من منا لم يؤثر كلام الناس في حياته اليوميه
حتى اصبح يحسب لناس حساب على حساب نفسه وآلبيته
فالفتاه: لو ذهبت الى هذا المكان ماذا يقول الناس
الشاب: لو مشيت في هذا المكان ماذا يقول الناس
الفتاه: كيف ألبس فستان في زواج والبسه في زواج ثاني ماذا يقول الناس عني
يقول الشاب لو قصرت ثوبي ماذا يقول عني الناس
فأصبح هم الناس كلام الناس
الفتاه ما غيرنا اثاث البيت ماذا يقول الناس
الشاب كيف ارجع زوجتي وهي الي ذهبت مع اهلها ماذا يقولالناس عني
لماذا لا يعيش الأنسان مع ما يتماشى مع نفسه بدون ان يضر احد
وكلام الناس لن ينتهي
وهذه قصه لكي لا أحد يمل حديثي
((الحمار والقروي))
ركب حماره وسار ولده أمامه ممسكا بالحبل ودخلا السوق، ولم يفكرإطلاقا بما يمكن أن يقوله الناس فقد اعتاد أن يفعل ما تمليه عليه فطرته، ومع أنسمعه لم يكن جيدا إلا أن تعليق صاحب الدكان حين رآه يدخل السوق كان واضحا وهو يقول: ويلك أليس في قلبك ذرة رحمة تركب الحمار وأنت القوي وتترك هذا الصغير يسير أمامك؟حين سمع القروي ذلك نزل عن الحمار وتنحى جانبا، فسأله ولده مستغربا هل تريد يا أبيأن تقضي حاجة؟ تبسم القروي قائلا: وهل من عاقل يا ولدي يقضي حاجته وسط السوق؟ تعالواركب، اعترض الابن ولكن أباه أصر عليه أن يركب، اعتلى ولده ظهر الحمار وسار هوأمامه، ومر على دكاكين أخرى في السوق فلمح في عيني أحد أصحابها ابتسامة ماكرةمستهجنة ولم يكد يبتعد خطوات عن دكانه حتى سمعه يقول: يا لغبائك كيف تمشي على قدميكوتترك الحمار لطفل صغير قادر على المشي وأنت أحوج منه للركوب؟ توقف المسكين وركبالحمار وطلب من ولده أن يركب وراءه، وعاود السير في السوق، ولكنه لم يسلم هذه المرةأيضا من التعليق فبادره صاحب دكان قريب منه مر لتوه أمامه بالقول: لم أر في حياتيمن هو أكثر منك ظلما لمخلوقات الله، كيف تسمح لنفسك أن تعتلي ظهر هذا الحمار الضعيفأنت وولدك؟ نزل المسكين عن الحمار وطلب من ولده أن ينزل أيضا وسار ممسكا بالحبليقود الحمار، ولكنه لم يلبث أن سمع تاجرا آخر يحدث جاره معلقا على منظرهما بقوله: هل رأيت أكثر غباء من هذا الرجل؟ قال جاره: ما الذي جعلك تصدر حكمك هذا؟ قال: ألميخلق الله الحمير لتحمل البشر وأثقالهم؟ انظر إليه كيف يسير مع ولده ويجر حماره،أليس هذا دليلا على غبائه؟ ترك السوق ليبحث عن مكان هادئ بعيدا عن الناس وجلس معولده على الأرض، فقال له ولده: ما بك يا أبت؟ قال: ألم
تسمع ما قاله الناس حيندخلنا السوق؟ قال: سمعتهم يا أبت وسمعت صاحب الدكان وهو ينعتك بالقسوة، قالالأب:وهل سمعت ما قاله التاجر الثاني والثالث والرابع؟ قال: نعم سمعتهم جميعا ولكنهل تعتقد يا أبت أنك تستطيع إرضاء الناس؟ إن إرضاءهم غاية لا تدرك ومهما فعلت فستجدمن يعيب عليك ما تفعله ، افعل ما يريحك، طالما أنك لا تضر أحدا فلا تكترث بما يقولهالناس، أطرق القروي وعاود التفكير بما قاله صغيره، وللمرة الأولى يتوقف بتمعن عندكلام يسمعه منه، ولأول مرة أيضا يدرك جملة من الحقائق أولها أن ولده أكثر حكمة منهفي هذا الموقف، فقد راجع ما فعل وتذكر أنه في كل مرة كان يسمع من صاحب دكان رأيايغير سلوكه لإرضائه ولكنه يفاجأ باعتراض صاحب دكان آخر على سلوكه الجديد فما أرضىبه السابق أغضب اللاحق، وتيقن فعلا أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، والحقيقة الأخرىالتي أدركها أنه في كل مرة كان يغير سلوكه دون أن يفكر بما فعل، ودون أن يفكر لماذاترك ما فعل ولماذا غير سلوكه؟ كما أدرك أن تلبية رغبات الناس بهذه الطريقة أمر خاطئبكل المعايير وأنه كان يجب عليه أن لا يكترث لما يقولون وأن يستمر بفعل ما يعتقدأنه صواب، التفت إلى ولده وقال له: بني علي أن أعترف أنك أكثر حكمة مني تعال واركبخلفي ولنسرع في الخروج من هذا السوق. منقوول
فتآة أكتوبر @fta_aktobr_1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زائرة
•
مشكوره
الصفحة الأخيرة