كلا إن الانسان ليطغى ان رآه استغنى)
في تجاربي العملية في الحياة الدنيا وجدت كثير من الناس تتغير نفوسهم اذا دخل عليهم المال او حصلوا شيئا من متاع الدنيا كالوظيفة والزوجة والولد وكل ماهو من قبيل الفوز والحيازه .....
إن لم يصرحوا بذلك بألسنتهم فقد نطقت بذلك عيونهم وقد طال تعجبي من ذلك هل مرد ذلك الى سوء المعدن مع اني رأيت من ينتمي الى كريم الأرومة وشرف المحتد حتى قدر الله ان صليت خلف احد الأئمة في إحدى ليالي التهجد وأخذ يردد هذه الآية
كلا إن الانسان ليطغى ان رآه استغنى
فتنبهت الى شي كنت غافلا عنه وانه طبيعة في النفس البشرية جبلت عليه .....
أخوتي سؤالي من هو أحسن من تكلم عن هذه الاية من ناحية موضوعية من المفسرين وجزاكم الله خيرا
حياك الله أخانا الفاضل
بالنسبة لسؤالك لا أعرف الجواب
لكن الموضوع جيد وجدير بالتأمل والتدبر
ولهذا أقول يجب أن نقف عند جملة "إن رأه استغنى"
ما هو المقصود بالغنى ؟
هل هو حصول المال أوالجاه أوالمنصب أو شيء من أسباب القوة ؟
لا أعتقد أن هذا هو المعنى المراد لأنا نجد من حصلت له هذه الأسباب ولم تدفعه إلى الطغيان ،
بل نجد أن البعض كلما ازداد قوة ازداد تواضعا.
ثم يجب أن نفرق بين الشعور بالقوة والثقة عند وجود أسبابها وبين الطغيان
وهذا أمر يجب أن يوضع في الحسبان عند الحكم على الناس.
ولا ننس أن الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، كما أخبر بذلك الحبيب
أرجو أن أكون قد أضفت نافعا إلى الموضوع ، فإن كان فالحمد لله ،
وإن لم فيكفيني أنها مشاركة في فهم كتاب الله.
والسلام عليكم ورحمة الله
الإستغناء الذي يسبب الطغيان هو كل استغناء يحصل للإنسان من أسباب النجاح.
هو المال أحياناً . والقوة والسلطان أحياناً أخر.
والجاه والعشيرة ونظارة الشباب وزهوّه والتحصيل العلمي والمكانة الاجتماعية والشهرة .
كل اولئك مجتمعة ربما تسبب الطغيان للإنسان فتفتنه عن دينه إن لم يكن صاحب إرادة قوية وعزم شديد.
فكلمة (استغنى) فيها بلاغة عجيبة تضم كل أنواع الإستغناءات الممقوتة المنهي عنها مهما كان نوعها وشكلها.
والله اعلم.
الاستغناء هو شعور يدفع إليه سوء التفكير والتقدير ومن هنا يحصل الطغيان ،
انظروا إلى صاحب الجنتين كيف قاده سوء تفكيره وتقديره إلى الطغيان:
(وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35)
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36))
انظروا كيف شعوره بالاستغناء جعله ينكر أو يتجاهل أدلة العقل والنقل
ثم يفترض أحكاما لا تتوافق مع سوء تفكيره وتقديره!!
دودوحبيبي @dodohbyby
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
وَأَنَّهُ لَا يَقِي مِنْهُ إِلَّا التَّهْذِيبُ بِالدِّينِ كَمَا قَالَ تَعَالَى :
وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ الْآيَةَ .
وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ فِرْعَوْنَ تَحْقِيقُ ذَلِكَ حِينَ قَالَ :
أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ،
وَكَذَلِكَ قَالَ قَارُونُ : إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ،
وَقَالَ ثَالِثُ الثَّلَاثَةِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ : «إِنَّمَا وَرِثْتُهُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ» بِخِلَافِ الْمُسْلِمِ ،
إِلَى آخِرِهِ . فَلَا يَزِيدُهُ غِنَاهُ إِلَّا تَوَاضُعًا وَشُكْرًا لِلنِّعْمَةِ ،
كَمَا قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ سُلَيْمَانُ :
قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ،
وَقَدْ نَصَّ فِي نَفْسِ السُّورَةِ أَنَّهُ شَكَرَ اللَّهَ :
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ .
وَفِي الْعُمُومِ قَوْلُهُ :
حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ
وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ .
