السلام عليكم
انا احب اقرا مقالات د.امل الطعيمي ..جد تحسونها تطلع كل اللي في قلبك ..
اخليكم مع المقال
د. أمل الطعيمي
كلنا بيضة وكلنا حجر
د. أمل الطعيمي
يوصف المجازف بانه يلعب بالبيضة والحجر، ولو تصورنا ان البيضة هي المرأة والحجر هو الرجل واللاعب يتبدل حسب ظروف اللعبة فتارة تكون البيضة والحجر بيد الظروف وتارة بيد تلفزيون الواقع وتارة بيد امرأة واخرى بيد رجل ماذا سننتظر من نتائج؟ تعالوا نحاول الوصول اليها من خلال مثالين فقط، الأول كتاب راج بين النساء خلال هذا العام ولم يكن رواجه لقيمة مفيدة وانما سعيا وراء السخرية التي تليها قهقهات عالية لدرجة (حومان الكبد) هذا الكتاب اسمه رومانسيات زوجية نزل إلى الاسواق باسماء مستعارة (حسب ما أظن) ومادة الكتاب ترينا كيف تنظر المرأة احيانا إلى نفسها والى الرجل على انهما مجرد لعبة فيتلاعب احدهما بالاخر لعبة البيضة والحجر فاما ان تنتهي اللعبة بسلام وتأخذ البيضة مكانها في الثلاجة ويعود الحجر إلى الشارع. واما ان تصاب بضربة مؤلمة من الحجر بعد ان يكسر البيضة و(تبهذل الدنيا بالزمز) من فقرات الكتاب ا ليكم هذه الشواهد. تقترح مؤلفتا الكتاب ـ وربع تعاونوا ما ذلوا حتى ولو باللعب ـ عدة طرق لارضاء الزوج الزعلان ومنها (احضري بطاقات وقلم احمر وخيط ودباسة واكتبي على كل ورقة (أحبك) بالاحمر ودبسي البطاقات بالخيط ومديه من باب المنزل إلى غرفة نومك وطبعا تزيني وفاجئيه!!) اظن والعلم عند الله ان هذه المرأة لابد ان تكون معلمة في رياض الأطفال ممن اعتدن على القص واللزق وابتكار ما يبهر الاطفال.. ولكن ما شأن الحجر؟! الذي سيكون تعليقه.. الحمد الله ماهذا الخبل!! وفي الكتاب اقتراحات لليالٍ خاصة منها ما صنف بالالوان ومنها ماهو خاص بمزايا بعض الدول العربية ومثال ذلك. ليلة البرتقالة حيث يتحول لون الاشياء من حول الزوج إلى لون برتقالي بفعل الاوراق والمفارش والورود المجففة والعصير والكعك والبالونات كما اوصت المؤلفتان بنسخ انشودة البرتقالة من النت ونبهتا إلى انها انشودة وليست اغنية بمعنى أن (يا معلقة وتزهين) لاتنفع!! وهناك ليلة زرقاء وحمراء وليال مصرية وصينية وشامية ومغربية تتفنن فيها الزوجة بعرض كل ما يمت لتلك الشعوب بصلة في بيتها وغرفة نومها حتى اللهجة تتبدل فترحب به قائلة: أهلين ابن عمي. وتمدحه قائلة مزيان بالزاف وتشتمه جاتك داهية!!
افكار مجنونة وسطحية جدا وكأن الرجل مجرد عين ترى واذن تسمع وغريزة تحتاج للاذكاء.. تخيلوا ان الكتاب يدعو المرأة التي يتأخر زوجها ليلا ان توهمه بانها نائمة بوضع الوسائد مكانها ثم تختبئ في الدولاب بكامل زينتها لتفاجئه او لعلها تقتله بالسكتة القلبية من هول الصدمة بالمجنونة التي تزوجها!!
كتاب يلغي العقول والهموم ويحصر الحياة الزوجية بين اصبع الروج ولون الماء في البانيو واطباق السفرة!! كتاب يلعب بالبيضة والحجر بمنتهى السذاجة.
اما المثال الاخر فهو برنامج العازب الذي تتنافس فيه 25 امرأة على رجل لتفوز احداهن به زوجا لها!! برنامج يختصر تاريخ سوق النخاسة ويقدمه بصورة يدعون فيها انها حضارية ومميزة وهو في الحقيقة يسحق كرامة السيد العازب والجواري المتنافسات وينظر للمتفرجين على انهم بلا عقول.. او بعقول يستهويها كل غريب حتى لو كان بتلك الوضاعة.. من يشاهد ذلك البرنامج لابد له ان يتساءل، أليس من الغريب ان يرمينا الغرب بالتخلف في الطرق التقليدية للزواج ونرميهم نحن بذلك فيما ابتكروه من طرق حديثة للزواج مناسبة لمدنيتهم؟!
وكلنا في ذلك نلعب بالبيضة والحجر.. أليس كذلك.
الكتاب التافه احيانا يستحق القراءة.. والبرنامج التافة يستحق المشاهدة ايضا لنقف على مدى تقهقر العقل البشري وان هذا التراجع بيدنا لا بيد عمر.. فكلما اصبحت الامور تتطلب قدرا اكبر من الجدية والعقلانية جنح الناس إلى المسكنات لا إلى العلاج فيتفاقم الداء ويستعصى العلاج.. هذا الكتاب اذا قرأته فتاة في السابعة عشرة من العمر كيف سترى الرجال من حولها وكيف ستشارك زوجها الحياة وهي تعتقد ان الحياة الزوجية كلمة غزل ورائحة عطر وكيكة حمراء!! واذا قرأه شاب كيف ستكون فكرته عن زوجة تجتهد في النهار بالقص واللزق والسعي في الاسواق خلف الورود المجففة لتحظى بساعة حياة في المساء؟!
كيف لا نتوقع ان يرفع الشباب فكرة التجربة قبل الزواج خير برهان بعد متابعة العازب.. وفي الوقت نفسه لا يجدون من البرامج الا عن الفن والجن والفوازير.. فالتلفزيونات تلعب ايضا بالبيضة والحجر ولكن من البيضة ومن الحجر.
مريومه*_* @mryomh_2
كبيرة محررات
كلنا بيضة وكلنا حجر..مقال رائع ...لايفوتكم ..خصوصا اللي تحب الليالي الرومانسيه خخخ
7
768
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
احلىانوار
•
تسلم ايدك دايما مواضيعك حلوة مثلك :) :26:
الصفحة الأخيرة