تعرّف على قوة عقلك الباطن!!
لكل إنسان قوة رهيبة في داخله إلا انه لا يعرفها وبالتالي لا يحسن التصرف معها، وتعرف هذه القوة ب "قوة العقل الباطن" إلا أن استغلاله الأمثل من شخص لآخر يختلف بين الناس مما يجعله عند البعض أكثر فاعلية بينما عند آخرين لا يعني شيئا.
عندما نجول مع الدكتور:جوزيف ميرفي الذي ألف كتاب "قوة عقلك الباطن" والذي طبع منه أكثر من مليون نسخة وترجم إلى عدة لغات عالمية فعندئذٍ ستكون صورة ما نتحدث عنه واضحة لمن يبحث عن هذه القوة.
إن التعرف على هذه القوة الخارقة التي تستطيع بفعل قوتها أن تكون المعجزة الفاعلة للعقل الباطن وان تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد، وبتعلمك إياها تعرف كيف تستفيد من قوتك الداخلية، وسوف تخرج من باب سجن الخوف، لتدخل باب الحرية الرائعة.
وإذا ما جبنا بين فصول الكتاب المتعددة فإننا سنتعرف على بعض الأمور التي سعى الكاتب إلى ذكرها وشرحها بما يناسبها من الاستدلالات حيث انه وصف بعضها إذا ما فعلها الإنسان بالمعجزة وتساءلي أكثر من موضع عن كيفية تحقيق المعجزة في الحياة؟ والإجابة كما يعرفها بأنها في واقعنا المعاش يوميا ولا يكاد يختلف من واحد إلى آخر ولماذا يوجد إنسان سعيد وآخر حزين؟ ولماذا يوجد إنسان فرح ثري وآخر بائس وفقير؟ولماذا هناك إنسان خائف وقلق وآخر مليء بالثقة والإيمان؟ ولماذا إنسان يمتلك منزلا فخما وجميلا بينما إنسان آخر يكاد يظل على قيد الحياة في حي مزدحم فقير؟ ولماذا يحقق إنسان نجاحا باهرا وإنسان آخر يفشل فشلا ذريعا؟ ولماذا هناك إنسان خطيب مفوه وله شعبية طاغية وإنسان متوسط الحال ولا يسمع عنه احد؟ ولماذا لا يوجد إنسان عبقري في عمله أو مهنته وإنسان آخر يكدح طوال حياته دون أن يفعل أو يحقق شيئا يساوي ما بذله من جهد ووقت؟ لماذا يشفى إنسان من مرض عضال وإنسان لا يشفى منه؟ ولماذا يعاني العديد من الأشخاص الصالحين والمتدينين من عذاب روحي وجسدي لا حد له؟ ولماذا يحقق العديد من الأشخاص الظالمين غير المتدينين نجاحا وازدهارا أو يتمتعون بصحة مشرقة؟ ولماذا تحقق امرأة نجاحا في زواجها وأخرى تشعر بالتعاسة وخيبة الأمل؟ هل توجد إجابة على تلك الأسئلة من خلال المساعدة التي يقدمها لك عقلك الواعي وعقلك الباطن؟ من غير ريب توجد إجابة على ذلك.
الإجابة.. الخروج من السجن إلى الحرية..
وللإجابة على كل الأسئلة المطروحة سابقا وغيرها ما يجول داخل كلمنا يقول الدكتور جوزيف ميرفي: إن ما دفعه وحثه على تأليف هذا الكتاب والرغبة الملحة للحصول على إجابة وتفسير للتساؤلات كلها من خلال لغة بسيطة فيها الحقائق الجوهرية والأساسية للعقل حيث من الممكن شرح وتفسير قوانين العقل والحياة الجوهرية الأساسية في لغة يومية عادية مثل لغة الصحف اليومية والمجلات الدورية وفي مكان العمل والمنزل.
إن الاقتناع التام بأنك سوف تمسك بقوة معجزة فاعلة،تنتشلك من الاضطراب والبؤس والقتل والنزوع إلى الحزن، وترشدك - في الوقت ذاته - إلى مكانك الحقيقي وتحل الصعوبات التي تواجهها وتبعدك عن استرقاق العاطفة والجسد لك، وتضعك تلك القوة المعجزة على طريق يوصلك إلى الحرية والسعادة وراحة البال.
كما تستطيع هذه القوة الفاعلة للعقل الباطن إن تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد وتعلمك كيف تستفيد من قوتك الداخلية سوف تخرج من باب سجن الخوف لتدخل باب الحرية الرائعة.
فك قيود المعجزة..
إلى ذلك أن الشفاء الذاتي للجسم سيظل أكثر الأدلة إقناعا على وجود قوة العقل الباطن،فمنذ أكثر من أربعين عاما مضت شفيت من مرض خبيث - يطلق عليه طبيا اسما"السرقوم" - والحديث للمؤلف - وذلك عن طريق استخدام قوة الاستشفاء العقلي الباطن التي ما تزال تحافظ على وتديرها كل وظائف الجسم الحيوية.
انه كان امرأ طبيعيا إن أؤمن أن الخالق المبدع الذي كون أعضائي وشكل جسمي وجعل قلبي يدق، يستطيع أن يشفي ما صنعت يداه وتقول الحكمة المأثورة "الطبيب يعالج والشفاء على الله".
ويطلق على التفاعل المنسجم لمستويات كل من العقل الواعي والعقل الباطن الموجهة علميا لغرض معين "الصلاة العلمية". وهو مايجده المتصفح للكتاب حيث إن الطريقة العملية التي تستطيع بها أن تنزع الغطاء عن العالم القوي المطلق الذي داخلك لكي تتمكن من الحصول على ما تريد في حياتك.
فأنت ترغب في حياة أكثر سعادة وكمالا وغنى فعليك - إذا – أن تبدأ في استخدام القوة المعجزة لكي تجعل طريقتك في الحياة اليومية سهلة وتحل مشاكل العمل وتحقق الانسجام في علاقاتك الأسرية.
ج الإلهام والحكمة الكامنة في داخلك وكيف يمكن إتباع الوسيلة العلمية الجديدة في استكشاف المستودع الذي لا حدود له وسوف تثبت لنفسك أن هذه الطريقة المذهلة يمكن أن تساعدك لتكون نقطة التحول في حياتك.
أحداث ووقائع حية..
