كلنا يزهد فى هذا العلم !!

الملتقى العام


بسم الله الرحمن الرحيم

كثيراً ما نزهد بتعلم هذا العلم ظناً منا بأننا نتقنه ونحسنه بل ونفوق أقراننا به .... أذكر عندما كنت في المدرسة كيف كانت تتوق نفسي لتختارني المعلمة لأقرأ على مسامع الطالبات نصاً أو مقالة أو قصيدة أو موضوع تعبير ........... وأكاد أجزم بأن كلاً منا كان يعجبه بل ويطربه أن يقرأ على مسامع الآخرين ....

إذا كنا في جلسة عائلية وتلعثم أحدهم في قراءة كلمة ما من ورقة ما ( بسبب غرابتها أو صعوبة ضبطها )سارع كل من في الجلسة لأخذ الورقة لقراءتها على الوجه الصحيح ....هناك اعتقاد جازم في نفوسنا أننا نتقن القراءة ... بل هناك اعتقاد بأننا مختصون وأن المدرسة علمتنا القراءة الصحيحة ..... لكن الحقيقة المرة تقول: لا .... نحن لا نعرف إلا اليسير عن لغتنا العربية ولانتقن قراءتها فضلاً عن فهم معانيها ... وقد لا يدرك أحدنا هذا إلا بعد مرور سنين طويلة

قد يقول قائل وماالفائدة من هذا كله طالما أننا نفهم المراد ...... حقيقة الأمر حسن القراءة ومعرفة أين تبدأ الجملة وأين تنتهي .... هو أكبر مساعد على حسن الفهم ...ولم أذكر الضبط بالشكل لأنه أمر بديهي لمعرفة الفاعل من المفعول والمبتدأ من الاسم المجرور وبالتالي حسن فهم المعاني

هل فكرت يوماً أن تتعلم كيف تقرأ ..... هل فكرت أن فهمك لأمور عقيدتك ودينك يتطلب منك أن تعرف كيف تقرأ ..... هل فكرت يوماً أن تتلقى علوم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم ............ هل فكرت أن تقرأ على شخص أجازه من قبله بسند متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم لتضمن حسن القراءة والتجويد وبالتالي حسن الفهم .... لا نقول لك كن كالشيخ ( عبد الباسط عبد الصمد في طول النفس وحسن التلاوة ) فهذه موهبة أودعها الله تعالى في البعض دون الباقين لكن القراءة على الوجه الصحيح يستطيعها الجميع ....

ورحم الله المحقق ابن الجزري حين قال:

والأخذ بالتجويد حتم لازم **** من لم يصحح القرآن آثم
لأنه به الإلــــه أنزلا **** وهكذا منــــــه إلينـــــا وصلا
وهو أيضاً حلــــية التلاوة **** وزينـة الأداء والقراءة
وهو إعطاء الحروف حقها ** من كل صفة ومستحقها
وردٌّ كل واحـــــــد لأصله **** واللفظ في نظيره لمثله
مكملاً من غير ما تكلف ** باللطف في النطق بلا تعسف
وليس بينه وبين تركه **** إلا ريــــاضة امــــرئ بفكه


يعتقد البعض أن التجويد ترف فكري مطالب به الشيوخ القراء فقط في حين أن التجويد ليس إلا تلاوة القرآن الكريم بإعطاء كل حرف حقه مخرجاً وصفة وحركة ... ومن استطاع أن يقرأ القرآن قراءته التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم استطاع أن يقرأ أي نص آخر ... ونحن اليوم بحاجة ماسة لهذا العلم لأن العجمة داخلت ألسنتنا واللحن والخطأ كثر في كلامنا فلم تعد السليقة العربية التي كان يتمتع بها أجدادنا العرب تجدي في حقنا.

إخوتي: من ملك مفاتح لغته استطاع أن يبدع واستطاع أن ينشر العلم واستطاع أن يكون متميزاً


والسلام عليكم

منقول للفائدة
2
484

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اطياف الذكرى ~
جزاك الله خير علم التجويد بالمرة لذيذ :)