفضل من الحور كفضل الظهارة على البطانة
قلت : يا رسول الله وبمَ ذلك ؟
قال : بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله تعالى ، ألبس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير ، بيض الألوان خضر الثياب صفر الحلي ، مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب ، يقلن نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا طوبى لمن كنا له)
قال r في وصفهن : أن المؤمن لينظر إلي مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك من الفضة في الياقوت - كأنهن في شفافية الجواهر على رؤوسهن التيجان وثيابهن الحرير ..
أقدامها من فضة قد ركبت ******** من فوقها ساقان ملتفان
والساق مثل العاج ملموم يرى******** مخ العظام وراءه بعيان
والريح مسك والجسوم نواعم ******** واللون كالياقوت والمرجان
فإن سألتِ: عن حسن الخلق ، فهن الخيرات الحسان ، اللاتي جمع لهن بين الحسن والإحسان ، فأعطين جمال الباطن والظاهر، فهن أفراح النفوس وقرة النواظر .
وسوء الخلق لا يجتمع مع جمال الظاهر كما ترينه بين بعض نساء الدنيا هداهن الله ..
فيا أيتها المسلمة .. ألا ترضين بأن تكوني ملكة بالجنة متوجة تنتقلين بين أصناف النعيم كما تشائين ؟
إن المرأة في الدنيا من الممكن أن تُنفق كل أموالها من أجل أن تكون جميلة .. فهي تبحث عن الجمال بفطرتها ..
ولهذا فإن الله سبحانه سوف يكافئ المرأة الصالحة الطائعة بأن تكون أكثر جمالاً من الحور العين فالحور العين مخلوقة لتنعيم الرجال ولم تعِش في الدنيا لتعاني هوى النفس ووساوس الشيطان ورفقاء السوء وأجهزة الإعلام الهدامة ..إلخ
أما المرأة المؤمنة التي تحمَّلت حر الصيف من أجل أن تلتزم بالحجاب الشرعي الذي يستر كل عوراتها ، ووقفت صامدة أمام الفتن التي تهاجمها من كل النواحي ، وأطاعت ربها في كل ما أمرها به ، فإنها تستحق أن تُكافَأ بأن تكون أجمل من الحور العين ...
وهؤلاء هن ملكات الجنة وهن أشرف وأفضل وأكمل وأجمل من الحور العين (لعبادتهن الله في الدنيا ( ويكفيك إيمانا أنك الأجمل أن يتكفل الله ب****ئك من جديد على أحسن حال ، فالمشتاقات هن نساء أصحاب اليمين ) إنَّا أنشأناهُنَّ *****ً * فجعلناهن أبكاراً * عُرُباً أتراباً ( (الواقعة:35،36،37)











وجه المشتاقة بالجنة :
تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت ، ويضيء البرق من بين ثناياها إذا تبسمت ، يرى زوجها بالجنة وجهه في صحن خدها ..
والشمس تجري في محاسن وجهها ******** والليل تحت ذوائب الأغصان
فالحدق (سواد العيون) فأحسن سواد ، في أصفى بياض ، في أحسن حور (أي : شدة بياض العين مع قوة سوادها(
واتساع عينها وسعة وجهها ، وبياض لونها وثغرها ، وسواد حاجبها وهدبها وشعرها
غادة ذات دلال ومرح يجد الناعت فيها ما أقترح ..
زانها الله بوجه جمعت فيه أوصاف غريبات الملح ..
وبعين كحلها من غنجها وبخد مسكه فيه رشح ..
ناعم تجري فيه نظرة الملك ولألاء الفرح ..
فلا تحتاج إلى معطرات ومطيبات ومنعمات ومبيضات ومخفيات عيوب وجهها من حب الشباب وبثور وسواد تحت العينين وداخل المسامات لأيام وأيام ومحاربة أسباب التجاعيد في سن اليأس .




أحلى الحُلي والمجوهرات :
نحن الإناث بالطبع أخيتي نحب الحُلي والإكسسوارات والمجوهرات فنحن مفطورات على ذلك لقوله تعالى : ) أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ( (الزخرف-18)
لكن لو أن قالبا من حلي أهل الجنة أخرج لذهب بضوءه شعاع الشمس فلا تسألي بعد هذا عن حلي أهل الجنة
تريدين معرفة أنواع الحلي التي تلبسينها أو التي أعدت لكِ ؟!!