بعد كل هذا هل تعرف كيف تصلي بصدق؟ خاصة وان كل إنسان يصلي إلا أن المدة التي تقضيها عندما تفعل ذلك كجزء من نشاطك اليومي في حالة الطوارئ وفي وقت الشدة والاضطراب وفي المرض وعندما يندس الموت بيننا يتدفق الدعاء والصلاة منك ومن أصدقائك وما عليك إلا أن تتصفح جريدتك اليومية لترى الصلوات والدعاء والتضرع يتمتم بها أفراد الشعب من اجل طفل أصيب بمرض عضال لا يرجى شفاؤه ومن اجل أن يحل السلام بين الدول، ومن مجموعة عمال المناجم لا يستطيعون الخروج من احد المناجم التي غمرتها السيول، وبعدما نجحوا قالوا: "أنهم ظلوا يتضرعون ويصلون وهم ينتظرون النجاة"، ويقول قائد طائرة ركاب: "انه تضرع خلال هبوطه بطائرته اضطراريا بالنجاح".. لا شك أن الدعاء والصلاة يمثلان مساعدة موجودة دائما تلجأ إليها وقتما يشتد عليك الكرب، ولكن لا يجب عليك أن تنتظر وقوع البلاء لتجعل الدعاء والصلاة جزءا من حياتك وتتصدر الاستجابة المفاجئة والمنيرة للدعاء والصلاة والتضرع العناوين الرئيسية في الصحف وهي دلائل بيانات عن اثر الصلاة والدعاء.ما هو شكر الله على النعمة، والدعاء الخالص، والذي يتقرب به الإنسان إلى ربه؟ ومن خلال العمل مع الناس والاتصال بهم أصبح من الضروري البحث عن طرق مختلفة للدعاء والصلاة والتضرع.
لقد جربت تأثير قوة التضرع والصلاة في الحياة الخاصة، وتحدثت وعملت مع أناس نالوا المساعدة عن طريق تضرعهم وصلاتهم ولكن تكمن المشكلة في انك كيف تعلم وتخبر الناس كيف يؤدون الصلاة والدعاء.
فعندما يقع الإنسان في ضائقة يجد صعوبة في التفكير والتصرف بعقلانية فهم في حاجة إلى صيغة سهلة يتبعونها وإطار واضح وبسيط ومحددو غالبا يتعين اقتيادهم حتى يتخطوا الحالة الطارئة التي يمرون بها.
الميزة الفريدة التي يتمتع بها...
وبعد قطع جزء من رحلة التعرف على قوة العقل الباطن لابد أن ندرك بأن هناك ميزة فريدة يتمتع بها هذا الكتاب وهي المنهاج العملي الواقعي الذي يسير عليه وهناك العديد من التقنيات والوسائل التي تتسم بالبساطة وسهولة الاستخدام والتي تستطيع أن تطبقها في أيام العمل والأيام العادية.
حضر ما يزيد عن ألف شخص محاضرة خاصة ألقيت في لوس انجلوس فيها تسليط الضوء على الكثير مما جاء في هذا الكتاب ومنها توضيح السبب لحدوث العكس لما كنت تصلي وتتضرع من اجل أن يتحقق في اغلب الأحيان.
يسأل الكثيرون في أنحاء العالم: "لماذا أتضرع وأدعو كثيرا ولا يستجاب لي"؟ ستجد هنا الأسباب وراء هذه المشكلة العامة وستجد الوسائل العديدة في التأثير على العقل الباطن لتحصل على الإجابة الصحيحة التي تجعل لهذا الكتاب قيمة غير عادية وتمنحك المساعدة اللازمة وقت الشدة.
رأي الكاتب في التضرع
ويقول المؤلف ليس ما اعتقد فيه هو ذلك الشيء الذي يتحقق نتيجة لتضرع الإنسان وصلاته فالاستجابة للتضرع والصلاة تنتج عندما يستجيب العقل الباطن للصورة الذهنية أو الفكر في العقل الواعي للإنسان وهذا الاعتقاد يتحقق في جميع أديان العالم، وهو السبب في أن كل الأديان صادقة وحقيقية تتقبلها النفس،فالمسيحية والإسلام واليهودية تستجيب للصلوات ليس من اجل عقيدة معينة أو دين أو نسب أو طقوس أو شعائر أو أدعية أو قرابين.
وإنما الاستجابة فقط بسبب إيمان وقبول العقل لما يصلون من اجله فقانون الحياة هو قانون الاعتقاد والاعتقاد يمكن إيجازه في انه الفكر الذي في عقل الإنسان وبما أن الإنسان يفكر ويشعر ويؤمن فان ذلك يرتبط بحالة عقله وجسده وبيئته. وأي وسيلة أو منهاج مؤسس على فهم الذي تفعله، ولماذا تفعله سوف يساعدك على أن تجعل العقل الباطن يتضمن جميع الأشياء الطيبة في الحياة وبشكل جوهري فان الدعاء المستجاب هو تحقيق ما يتمناه القلب ويتمنى كل امرئ الصحة والسعادة والأمن وراحة البال وصدق الحديث ولكن الكثير يفشل - بشكل جلي - في تحقيق نتائج محددة.
في الختام..
يقول الدكتور: جوزيف ميرفي: وقد اعترف احد أساتذة الجامعة لي ذات مرة قائلا: اعرف أنني إذا غيرت في طريقة تفكيري، واعدت توجيه حياتي العاطفية، فان قرحة المعدة لن تعاودني مرة أخرى ولكن ليس لدي أية وسيلة أو منهاج أو طريقة للعمل لتحقيق ذلك وعقلي ينشغل بالتفكير في كثير من اهتماماتي واشعر بالضجر والضيق وخيبة الأمل والتعاسة، فالأستاذ الجامعي لديه الرغبة في حياة صحية جيدة، واحتاج لمعرفة الطريق الذي يسلكه عقله ليجعله قادرا على تحقيق رغبته كاملة ومن خلال ممارسته لطرق الاستشفاء المشروحة في هذا الكتاب قد أصبح في أتم صحة وعافية."كل الرجال لديهم طريقة تفكير واحدة".
