بسم الله بدأنا وعلى ربنا توكلنا ورضى الرحمن غايتنا والجنة مبتغانا
التجارب
...تزيد......
....البصير بصرا ً.......
....والحليم حلما ً .......
....والعاقل حكيما ً........
...والحكيم فيلسوفا ً......
قال تعالى :
(( المال والبنون زينة الحياة الدنيا …………)) صدق الله العظيم
أجل البنون زينة الحياة ، وثمرتها الشهية ،
وهم مصدر بهجة وسعادة غامرة للأبوين،
ولكن بقدر ذلك نجدهم أيضاً مصدر هم وخوف ، وامتحاناً صعباً للأبوين في صبرهما ومدى تحملهما رسالة الحياة ومسئوليتها ، يشكران ويحتسبان أو يجحدان ويعترضان على بلاء الله وامتحانه… .
وها أنا... أروي لكم تجربتي الأسرية التي عشتها لـ 16 سنة ... تخللت التعب والسعادة ، اليأس والأمل ، والمرض والتقدم نحو الشفاء . ........
تجربتي مع بنتي "..........." مريضة بمتلازمة داون..
مثل كل فتاة تحلم أن تكون أم ....حلمت..... فبعد عامين من العلاج ... رزقني الله بحملي الأول تخللته مشاعرالفرح و البهجة و تخللها الكثير من الآمال والطموحات لطفلالمستقبل..........
لكن بعد التعب الذي صاحبه في خلال الأشهر الأولى ..من الحمل ... قيل لي انه طفل غير طبيعي ولابد من إنزاله ..
رفضت ووكلت أمري إلى الله ...........
في الشهر السابع ..اثبت أنها طفلة متخلفة عقليلاً....كتمت الخبر في نفسي وصارعته لوحدي إلى أن جاء وقت الولادة المتعسرة ... وولادة بكري ((........)) كنت في قمة السعادة لأنها بنت .. أصاب الدكتورة الذهول من سعادتي ..
قلت لها لأنها ستلازمني ...وتحت نظري.....
وبعد تجمع العائلة الكريمة ... وصل الخبر لوالدي أنها طفلة متلازمة داون من قبل الدكتورة ... التزموا الصمت وعدم إخباري مع أني لدي علم بالخبر ..
وفي اليوم التالي ...... كان الخبر الأكيد .. و كان مثل الصدمة ......وجدت أنني كنت احلم بتغير واقع لم أكن أؤمن به ...............
صارعت الصدمة بالصمت .... وبسهوله بالتقرب إلي الله..والبحث عن ما يفيدني عن هذه الفئة ...تخطيت الصدمة الأولى وعلت همتي فبحث عما يهم أبنتي.............
الأم مصدرالتطور والإبداع والأمان دائماً ..
تسابقت مع الأيام على مضمار الصبر و التسلح بالإيمان بقضاء الله و قدره، و بنصيبي في هذه الدنيا، لأقوم بإعانة بنتي وتقديم الرعاية، و الاهتمام بها و إدخالها أفضل المراكز، و علاجها في أحسن المستشفيات و بأحسن الأجهزة و المعدات......
انطلقت واندفعت إلى الأمام، خرجتها أمام الناس، من غير إحراج و من غير خوف، و أفتخر بها دائما و أبدا على مر الدهور..كالياسمين ، التي تنشر عبيرها في كل الأرجاء...فلم أبخل على أحد بهذه الرائحة..
فكنت دائما و أبدا واثقة من نفسي ومن ابنتي فقمت بتثقيف نفسي عن أمورها و بمشاركتها بالنشاطات المتوافرة في ساحة ذوي الاحتياجات الخاصة، قومت بترسيخ و بإثبات نفسها في المجتمع، و بإعطائها الثقة الكاملة بنفسها بأنهاطفلةعادية حالها حال غيرها، بنت لأم تحبها، و تسعى دائما وأبدا إلى تسخير نفسها و مجتمعها لها..
فحققت ونجحت في إنتاج بنت مختلفة بمواصفات طفلة طبيعية ... ينقصها النطق ...
فأصبحت أبنتي ..واثقة من نفسها ...تستطيع الاعتماد على نفسها في البيت و خارج البيت ..تحافظ على نفسها تندمج مع المجتمع بكل ثقة ... متميزة استطعت ان اجعل مهارات التفكير لديها تفوق من حولها ...مبدعة ...
وكل عام تحصل على شهادة الطالبة المثالية ....ولله الحمد ......
فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس....
وبعد مشوارها الدراسي وأحسست أنها توقفت عند مستوى معين من التعليم الأكاديمي ....
ورأيتها بدأت تحس أنها لا تستوعب المناهج الدراسية الجديدة ...
قالت لي ..." ماما أنا غبية ""
كانت كالصاعقة أجشهت بالبكاء
وقلت لها لاااااااااااااا أنت أذكى بنت في العالم بأسره ..
وهنا قررت """ أن تترك السلك التعليمي""" ... لأنه لم يعد ينفعها ..
وهنا بدأ دوري بتنمية المهارات التي لابد أن أطورها لتنفع نفسها ...في المقام الأول
فهاهي الأن في مملكتي تفوح فيها رائحة مسك حديثها..
ضحكاتها وابتسامتها...
تفاعلها الاجتماعي ....
حنانها علي وتعلقها بي...
أعذريني عزيزتي غاليتي .... هذا قراري ...لانه وجدته هو المناسب لك ...
فرضوا تلك المناهج التي جعلتك تشعرين بأنك مختلفة
فالله يغنيك عنها وعن ما يقدموه ..
غرفتك صرح تعليمي متكامل ...
اسرتك طاقم من الكوادر النشيطة المتفائلة الصبورة...
بيتك واحة فواحة ...
أميرةُُ فيه ...فأطلب ونحن كلنا لك سمعاً وطاعة ...
كلمات خرجت من القلب ....
فأن أصب فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي ..
والحمد لله على كل حال ...
اختكم /.......عطر الزمن
