..
أخواتي المؤمنات :لنكن جميعاً على يقين ..
أن الله تعالى إذا تقبل عمل عبدٍ وفقه لعمل صالح بعده
وإن من علامات قبول اعمالنا في رمضان
أن نعاود الصوم بعد صيام رمضان ..
فنتبع الحسنة بالحسنة ..
وذلك هو علامة قبول الحسنة الأولى ..
أما من يعمل الحسنة ثم يتبعها بالسيئة ..
فذلك علامة على رد الحسنة وعدم قبولها ..
فمن احبت منا أن تعرف مدى قبول عملها من ذلك
فلتعود نفسها على الصيام والقيام ..
وبهذا يكون كل صيام وقيام جديدان تؤديهما
دليل على قبول ماقبلهما ..
وصيام الأيام الست من شوال سنة مستحبة ،
فضلها عظيم ، واجرها كبير..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر)....
ولكن ما المقصود بصيام الدهر من الحديث ؟
يُراد به أن صيام رمضان يقابل عشرة أشهر،
وصيام ست من شوال يقابل شهرين فذلك صيام عام .
: اعتقاد غير صحيح ~
يظن البعض أن من صام الست من شوال في سنة
لزمه أن يصومها كل سنة ..
وهذاخطأ . فإنه لابأس إن صامها سنة ولم يصمها أخرى ..
ولكن الأفضل له أن يصومها كل سنة؛
حتى لايحرم نفسه من الثراب المستمر .
:
:
وقد يكون هناك سؤال في :
كيف يكون صوم هذه الأيام الست ؟
وما الأفضل؟
والجواب :يجوز صومها متفرقة ، ولا يلزم في صيامها التتابع ،
ولكن الأفضلية للتتابع ،
ويجوز كذلك أن نجعلها في أي أيام شئنا من الشهر
ولكن الأفضل البدء بصيامها بعد العيد مباشرة ؛
لأن ذلك من باب المسارعة إلى الخير .
قال تعالى :
( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
آل عمران .
:
أما من كانت منّا عليها قضاء أيام لم تصمها من رمضان
فلتبدأ بالقضاء .. ثم تتبعها ستاً من شوال ..
حصاد صيام الأيام من شوال :
أولاً : انها استدراك لمافات العبد من وظائف الصيام
وتعويض النّقص الذي حصل في الفريضة في رمضان .
إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب..
يؤثر سلبا في صيامه ..
فيوم القيامة ..يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض...قال صلى الله عليه وسلم :
(إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة
قال: يقول ربنا عز وجل لملائكته وهو أعلم :
انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟
فإن كانت تامة كتبت تامة..
وإن انتقص منها شيئا قال انظروا
هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع
قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه..
ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم )رواه أبو داود . :
:
ثانياً : أن صيام أيام شوال هو ..
إعلان استمرار العبد في وظائف العبادة ..
فلا يدعها تذهب مع موسم الطاعة ،
ويوقن أن مغفرة الله عز وجل وعفوه دائمان ..
يرجيان بالعبادة :
من الصيام والقيام ..وتلاوة القرآن ،
:
ثالثاً :أنه أداء لسنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم . :
:
رابعاً : كما أن في صيام هذه الأيام من شوال ،
وفي اتباعها من غير تراخ، إعلان من العبد لحبه وعدم سأمه
من العبادة ..
وأنه لايزال في شوق إلى إظهار أيات الطاعة ..
وأنه ماملّ من الوقوف بباب ربه ،
وإظهار امتنانه له تعالى .. لعطائه وفضله ..
وليكمل بها كذلك صيام دهره كما أشار الحديث ..::
معنيين في : صيام الدهر ~
هنالك فرق بين أجر صيام الدهر الوارد
في حديث الست من شوال وحديث :
(من صام ثلاثة أيام من كل شهر كان كصيام الدهر )؟...
فأجر صيام الستة أيام من شوال هو أجر الفرض المضاعف ،
بمعنى أن له أجر صيام رمضان في العام كله .
والأجر الثاني : هو أجر النافلة المضاعف ،
بمعنى أن له أجر صيام نافلة في العام كله . :
بالشكر تدوم النعم ...
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
(إن النعمة موصولة بالشُّكر، والشُّكر يتعلق بالمزيد،
وهما مقرونان في قرن،
فلن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشُّكر من العبد.
:
ويوم الفطر .. هو يوم الجوائز ..
يوم يوفى الصائمين أجرهم ..
بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ..
وهكذا في معاودة المسلم صيامه بعد الفطر ..
شكرٌ لله على توفيقه لصيام رمضان ..
وفوزه بالنعم والجوائز الإلهية ..
:
سُئل وهيب بن الورد عن ثواب شيء من الأعمال
كالطواف ونحوه ..
فرد بقوله : لا تسألوا عن ثوابه،
ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر،
للتوفيق والإعانة عليه. :
:
أخيراً ~
إن عمل الصالحات لاينقطع مادام في المؤمن نفسٌ يتردد
وكذلك فعل الطاعات ..و أداء الخيرات ..
والحرص على الابتعاد عن المنكرات ..
فالراحة لاتنال بالراحة ، بل تقتضي الهمة العالية ..
وإلحاق الطاعة بالطاعة ..
والشكر بالشكر ..
ومن ينتظر طيب الحصاد عليه أن يحسن الزرع ..
ومن يرتقب النجاح عليه أن يجد ويجتهد ..
وحذارى من العجب أن يلحق النفس بعد انقضاء العمل..
وحذارى من الغرور ..!
فإن ماكان أو يكون من سعيٍ و كسبٍ فهو من فضل الله تعالى
ومن توفيقه ..
فلا ينسبن المرء لنفسه شيئاً فياخذه العجب او الغرور ..
ولنستعن بالله ليمدنا بالقوة على حراسة طاعاتنا
حتى لايتطرق إليها مايوقع بها الخلل ..
وحتى لانستسلم للفتور ..
وحتى لانكون بعد رمضان من المقصرين ..
في تحصيل إسباب النجاة .
:
:
وفقنا الله إلى مزيد من الطاعة ..
وأدام نعمه علينا بمزيد من الشكر ..