هذا هو القول المأثور للكاتب والفيلسوف الأمريكي "رالف والدو اميرسون" إن القوى المعجزة الفاعلة لعقلك الباطن موجودة قبل مولدك ومولدي، وقبل وجود العالم وتاريخ الحقائق الأبدية العظيمة ومبادئ الحياة تسبق جميع الأديان ومن خلال هذه الأفكار الموجودة في العقل فإنني أحثك - على أن تتشبث بهذه القوى الرائعة والتي لها قدرة تحويلية حيث أنها سوف تضمد الجراح الجسدية والروحية، وترشد عقلك الذي يستحوذ عليه الخوف إلى طريق التحرر وتجردك - بشكل عام - من قيود الفقر والفشل والتعاسة والعوز والإحباط وكل ما عليك أن تفعله هو أن تلتحم عاطفيا وذهنيا مع الخير الذي تتمنى تجسيده وتبعا لذلك سوف تستجيب القوى المبدعة لعقلك الباطن،ابدأ الآن واليوم، دع العجائب والمعجزات تحدث في حياتك وواصل واستمر حتى يزول الظلام وينبثق نور الفجر وتكون لديك "قوة عقلك الباطن".
تعرف على قوة عقلك الباطن
ستشتمل هذه الدورة على :
1- الكنز الذي بداخلك
2 - طريقة عمل عقلك الباطن
3 - قدرة عقلك الباطن على المعجزات
4 - دور العقل في الشفاء
5 - طرق عملية في الشفاء عن طريق العقل الباطن
6 - عقلك الباطن يميل إلى الحياة
7 - كيف تحصل على النتائج التي تريدها ؟
8 - كيف تستخدم عقلك الباطن في تحقيق الثروة ؟
9 - كيف تكون غنيا ؟
10 - عقلك الباطن شريك في نجاحك
11 -عقلك الباطن و عجائب النوم
12 - عقلك الباطن و المشاكل الزوجية
13 - عقلك الباطن و سعادتك
14 - العقل الباطن و العلاقات الإنسانية
15 - كيف تستخدم عقلك الباطن في الصفح
16 - كيف يزيل اللاوعي العوائق العقلية ؟
17 - كيف تستخدم عقلك الباطن في إزالة الخوف ؟
هذه هي النقاط الرئيسة و ستكون هناك نقاط فرعية تندرج تحتها و سأعرضها أثناء الشرح
المقدمة
أختي الكريمة ، أخي الكريم ، إن عقلكم الباطن هو مفتاحكم السحري للسعادة و راحة البال
قد يتساءل أحد منكم ، ماذا يمكن أن يفعل هذا العقل الباطن ؟ وما هي النتيجة الايجابية التي يمكن أن نحصل عليها من استخدام (العقل الباطن) اللاوعي في داخلنا ؟
هناك أمور كثير يمكن الاستفادة منها إذا عرفتم كيف تتعاملون مع الكنز الثمين وهو العقل الباطن منها :
1- زيادة الحيوية و الصحة حتى شفاء الجسم من كثير من الأمراض الشاسعة بإذن الله
2- الحصول على التقدير الذي تريدونه ، والنجاح الذي تطمحون للوصول إليه
3- بناء الثقة اللازمة لفعل أشياء لم تكونوا قد تجرأتم على الإقدام عليها قط ، لكنكم دائما تريدونها
4- تنمية الصداقات و تعزيز العلاقات مع أفراد الأسرة و الأصدقاء و زملاء العمل
5- تقوية أواصر الزواج أو علاقات المودة و الحب العائلي
6- التغلب على العادات السيئة و التخلص منها
والكثير و الكثير من الأشياء و المعارف الأخرى
الكنز الذي بداخلك:
هل تعلمون أعزائي إن في باطن كل منكم منجم ذهب ؟
جه من هذا المنجم ، هذا المنجم هو عقلكم الباطن
تخيلوا أن أمامكم قطعة صلب ممغنطة يمكن أن ترفعوها حوالي عشر مرات من وزنها ، فإذا نزعتم من نفس قطعة الصلب قوة المغناطيس تلك ، فهل يمكنها أن ترفع دبوس صغيرة ؟
بالتأكيد لا ، هذا يشبه نوعين من الأشخاص أحدهما به قوة المغناطيس ، فهو يتمتع بالإيمان و الثقة الكاملة في نفسه ويعلم انه ما ولد إلا كي ينجح و يحقق الفوز ، أما الآخر ليس بداخله قوة المغناطيس الجاذبة ، يملؤه الخوف و تسنح الفرص العديدة أمام عينه فلا يستغلها و يقول لنفسه سأفشل ، سأفقد أموالي ، لن أحقق أحلامي وهكذا ، إن هذا النوع من الناس لن يحقق الكثير من الانجازات في حياته ، لأنه إذا كان خائفاً من المضي قدماً ، وسيبقى في مكانه ولن يتقدم ، فهو لم يجعل عقله الباطن منفتحا أو بالأحرى لم يكتشف قوة عقله الباطن في تحقيق المعجزات
جها من مكمنها
إنكم لستم في حاجة لامتلاك هذه القوة فانتم تملكونها فعلا ، ولكن انتم بحاجة إلى أن تتعلموا كيف تستخدمونها ، لتطبقونها في جميع جوانب حياتكم
ما هو هذا العقل الباطن ؟!!
العقل الباطن هو مركز للعواطف و الانفعالات ومخزن الذاكرة ، عليكم أن تنظروا لعقلكم الباطن كحديقة وانتم من يقوم بزراعتها ، فانتم من يقوم ببذر البذور وهي الأفكار في حديقتكم ( عقلكم الباطن ) طوال اليوم وعلى أساس تفكيركم المعتاد ، وإذا كنتم تبذرون الحب و السلام في عقلكم الباطن فإنكم ستحصدون الزرع في جسمكم و حياتكم ، وإذا كنتم تبذرون الكره و الشر في عقلكم الباطن فإنكم ستحصدون الفساد في جسمكم وحياتكم
إذا أعزائي من اليوم لا بل من الآن ابدؤوا في زرع أفكار السلام و السعادة و الرضا و السلوك الصحيح ، واستمروا في بذر هذه البذور (الأفكار) الرائعة في حديقة عقلكم الباطن و سوف تحصدون محصولا رائعا ، وقد يكون عقلكم الباطن شبيه بالتربة التي ستنمو فيها البذور سليمة أو فاسدة ، إذا من المهم أن تتولوا رعاية أفكاركم بطريقة صحيحة لكي يثمر ذلك أوضاعا مرغوبة فيها فقط ، فعندما تكون الأفكار التي أودعتموها في عقلكم الباطن أفكارا بناءة خالية من الاضطراب فان القوى العجيبة الفاعلة لعقلكم الباطن سوف تستجيب و تتماشى مع الظروف بطريقة ملائمة
إن معرفتكم لتفاعل عقلكم الواعي و عقلكم الباطن سوف تجعلكم قادرين على تحويل حياتكم كلها ، صحيح إننا لا نستطيع تغير الظروف المحيطة بنا أو العالم الخارجي و لكن نستطيع أن نغير أفكارنا و ما بداخلنا حتى نتأقلم مع الظروف و الأحوال
قد يسألني أحدكم : ذكرت العقل الواعي والعقل الباطن فهل يوجد لدى الإنسان عقلان ؟!!
