كلمة القسـام في شهر الصيـام

الملتقى العام

كلمة القسـام في شهر الصيـام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


في هذا اليوم الأغر المبارك من أيام الله نستقبل شهر رمضان المبارك، شهر الخير والرحمة وشهر الجهاد والانتصارات، وشهر الصبر والثبات، الذي جعله الله تعالى موسماً لجني الثمرات وفعل الطاعات..
يأتي رمضان اليوم ليذكّر أبناء الأمة بحق فلسطين والأقصى عليهم، فهذا الشهر يهل بهلاله والأقصى أسير في قيد الصهيونية الحاقدة، وفلسطين تحت الاحتلال وغزة تحت الحصار، والاستيطان يلتهم الأرض والجدار يقطّع أوصال ضفتنا المجاهدة، وآلاف الأسرى رجالاً ونساءً وأطفالاً مغيّبون خلف قضبان الأسر يستصرخون نخوة المعتصم، ومئات المعتقلين السياسيين من المقاومين والمواطنين مغيّبون في سجون الضفة المحتلة التي تعيش المعاناة من العدو وأذنابه جنباً إلى جنب ..
يأتي هذا الشهر الفضيل ليذكّر أمّة الإسلام بأيام الله الخوالي التي كُلّلت بالنصر المبين على الكافرين والظالمين، إنها أيام بدر وحطين وعين جالوت وعمورية وبلاط الشهداء، إنها أيام المجد التي سطّرها المسلمون الأوائل وسار على دربهم أحفادهم من المجاهدين الصادقين الذين دكّوا عروش الظالمين بسلاح الإيمان واليقين وبقنابل النار والحديد..
إن كتائب الشهيد عز الدين القسام كانت بفضل الله تعالى السبّاقة إلى الجهاد في هذا الشهر الكريم، لا لشيء إلا لأن أبناءها وقادتها المجاهدين الشهداء منهم والمنتظرين يعلمون أن الجنّة دون رمضان وأن النّصر هو حظّ رمضان؛ فشهد هذا الشهر في تاريخ القسام صولات وجولات، منها مثالاً لا حصراً ما حدث في رمضان عام 1422هــ، حيث نفذت كتائب القسام سلسلة من العمليات البطولية في القدس وحيفا و"غوش قطيف" و"ايلي سيناي" و"عمانوئيل" أسفرت عن مقتل أكثر من 40 جندياً ومغتصباً صهيونياً وإصابة أكثر من 100 آخرين، وفي رمضان عام 1423هـ قامت الكتائب بعملياتها النوعية في مغتصبات "رفيح يام" جنوب القطاع و"ريمونيم" شرق رام الله، وقرب الحرم الإبراهيمي، وفي قلب مدينة القدس المحتلة، الأمر الذي أدى إلى مقتل 27 صهيونياً وإصابة العشرات، وغير ذلك الكثير من العمليات والتضحيات التي كانت مستوحاة من انتصارات بدر وحطين، وكانت تكلل بالتوفيق والنصر ويشفي الله بها صدور قوم مؤمنين ..
وتواصل كتائب القسام جهادها وإعدادها لمواجهة أعداء الله وأعداء البشرية، وهي تؤكد اليوم في شهر رمضان أنها ماضية في درب ذات الشوكة، على طريق الجهاد والمقاومة والصمود والإعداد والثبات، وهي اليوم أكثر إيماناً بصوابية نهجها الجهادي الذي قدمت في سبيله المئات من الشهداء الأبرار، وسالت على طريقه دماء زكية وتناثرت على دربه أشلاء طاهرة ..
إننا في هذا الشهر المبارك لا يسعنا إلا أن نقف وقفة إكرام ووفاء لشهدائنا الكرام وللجرحى والمصابين من أبناء شعبنا، وكل التحية للأحرار خلف قضبان الاحتلال، وتحية لشعبنا الصامد في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وفي كل أرض فلسطين المحتلة، ونهنئ كل أمتنا العربية والإسلامية بشهر رمضان المبارك، سائلين المولى عز وجل أن يجعله شهر خير ورحمة وانتصار للأمة على أعدائها، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.


كتائب الشهيد عز الدين القسام – فلسطين
السبت غرة رمضان 1430هــ
الموافق 22/08/2009م
2
326

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

غنيه بربي
غنيه بربي
الله ينصر المجاهدين في كل مكان
رحيق القران
رحيق القران
اللهم امين

مشكورة اختي غنية بربي على مرورك العطر