لماذ نحن نريد أن نطبق مفهوم المثالية على أنفسنا وعلى المجتمع بأسره في حين
أن الله لم يكلفنا بهذا المعنى المفقود والغير ممكن تطبيقه على النفس البشرية ؟!
ليس لأننا قادرين على ذلك ونتكاسل عن تطبيقه على ذواتنا وعلى من حولنا !.
بل لأننا غير مؤهلين لذلك ولأن مادة خلقتنا غير مؤهلة لذلك من حيث الأصل .
لا اعرف احداً من الناس إلا ويقول ( البشر غير كاملين ولا يمكنهم الكمال )!
ولكن لو ددقت في سلوك كثير من الناس وفي حكمهم على سلوكيات الغير ترى أنهم
دائماً ناقمين على المجتمع وكأنهم سلطوا على رقاب الخلق!
وعتابهم هو عتاب المطالب بالمثالية !،
وحتى نأصل الفكره ونخرجها من طور التنظير نورد دليل من السنه على إستحالة تحقيق معنى المثالية ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ،
فَيَسْتَغْفِرُونَ اللّهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ )
وهذا فيه دليل على الوقوع في الذنوب حتى تظهر! ، وقد خلق الله الخلق وهو
سبحانه أعلم بهم وبحالهم ،
وقد قرر أن الأخطاء واقعه مهما ادعى الأدعياء غير ذلك !،
الإعتقاد أن المثالية من الممكن حدوثها في انُاس دون غيرهم ، ونظن أن الخير
يبدأ وينتهي عند فئة من الناس تشبهوا بقوم من حيث الشكل وعجزوا أن
يتشبهوا بهم من حيث الفعل ، والخطأ يكمن في أمرين .
الاول : التصنيف وفق الهيئات والأشكال .
الثاني : عدم الأخذ بالاعتبار الخلفيه الأجتماعية للناس بشتى أعمارهم .
اعني بالتصنيف : هو التصنيف من خلال المظهر بحيث يتم اختزال كثرة الخير في
اناس معينين دون غيرهم وإعتقاد المثالية فيهم وأنهم أكثر وأقدر من غيرهم ،
وهو ما اصطلح على تسميتهم بين الناس ب ( المطاوعة ) !
والواقع يقول أن دافع الخير لايأتي من شعيرات تنبت في مسامات الوجه ، بل
الخير مصدره القلب الذي يتقلب بين الخير والشر وهذا يحكمه الفعل وليس غير ذلك .
والثابت عند اهل العلم أن الإيمان يزيد بالعمل وينقص بالمعصية وليس
بكثافة شعر الوجه وقصر الثوب وإمتلاء اللسان بكلمات فصحى توحي للسامع
أن صاحبها على السنه !
بل والله اني أعرف من الشباب الذين لايظهر عليهم آثار الإلتزام الذين
يتفوقون على الملتحين في ميدان الخير والبذل والعطاء والتعامل الراقي واللين
والعقلية العصرية المتفتحه !.
وأعرف كثير من الملتحين من لو طلبته بشيء ليس له قيمة وليس له مكان الا
النفايات من رخصه وعدم الإنتفاع به ولكن يرفض بذله مع عدم حاجته به !.
انا أقول المسألة نسبيه تزيد عند اناس وتنقص عند غيرهم والخير في الجميع .
والامر الثاني : هو القسوة على شريحة مظلومة كثيراً في المجتمع وهم من تم إهمالهم في البيوت وعدم تربيتهم على الاخلاق والآداب العامة !.
ثم إذا اخطأوا نقسوا عليهم دون الأخذ بالاعتبار الخلفية الاجتماعية التي خرجوا منها
لابد من عذر الناس واللطف معهم وعدم إغفال النشأة والبيئة التي خرجوا
منها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعذر الناس على حسب بيئتهم ولنا في
قصة الاعرابي الذي بال في المسجد خير مثال .
يجب أن لا نقسوا على الناس ونلطف بهم ونبتسم في وجوههم ونحتضنهم ونوصل لهم
أفكارنا كما يقدم العسل على مائدة الملوك .
واخر الحديث حكمة قالها الرافعي رحمه الله في وحي القلم .
( لا تعامل الناس على أنهم ملائكة فتعيش مغفلاً ،
ولا تعاملهم على أنهم شياطين فتعيش شيطاناً،
ولكن عاملهم على أن فيهم بعض أخلاق الملائكة وكثيراً من
أخلاق الشياطين )
ملطوش
لوعة الحزن @loaa_alhzn
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ومشكوره على الموضوع