لا بل كل شخص يملك عقلا واحدا إلا أن عقلكم يتسم بسمتين مميزتين والمهمتان اللتان يقوم يهما غير متشابهتين فكل مهمة لها خواص مميزة تفصلها والتسمية التي تستخدم للتمييز بين وظيفتي العقل هي العقل الواعي و العقل الباطن ، في المحاضرات القادمة سأوضح معنى العقل الواعي و العقل الباطن
نكمل حديثنا عن الكنز الذي بداخلنا ، لدي اليوم قصص و أمثلة جميلة توضح النجاح الذي يحققه الأشخاص باستخدام عقولهم الباطنية ، فما رأيكم أن نبدأ حديثنا بقصة شيقة ؟
كان هناك شاب في مقتبل العمر يعمل في إحدى الشركات الكبيرة ، وكان شاب نشيط ومجتهد وذات يوم طلب منه المسؤول أن يلقي خطابا في ندوة تعقدها الشركة توضح أعمالها و انتاجاتها وما إلى غير ذلك ، فلما حان ذلك الوقت أصيب هذا الشاب بحالة رعب شديد وقال بأنه صوته أصيب بشلل نتيجة تقلصات سببها الخوف ، أدى إلى انقباض عضلات الحنجرة ، وقد تصبب وجهه عرقا و شعر بالخجل لأنه على وشك أن يلقى خطاب خلال دقائق معدودة ظل يرتعد من الخوف و الرعب ، وقال : ( إن الجمهور سوف يسخر مني ، لا استطيع أن ألقى هذا الخطاب ) ولكن فجأة صرخ قائلا ( نقطة الضعف في داخلي تريد القضاء على نقطة القوة عندي ) ووجه كلامه نحو نقطة ضعفه قائلا ( اخرجي من هنا )
ويقصد بنقطة القوة هي القوة اللامحدوده وحكمة عقله الباطن ثم بدأ يقول بتحدي ( اخرجي اخرجي نقطة القوة على وشك أن تنطلق )
هنا استجاب عقله الباطن و أطلق سراح القوى الحيوية الكامنة داخله ، عندما وصل إليه النداء ووقف وبدأ يلقى خطابه ، وفرح مرؤوسه بخطابه
إذا أعزائي عقلكم الباطن يتميز بالتفاعل و يستجيب لطبيعة أفكاركم ، وعندما يكون عقلكم الواعي ( هو العقل الظاهري المتصل بالعالم الخارجي ويكتسب منه المعرفة ) مليئا بالخوف و القلق و التوتر، تطلق الانفعالات السلبية المتولدة في عقلكم الباطن
فعندما يحدث ذلك عليكم أن تتكلموا بحزم و إحساس عميق بالمسؤولية إلى الانفعالات اللاعقلانية المولدة في عقلكم الباطن وتقولوا : ( اهدأ ، لا تتحرك ، إنني مسيطر على الوضع يجب أن تطيعني ، أنت خاضع لقيادتي ، إنك لا تستطيع الدخول عنوة إلى مكان لا تنتمي إليه )
أنه أمر مذهل أن تلاحظوا كيف تستطيعون التحدث بشكل رسمي وبإقناع مع الحركة اللاعقلانية لذاتكم الخفية لكي تجلبوا الهدوء و الانسجام والسلام لعقلكم
إن العقل يشبه الملاح وقائد السفينة الواقف على مقدمتها ، فهو يوجه السفينة و يصدر الأوامر إلى طاقم السفينة في غرفة المحركات و الآخرين الذين يتولون قياس المسافات بين السفينة و السفن الأخرى ..الخ ، فالرجال في غرفة المحركات لا يعرفون أين يتجهون فهم يتبعون الأوامر فقط ، فقد تصطدم السفينة بالصخور إذا أصدر الربان تعليمات خاطئة ، فيكون هو المسؤول عن ذلك فهو الذي يصدر الأوامر التي يتم تنفيذها بطريقة آلية ، فأعضاء طاقم السفينة لا يراجعون القائد في تعليماته فهم ببساطة ينفذونها
هذا يشبه عقلكم ، فعقلكم الواعي هو الربان و القائد لسفينتكم التي تمثل جسمكم و بيئتكم ، ويتلقى عقلكم الباطن الأوامر التي تصدر من عقلكم الواعي ويقبلها كحقيقة
فعندما يقول احد ما: (أنا فاشل لن انجح ) عندئذ يقتبس عقله الباطن كلمته ويعتبرها دليلا على انه فعلا فاشل ، وعندما يصر على هذه الكلمات فان عقله الباطن سوف يتبع أوامره و سيمضي طوال حياته فاشلا
هناك مثال آخر بسيط : عندما تقول امرأة ما : ( استيقظ حتى الساعة الثالثة ، إذا تناولت قهوة في الليل ) فعندما تتناول هذه السيدة قهوة فان عقلها الباطن ينبهها ويقول لها (( الرئيس (عقلك الواعي ) يريدك أن تظلي مستيقظة هذه الليلة )) إذا هي التي أدخلت هذه الأفكار و المعتقدات في عقلها
أعزائي إن عقلكم الباطن يعمل أربعا وعشرين ساعة يوميا ، ويضع ترتيبات مسبقة من اجل نفعكم ، ويصب ثمرة تفكيركم الاعتيادي في داخلكم
أعزائي هذه أمثلة حقيقة من ارض الواقع ، وليس من الخيال ، وفعلا حدثت معي تجربة ثبتت صحة هذا الكلام ، سأخبركم بها
في إحدى المرات قدمت على تخصص الخدمة الاجتماعية وهذا التخصص يحتاج لمقابلة شخصية وهي تحدد مصيري أما القبول أو الرفض من قبل الجامعة ، مرت الأيام وحان موعد المقابلة ، كنت خائفة إلى درجة بأن وجهي أصبح احمرا ، و صوتي يتخلله الخوف ، وقبلها سمعت أن فلانة رفضوها و فلانة تم رفضها وفلانة حولت لتخصص آخر بس رفضها وتم قبول 40 طالب و طالبة فقط من 120 في العام السابق ،( كنت أقول لنفسي لن يقبلوني هل سيتركون 100 طالب و طالبة و يقبلوني أنا ؟ إضافة إلى أن هناك طلبة لديهم واسطات و أما أنا فليس لدي احد ) فجأة توقفت و كأن أحدا نبهني ، قلت لدي رب العباد انه لا احتاج للبشر ، فتوكلي على الله وحده ، هنا تذكرت قول الله عز و وجل ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) قلت بحزم سأنجح في هذه المقابلة بإذن الله ، وسأساعد الناس وسأحقق حلمي الكبير ثم قالت يا رب ساعدني ، والله أحسست بالشجاعة و القوة و الثقة ، وفعلا دخلت غرفة المقابلة لم أكن خائفة بل واثقة من نفسي و إجاباتي ، بعدها بفترة وجدت اسمي ضمن المقبولين في هذا التخصص