التيجان والأكاليل :
لنبدأ من أعلى جسمك ، كم مرة لبست تاج وما هو نوعه ؟ !
في الجنة تاج بل تيجان إن شاء الله بل هي أفضل أنواع الأطواق الذهبية وأجمل الهامات التي تلبس على الرأس وأروع الأكاليل المرصعة بالجواهر .
فابشري أيتها الجوهرة فإنك ستحلين بأكاليل من در وياقوت متواصلة وستنعمين بتاج أحلى من تاج الملكات .
تاج الجنة العام يتكون من لؤلؤ ، وأن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب ، حجم اللؤلؤة الواحدة في تاجها خير من الدنيا وما عليها .. أي أن قيمتها أغلى بكثير من كل الدنيا وما فيها .. وأي تيجان الدنيا تضاهي لؤلؤة واحدة من اللآلي التي تكون في تاج من تيجان الجنة ..
وأيضاً هناك نوع آخر من التيجان ستلبسينه أيتها المشتاقة إنه تاج من ياقوت أحمر مكلل بالدر والمرجان في جنات النعيم .

ذات الخمار :
قال النَّبِيِّ r : ( .. وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) رواه البخاري
إنها ذات وجه مضيء يضيء كما تضيء الشمس ما بينها وبين الأرض ، وذات ريح أي شذا وعبق إنها ليست ريح عابرة بل تملؤها ريحاً طيبة ، وذات نصيف - هو خمار تتوشح وتتزين به - على رأسها إنه قطعة قماش من الجنة هو خير من الدنيا وما فيها بل وفي رواية خير من الدنيا ومثلها معها ، قال رسول الله r : ( ولنصيف امرأة من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها قال قلت : يا رسول الله وما النصيف ؟ قال : الخمار ) رواه أحمد
فأي وشاح بالدنيا من أرق حرير وأجمل وأزهى الألوان تتباهى به المرأة بالدنيا يوازي هذا النعيم الذي ستناله المشتاقة للجنة ..
وهل المشتاقة التي خمرت رأسها أمام الأجانب كالجريئة الكاشفة عن شعرها بالدنيا أمام الأغراب ؟!! فمن كشفت عن شعر رأسها معصية لله أمام الأجانب ليست كمن خمرت رأسها طاعة لله فأيهن شوقا للجنة ؟!
فيا أيتها المشتاقة تصبّري على حر الحجاب بتذكر وطلب نيل هذا الثواب .

أساور آخر طراز :
قال تعالى : ) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ( (الحج:23)
فابشري أيتها المشتاقة فهناك أساور ذهبية لا يمكن وصفها , أعدها الله لك في جنات النعيم ، وأخرى من لؤلؤ تبهر الناظرات من بريقها ، وهناك نوع آخر من الأساور الذهبية المرصعة باللؤلؤ في منتهى الإتقان والجمال ، وأيضاً ستلبسين أيتها الجوهرة أساور فضية في غاية الروعة لأن الحق جل جلاله يقول : )وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ ( (الإنسان:21)
قال الرسول r : ) لو أن رجلاً من أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ) رواه الترمذي
فسبحان الله .. أي ذهب وأي لؤلؤ وأي فضة بهذا اللمعان الذي يطمس ضوء الشمس .
نعم إنه ليس كذهب الدنيا ولا فضتها التي تتعرض غالباً لفقدان رونقها ولمعانها.

خواتم الجنة :
هنيئاً لك أيتها الدرة الغالية فلك من الحلي أيضاً أشكال مختلفة من الخواتم والتي تكون من الذهب ومنها ما هو من الدر والياقوت ومنها ما هو من اللؤلؤ وغير ذلك مما يحصل لك به التنعم في جنات الخلد ، ( إن أهل الجنة يعطيهم الله خواتم من ذهب يلبسونها وهي خواتم الخلد ثم يعطيهم خواتم من در وياقوت ولؤلؤ وذلك إذا رأوا ربهم في داره دار السلام )

الخلاخل :
ستزيني قدميك أيتها الجوهرة في الجنة بخلاخل من ياقوت يسمع صوتها كل طير في الجنة ، فقد ذكر ابن الجوزي في وصفه : ( وفي رجليْها خلاخل من ياقوت ، إذا مشت سمع من خلاخلها صفير صوت كل طير في الجنة ) ..
في الجنة دار النعيم والجزاء تتنعمين بهذا النوع من الحلي الذي كان محرماً عليك في دار العمل أن تضربي برجليك فيسمع الرجال الأجانب صوت ما تلبسين في رجليك .




