مع الكتاب
اسم الكتاب: الغرب يتراجع عن التعليم المختلط - المؤلف: بفرلي شو.
الترجمة: وجيه حمد عبدالرحمن.
الناشر: مكتبة العبيكان - تاريخ النشر: 1427هـ / 2006م.
قراءة وعرض: حمد بن عبدالله القميزي
يقول مترجم الكتاب في مقدمته: نظراً للمكانة المرموقة التي تحتلها المرأة في المجتمع، فقد أولاها الإسلام كل اهتمام. وعمل على إماطة أنواع الأذى التي قد تلحق بها، فأمرها الله بعدم التبرج والالتزام باللباس الشرعي وعدم الاختلاط بالرجل الأجنبي وعدم الخضوع بالقول. وقد جرى العرف قديماً في كثير من دول العالم على فصل الطلاب عن الطالبات في المدارس، وكان ذلك بدهياً في بريطانيا حتى الستينيات من هذا القرن، كما يقرره المؤلف بفرلي شو Beverley Shaw أحد التربويين المرموقين في بريطانيا. إذ دفعه ما نتج عن النظام التعليمي المختلط من سلبيات وخروج عن الفطرة الإنسانية السليمة إلى كتابة هذا البحث.
ويمثل هذا الكتاب صرخة في وجه التيار الذي يرمي لطمس الفضيلة بالقضاء على ما تبقى من مدارس غير مختلطة، كما أنه دعوة للعودة إلى الفطرة السليمة في نبذ الاختلاط في التعليم المدرسي، وهذا ما جعل وزير التعليم البريطاني كينيث بيكر يعلن أن بلاده بصدد إعادة النظر في التعليم المختلط بعد أن ثبت فشله.
يقول المؤلف: لعل من أكثر الاعتقادات التعليمية شيوعاً في وقتنا الحاضر عدم التمييز بين الطلاب والطالبات في التدريس والمعاملة، وتجاهل الفروق الجنسية بينهم. ويعد هذا تغيراً ملحوظاً إذا ما قورن بالاعتقادات والممارسات التعليمية الماضية. لذا لم يتردد المعلمون في الماضي في معاملة الطالبات عاملة مغايرة لمعاملة الطلاب، فقد كان من المسلّم به أن يدرس الطلاب والطالبات بعض الموضوعات والمهارات المختلفة، وكان يلحق كل منهما بمدارس منفصلة لا سيما في مرحلة المراهقة، لأن التعليم في مجمله إعداد لمواجهة أعباء الحياة، وعليه فقد روعي لدى وضع المناهج الدراسية الوظائف المحتمل أن يشغلها خريجو المدارس بحيث تم الربط بينهما. وينوه المؤلف بمعدلات التعليم المرتفعة في المنهج الدراسي الذي كان يتلقاه الطلاب والطالبات بغض النظر عن جنسهم، ومع ذلك لم يكن التعليم مختلطاً لا في الفصول الدراسية ولا في المدارس.
ويشير إلى كتاب (الاقتراحات) الصادر عن مجلس التعليم البريطاني عام 1973م، الذي أكد على أن أفكار الطلاب والطالبات في مرحلة المراهقة المبكرة تبدأ في التحول القوي نحو أدوارهم المستقبلية بصفتهم رجالاً ونساءً، وأنه ليس من المناسب بناء تعليمهم على مجرد التشابه في المقدرة العقلية بينهم، وأن تحمس الطلاب الطبيعي وحبهم للنشاط والحركة يجعل من المستحيل منح الطالبات فرصاً متساوية في المدارس الثانوية المختلطة.
أما تقرير نيسوم (Newsom) المعنون بـ (نصف مستقبلنا) عام 1963م فإنه يتحدث عن وجود فصول ومدارس غير مختلطة كأمر مسلم به، وأن الزواج وعمل المنزل ينبغي أن يشكلا جانباً أساسياً من الحياة المستقبلية للطالبات.
ويشير المؤلف إلى أن مجمل التقارير تفتقر إلى مناقشة المحاسن العامة للفصل بين الجنسين، سواءً في المدارس غير المختلطة أم في الفصول غير المختلطة في المدارس المختلطة. وتركز فقط على الفائدة من تدريس موضوعات خاصة لكل جنس في المدارس المفصول، وعليه فإن وضع منهج دراسي متميز لكل من الجنسين له ما يبرره ويوصي به.
