أثبـــاج
أثبـــاج
واجب العالم الإسلامي

لقد عاش الكشميريون في جو من الرعب فرضته عليهم قوات الأمن الهندية. والمقاومة الشعبية التي اندلعت أحداثها بشكل مفاجىء اكتسبت شعبية واسعة في الوادي المحتل في وقت قصير. ومن آثارها أنها لفتت أنظار العالم بقوة إلى الحل العاجل للصراع الطويل. فالوادي الوادع والجميل تحول إلى جحيم بالنسبة لشعبه..! ما الذي فعله العالم حيال هذه القضية المصيرية؟ أيها المسلمون في كل مكان .. في الشرق والغرب.. من المحيط إلى الخليج.. من جبل طارق الذي سيظل شاهداً على الفتح الإسلامي العظيم للأندلس.. إلى عذراء ماليزيا التي اغتصبها الصليب.. إليكم في كل مكان.. هلا أنصتم قليلاً إلى كلمات.. وأرهفتم السمع حيناً لآهات الأبرياء .. هلا جعلتم لبكاء الآخرين نصيبًا من نبضاتكم. هلا نظرتم في منهج حياتكم وكسرتم ذلك الجمود وتحررتم من تلك القيود، قيود إلف حياة السكون والتكرار الممل لحياة بلا هدف.. هلا فزعتم معنا لأحوال الأمة وجراحها ودمائها التي تسيل في كل واد. هناك في قمم عالية ، ليست بالبعيدة تنزف دماء غزيرة، تنزل على جبال الثلج فتشعل فيها النيران. في كشمير الخضراء وعلى جبالها الشامخة يعيش إثنا عشر مليوناً من المسلمين الذين ارتضوا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً.. ولا يساومون في عقيدتهم ولا يفرطون في أرضهم ويرفضون بإباء شديد ذلك الظلم العاتي للاحتلال الهندي البغيض. يا كل مسلمي العالم .. انظروا .. انتبهوا، لا يغيب عن سمعكم وبصركم صور التعذيب والتشريد والحرق والرمي بالرصاص والتعليق من الرؤوس في الأشجار وسحق كرامة الأمة المسلمة كلها باغتصاب نسائها. إن ما يجري في كشمير المسلمة تهتز لهوله الجبال وتتمزق له القلوب ألماً.. ولكن هل تكفي الآلام والدموع؟ كانت بارقة الأمل مع انتفاضة كشمير المباركة. والمطلوب منا نصرة المجاهدين في هذه الانتفاضة فكراً واهتماماً ودعاءً، ولتكن لنا القدوة المضيئة في الأنصار عندما قدموا للمهاجرين جميع ما لديهم. أيها المسلمون ما نطالب به ونقدمه هو حق وفرض.. ما أجمل أن نكون من أنصار الجهاد، ما أجمل أن نكسر قيد أنفسنا من الشؤون الصغيرة والاهتمامات الهابطة لنكون ذووا همة عالية. وأن تكون لكم قضية تملأ حياتكم بالحيوية والعمل، قضية الجهاد وإعلاء لواء الإسلام. لنكن جزءاً من كشمير ونعمل بقوله تعالى : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليًا واجعل لنا من لدنك نصيرًا } .

مجلة الشقائق