كشكول معلمة ...............

الطالبات والمعلمات

كشكــــــــول معلمة

يوم كنت معلمة

قليل من الأحداث أو كثيرها
بعض من ذكريات تتوارد على الواحد منا يشعلها خبر فتتوهج لمرأى العين
أو يستحثها منظر يحفز بريقا خبى منذ سنين

ذكريات تمر علينا
تقتطف بأيدينا نريد أن نحشرها في غياهب النسيان وتأبى إلا الظهور
هي ذكريات معلمة مرت السنون عليها وتعاقبت
رأت وجوها بحصر نسائم الدنيا
وبحصر أنفاس إن كانت تعد

وخاضت هذه المعلمة حروبا على ورق ومع ورق
مع وضد
مع المشاكل
وضدها
مع التغيير وضدها

وخاضت في نهر هاديء تارة وبحر متلاطم تارة أخرى كل ما تتذكره كيف ومتى وإلى أين قادتها تلك الحوادث
ولأن منها النافع لجيل يحبو في دنيا العلم
سأدعو الله أن تكون رسالة تعليمية لمن أراد العلم
اصيغها لكن بطريقة أرجو منها الاستفادة
فكونوا معي في قصصي وخواطري
في

كشكول معلمة .........
8
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

صباح الضامن
صباح الضامن
كشكول معلمة الورقة الأولى ...... أول درس




الورقة الأولى

أول درس

لم يكن يخطر ببالي أن التدريس هكذا , كنا في حياتنا المدرسية غير مسؤولين إلا عن أنفسنا لا هم لنا إلا حشو عقولنا بالمعلومات وأن نحفظ ما في كتب المقررات لنصبه على أوراق الامتحانات صبا أو نستعرضه على معلماتنا فإما استحسان وإما تقريع
أما أن نتخرج من الثانوية رأسا ليلقى بنا في خضم التدريس .هذا مالم أكن أحسب حسابه
ابتدأ القلب يدق دقات عنيفة عنما فتح لي باب المدرسة الكبير
الجو كان حارا جدا وقد ابتدأت حبات العرق تتصبب من جبيني أسفل المنديل وكأنها نجوم فرشت على ليل أسود
كادت قدماي أن تدفعاني للخارج وما أن هممت بفعل ذلك حتى أنقذني صوت معلمة
تعارفنا وأصبحت صديقتي على مر الأيام
أمسكت بأوراق التعيين التي جار عليها عرقي المتصبب واضطراب يداي ودخلت للمديرة
طرقت الباب .......
لم أسمع إلا همهمات
طرقته ثانية فجاء الصوت مجلجلا :
- ألا ترينه مفتوحا أدخلي
بداية غير مشجعة
لم تبتسم على ابتسامتي العريضة ولم ترفع إلا حاجبا واحدا قائلة
- أبلة جديدة ؟؟؟
هززت رأسي وأحسست بالغرفة كأن زلزالا يحركها
- هات اوراقك !!!
تراجفت مني اليدين
ولمحت عينيها النسريتي الملامح تغزو ورقي وكأني أرى مخلبا يمتد في عمق مكتبها ويخرج ورقة كبيرة خلتها أكبر من استيعاب نظري
ما هذا يا إلهي ,,, ما هذه الورقة الكبيرة وما بها يا ترى ؟؟؟؟؟
نظرت المديرة قائلة : هذا جدولك ....وناولتني ورقة صغيرة بالمقارنة مع تلك المفترشة مكتبها
- ابتدأت أتفحصها
ما ذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مستحيل!!!!!!!!!!!
أنا ابنة السبعة عشر عاما ونصف أعلم كل هذا !!!!!!!!
حديث .... فقه ...... قواعد اللغة العربية ........هندسة .......
ما الأمر؟ لا شك أنها مخطئة
وكل مادة لصف
ما شاء الله
وبكل فوضوية ابنة الثانوية نثرت نفسي قائلة: مستحيل أنى لي تعليم كل هذا إنه قتل !!!!!
ثم ما هذا ؟؟؟؟ !!!!!! أأنا أعلم الفقه
والهندسة ما هذه التوليفة
أنا أدبي وكيف أعلم الهندسة ؟؟؟؟؟؟؟؟
وهنا تحطم شيء على مكتبها
ربما الهدوء
ربما نفسي فقد سمعت قبضتها القوية تضرب على المكتب قائلة :
- تأتون للتعليم وأنتم لا تعرفون أدنى شيء عن أصول التدريس
وكأني أمام طفلة
وكادت هذه الطفلة أن تبكي
واستمر الضرب على المكتب ورغت المديرة وأزبدت
وكل ضربة على مكتبها الجائر ....... كانت تقربني من باب ادارتها ل.....
غدا إن شاء الله أكمل لكن ما حدث .....
إشراق 55
إشراق 55
حياك الله الأخت العزيزة صباح الضامن نورت الواحة بوجودك وبما جئتي من مفيد وقيم
ننتظر البقية .....
نحن معك نتصفح ونقراً ما تتخطيه من كلمات وجمل .
سلمتي لنا بارك الله فيك .
. :26: :24: :27:
عسيله
عسيله
بانتظار ابداعك................ غاليتي
صباح الضامن
صباح الضامن
جزاكم الله خيرا
كل من قرأ ورحب
وكل عام وأنتم بخير
***************************

