كفالة اليتيم تاصيلا وتنزيلا

الأدب النبطي والفصيح

هذه إحدى القصائد التي قرَّرت وزارة التربية الوطنية التشادية تدريسَها لطلاب الشهادة الثانوية بشقَّيْها: العلمي والأدبي، وهي تُعَبِّر عن حالة الحزن والمُعانَاة التي يعيشها الأيتام وأمهاتهم حين كانوا يعيشون في حالة اليأس والحرمان، ثم تصويرًا لمشاعر الفرحة والسرور التي ترتَسِم على وجوههم عند وصول مبالغ الكفالات المقدَّمة إليهم من أهل الخير والإحسان بدُوَل المشرق، عبر إدارة الأيتام بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية تشاد، أو قسم رعاية الأيتام بالجمعية الخيرية للتنمية الثقافية والاجتماعية:


قَالَ الصَّغِيرُ وَدَمْعُهُ مِدْرَارُ
أُمَّاهُ أَشْعُرُ أَنَّنِي أَنْهَارُ

أُمَّاهُ، هَذَا الْجُوعُ مَزَّقَ بَاطِنِي
وَسَرَتْ بِأَحْشَائِي وَقَلْبِي النَّارُ

الْمَاءُ أَشْرَبُهُ لَيُبْرِدَ غُلَّتِي
فَكَأَنَّمَا تَبْرِيدُهُ إِسْعَارُ

لِي لَيْلَتَانِ أَلُوكُ بَعْضَ "بَلِيلَةٍ"
قَدْ خَالَطَتْ حَبَّاتِهَا الْأَحْجَارُ

لاَ طَعْمَ فِيهَا، غَيْرَ أَنَّ لِرِيحِهَا
نَتْنًا وَشَابَ مَذَاقَهَا إِمْرَارُ

رِجْلاَيَ خَانَتْنِي فَلَيْسَ تُقِلُّنِي
فَبَقِيتُ مَأْسُورًا وَلاَ أَسْوَارُ

هَا هُمْ رِفَاقِي فِي الطَّرِيقِ تَوَاثَبُوا
فِي خِفَّةٍ فَكَأنَّهُمْ أَطْيَارُ

لِلْعِيدِ قَدْ لَبِسُوا الْجَدِيدَ وَهَلَّلُوا
بِثِيَابِهِمْ تَتَلأْلأُ الْأَنْوَارُ

وَحْدِي بَقِيتُ أَنَا أُجَرَّعُ غُصَّةً
فِي غُصَّةٍ وَبِعَيْنِيَ اسْتِعْبَارُ

أُمَّاهُ أَيْنَ أَبِي؟ فَمَا حَلَّتْ بِنَا
إِذْ كَانَ يَعْمُرُ بَيْتَنَا أَضْرَارُ

أُمَّاهُ أَيْنَ أَبِي؟ فَمَا عَادَتْ لَنَا
مُذْ غَابَ مَنْزِلَةٌ وَلاَ إِكْبَارُ

أُمَّاهُ أَيْنَ أَبِي؟ وَأَيْنَ حَنَانُهُ؟
قَدْ كَانَ نَهْرًا دُونَهُ الْأَنْهَارُ

لاَ زِلْتُ أَذْكُرُ كَمْ حَبَوْتُ لِحِجْرِهِ
فَتَلَقَّفَتْنِ يَدَاهُ وَالْأَبْصَارُ

لاَ زِلْتُ أَذْكُرُ كَيْفَ أَضْحَى مَرْكِبًا
لِي صَدْرُهُ وَبِوَجْهِهِ اسْتِبْشَارُ
0
1K

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️