كشف الكآبة عن حجب الإجابة

ملتقى الإيمان






دعوت فلم يُسْتَجَب لي



كلمة جاءت بها السنة النبوية المطهرة
مثلا لعبد دعا الله ثم استبطأ الإجابة



( 1 )


لك أن تتخيل رجلا
حُرِمَ نعمةَ الولد



وهو يدعوا الله عز وجل أن ينعم عليه بذرية طيبة
هذا الرجل من المؤمنين
بل أنه يحمل بين جنبيه إيمان أمة
هو القانت العابد المنيب
القريب من ربه
إنه الأواه الحليم



إنه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام


حتى إذا تقدم به العُمر
وبلغ مئة وعشرين سنه
وجاوزت زوجته التسعين ( 2 )




عندها جاءته البشرى


( 3 )


وصدق وعد الله لعبده النبي الصالح


( 4 )


وانتهت قصة ابراهيم في طلبه الولد


وتعجبتُ أشد العجب


تعجبتُ أن الله سبحانه وتعالى حجب إجابة هذه الدعوة عن ابراهيم سنين عددا


وعلمتُ أن الله عز وجل يحب دعاء الملحين وتضرع المتضرعين


فكيف بدعاء رجل هو خليل الرحمن


( 5 )


تعجبتُ أن الله سبحانه وتعالى استجاب الدعوة في وقت قد انقطعت فيه أسباب الأرض ولم يبقى إلا الله


وعلمتُ أن هذا أبلغ في منة الله عز وجل بتفضله على عباده الصالحين ورحمته بهم ، خاصة بعد أن وصلت امرأة النبي الكريم إلى سن انقطاع الطمث


لتكون بذلك إرادة الله سبحانه وتعالى مذهلة باعثة للدهشة


( 6 )


لكن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى


( 7 )


تعجبتُ أن ابراهيم عليه السلام ظل يدعوا ربه سنين طويلة
لم يتطرق فيها اليأس إلى نفسه الطاهرة



وعلمتُ أن هذا الرجل أراد له ربه أن يكون من الموقنين


(8)


ويتناقل ذرية ابراهيم هذا اليقين جيلا بعد جيل
حتى يصل شامخا إلى قلب يعقوب عليه السلام
والذي رسخ هذا اليقين في قلبه رسوخ الجبال الراسيات
فهاهو يوصي أبناءه



( 9 )


وبعد أن علمنا هذه المعاني المبهرة
من قصة هذا النبي الكريم



ألم يأنِ لقلوبنا أن تنكسر خجلا من الله ؟


هل يبقى في أنفسنا شيء من الكآبة لتأخر إجابة دعاء دعونا به الله ؟


هل ينجح الشيطان في زرع اليأس في أنفسنا لنعرض عن دعاء ربنا ؟


ألا يحق لنا أن نظن بربنا خيرا وأنه سبحانه يستمع لمناجاتنا له ؟


ألا يحق لأنفسنا أن تمتليء ثباتا ويقينا أن الله قريب مجيب ؟


ألا يُطَمْئِنُ قلبك


ماجاء - عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبين ) ( 10 )



ألا يُطَمْئِنُ قلبك


ماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يستجاب لأحدكم ما لم يعجل . يقول : ( 11 )



ألا يُطَمْئِنُ قلبك


ماجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( 12 )


وإليك آية من كتاب الله


أحسب أنها ستنسكب على نفسك الطيبة


لتملأها ايمانا ويقينا


(13)
__________________________________________________ _______
1- - الرعد : 41 .
2- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (3 / 191 )
3- هود : 71
4- ابراهيم : 39
5- النساء : 125
6- هود : 72
7- هود : 73
8- الأنعام : 75
9- يوسف : 87
10-(رواه أبو داود والترمذي وأحمد بسند حسن )
11-( متفق عليه )
12- ( رواه مسلم )
13-البقرة : 186




كتبه : عدنان بن علي المغربي
يوم الجمعة 15-01-1423هـ الموافق 29-03-2002 م
38
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الرحــــيق
الرحــــيق
جزاك الله خير
وجعلني الله واياك ممن يستجاب لهم ياكريم
نبض المطر
نبض المطر


الله يررفع قدرك ويجزااك خير ولا يحرمك الجنه ياااااااارب
الامــيــرة01
الامــيــرة01
جزاك الله خير وجعلني الله واياك ممن يستجاب لهم ياكريم
جزاك الله خير وجعلني الله واياك ممن يستجاب لهم ياكريم
أسال من جلت قدرته
وعلا شأنه
وعمت رحمته
وعم فضله
وتوافرت نعمه
أن لا يرد لك دعوة
ولا يحرمك فضله
وان يغدق عليك رزقه
ولا يحرمك من كرمه
وينزل في كل أمر لك بركته
ولا يستثنيك من رحمته ويجعلك من

(إن لله تعالي أهلين من الناس هم أهل القرآن أهل الله وخاصته )

ومن ( بلغوا عني ولو آية ) حديث صحيح في البخاري
اسعدني مروركم
احزان غربيه
احزان غربيه
جزاك الله كل خير وصلاح وعافيه
الامــيــرة01
الامــيــرة01
الله يررفع قدرك ويجزااك خير ولا يحرمك الجنه ياااااااارب
الله يررفع قدرك ويجزااك خير ولا يحرمك الجنه ياااااااارب
أسال من جلت قدرته
وعلا شأنه
وعمت رحمته
وعم فضله
وتوافرت نعمه
أن لا يرد لك دعوة
ولا يحرمك فضله
وان يغدق عليك رزقه
ولا يحرمك من كرمه
وينزل في كل أمر لك بركته
ولا يستثنيك من رحمته ويجعلك من

(إن لله تعالي أهلين من الناس هم أهل القرآن أهل الله وخاصته )

ومن ( بلغوا عني ولو آية ) حديث صحيح في البخاري
اسعدني مروركم