وَقَدْ كَانَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَصْحَابِ الْمَالِ الْوَفِيرِ فَلَمْ يَزِدْهُمْ إِلَّا قُرْبًا لِلَّهِ ،
كَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَأَمْثَالِهِمْ ،
وَفِي الْآيَةِرَبْطٌ لَطِيفٌ بِأَوَّلِ السُّورَةِ ، إِذَا كَانَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ،
وَهِيَ أَحْوَجُ مَا يَكُونُ إِلَى لُطْفِ اللَّهِ وَعِنَايَتِهِ وَرَحْمَتِهِ فِي رَحِمِ أُمِّهِ ،
فَإِذَا بِهَا مُضْغَةٌ ثُمَّ عِظَامٌ ، ثُمَّ تُكْسَى لَحْمًا ، ثُمَّ تُنْشَأُ خَلْقًا آخَرَ ،
ثُمَّ يَأْتِي إِلَى الدُّنْيَا طِفْلًا رَضِيعًا لَا يَمْلِكُ إِلَّا الْبُكَاءَ ،
فَيُجْرِي اللَّهُ لَهُ نَهْرَيْنِ مِنْ لَبَنِ أُمِّهِ ، ثُمَّ يُنْبِتُ لَهُ الْأَسْنَانَ ،
وَيَفْتِقُ لَهُ الْأَمْعَاءَ ، ثُمَّ يَشِبُّ وَيَصِيرُ غُلَامًا يَافِعًا ، فَإِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الْمَالِ أَوِ الْعَافِيَةِ ،
فَإِذَا هُوَ يَنْسَى كُلَّ مَا تَقَدَّمَ ، وَيَنْسَى حَتَّى رَبَّهُ وَيَطْغَى وَيَتَجَاوَزُ حَدَّهُ حَتَّى مَعَ اللَّهِ خَالِقِهِ وَرَازِقِهِ ،
كَمَا رَدَّ عَلَيْهِ تَعَالَى بِقَوْلِهِ :
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ الْآيَةَ .
وَمِمَّا فِي الْآيَةِ مِنْ لُطْفِ التَّعْبِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ،
أَيْ أَنَّ الطُّغْيَانَ الَّذِي وَقَعَ فِيهِ عَنْ وَهْمٍ ، تَرَاءَى لَهُ أَنَّهُ اسْتَغْنَى سَوَاءٌ بِمَالِهِ أَوْ بِقُوَّتِهِ ;
لِأَنَّ حَقِيقَةَ الْمَالِ وَلَوْ كَانَ جِبَالًا ، لَيْسَ لَهُ مِنْهُ إِلَّا مَا أَكَلَ وَلَبِسَ وَأَنْفَقَ .
وَهَلْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْكُلَ لُقْمَةً وَاحِدَةً إِلَّا بِنِعْمَةِ الْعَافِيَةِ ،
فَإِذَا مَرِضَ فَمَاذَا يَنْفَعُهُ مَالُهُ ، وَإِذَا أَكَلَهَا وَهَلْ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا إِلَّا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِ .
وَمِنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَخَذَ بَعْضُ النَّاسِ ،
أَنَّ الْغَنِيَّ الشَّاكِرَ أَعْظَمُ مِنَ الْفَقِيرِ الصَّابِرِ ; لِأَنَّ الْغِنَى مُوجِبٌ لِلطُّغْيَانِ .
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ : الصَّبْرُ عَلَى الْعَافِيَةِ ،
أَشَدُّ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى الْحَاجَةِ .
هذا الموضوع اعجبنى ونقلته لكم من ملتقى اهل التفسير
مع تصرف بسيط حيث أنى لم انقل الحوار بين الاعضاء بأكمله
وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ الْآيَةَ .
وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ فِرْعَوْنَ تَحْقِيقُ ذَلِكَ حِينَ قَالَ :
أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ،
وَكَذَلِكَ قَالَ قَارُونُ : إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ،
وَقَالَ ثَالِثُ الثَّلَاثَةِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ : «إِنَّمَا وَرِثْتُهُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ» بِخِلَافِ الْمُسْلِمِ ،
إِلَى آخِرِهِ . فَلَا يَزِيدُهُ غِنَاهُ إِلَّا تَوَاضُعًا وَشُكْرًا لِلنِّعْمَةِ ،
كَمَا قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ سُلَيْمَانُ :
قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ،
وَقَدْ نَصَّ فِي نَفْسِ السُّورَةِ أَنَّهُ شَكَرَ اللَّهَ :
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ .
