كفاح التنمر..بقلمي..

الأدب النبطي والفصيح

كان طالبا في المدرسة الاعدادية،وكان طالبا مجتهداوناجحا،رغم التشوه الذي كان على وجهه،يجعل أكثر من معه في المدرسة ينفرون منه،ولا يودونمجالسته،مما جعله في كل يوم يعود فيه من المدرسةإلى البيت يعود حزينا،يتذكر تلك الأيام الماضية،عندماكان مع والده في المزرعة يحصدان مازرعاه،وكان علىوالده الكثير من الديون التي لم يسددها بعد،وكانيتهرب من سدادها،فجاءها أحد الغاضبين من صنيعهفي مزرعته في ذاك الوقت،بأنه إن لم يسدد الدينالذي عليه الآن فإنه سوف يتم حرق مزرعته بالكاملفلم يكترث الأب بهذا التهديد،واكتفى بالشجار ومنبعدها أعطى المدين ظهره وذهب ليكمل عمله،مماجعل الرجل يشتعل غضبا،وأحضر البنزين من سيارتهورشها بسرعة في المزرعة من دون أن ينتبه صاحبالمزرعة وابنه،والقى بعود الكبريت المشتعل ورحلمن بعدها بعد أن نفذ تهديده،وبينما الأب يعمل اشتمرائحة حريق،فاستيقظ قلبه حينها وعلم بأن ذاك الرجلاللعين قد نفذ تهديده في الحال،وبإنه لم يكن مجردتهديد،حاول الأب المسكين وابنه اطفاء الحريق ولكندون جدوى،فقد كبر الحريق وأخذ يأكل كل ثمار المزرعة وكل أخضر فيها،ولشدة الهلع ركض الأب يطلب النجدة من أي شخص ينقذ ماتبقي من مزرعتهونسي من هو أهم من مزرعته ألا وهو ابنه،فأحاطتبه النيران من كل اتجاه فأصابته،فأحرقت وجههوجزء كبير من جسده،حريق كبير كاد أن ينهي حياتهولكن عاد والده ومعه النجدة وقد أدركه في اللحظاتالأخيرة،ولحسن الحظ كان لا يزال يتنفس،ولسوء الحظ التهم الحريق الكثير من وجهه وجسده،أماالمزرعة فكانت قد احترقت بالكامل.يتذكر هذه الحادثة وينام والدموع تجري من عينيه،ليستيقظ في صباح اليوم التالي،فتزداد كآبته وأحزانهبسبب مجموعة من المتنمرين في صفه،يراهم في الصف ،وفي وقت الفسحة،وحتى في ساعات الصباحالأولى في المدرسة،ووقت الطابور،فيستقبلونهبابتسامة ساخرة،ومن ثم ينادونه بألقاب لا حصر لهامثل أيها (الفضائي)،(القبيح)،(صاحب الوجه المشوه)(المتحول)،(الفزاعة)،إلخ....ومن بعدها يضحكون عليه،ويبدؤون في إلقاء النكتالساخرة عليه،الواحد تلو الآخر،حتى تصيب كلماتهمالمسمومة أعماق قلبه فلا يحتمل،فيبدأ بالبكاء،والردعليهم أيضا،فلا يعجبهم هذا التصرف،فيغضبون بعدأن يشعروا بالاستفزاز،فيتهجمون عليه،بالدفع،والضرب،والسب،والشتم وهنا يقف عاجزا تماما كي يدافع عننفسه،كان هذا روتينه اليومي حتى تداركته رحمةالله،وسخر له من يحميه منهم جميعا ويعيده لهحقوقه منهم،هو وكل من يتعرض للتنمر،حيث كانقد وصل الخبر إلى المرشد الطلابي فأسس فيالمدرسة مايسمى (بمكافحة التنمر) هدفها معاقبةكل من يقوم بالتنمر وأذية الطلاب المساكين،ففتحالباب لكل من يتعرض للتنمر بأن يأتي ويقدم شكوىضد من يقوم بالتنمر عليه،كما أنه خصص فيها مجموعةمن الطلاب الثقة والمهرة في التجسس،حيث أنهم إذارأوا أي تنمر أيا كان نوعه،وأيا كان المتنمر،يأتوا فيالحال ويخبروا المرشد الطلابي،كما أن مكافحة التنمركانت تعطي مجموعة منوعة من العقوبات على الطلابالمتنمرين كنقص الدرجات،والحرمان من الامتحان،وحلاقة شعر الرأس بالكامل،والفصل من المدرسة لعدةأيام،وتبليغ ولي الأمر،ومن ظهور هذه الفكرة،انخفضالتنمر بشكل واضح في المدرسة،حتى أصبح لا وجودله،وأصبح الطلاب الذين كانوا يتعرضون له في السابقسعداء جدا.
3
286

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

المحامية نون
المحامية نون
احسنت بطرح هذه الفكرة من خلال القصة ..
.فمثل تلك التصرفات تحتاج للردع فعلاً لماتخلفه من آثار سلبيه ....
جزاك الله خيراً❀
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
بارك الله بك غاليتي
مواضيعك دائماً هادفة وذات قيمة
احسنت ياغالية
تهويده المطر
تهويده المطر
بارك الله فيك وجزاك كل الخير