من هنا اكتشف كنز الثروة الذي بداخلي ، دعائي تغلغل إلى قلبي وثقتي و ثباتي توغلا إلى داخل عقلي الباطن ، استجاب عقلي الباطن لحديثي ، وهذا كله بفضل الله عز وجل
أعزائي تأكدوا أن تفكروا بكل ما هو صادق و شريف و نقي ومحبب إلى النفس و كل ما يشيع الخير ، وستحصلون عليه و خصوصا ، إذا كانت النية خالصة لوجه الله
تمرين بسيط
أعزائي جربوا هذا التمرين ، قبل أن تناموا قولوا و كرروا هذه العبارة عدة مرات باقتناع، أي أنكم مقتنعين بقوة عقلكم الباطن وانه يستطيع فعل ذلك : أريد الاستيقاظ في الساعة ....... (( حددوا الوقت )) وسيوقظكم في هذا الوقت الذي حددتموه تماما ( تذكروا باقتناع تام حتى ينجح التمرين )
طريقة عمل عقلكم الباطن :
هناك مستويان لعلقكم المستوى الواعي و المستوى اللاواعي ( العقل الباطن ) ، فأنتم تفكرون بعقلكم الواعي ( أو أي شيء تفكرون فيه باعتياد ) ، فهذا التفكير المعتاد يغرق في عقلكم الباطن الذي يبدع طبقا لطبيعة أفكاركم ، إن عقلكم الباطن يمثل مركز العواطف و الانفعالات و الإبداع
فإذا فكرتم في الخير ، سوف يتدفق الخير في عقلكم الباطن ، و إذا فكرتم في الشر سوف يتدفق الشر في عقلكم الباطن ، إذا هذه هي طريقة عمل عقلكم الباطن
وهناك حقيقة عليكم أن تعرفوها وهي أن عقلكم الباطن يتعامل مع أفكار الخير و الشر على حد المساواة
فمثلما قلنا ، عندما يكون تفكيركم المعتاد بطريقة سلبية فإنه يكون السبب وراء فشلكم و إحباطكم و تعاستكم ، ومن ناحية آخري إذا كان تفكيركم المعتاد بطريقة ايجابية بناءة ، فإنكم ستتمتعون بالصحة الجيد و النجاح و الرفاهية وتحققون سعادتكم
هل تعلمون ما هو قانون عقلكم ؟
قانون عقلكم هو أنكم ستحصلون على استجابة أو رد فعل من عقلكم الباطن وفقاً لطبيعة الفكرة التي تحتفظون بها في عقلكم الواعي
إذا يتقبل عقلكم الباطن ما يطبع بداخله أو يؤمن به عقلكم الواعي ، انه لا يجادل عقلكم الواعي بل يطبق الأوامر على أنها صحيحة وصادقة _ حتى لو كانت عكس ذلك _
ويشير علماء وأطباء النفس إلى أن الأفكار عندما تنتقل إلى عقلكم الباطن فإنها تحدث انطباعات من خلايا المخ ، و بمجرد أن يتقبل عقلكم الباطن أية فكرة فانه يبدأ في الشروع فورا في وضعها موضع التنفيذ ، ويعمل عقلكم الباطن من خلال ربط الأفكار باستخدام كل معرفة اكتسبتموها في مراحل حياتكم لتحقيق الغرض المنشود ، ويعتمد عقلكم الباطن على الطاقة و القوة و الحكمة اللامحدودة الكامنة في داخلكم ، و في بعض الأحيان يظهر عقلكم أنه قادر على التوصل لحل فوري لمشاكلكم ، ولكن في أوقات أخرى قد يأخذ الأمر أياما و أسابيع أو أكثر من ذلك ، فأساليبه تفوق الحصر
في أول الدورة عرفنا العقل الباطن و العقل الواعي بصورة سريعة ، ولكن الآن سنعرفهما بتعمق أكثر
** العقل الواعي يقال عنه أحيانا بأنه العقل الظاهري ، أي انه يتعامل مع الأشياء الظاهرية و الخارجية ، و يكتسب الإدراك و المعرفة للعالم الظاهر ، حيث يتعلم عقلكم الواعي من خلال الملاحظة و التجربة و التعليم ، ووسائل هذا العقل في الملاحظة هي الحواس الخمسة ، أي أن عقلكم الواعي موجه في اتصالكم بالبيئة المحيطة بكم ( البيئة الخارجية ) ، وان أعظم وظيفة لعقلكم الواعي هو التفكير
فمثلا لنفترض إن كل منكم ذهب إلى مكان محبب حيث الطبيعة الخلابة ، و المناظر الجميلة ، و الأنهار الجارية وما إلى غير ذلك ، ستستنتجون إن هذا المكان جميل بناء على ملاحظتكم لهذه المناظر والحدائق و الأنهار فهذا ما توصل إليه عقلكم الواعي ( الظاهري )
** أما عقلكم اللاواعي أو الباطن و الذي يسمى أيضا بالعقل الغير ظاهري ، يفهم عن طريق الحدس أو البديهة ، وهو مركز للعواطف و الانفعالات و مخزن الذاكرة كما تم توضيحه سابقا ، ويمتلك عقلكم الباطن القدرة على رؤية كل ما هو واقع وراء نطاق البصر وهو ما يطلق عليه الاستبصار أو حدة الإدراك
فالعقل الباطن هو الذكاء الذي يظهر عندما يكون العقل الواعي في حالة نعاس أو نوم أو هدوء
في المحاضرات السابقة عرفنا قانون العقل الباطن و هو أن عقلكم الباطن لا يجري المقارنات ، و لا يستخدم المنطق ولا يعتقد في الأشياء خارج نطاق ذاتيتها
