* * كـم نحـن بحــاجة إلــى التــوكـــل * *

** بسم الله الرحمن الرحيم **

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته *

إن التوكل شعور بعظمة الله وهو صدقٌ وإيمانٌ، وسكينةٌ واطمئنان، وأملٌ يصحب العمل،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانا)).

انظري إلى ذلك الطائر الصغير الذي لا يملك قوة ولا عقلا ولا تدبيرا يخرج من عشه في الصباح الباكر ليبحث عن رزقه بهدوء واطمئنان, لم يقض ليله مفكرا في قوته ولم يشغل باله في أمر طعامه وإنما عرف أن الله الذي خلقه قد تكفل برزقه, فما هو إلا أن خرج فإذا برزقه يأتيه فيمتلأ بطنه بالطعام فيعود إلى عشه مسبحا لله عز وجل.

من الذي رزق ذلك الطائر؟ من الذي أشبعه؟ من الذي هداه إلى طريق الحبة؟ من الذي علمه طرق الكسب والسعي في الأرض؟

إنه الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.

ولا بد من الأخذ بالأسباب, فالأخذ بالأسباب من التوكل على الله، لكن المهم أن يبقى قلب العبد بعد أن يعمل بالأسباب معلقاً بالله تعالى لأنه سبحانه مسبب الأسباب والقادر على كل شيء.
هذه قصة أخبرتني بها أخت لي في الله عن امرأة تعيش في منطقة بعيدة عن المدينة وزوجها يشتغل اثنا عشر ساعة في اليوم . وفي يوم من الأيام قدموا إليها أهل زوجها من سفر فأرادت أن تضيفهم فوجدت بأن أنبوبة الغاز قد انتهت ولا يوجد عندها أي أحد ليساعدها حتى الجيران لم تتعرف عليهم بعد, ثم ذهبت إلى غرفتها وصلت ركعتين ثم دعت الله بأن يفرج همها ثم قامت وذهبت إلى أهل زوجها وإذا بجرس الباب يدق فذهبت مسرعة فقالت من ؟ فقال رجل لها هل تريدي تعبئة أنبوبة الغاز فقالت : نعم فأخذت الأنبوبة بهدوء وكل هذا وأهل زوجها لا يدرون عن شيء ثم ضيفت أهل زوجها. وبعد فترة تعرفت على جارة لها فقالت لها : هل عندكم في هذا الحي رجال يترددون على المنازل لتعبئة أنابيب الغاز فضحكت وقالت لها بالطبع لا فحينا منقطع عن الناس فعرفت بعدها بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أرسل لها هذا الرجل جزاء توكلها على الله ولجوئها إليه.

أخواتي الحبيبات:
التوكل ليس مجرد كلمة تلوكها الألسن ولا تعييها القلوب وتتحرك بها الشفاه ولا تفهمها العقول فالتوكل طاعة لله بإحضار كافة الأسباب المطلوبة لأي عمل من الأعمال.

ولتعلمي أخية بأن من عوائق التوكل:

1 - الجهل بمقام الله من ربوبية وألوهية وأسماء وصفات 2- الغرور والاعجاب بالنفس 3- الركون للخلق والاعتماد عليهم في قضاء الحاجات 4- حب الدنيا والاغترار بها مما يحول بين العبد والتوكل لأنه عبادة لاتصح مع جعل العبد نفسه عبداً للدنيا.

وأخيرا:

إن المسلم المتوكل يخرج من بيته متوجها إلى عمله ومهنته وهو يقول ( باسم الله توكلت على الله لا حول ولاقوه إلى بالله اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أُزل أو أضِل أو أُضل أو اظلم أو اظلم أو اجهل أو يجهل علي ).
وفي حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يخرج من بيته: ((بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.يقال له: هديت ووقيت وكفيت فيقول الشيطان لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي ووقي وكفي؟)).

أسأل الله أن يجعلنا من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ((هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون)).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



اختكم ومحبتكم في الله : امـواج


* * مـ نـ قـ ـو لـــ * *