أفضل أنواع الحُلل :
والآن أخيتي دعينا نتعرف على أحدث الموديلات والفساتين والثياب التي أعدت لكِ ؟!!
هل تريدين - يا رعاك الله - أن تعرفي شيئاً عن حلل أهل الجنة ؟ حلل الجنة شبر منها خير من الدنيا وما فيها !!
السندس والإستبرق هما نوعان من الحرير من لباس أهل الجنة ، فالسندس (الحرير الرقيق ) والإستبرق ( الحرير السميك ) ، فأحسن الألوان الأخضر وألين اللباس الحرير فجمع لهم بين حسن منظر اللباس وتلذذ العين به وبين نعومته وتلذذ الجسم به .
فأتركك مع القرآن الكريم يصف لك طرفاً من ذلك فاسمعي إليه في سورة الكهف يقول سبحانه وتعالى : ) وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ( وفي سورة الإنسان يقول : ) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ( وفي الحج يقول عنهم : ) وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (.
ثم تأملي غاليتي ما دلت عليه لفظة عاليهم من كون ذلك اللباس ظاهراً بارزاً يجمل ظواهرهن ليس بمنزلة الشعار الباطن بل الذي يلبس فوق الثياب للزينة والجمال
وأيضاً في الجنة مناديل هي ليست كمناديل الدنيا بل هي أنعم وأجمل من أي حرير ، فقد روى البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : ( أتي الرسول r بثوب حرير ، فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه ، فقال رسول الله r : " لمناديل سعد في الجنة أفضل من هذا")
وقال ابن عباس رضي الله عنهما عن حلل الجنة : ( فيها شجرة فيها ثمر كأنه الرمان ، فإذا أراد ولي الله كسوة انحدرت إليه من غصنها فانفلقت عن سبعين حلة ألوانا بعد ألوان ، ثم تنطبق ترجع كما كانت ) .
وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد يقول المصطفى r : ( ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء ، إن شاء أبيض وإن شاء أحمر، وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر، وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن ) .
سبعين ثوبا ألواناً مختلفة ليس لون أبيض فقط كما يتصوره بعض الناس ، ثياب من أفخم وأجود أنواع الحرير لم ير مثلها أهل الدنيا تنال منها المؤمنة المشتاقة ما تشاء ..
فأنت في الجنة لا تبلى ثيابك ، وتكون فساتينك من رقائق فوق بعضها )سبعون رقيقة ) من ألوان مختلفة ، من وراء هذه الرقائق يُرى مُخ ساقك ، فهي فساتين لا توصف ..
ولباسهم من سندس خضر ومن ******** إستبرق نوعان معروفان
ما ذاك من دودٍ بنى من فوقه ******** تلك البيوت وعاد ذو طيران
كلا ولا نسجت على المنوال نسـ********ـج ثيابنا بالقطن والكتان
لكنها حللٌ تُشقُّ ثمارُها ******** عنها رأيت شقائق النعمان
لا تقرب الدنس المقرب للبلى******** ما للبلى فيهن من سلطان
وتأملي من أي الخامات تصنع تلك الأقمشة ؟!!
منها ما هو من ورق شجر الجنة ، ومنها ما هو من النور بحيث لو فُرد هذا الفستان يضيء ما بين المشرق والمغرب ، ولو أن امرأة من أهل الجنة رأت امرأة أخرى ترتدي ثيابا وحليا ًوأعجبها ذلك فإنها تمتلك مثله على الفور ..
فهي ثياب صنعها الرحمن لتتنعم به المرأة الصالحة ، وليست مثل ثياب الدنيا التي صنعها البشر ..


نعم ملابس .. من جميع الموديلات وترضي جميع الأذواق ..وأفضل أنواع الملابس ليس كالماركات الدنيوية العالمية وإنما صناعة ربانية خلقها رب البشر لتتنعمي بها أيتها المشتاقة .

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم ) / ص153

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم ) / ص153

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم ) / ص158

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم ) / ص194

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم ) / ص194

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم ) / ص137

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم ) / ص139

- بستان الواعظين ورياض السامعين ( لابن الجوزي )

- بستان الواعظين ورياض السامعين ( لابن الجوزي )

- بستان الواعظين ورياض السامعين ( لابن الجوزي )

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم ) / ص135

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم ) / ص136

- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ( لابن القيم ) / ص139