أيضا هناك قانون آخر للعقل الباطن سنضيفه اليوم وهو أن عقلكم الباطن مذعن للإيحاء أي سهل الانقياد
قد يتساءل احد منكم : ما هو الإيحاء ؟
الإيحاء هو عمل أو سلوك يستهدف وضع شيء ما في ذهن و عقل احد الأشخاص و هو عملية عقلية يقبل الشخص من خلالها الفكرة التي أوحيت إليه و يضعها موضع التنفيذ
** عندما أتحدث عن الإيحاء أكثر سيسهل عليكم فهمه **
القوة الرهيبة الكامنة في الإيحاء
إليكم هذا المثال الذي يوضح القوة الرهيبة للإيحاء ، لنفترض أن احد طاقم سفينة اقترب من احد ركاب سفينة يبدو عليه القلق و الهلع ، وقال له ( انك تبدو مريضا ، إن وجهك يبدو عليه الشحوب ، أنني اشعر بأنك ستصاب بمرض دوار البحر ، دعني أساعدك في الوصول إلى كبينتك ) سيتحول لون وجه الراكب إلى الأصفر ، فهل تعلمون لماذا ؟
لان إيحائه للراكب بأنه سيصاب بمرض دوار البحر ارتبط بمخاوف الراكب ذاته و هواجسه ، و قد قبل الراكب مساعدته له للوصول إلى كبينته وبالتالي أصبح إيحائه له أمرا واقعياً
ولكن تختلف ردود الفعل تجاه نفس الإيحاء
في الواقع أن الناس على اختلافهم يظهرون ردود فعل متباينة تجاه نفس الإيحاء بسبب حالة العقل الباطن أو معتقداته ، فلنفترض أن احد طاقم السفينة ذهب إلى راكب آخر وقال له( انك تبدو مريضا جدا ، إلا تشعر بأنك مريض أنت تبدو لي أنك ستصاب بدوار البحر) وهنا أما أن يسخر من دعابته أو لا يهتم بحديثه ، إذا احائه للراكب بمرض دوار البحر لم يجد آذاناً صاغية من جانبه لان إيحائه هذا ارتبط في ذهنه بالمناعة ضد هذا المرض و بالتالي لا يسبب هذا الإيحاء أي خوف أو قلق و لكنه يحقق الثقة بالنفس
إذا كل إنسان لديه مخاوفه الخاصة داخل نفسه ، و لديه معتقداته و آراؤه ، و هذه الافتراضات الداخلية هي التي تحكم و تدير حياتنا ، و هذا الإيحاء أو الافتراض لا يمتلك القوة في حد ذاته إلا في حالة قبولكم له عقليا ، وهذا يؤدي إلى تدفق قوى عقلكم الباطن بطريقة مكبلة بالقيود ، ووفقا لطبيعة الافتراض أو الإيحاء
القوة البناءة و الهادمة للإيحاء
كثير ما نصادف في حياتنا إيحاءات من قبل الآخرين و هذه الإيحاءات تسمى بالإيحاءات المتغايرة أي الإيحاءات التي تأتي من شخص آخر ، و قد تكون بناءة و قد تكون هادمة
فقد يستخدم البعض الإيحاء في التدريب على الضبط و السيطرة على النفس ، و لكنه للأسف يستغل في قيادة الآخرين الذين لا يعرفون قوانين العقل و السيطرة عليها
وإذا استخدم في شكله البناء يعطي شيئا رائعاً ، بينما إذا استخدم في شكله السلبي والهدام يصبح من أكثر العوامل الهدامة لأنماط استجابة العقل و ينتج عن هذا الجانب السلبي للإيحاء أنماط من البؤس و الفشل و المعاناة و المرض
فكثيرا منا ، في مراحل حياته قابل إيحاءات سلبية من قبل الآخرين أو من قبل أنفسنا قد نقبلها بدون وعي ومن هذه الإيحاءات ( أنت لا تستطيع ) ( إنك لن تبلغ أو تصل إلى أي شيء ) ( انك سوف تفشل ) ( ما الفائدة لا احد يهتم ) ( إن الأمور تزداد سوءا ) ( انك لن تستطيع أن تحقق النجاح ) ( ستصبح قريبا مفلساً )
إن هذه الإيحاءات تهدم الإنسان و تحطمه فاحذروا أعزائي ، لا تطلقوا هذه العبارات على أنفسكم ، فكل إنسان لديه قوة و طاقة و موهبة سيستطيع أن يصل إلى ما يريد ، ويمكنكم رفض الإيحاءات السلبية التي يطلقها الآخرين اتجاهكم ، فانتم لستم مضطرين بأن تتأثروا بإيحاءات هدامة من الغير
انظروا حولكم أعزائي ستجدون أن الأصدقاء و الأقارب و الأخوة كل منهم يسهم في حملة من الإيحاءات السلبية ، و سوف تجدون الكثير من هذه الإيحاءات غرضها إن تجعلكم تفكرون و تشعرون وتتصرفون مثلما يريد الآخرون و بالوسائل التي تحقق مصلحتهم و للأسف ، فلا تسمحوا لهذه الإيحاءات بهدمكم
سأحكي لكم قصة حدثت معي متعلقة في الموضوع
** عندما كنت في الثالثة عشرة من العمر ، كانت لدي مدرسة لا تحب أحدا ، دائما تحبط الآخرين ، الكل كان يجتنبها ، في كل مرة عندما أشارك معها في الفصل و أجيب على أسألتها التعجيزية كنت اشعر بالنصر ، و لكنها بدل إن تشجعني كانت تحبطي ، كانت تقول لي كثيرا من الكلمات السلبية ( هل تعتقدين انك صنعت صاروخا ؟ هذا سؤال سهل ) ( لن تستطيعي الإجابة على السؤال لأنك فاشلة ) وعبارات أخرى هادمة ، رغم إني كنت متفوقة ، بعد فترة أصبت بالإحباط و تدنى مستواي الدراسي ، لأني سمحت لهذه الإيحاءات بدخولها لعقلي الباطن ، ولكن أنقذتني مدرسة رائعة ، الكل يحبها و يشهد بأخلاقها العالية و حبها للآخرين ، وكانت تقول لي دائما ( انك رائعة ) ( أنا متيقنة بنجاحك ) ( لديك مواهب لا يملكها الكثيرين فاستغليها ) ومن هذه العبارات التي أعادت ثقتي بنفسي و عدت مرة أخرى من المتفوقات فجازاها الله خيرا مدرستي الفاضلة التي لن أنسى صنيعها أبدا ، إذا هنا طرد عقلي الباطن العبارات السلبية واستبدلها بالعبارات الايجابية
كم هو جميل أن نساعد إنسان في إعادة بناء نفسه وإعادة الثقة إليها ، بدل من هدمه ، فلماذا لا نبدأ نحن أولا في أنفسنا لنشعر بالسلام و السعادة ثم ننشر هذه السعادة في الآخرين
