كتبٌ صالحة لكلِّ زمانٍ ومكان ..كتاب ((الفوائد)) فوائد ابن القيِّم

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ..

ما يميِّز كتب إمامنا الجليل ابن القيم الجوزيه - رحمه الله - هو أنَّها كتبٌ صالحة لكلِّ زمانٍ ومكان ، حتى لكأنَّك تشعر حين تقرأ له أنَّه قادمٌ من عصرٍ لا يعترف بالفروق الزمنية .. سلسٌ - عذب - سهلٌ ممتنع ، بين السطر والسطر تلقى لنفسكـ فائدة ، وما من عالمٍ إلا استشهد بأقواله ، ولا كتابٍ ديني إلا حوى سطرًا مما كتبه


بدأتُ أقرأ الآن كتاب ” الفوائد ” له ، أقرأه قبل نومي ، دُهشت جدًا .. لم أقرأ كثيرًا من صفحاته ، ومع ذاكـ أشعر بأنه أضاف إلى حياتي الكثير ، فكَّرتُ في أن قصاصاتٍ صغيرة من هذا الكتاب سوف ترسم الخير على وجه الدنيا لو نثرت مع الرياح وحملتها إلى البشر ، ولما أحلم بعيدًا .. لم تعد الرياح الآن إلاَّ أسلاكاً إلكترونية تنقل الخير والشر بين الناس من الصين إلى فرنسا ،

فوائد ” ابن القيم كافٍ لنقل سطوره إلى ” بعض ” دنيا . هل نبدأ إذاً ؟ .. هذه دعوةٌ عامَّة للذين قرأوا كتاب ” الفوائد ” لابن القيم الجوزية أن يشاركوا في جمع ولو قصاصاتٍ صغيرة منها هنا ليستفيد منها الجميع ،

قراءة جزءٍ من هذا الكتاب :



* إذا أردتَ الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألقِ سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم سبحانه منه إليه ، فإنه خطابٌ منه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .


احذروا فتنة العالم الفاجر وفتنة العابد الجاهل
فهذا حال العالم المؤثر الدنيا على الآخرة‏.‏ وأما العابد الجاهل فآفته من إعراضه عن العلم وأحكامه وغلبة خياله وذوقه ووجده وما تهواه نفسه‏.‏ ولهذا قال سفيان بن عيينة وغيره‏:‏ احذروا فتنة العالم الفاجر، وفتنة العابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون، فهذا بجهله يصد عن العلم وموجبه، وذاك بغيه يدعو إلى الفجور‏.‏
.

ومن الناس من لا يكون تام الإستعداد واعي القلب كامل الحياة فيحتاج إلى شاهدٍ يميز له بين الحق والباطل ، ولم تبلغ حياة قلبه وزكاء فكرته مبلغ صاحب القلب الحي الواعي ، فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام ، وقلبه لتأمله والتفكر فيه وتعقل معانيه ، فيعلم حينئذٍ أنَّه الحق . فالأول حال من رأى بعينيه ما دعى إليه وأُخبر به . والثاني : حال من علم صدق المخبر وتيقنه وقال : (يكفيني خبره) فهو في مقام الإيمان ، والأول في مقام الإحسان .


* الله سبحانه وتعالى يعيد هذا الجسد بعينه الَّذي أطاع وعصى فينعمه ويعذبه كما ينعم الروح التي آمنت بعينها ، ويعذب التي كفرت بعينها ، لا أنه سبحانه وتعالى يخلق روحًا أخرى غير هذه فينعمها ويعذبها .


* …
من حكم ابن مسعود


من كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ‏:‏
قال رجل عنده ‏:‏ ما أحب أن أكون من أصحاب اليمين ، أحب أن أكون من المقربين‏.‏ فقال عبد الله ‏:‏ لكن ههنا رجل وَدَّ أنه إذا مات لم يبعث ؛ يعني نفسه ‏.‏


وخرج ذات يوم فاتبعه ناس فقال لهم ‏:‏ ألكم حاجة ‏؟‏ قالوا لا ، ولكن أردنا أن نمشي معك ، قال ‏:‏ ارجعوا ، فإنه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع‏.‏
وقال ‏:‏ لو تعلمون مني ما أعلم من نفسي لحثوتم على رأسي التراب‏.‏
وقال ‏:‏ حبذا المكروهان ‏:‏ الموت والفقر ، و أيم الله إن هو إلا الغنى والفقر وما أبالي بأيهما بليت ، أرجو الله في كل واحد منهما ، إن كان الغنى أن فيه العطف، وإن كان الفقر أن فيه الصبر ‏.‏


شرف النفس


قال شقيق بن إبراهيم‏‏‏:‏ أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء‏:‏
اشتغالهم بالنعمة عن شكرها ، ورغبتهم في العلم وتركهم العمل، والمسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة، والاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بفعالهم، وإدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها، وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها‏..



مساوئ الشهوات


الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة ، فإنها إما أن توجب ألما وعقوبة ، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما أن تضيع وقتا إضاعته حسرة وندامة ، وإما أن تثلم عرضا توفيره أنفع للعبد من ثلمه ،



للتحميل:





http://up5.m5zn.com/pbb1vqfmprno/________________________________.zip.htm

او
________________________________.zip - 540.2 Kb

الحمد لله الذي وفقنا لما كلّفنا ففاهت ألسنتنا بحمده، وكان ذلك من محض كرمه،
والصلاة والسلام على شفيعنا أشرف المرسلين سيدنا محمّد الذي منّ الله علينا برسالته وكتَبَنا بقلم فضله من أمّته وخدمه.
__________________