وَفِي الْعُمُومِ قَوْلُهُ :
حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ
وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ .
وَقَدْ كَانَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَصْحَابِ الْمَالِ الْوَفِيرِ فَلَمْ يَزِدْهُمْ إِلَّا قُرْبًا لِلَّهِ ،
كَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَأَمْثَالِهِمْ ،
وَفِي الْآيَةِرَبْطٌ لَطِيفٌ بِأَوَّلِ السُّورَةِ ، إِذَا كَانَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ،
وَهِيَ أَحْوَجُ مَا يَكُونُ إِلَى لُطْفِ اللَّهِ وَعِنَايَتِهِ وَرَحْمَتِهِ فِي رَحِمِ أُمِّهِ ،
فَإِذَا بِهَا مُضْغَةٌ ثُمَّ عِظَامٌ ، ثُمَّ تُكْسَى لَحْمًا ، ثُمَّ تُنْشَأُ خَلْقًا آخَرَ ،
ثُمَّ يَأْتِي إِلَى الدُّنْيَا طِفْلًا رَضِيعًا لَا يَمْلِكُ إِلَّا الْبُكَاءَ ،
فَيُجْرِي اللَّهُ لَهُ نَهْرَيْنِ مِنْ لَبَنِ أُمِّهِ ، ثُمَّ يُنْبِتُ لَهُ الْأَسْنَانَ ،
وَيَفْتِقُ لَهُ الْأَمْعَاءَ ، ثُمَّ يَشِبُّ وَيَصِيرُ غُلَامًا يَافِعًا ، فَإِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الْمَالِ أَوِ الْعَافِيَةِ ،
فَإِذَا هُوَ يَنْسَى كُلَّ مَا تَقَدَّمَ ، وَيَنْسَى حَتَّى رَبَّهُ وَيَطْغَى وَيَتَجَاوَزُ حَدَّهُ حَتَّى مَعَ اللَّهِ خَالِقِهِ وَرَازِقِهِ ،
كَمَا رَدَّ عَلَيْهِ تَعَالَى بِقَوْلِهِ :
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ الْآيَةَ .
وَمِمَّا فِي الْآيَةِ مِنْ لُطْفِ التَّعْبِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ،
أَيْ أَنَّ الطُّغْيَانَ الَّذِي وَقَعَ فِيهِ عَنْ وَهْمٍ ، تَرَاءَى لَهُ أَنَّهُ اسْتَغْنَى سَوَاءٌ بِمَالِهِ أَوْ بِقُوَّتِهِ ;
لِأَنَّ حَقِيقَةَ الْمَالِ وَلَوْ كَانَ جِبَالًا ، لَيْسَ لَهُ مِنْهُ إِلَّا مَا أَكَلَ وَلَبِسَ وَأَنْفَقَ .
وَهَلْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْكُلَ لُقْمَةً وَاحِدَةً إِلَّا بِنِعْمَةِ الْعَافِيَةِ ،
فَإِذَا مَرِضَ فَمَاذَا يَنْفَعُهُ مَالُهُ ، وَإِذَا أَكَلَهَا وَهَلْ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا إِلَّا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِ .
وَمِنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَخَذَ بَعْضُ النَّاسِ ،
أَنَّ الْغَنِيَّ الشَّاكِرَ أَعْظَمُ مِنَ الْفَقِيرِ الصَّابِرِ ; لِأَنَّ الْغِنَى مُوجِبٌ لِلطُّغْيَانِ .
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ : الصَّبْرُ عَلَى الْعَافِيَةِ ،
أَشَدُّ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى الْحَاجَةِ .
هذا الموضوع اعجبنى ونقلته لكم من ملتقى اهل التفسير
مع تصرف بسيط حيث أنى لم انقل الحوار بين الاعضاء بأكمله
مــوضوع رائــــــع
باركـ الله فيكـ وآثابكـ الله تعالى
وجعل الله الجنة موطني وموطنكـِ
و الفردوس داري وداركـ ِ
وأسأل الله أن يغفر لي ولكـِ
بنتظار جديدكِ بشوق
باركـ الله فيكـ وآثابكـ الله تعالى
وجعل الله الجنة موطني وموطنكـِ
و الفردوس داري وداركـ ِ
وأسأل الله أن يغفر لي ولكـِ
بنتظار جديدكِ بشوق
الصفحة الأخيرة
(وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ
وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)
أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52)
فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53))
الزخرف
لقد أغلق عينيه عن كل الشواهد على ضعفه ولم يعد يرى إلا أنه الآمر الناهي وأن كل شيء رهن إشارته!