يقول المؤلف بعد أن سرد عدداً من النقاط حول مزايا التعليم غير المختلط: إن النقاط التي وردت في هذا البحث لا تمثل مطالبة بتدريس غير مختلط تماماً، بل المطلوب هو معاملة البنت بوصفها بنتاً والولد بوصفه ولداً.
ويرى المؤلف أن التعليم المختلط قد يتناقض أحياناً مع مصلحة الفتاة، وقد لا يفسح المجال أمام مساواة الفرص للجنسين على نحو حقيقي، ولعل هذا ينطبق على وجه الخصوص في مرحلة المراهقة في المدارس الشاملة، فالطلاب والطالبات ينمون بمعدلات متفاوتة في أثناء مرحلة المراهقة من الناحيتين الجسدية والذهنية، يضاف إلى ذلك أن الجنسين يخضعان لتأثيرات اجتماعية متفاوتة على نحو ملحوظ خلال مرحلة المراهقة، ويلاحظ المراقب للحياة المدرسية إلى أي مدى يتشكل فيه الطلاب على شكل جماعات مستلة على أساس الجنس حتى نهاية حياتهم المدرسية الإجبارية، وتقع بعض الغارات من قبل الطلاب ذوي الجرأة أو الناضجين مبكراً من أجل إيقاع أحد أفراد المجموعة الأخرى، إلا أن عمليات الإيقاع هذه لا تمثل علاقة صداقة أصيلة، بل تعد رمزاً للانتصار من قبل الجانب المغير!
ويؤكد المؤلف على أن من ينادي بمساواة الجنسين يعترف بما ينتج عن تدريس الطلاب والطالبات في مدارس مختلطة، ومع ذلك فإنهم يتهربون من الحقيقة الجلية التي تلخص في أن حق العديد من الطالبات يهضم في المدارس والفصول المختلطة لمجرد كونها مختلطة، وإذا كانت الفتاة تتعلم على نحو أفضل وتشعر بسعادة أكبر في المدارس والفصول غير المختلطة فإنه يتم التضحية بالمصالح الحقيقية لمثل تلك الفتاة مقابل شعارات فارغة تطالب بالمساواة التامة بين الجنسين في التعليم دون النظر إلى الفروقات الجنسية بينهما.
ويتلخص رأي مؤلف كتاب (الغرب يتراجع عن التعليم المختلط) في أن الطلاب والطالبات قد يستفيدون على نحو أفضل بعيداً عن الاختلاط، وبمراعاتنا لمصالحهم بصفتهم رجال الغد ونساوه.
أخيراً: جاء في كلمة الناشر (العبيكان): (لقد جرت دراسات في الغرب حول هذا الموضوع وما يترتب عليه من آثار سيئة اقتنع بعدها المسئولون بضرورة عدم الاختلاط في التعليم. لكن العجيب أن ينادي بعضنا بفتح باب الاختلاط، في حين يتراجع عنه من نقلدهم من الغربيين. لقد جاء هذا الكتاب (الغرب يتراجع عن التعليم المختلط) ليزيدنا تمسكاً بتعاليم ديننا، وليكون حجة نلجم بها ألسنة تدعو إلى الشر).
متفرقات
مفكرة الإسلام
: في أكبر تعديل يطال النظام التربوي في الولايات المتحدة منذ عقود عديدة, منحت الحكومة الأمريكية مديري المدارس العامة في الولايات المتحدة حق فصل الصفوف بين الجنسين، وذلك عقب صدور أحدث الإحصائيات التي تؤكد حصول الطلاب في الصفوف غير المختلطة على علامات أعلى من نظرائهم في الصفوف المختلطة.
جاء ذلك على لسان "مارغريت سبيلنغ" وزيرة التربية الأمريكية, والتي أوضحت أن القرار يأتي انسجامًا مع حق كل طلاب الولايات المتحدة في الحصول على تعليم جيد من جهة وحق الهيئات التعليمية بامتلاك الوسائل التي تكفل تحقيق هذا الهدف من جهة أخرى.
يذكر أن الفصول الأمريكية تتكون من خليط من الأطفال ذوي الخلفيات الأسرية والاجتماعية المختلفة، ويتم توزيع الأطفال على الصفوف حسب مناطق سكنهم، وعلى المجموعات الصفية حسب أحيائهم السكنية، وليس حسب قدراتهم الذهنية والتعليمية... ويبقى الطفل ملازمًا زملاءه العشرين (أو أقل) من الجنسين من الصف الأول إلى السادس الابتدائي.