قدرة عقلكم الباطن على المعجزات
عليكم أن تدركوا أن عقلكم الباطن و عقلكم الواعي يتفاعلان ويتداخلان بين بعضهما البعض و يعملان معاً باتفاق و انسجام و سلام ومع الوقت سوف تحصلون على السعادة و السلام و البهجة و لن يكون هناك مرض أو اضطراب عندما يعمل عقلكم الباطن و الواعي بانسجام و هدوء ، فلذلك اجعلوا أفكاركم بناءة ، ايجابية ، صادقة لتحققوا هذا الهدوء والانسجام
إن عقلكم الباطن يسيطر على كل الوظائف الحيوية في جسمكم ، فمثلا عندما يحدث اضطراب ذهني ( قلق ، خوف ، ضيق ، ...الخ) فان دقات القلب قد تتسارع ، الجلد قد يفرز كميات من العرق ، الرئتان قد يصعب عليها التنفس وهكذا ، و أفضل إجراء لمواجهة ذلك هو الاسترخاء و التحدث لعقلكم الباطن و إخباره يضطلع بمسؤولية التنظيم بطريقة هادئة بها انسجام و في تلك الحالة ستجدون أن جميع وظائف جسمكم تعود لطبيعتها ، تأكدوا إنكم تتحدثون لعقلكم الباطن بصيغة المسؤول و بالإقناع و سوف يستجيب لأوامركم
هل تعلمون أن كل منكم لدى عقله الباطن قوة شفاء ، و لكن يحتاج لإطلاق كوامن هذه القوة ليحقق النتيجة التي يريدها ، فالشفاء الذاتي يظل أكبر دليل على قوة الشفاء لدى العقل الباطن
سأذكر لكم قصة حدثت بمنطقة لوردز الفرنسية ، وهي حالة امرأة اسمها بييري ، هذه المرأة أصيبت بالعمى ضمرت الأعصاب البصرية و أصبحت عديمة الجدوى ، ذكرت إحدى المجلات الفرنسية عن هذا الموضوع ( فقالت ) استطاعت تلك السيدة التي أصيب العصب البصري لديها بضمور استعادة بصرها بشكل لا يصدق و استعاد العصب البصري عمله و فائدته كما اقر بذلك العديد من الأطباء بعد ف***ا عدة مرات و بعد مرور شهر و خلال إعادة فحص عين السيدة وجد أن آلية الرؤية إليها عادت إلى طبيعتها بعد أن كانت لا ترى فيهما
وعرف أن السيدة بييري كان لدى لديها الثقة العظيمة بنفسها و قوة عقلها الباطن وامتلأ قلبها بالإيمان أنها ستشفى ووفقا لهذا الاعتقاد استجاب عقلها الباطن و أطلق سراح جميع قوى الشفاء الكامنة في داخلها
وهنا علينا أن نعرف ما هو مبدأ الشفاء ؟
أن عملية الشفاء تتم بقوة الإيمان و الثقة التامة بقدرة هذا العقل الباطن ، إذا عملية الشفاء التي تمثل المعجزات ترجع للإيمان الصادق و الثقة التي تعمل في عقلكم الباطن و تطلق العنوان لقوة الشفاء
***ويمكن أيضا استخدام عقلك الباطن في مساعدة شفاء الآخرين ( بإذن الله ) وهذا ما يسمى بالعلاج الغائب اللاموجود
إليكم هذه الحادثة و التي حدثت معي شخصياً ( توضح لكم كيفية استخدام عقلكم الباطن في شفاء الآخرين ) في إحدى المرات حدث لصديقتي حادث قوي أدى إلى أصابتها بشلل نصفي وقال الأطباء ستكون هكذا بقية حياتها، ( وقتها كنت قد قرأت عن قدرة عقلي الباطن في شفاء الآخرين ) كان الجميع يدعو لها بالشفاء ، ثم اتفقت مع مجموعة من الصديقات ان نستخدم قوة عقولنا الباطنية في إرسال أفكارنا الايجابية إليها لعلنا ننجح في هذه التجربة ، و فعلا في كل يوم كنا ندعو لها في كل وقت و خصوصا في سجودنا و نفكر بأنها ستمشي من جديد ، وإنها ستشفى بإذن الله ، لم نحزن حتى لا نرسل هذه الأفكار السلبية إليها فنفشل في استخدام عقلنا الباطن ، وبعد شهر حدث شي لم يتوقعه الجميع ، مشت ثلاث خطوات ، وبعد ثلاثة أشهر شفيت وبدأت تمشي وها هي بيننا اليوم تمشي بعد ان كانت مقعدة
*** تعلموا استخدام عقلكم الباطن في مساعدة شفاء الآخرين ( بإذن الله ) فالشفاء بيد الله وحده ولكن هناك طاقات في الإنسان أمده الله بها ليستغلها
عندما تدعون لمريض و تفكرون به عليكم تهدئوا و بعدها ابعثوا بأفكاركم الايجابية عن الصحة و الحيوية في عقلكم الباطن إلى العقل الباطن لمرضاكم
عندما أفكر في قدرة هذا العقل الباطن و في الإنسان وما أعطاه الله من قدرات أزيد إيمانا ، وتسبيحاً لله عز وجل ، فسبحان الله جلت قدرته ، لو كل شخص منا عرف ذاته و ما أعطاه الله من نعم لما ترك اليأس و الحزن يتخلخل داخله
طرق عملية في الشفاء عن طريق العقل الباطن
إن عقلكم لديه طريقة في إدارة و سيطرة و توجيه حياتكم ، مثل المهندس الذي لديه طريقة لبناء بيت أو جسر ، عليكم ان تدركوا ان تلك الطرق و الوسائل هي أمور أولية أساسية
فهناك طرق ووسائل تتحقق من خلال آمالكم و رغباتكم ، و إذا تحققت فهناك وسيلة قد استخدمت لتحقيقها ، وهذه الوسيلة المستخدمة هي وسيلة علمية