ومثال ثالث قارون:
(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)
قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78))
القصص
إنه الشعور بالاستغناء أنساه كل حوادث التاريخ فقال
" إنما أوتيته على علم عندي" !
وهذا هو تفكير كل الطغاة يغلقون أعينهم عن شواهد التاريخ وسنن الله في الخلق
ولا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم وواقعنا اليوم زاخر بالأمثلة:
" بن علي ، وحسني ، والقذافي ، وبشار ، وعلي صالح ... وربما في الزوايا خبايا"
إخواني الأفاضل أنقل لكم تحقيق هذه المسألة بما لا تجدونه في كتاب آخر للشيخ عطية سالم
تعالى حيث قال:
قَوْلُهُ تَعَالَى : كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى .
ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ الِاسْتِغْنَاءَ مُوجِبٌ لِلطُّغْيَانِ عِنْدَ الْإِنْسَانِ ،
وَلَفْظُ الْإِنْسَانِ هُنَا عَامٌّ ، وَلَكِنْ وَجَدْنَا بَعْضَ الْإِنْسَانِ يَسْتَغْنَى وَلَا يَطْغَى ،
فَيَكُونُ هَذَا مِنَ الْعَامِّ الْمَخْصُوصِ ، وَمُخَصِّصُهُ إِمَّا مِنْ نَفْسِ الْآيَةِ أَوْ مِنْ خَارِجٍ عَنْهَا ،
فَفِي نَفْسِ الْآيَةِ مَا يُفِيدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : أَنْ رَآهُ ، أَيْ : إِنْ رَأَى الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ ،
وَقَدْ يَكُونُ رَأْيًا وَاهِمًا وَيَكُونُ الْحَقِيقَةُ خِلَافَ ذَلِكَ ،
وَمَعَ ذَلِكَ يَطْغَى ، فَلَا يَكُونُ الِاسْتِغْنَاءُ هُوَ سَبَبُ الطُّغْيَانِ .
وَلِذَا جَاءَ فِي السُّنَّةِ ذَمُّ الْعَائِلِ الْمُتَكَبِّرِ ; لِأَنَّهُ مَعَ فَقْرِهِ يَرَى نَفْسَهُ اسْتَغْنَى ،
فَهُوَ مَعْنِيٌّ فِي نَفْسِهِ لَا بِسَبَبِ غِنَاهُ .
أَمَّا مِنْ خَارِجِ الْآيَةِ ، فَقَدْ دَلَّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى :
فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ،
فَإِيثَارُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا هُوَ مُوجِبُ الطُّغْيَانِ ، وَكَمَا فِي قَوْلِهِ
: الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ الْآيَةَ
وَمَفْهُومُهُ : أَنَّ مَنْ لَمْ يُؤْثِرِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، وَلَمْ يَحْسَبْ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ،
فَلَنْ يُطْغِيَهُ مَالُهُ وَلَا غِنَاهُ ،
كَمَا جَاءَ فِي قِصَّةِ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ الْأَعْمَى وَالْأَبْرَصِ وَالْأَقْرَعِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ .
وَقَدْ نَصَّ الْقُرْآنُ عَلَى أَوْسَعِ غِنًى فِي الدُّنْيَا فِي نَبِيِّ اللَّهِ سُلَيْمَانَ ،
آتَاهُ اللَّهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ، وَمَعَ هَذَا قَالَ :
إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ الْآيَةَ .
وَقِصَّةُ الصَّحَابِيِّ الْمَوْجُودَةُ فِي الْمُوَطَّأِ : لَمَّا شُغِلَ بِبُسْتَانِهِ فِي الصَّلَاةِ ،
حِينَ رَأَى الطَّائِرَ لَا يَجِدُ فُرْجَةً مِنَ الْأَغْصَانِ ،
يَنْفُذُ مِنْهُ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ :
«يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي فُتِنْتُ بِبُسْتَانِي فِي صَلَاتِي ، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»
فَعَرَفْنَا أَنَّ الْغِنَى وَحْدَهُ لَيْسَ مُوجِبًا لِلطُّغْيَانِ ،
وَلَكِنْ إِذَا صَحِبَهُ إِيثَارُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ،
وَقَدْ يَكُونُ طُغْيَانُ النَّفْسِ مِنْ لَوَازِمِهَا لَوْ لَمْ يَكُنْ غِنًى
إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ .