
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
كم يحزننا وضع بعض المسلمين ,من يؤمن بالله ,ويصدق برسالة
نبيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
من أطلق للسانه ويده العنان بسب علماء المسلمين.
ورثة الأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم
أولهم آدم وآخرهم محمد.
كيف سمحت لهم أنفسهم بذلك !
أما يفكرون بيوم تتقلب فيه القلوب والأبصار!
يوم العرض على الملك الجبار.
كل إنسان بماقدم إما خير ينجيه ,أو شر يرديه.
ووالله إنه لاينفع والداً ولده ,ولامولود بوالده.
أما يخاف أن يكون من هؤلاء (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون
يقول تعالى ذكره : ولهم عذاب عظيم ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم )
فاليوم الذي في قوله : ( يوم تشهد عليهم ) من صلة قوله :
( ولهم عذاب عظيم ) وعني بقوله :
( يوم تشهد عليهم ألسنتهم ) يوم القيامة
وذلك حين يجحد أحدهم ما اكتسب في الدنيا من الذنوب
عند تقرير الله إياه بها فيختم الله على أفواههم
وتشهد عليهم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون .
فإن قال قائل : وكيف تشهد عليهم ألسنتهم حين يختم على أفواههم؟ قيل :
عنى بذلك أن ألسنة بعضهم تشهد على بعض ، لا أن ألسنتهم تنطق وقد ختم على الأفواه .
لماذا التساهل في حق العلماء ؟
إلى هذه الدرجة وصلت حال بعضنا !
تهاون في الذمة ,وحصد للذنوب .
نسينا
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
فتوى
علماءنا الأفاضل زادكم الله علماً ونوراً... ما حكم التطاول على العلماء الربانيين؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعلماء الربانيون يجب احترامهم وإجلالهم، لما يحملونه من دين الله جل وعلا
ومن ميراث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فالعلماء ورثة الأنبياء
وهم الذين استشهد الله عز وجل بهم على أجل مشهود به
وهو التوحيد وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته،
فقال تعالى:
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {آل عمران:18}.
وفي ضمن ذلك تعديلهم فإنه سبحانه وتعالى لا يستشهد بمجروح.
راجع مدارج السالكين
وقال ابن عساكر:
إن لحوم العلماء مسمومة، وسنة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة
فمن أطلق لسانه في العلماء بالانتقاص والثلب
ابتلاه الله عز وجل قبل موته بموت القلب.
واعلم أن كل ما ورد في حرمة أعراض المسلمين والنهي عن النيل منها
فالعلماء الربانيون هم أولى من يشملهم ذلك
والتطاول على العلماء -مع كونه محرماً- يهون من قيمة العلم وأهله
وفي هذا من المفاسد ما لا يخفى إضافة إلى أنه في حالة
كون التطاول على العلماء جملة، يخشى أن يصل صاحبه إلى الردة
لأن التطاول حينئذ يكون على ما يحملونه من الدين،
وليس لسبب
والله أعلم.
وهذا من شرح "رياض الصالحين " للشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - .
- قال – رحمه الله – في شرح حديث " يا عبادي إني حرمتُ الظلم ..
( إن غيبة العلماء تُقلل من شأن العلم الذي في صدورهم
والذي يعلمونه الناس
فلا يَقبل الناس ما يأتون به من العلم ، وهذا ضرر على الدين )
- وقال :
( الكلام في أهل العلم جرح في العلماء وجرح فيما يحملونه من الشريعة
لأن الناس لن يثقوا بهم إذا كثر القول فيهم والخوض فيهم
ولهذا يجب عند كثرة الكلام وخوض الناس في أمر من الأمور
أن يحرص الإنسان على كف لسانه
وعدم الكلام إلا فيما كانت مصلحته ظاهرة
حتى لو سئل فإنه يقول: نسأل الله الهداية: نسأل الله أن يهدي الجميع )
- وقال – رحمه الله – تعليقًا على " باب : توقير العلماء والكبار وأهل الفضل
( يريد المؤلف رحمه الله بالعلماء :
علماء الشريعة الذين هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم
فإن العلماء ورثة الأنبياء .
وإذا كان الأنبياء لهم حق التبجيل والتعظيم والتكريم
فلمن ورثهم نصيب من ذلك ،
أن يُبجل ويُعظم ويُكرم .. وبتوقير العلماء توقر الشريعة
لأنهم حاملوها ، وبإهانة العلماء تهان الشريعة
لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس ذلت الشريعة التي يحملونها
ولم يبق لها قيمة عند الناس
وصار كل إنسان يحتقرهم ويزدريهم
فتضيع الشريعة . فإذا استهان الناس بالعلماء لقال كل واحد:
أنا العالم، أنا النحرير، أنا الفهامة، أنا العلامة
أنا البحر الذي لا ساحل له، ولما بقي عالمٌ
ولصار كل يتكلم بما شاء، ويفتي بما شاء،
ولتمزقت الشريعة بسبب هذا الذي يحصل من بعض السفهاء )
- وقال :
( ثم قال صلى الله عليه وسلم "يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر"
والشاهد هذه الكلمة وهي أن الأنبياء يُؤذون ويصبرون،
فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم قيل له هذا الكلام بعد ثماني سنين من هجرته.
يعني ليس في أول الدعوة بل بعدما مكّن الله له وبعدما عُرف صدقه
وبعدما أظهر الله آيات الرسول في الآفاق وفي أنفسهم،
مع ذلك يقال هذه القسمة لم يعدل فيها ولم يُرِد بها وجه الله.
فإذا كان هذا قول رجل في صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام للنبي صلى الله عليه وسلم
فلا تستغرب أن يقول الناس في عالم من العلماء إن هذا العالم فيه كذا وفيه كذا ويصفونه بالعيوب
لأن الشيطان هو الذي يؤز هؤلاء على أن يقدحوا في العلماء.
لأنهم إذا قدحوا في العلماء وسقطت أقوالهم عند الناس
ما بقي للناس أحدٌ يقودهم بكتاب الله.
بل تقودهم الشياطين وحزب الشيطان
ولذلك كانت غيبة العلماء أعظم بكثير من غيبة غير العلماء
لأن غيبة غير العلماء غيبة شخصية إن ضرَّت فإنها لا تضر
إلا الذي اغتاب والذي قيلت فيه الغيبة
لكن غيبة العلماء تضرُّ الإسلام كلَّه ؛
لأن العلماء حملة لواء الإسلام فإذا سقطت الثقة بأقوالهم
سقط لواءُ الإسلام، وصار في هذا ضرر على الأمة الإسلامية.
فإذا كانت لحوم الناس بالغيبة لحوم ميتة
فإن لحوم العلماء لحوم ميتة مسمومة
لما فيها من الضرر العظيم.
فأقول لا تستغرب إذا سمعت أحداً يسبُّ العلماء!
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل فيه ما قيل، فاصبر
واحتسب الأجر من الله عز وجل واعلم أن العاقبة للتقوى )
\
1
للتذكير
حتى وإن حذف الموضوع أو الرد المحتوي على سب العلماء سيبقى شاهد على من كتبه عند مالك الملك ,ويوم العرض الأكبر يلقاه منشوراً.
وهنا نقول في عالم حواء إننا
لن نسمح لأحد بالتعدي من خلاله على ورثة الأنبياء أو الإنتقاص من قدرهم
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا إتباعه ,وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا إجتنابه.