وسوف يخول لمديري المدارس حق تقرير ما إذا كان من الأفضل فصل الصفوف التعليمية على أساس الجنس أو إبقاؤها موحدة, وذلك بحسب المادة المراد تعليمها أو بموجب معايير إدارية خاصة
------------
بعد انتشار الجريمة.. أمريكا تعيد الفصل بين البنين والبنات في المدارس
واشنطن - د ب أ
ينظر إلى الفصل بين البنين والبنات في الفصول الدراسية على أنه موقف رجعي في الولايات المتحدة منذ أمد بعيد، ولكن هذا الاتجاه يشهد نهضة في البلاد منذ أن أعطت وزارة التعليم الأمريكية الضوء الأخضر للفصل بين الجنسين في الفصول الدراسية في ظل ظروف معينة. وقد ضاعفت هذه الخطوة عدد المدارس التي تفصل بين البنين والبنات وفي بعض الأحوال وصل العدد إلى نحو 400 مدرسة.
وأعرب عدد من المدرسين وأولياء الأمور عن املهم في أن يجعل الاتجاه للفصل بين الجنسين الطلاب أقل انصرافا عن دروسهم وأقل تعرضا للتهديد والترهيب في الفصول الدراسية.
وقالت وزيرة التعليم مرجريت سبيلنجس لدى إعلانها توجيهات الوزارة في العام الماضي إن بعض الطلاب ربما يتعلمون بشكل أفضل في المدارس التي تفصل بين الجنسين.
ويؤكد الاتحاد الوطني للتعليم العام القائم على الفصل بين الجنسين أن الطلاب في المدارس من هذا النوع يركزون على دروسهم بشكل أفضل في حين يرى المعارضون أن ذلك يرجع في جانب منه إلى اختلاف اهتمامات البنين والبنات في نفس المرحلة العمرية، واختلاف مستويات النمو بين الفتيات والفتيان في نفس السن. وقد عرف المعلمون منذ فترة طويلة الاختلافات بين مناهج تعليم البنين ومناهج تعليم البنات، ولكن الكثير من المدارس العامة في الولايات المتحدة تتجه للفصل بين الجنسين في التعليم.
وأوضحت دراسات أن البنين في الولايات المتحدة أقل تركيزا ويعانون مشاكل بقدر أكبر في القراءة، وبشكل عام يكونون أضعف مستوى من البنات ما يؤدي إلى تخلف البنين عن البنات دراسيا. ولكن رغم النجاح الذي حققته عملية الفصل بين الجنسين في المدارس فإن هناك انتقادات حادة وجهت لهذا الاتجاه الذي يرى فيه عودة لوجهات النظر التي تقوم على أساس الجنس، بدلا من المضي قدما في اتجاه مدارس واحدة للجنسين. وكتبت كيم جاندي في عمود للرأي قائلة: "لم لا نقول لأبنائنا وبناتنا إننا نقدرهم بنفس القدر وإننا نؤمن بأن بإمكانهم أن يتعلموا أن يعملوا ويلعبوا معاً؟ لم لا نثبت لهم أن التمييز والنمطية من بقايا الماضي ولا مكان لهما في المجتمع الحديث؟".
وهدد اتحاد الحريات المدنية الأمريكي بأن يرفع دعوى قضائية. وقالت إميلي مارتن المسؤولة بمشروع حقوق المرأة: "ندرس بالتأكد - في عدد من الولايات - الوضع في المدارس التي تميز بين الطلاب على أساس الجنس، وندرس إن كان الوضع فيها قابلا للطعن وإعادة النظر
------------------------------------
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ريمية الوادي
•
جزاك الله خير بس المفروض من امة محمد ماتنتظر الغرب ويش يسوي عشان يصير قدوه لها بل من الاصل يطبقون الدين سواء الغرب اختلطوا ولا مااختلطوا

انا نزلت الموضوع عشان الي ازعجونا بالاختلاط
الغرب يسعى للفصل بين الجنسين
ومجتمعاتنا العكس
الغرب يسعى للفصل بين الجنسين
ومجتمعاتنا العكس

الصفحة الأخيرة