Amon the moon
Amon the moon
اللهم آمييين يارب العالمين الله يجزااك خير حبيبتي الله كرريم
Amon the moon
Amon the moon
مرتبتا الرضا والصبر في القضاء والقدر


كلام من ذهب


لابن رجب الحنبلي




حصول اليقين للقلب بالقضاء السابق والتقدير الماضي يعني أن العبد يجهد على أن يرضي نفسه بما أصابه..
فمن استطاع أن يعمل في اليقين بالقضاء والقدر على الرضا بالمقدور فليفعل ..
فإن لم يستطع الرضا فإن في الصبر على المكروه خيرا كثيرا ..
فهاتان درجتان للمؤمن بالقضاء والقدر في المصائب ..
أحدهما أن يرضى بذلك وهي درجة عالية رفيعة جدا ..
قال الله عز وجل:(ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه )..
قال علقمة: "هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى"..
وخرج الترمذي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط" ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: "أسألك الرضا بعد القضاء" ..
ومما يدعو المؤمن إلى الرضا بالقضاء تحقيق إيمانه بمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يقضي الله للمؤمن من قضاء إلا كان خيرا له إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له, وإن أصابته ضراء صبر وكان خيرا له, وليس ذلك إلا للمؤمن"..
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يوصيه وصية جامعة موجزة فقال: "لا تتهم الله في قضائه" ..
قال أبو الدرداء: "إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به" ..
وقال ابن مسعود: "إن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا, وجعل الهم والحزن في الشك والسخط في الرضا, أن لا يتمنى غير ما هو عليه من شدة ورخاء" كذا روي عن عمروابن مسعود وغيرهما..
وقال عمر بن عبدالعزيز: "أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر"..
فمن وصل إلى هذه الدرجة كان عيشه كله في نعيم وسرور..
قال الله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)..
قال بعض السلف: "الحياة الطيبة هي الرضا والقناعة"
وقال عبدالواحد بن زيد: "الرضا باب الله الأعظم, وجنة الدنيا, ومستراح العابدين"..
وأهل الرضا تارة يلاحظون حكمة المبتلي وخيرته لعبده في البلاء وأنه غير متهم في قضائه, وتارة يلاحظون ثواب الرضا بالقضاء فينسيهم ألم المقضي به, وتارة يلاحظون عظمة المبتلي وجلاله وكماله فيستغرقون في مشاهدة ذلك حتى لا يشعرون بالألم, وهذا يصل إليه خواص أهل المعرفة والمحبة حتى ربما تلذذوا بما أصابهم لملاحظتهم صدوره عن حبيبهم..
كما قال بعضهم: "أوجدهم في عذابه عذوبة"..
وسئل بعض التابعين عن حاله في مرضه فقال: "أحبه إليه أحب إلي"..
وسئل سري: "هل يجد المحب ألم البلاء.؟ فقال: لا"..
وقال بعضهم: "عذابه فيك عذب, وبعده فيك قرب, وأنت عندي كروحي, بل أنت منها أحب, حسبي من الحب أني لما تحب أحب"..

والدرجة الثانية:
أن يصبر على البلاء, وهذه لمن لم يستطع الرضا بالقضاء..
فالرضا فضل مندوب إليه مستحب..
والصبر واجب على المؤمن حتم..
وفي الصبر خير كثير فإن الله أمر به ووعد عليه جزيل الأجر قال الله عز وجل: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) الزمر..
وقال:(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)البقرة..
قال الحسن: "الرضا عزيز, ولكن الصبر معول المؤمن, والفرق بين الرضا والصبر, أن الصبر كف النفس وحبسها عن السخط مع وجود الألم وتمني زوال ذلك, وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع, والرضا انشراح الصدر وسعته بالقضاء, وترك تمني زوال الألم وإن وجد الإحساس بألم"..
لكن الرضا يخففه ما يباشر القلب من روح اليقين والمعرفة وإذا قوي الرضا فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية..


انتهى.. من جامع العلوم والحكم لابن رجب رحمه الله
حجازية وبس
حجازية وبس
عظم الله أجركم

الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته

ويصبرك ويصبر أهلك يارب
Amon the moon
Amon the moon
الله يجزاك خير حبيبتي اللهم آميين يارب العالمين تسلمين
N.Y.F
N.Y.F
اللهم اغفر له ورحمه