بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعــــد ،،،
إن النظرة الرحيمة للإسلام تعتمـــــد على روح الحب بين أبنائه وإحساس كل فرد بغيره وتمنيه الخير له وعدم طمعه فيما بين يدي أخيه. ولو تحققت هذه النظره لوجدنا أن كل مدينة من مدننا أصبحت المدينة الفاضلة.
ولذلك حرص الإسلام على أن تكون النشأة لأبناءه نشأة مستقيمة سوية وبيّن قواعد هذا الأمر بما هو معروف من الكتاب والسنة وكانت مسألة كفالة الأيتام الأشهر في هذا الجانب .
ولكني اليوم أتحدث عن معنى جديد للكفالة و ليس المقصود بكلمة "جديد" أنه مستحدث ولكن المقصود أن الناس في زمننا هذا غافلون عنه وعن فضله الكبير وهو كفالة أصحاب الأمراض والأمراض المزمنة على وجه الخصوص .
فإن كان أمر كفالة الأيتام هو الرعاية للطفل في مرحلة معينةمن مراحل عمره حتى يصل لنقطة البداية في حياته والتي يشارك فيها ببناء مجتمعه وليس هدمه والسخط عليه إن ترك دونها
فكذلك كفالة المريض الفقير الذي تقطعت به السبل فلا يستطيع شراء ما يخفف ألامه ويذهب مرضه بإذن ربه أو يعينه على مرض يلازمه طيلة حياته إن كان من اصحاب الأمراض المزمنة التي تلتصق بالإنسان حتى نهاية حياته
وإن كانت النظرة الدنيوية لصلاح المجتمع هي الظاهرة في هذا الأمر إلا أننا لم ننسي أو نغفل عن الأجر العظيم الذي أعده الله لمثل هؤلاء اللذين يقوموا بمثل هذه الكفالات فانظر لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
"أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربةً ، أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً ، ومن كفَّ غضبه سَتَرَ الله عورته ، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة ، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ،أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام ، وإن سوء الخُلُق ليُفْسد العمل كمايُفْسد الخلُّ العَسَل"
رواه ابن أبي الدنيا وحسَّنه الألباني.
وكم هي عظيمة كربة المرض وكم هو عظيم أجر تفريجها
"من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة"
ولعل الناظر يري أن هذا النوع من الكفالة وقته ممتد وليس قصير وهنا أذكر بقوله صلى الله عليه وسلم
"أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ"
متفق عليه
أحبتي إن أصحاب هذه الأمراض اللذين نتحدث عنهم ممن هم في حاجة إلى هذه الكفالة المرضية لا يقتصر ألمهم على أوجاع المرض ولكن ألمهم الأكبر أن ينظر لنفسه والمرض يسلبها منها وهو عاجز عن دفعه لضعفه قلة أو إنعدام ما بيده من مال
أحبتي لتعلموا أن هذا الأمر من اعظم صنائع المعروف والحبيب صلى الله عليه وسلم يقول
قال صلى الله عليه وسلم
"صنائع المعروف تقي مصارع السوء الآفات والهلكات ، وأهل المعروف في الدنيا ، هم أهل المعروف في الآخرة"
رواه الحاكم عن أنس ، وصححه الألباني في صحيح الجامع
وإن كان الإنسان جبل على حب المال فإن
الله سبحانه يقول
"لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ"
آل عمران:92
كتبه : محمد خطاب

النميسا @alnmysa
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



الصفحة الأخيرة
.
.
.
.
.
ابشركم صرت محرره :42: