أن صاحب الحس السليم والنهج القويم قادر على تحمل الصعاب مع الاحتفاظ بكامل كرامته ...فالرجل قد يتخلى عن بعض كرامته
من اجل لقمة العيش ...والمراة قد تضطر للتنازل عن بعض كرامتها من أجل اطفالها احتمالا لابو العيال ... والصديق قد يضحى
بجزء من كرامته بسماع لوم قاس من أصدق اصدقائه ثمنا لبقاء علاقتهما الوطيدة ... ففي الكرامة مساحة يمكن التحرك فيها
دون الوصول بنا الى مرحلة السقوط .... فالكرامة هي نمط من الفكر الواقعى والموضوعي ولا تعنى ابدا القبول بالاذلال او المهانة
ولا تعنى التضحية بالاعلى مقابل الادنى ولا تعنى الاسقاط التام لحقوقنا والقبول بانتهاك مقدراتنا .... بل انها تعنى التوازن التام
بين مانعطى وما ناخذ ...والذين لا يحترمون عطاءنا المستمر لا يستحقون ان نضحى من اجلهم كما لا يستحقون ان نتنازل لهم عن
بعض مشاعرنا ... احاسيسنا .... كرامتنا فنحن الذين نملك متى وكيف وبأي قدر نضحى نحن فقط وليس غيرنا الذين نستطيع ان
نقبل او نرفض .... وذالك لان التمادى فى التنازلات والقبول باستمرار العطاء الحسي دون حدود والمضى فى التقبل لما يريد الاخر
دون حساب لمشاعرنا فيه تفريط مكلف وثمين وصعب .... والذين لا يقدرون هذا الثمن الغالى الذى ندفع هم غير جديرين بان
نمضى فى سلسلة التنازلات . ومن اجل ماذا ؟ سؤال مهم لا يجب أغفاله فنحن مطالبون بان نحاسب انفسنا بقوة نسألها بكل تجرد
لماذا نتنازل ؟ ومن اجل ماذا ؟ وكيف ستقابل هذه التنازلات ؟ نسالها لان التنازل الواحد يقود الى عشرات التنازلات ونسالها لان
القبول بالضيم مرة واحدة قد يؤدى الى استمراره ونسألها لان التضحية التى لا يقابلها فهم مشترك وحرص حقيقي وتضحية مماثلة
تذهب ادراج الرياح ولا تثمر الا المزيد من الخسران .... واخيرا لكل شئ حدود الا الكرامة فان حدها الادنى هو المعاملة بالمثل .
تنوبه:
لا اعرف كاتبها فتمنيت ان اكون انا ؟؟؟
:27: :27: :27:
نوال2000 @noal2000
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️