الورقة الثانية

ومع ضربات المديرة على مكتبها كانت تقربني من الباب وترتجف مني النفس وكنت أحبس الدموع حتى لا تزداد مأساتي

أمسكت بجدولي وأخذت يدي تجعل منها ساحة لاضطرابي

و بكل ما أوتيت من قوة حاولت الحفاظ على رباطة جأشي
واخفاني الممر المؤدي إلى الساحة أستنشق بعضا من هواء حار بدأ يبرد قليلا بالمقارنة مع غليان رأسي

وجلست على حافة السور القصير ألتقط الأنفاس
وإذا بيد تربت على كتفي وحديث هاديء من صوت رقيق ينساب كأنه قادم من عالم آخر

لا تقلقي
هي هكذا .......
وابتدأت لغة الغضب تنسكب من فيه فتاة لم تتخط الثامنة عشرة والمعلمة تهدئني حتى هدأت النفس قليلا عند سماع عبارة هادية
- أنت قدمت لتعلمي فلتجعلي هدفك هكذا . , أثبتي لها انك لست طفلة , أثبتي لها أنك قادرة على تخطي امتحانها القاسي
ونحن معك .....
كانت عبارات الغضب التي أطلقت مني لا زالت ترفرف حولي لأني رأيتها بعيون المديرة ساعة التفت ورائي لأجدها قد سمعت كل كلمة قلناها
وتلاقت منا العيون
يمامة صغيرة تكتب اولى تحليقها في عالم طالما حلمت به
لترى ملامح مديرة أبعد ما تكون عن دفء و بها ابتسامة تحد , لم أعرف لحد الآن سببها
وقررت أن أريها كيف يكون تدريس اليمام
فقد أشعلت في فتيل التحدي وأيقظت روح شباب ظن أن الأمور تنساب سهلة

وانطلقت عازمة متوكلة ليكون لدي أول درس من المديرة
درس تعلمت فيه أن التحدي يحفز للإنتاج وليس لشحذ أسلحة المعارك
وتعلمت أن يكون سلاحي العمل فهو وحده من يبعد عن القتال غير المجدي فساحة العلم أعدت للبناء لا لإهدار الطاقات
ومن عمل وجد لذة النجاح


وكانت بداية عملي كمعلمة
تلتها إخفاقات ونجاحات ستأتيكن لاحقا ولكن أرجو المعذرة وسأعود لكن بعد العيد إن شاء الله

وذلك لتعذر مشاركاتي الآن
حتى ذلك الوقت لكن مني كل الحب
nanaaQ
nanaaQ
رائع والله


ياصباح الضامن

وراح اكون متابعه:26: :26: :26:

للنهايه