سوف أتحدث عن طرق علمية تنمي و تغذي حياتكم ، و يمكنك استخدامها للوصول إلى النتيجة المطلوبة
طريقة سريعة لتلقيح عقلكم الباطن
تكمن هذه الطريقة في حث العقل الباطن على تبني و تلقي طلبكم كما هو مرسل من عقلكم الواعي ، و تتحقق هذه الطريقة على أحسن وجه من خلال حالة حلم اليقظة و الاستغراق في التفكير في الحلم
عليكم ان تفكروا بهدوء فيما تريدونه و شاهدوه ، وسيتحقق سريعاً ، سأعطيكم مثال لتفهموا هذه الطريقة
كان هناك فتاة أصيبت باحتقان في الحلق و كحة ، و أعلنت بثبات و تكرار في نفسها وقالت ( الاحتقان يزول الآن ، إنني أتخلص من الاحتقان ) وقد زال الاحتقان بعد ساعة من الزمن
هذه الطريقة جربتها شخصيا أكثر من مرة و فعلا نتائجها سريعة ورائعة ، أعزائي استخدموا هذه الطريقة فهي حقاً فعالة
ملاحظة : سأذكر كل طريقة على حدي حتى تفهموا كل طريقة بشكل جيد ، و تطبقونها
طريقة التخيل
ان أسهل و أوضح طريقة لصياغة فكرة ما و تشكيلها في عقلكم هي ان تتخيلوا هذه الفكرة ، و ان تروها بشكل نشط في حياتكم كما لو كانت شيئا محسوسا ، و في يوم ما ستظهر هذه الفكرة في عالمكم المحسوس ( الخارجي ) ، إذا كنتم مؤمنين بالصورة الذهنية في عقلكم
هذه الطريقة في التفكير تشكل انطباعات في عقلكم وهذه الانطباعات تظهر للعيان كحقائق و خبرات في حياتكم ..
سأذكر لكم مثال بسيط على هذه الطريقة من تجاربي الشخصية
فترة من الفترات كنت طريحة الفراش لمدة عشرة أيام بسبب برودة الجو وتغيره ، لم أكن استطيع النهوض من السرير ، فقررت أني انهض و أسير وأمارس حياتي اليومية و كأن ليس بي شيء ، جلست مسترخية ثم تنفست ثلاث مرات بهدوء ، وتخيلت نفسي إني امشي في أرجاء البيت ، و في حديقتنا ، وذهبت إلى زيارة خالاتي والاهم من كل هذا لست مريضة ، و فعلا أحسست بأن فكرة سيطرت علي ، وبعد دقيقتين نهضت من السرير ، في البداية أحسست بالتعب والإرهاق و عدم قدرتي على المشي ، و لكن عندما خرجت من غرفتي كنت أقول لنفسي ( خرجت من غرفتي إذا استطيع المتابعة ) ( لست مريضة ) ومن هذه العبارات كنت أحاول تطبيق الفكرة التي في عقلي ، وفعلا تمشيت في البداية في أرجاء البيت ثم خرجت للحديقة قليلا ، بعدها ذهبت أصلي ركعتين شكر لله على نعمة الصحة و العافية و نعمه الكثيرة ، وبعد ساعة انخفضت درجة حرارة جسمي و أصبحت بالمعدل الطبيعي ، و بعد خمس ساعات ذهبت لزيارة إحدى خالاتي القريبات من منزلنا لمدة ربع ساعة ، ثم رجعت للمنزل ، و بعد نصف ساعة خف الاحتقان ، و في اليوم التالي شعرت بقليل من الإرهاق و لكني بأفضل حال ، فتناسيت المرض ومارست حياتي اليومية وفي اليوم الذي بعده كنت بكامل نشاطي ، وكأني لم اصب بالمرض في الفترة السابقة
إذا أعزائي ، إذا استخدمتم طريقة التخيل عليكم ان تهدئوا من سرعة عقلكم الواعي لكي يتيح لكم إمكانية تقديم أفكاركم إلى عقلكم الباطن عن طريق الاسترخاء و تنفسكم ببطيء ثم التخيل ، فبعدها ستطلقون سراح الصورة الكامنة التي تخيلتموها
طريقة الشكر
قال الله تعالى في كتابه العزيز ( وجعل لكم السمع و الأبصار و الأفدة لعلكم تشكرون ) ، ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) ، ( ان الله ذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون )
أليس البصر نعمة ؟ أليس السمع نعمة ؟ أليس الأولاد نعمة ؟ أليس الأمن و الأمان نعمة ؟ أليست الصحة نعمة ؟ كل هذه نعم من الله عز و جل ، فنعمه لا تعد و لا تحصى ، علينا ان شكر الله على نعمه ، فبالشكر تدوم النعم ، والقلب الشاكر دائما قريب من الله عز وجل ...
فعندما يأتي الإنسان مرض ما ، و من خلال تكراره ( شكرا لك يا رب ) مرات و مرات سيصل عقله و قلبه إلى نقطة الرضا ، ليس في المرض وحده يشكر الإنسان ربه و إنما في جميع الأوقات يتسلل الرضا إلى قلبه ، فيشعر بالسعادة
اشكروا الله في جميع الأوقات ، و جربوا ان لا تفارقكم هذه العبارة ( شكرا لك يا رب على نعمك علي) ، و صدقوني ستشعرون بالراحة الرضا ، سيتخلخل كل هذا إلى داخل أعماقكم و عقلكم و قلبكم ، وستكونون من اسعد الناس على وجه الأرض
هناك طرق آخرى ,و لكن نكتفي بهذه الطرق الثلاث ، ويمكنكم ان تستخدموا هذه الطرق في الشفاء و أيضا لتحقيق مطالبكم ...
Jasmindaba @jasmindaba
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عاشقة الفردوس@@@@@
•
سبحان الله
جويهرا
•
جا بوفقته مرررررة كنت محتاجة كتاب زي كذا وحايرة
الله يباركلك في رزقك وبيتك ويرزقك من حيث لا تحتسبي
الله يباركلك في رزقك وبيتك ويرزقك من حيث لا تحتسبي
الصفحة الأخيرة