ريف السيف

ريف السيف @ryf_alsyf

عضوة جديدة

✿,.. كلنــــــــــــــ ـ ـــا مذنبــــــــــ ـ ـ ــــــون ..,✿

ملتقى الإيمان



.


.




.




.


.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين،
أما بعد:
يقول الله سبحانه وتعالى:
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا وَالنَّهَارِ
إِذَا جَلَّاهَا وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاء
وَمَا بَنَاهَا وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ
وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)

ويقول جل في علاه:
(أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ
فَهُوَ عَلَى نُورٍ مّن رَّبّهِ فَوَيْلٌ لّلْقَاسِيَةِ
قُلُوبُهُمْ مّن ذِكْرِ اللَّهِ)

ويقول سبحانه وتعالى:
( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ
وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً
حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَاء)
.

إن للذنوب والمعاصي آثاراً وعواقباً،
فما تهدمت الشعوب ولا فسدت القلوب
ولا خربت الأسر إلا من الذنوب،
وما بخست الأرزاق ولا قست القلوب
ولا جفت العيون إلا من الذنوب،
وما غضب الجبار وما أقيمت النار
وما نصب الصراط وكان هناك
حساب وعقاب إلا مع الذنوب والمعاصي.

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها...من الحرام ويبقى الإثم والعار

تبقى عواقب سوء من مغبتها...لا خير في لذة من بعدها النار

19
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ريف السيف
ريف السيف



أثارالمعاصي والذنوب في الدنيا:

أولاً: حرمان العلم الشرعي:

وهو الطريق إلى الجنة فإن العلم
نور يقذفه الله عز وجل في القلب،
والمعصية تطفيء ذلك النور،
ولما جلس الشافعي بين يدي الإمام مالك
وقرأ عليه، أعجبه ما رأى من نور فطنته،
وتوقد ذكائه، وكمال فهمه،
فقال: إني أرى الله قد ألقى على قلبك
نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية.
ومن تأمل في واقعنا يجد من حملة الشهادات
العليا في تخصصات دنيوية،
وهو لا يحسن الصلاة المفروضة،
فما الذي حرمه من العلم الشرعي.
وإذا كان المزارع يقل إنتاجه
ويفوت موسمه إذا تقاعس
في أخذ المعلومات الصحيحة عن
وقت الزرع والحصد، فما بالك
بمن يجهل الأحكام والسنن
والنوافل ويرجو الدرجات العلا؟

ثانياً: حرمان الرزق:

وكما أن التقوى مجلبة للرزق،
فإن ترك التقوى مجلبة للفقر.
قال :
{ إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه }
.
وأما ما تراه من واقع الكفار أو الفاسقين
من سعة رزق فإنما هي إستدراج
فإن المقصود بالرزق ما أغنى وكفى،
لا ما كثر وأشقى.
وكم ممن يملك الدينار والدرهم
وهي تشقيه ولا تسعده.
وكم من رجل أحواله مستورة
هو قرير العين، هانيء البال.

ثالثاً: تعسير أموره عليه:

فإن الله ييسر أمور عباده الصالحين
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً

وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2)
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
.
وعلى العكس من ذلك، نجد آثار الذنوب
تعم حتى الدابة والخادم فتتعسر
أمورهما على صاحبهما ويكونان
نكداً وقلقاً على مالكهما.

رابعاً: إن المعاصي تزرع أمثالها:

يولد بعضها بعضاً حتى يعز على العبد
مفارقتها، فلو عطل المحسن طاعته
لضاقت عليه نفسه ورجع إليها سريعاً،
ولو عطل المجرم المعصية لضاق صدره
ورغب في تتابع وتمنى ذلك بقوله
إن لم يتمكن من فعله.

خامساً: إنها سبب لهوان العبد على ربه:

والكثير ينظر إلى مديره بعين الحذر والرجل
حتى لا يرى منه سقطة أو زلة،
فكيف برب العباد إذا سقط العبد من عينه
وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ
.

سادساً: أن المعصية تورث الذل:

فصاحب المعصية ذليل حقير،
فتجد الراشي والمرتشي ذليل في عمله
حتى وإن ملك الملايين،
وتجد اللوطي والزاني ذليل في نفسه،
وعلى ضد ذلك كله
مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً

قد ترى فقيراً منكراً لله،
لكنه عند الناس عزيز رفيع القدر.




ريف السيف
ريف السيف



سابعاً..
أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله

فقد لعن رسول الله على معاص منها:
لعن الواشمة والمستوشمة والواصلة،
ولعن السارق، ولعن شارب الخمر،
ولعن المصورين، ولعن من عمل عمل قوم لوط،
وغيرها كثير،
واللعن: هو الإبعاد والطرد من رحمة الله.

ثامناً..
حرمان دعوة رسول الله ودعوة الملائكة

فإن الله سبحانه أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين
والمؤمنات في آيات كثيرة،
وتارك المعصية المقبل على طاعة الله عز وجل
رجل يشمله هذه الإستغفار من خيار الخلق.

تاسعاً..
إن من آثار الذنوب ما يحل بالأرض
من الخسف والزلازل

والله عز وجل يقول
فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ
حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم
مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا

وكل هذا بسبب الذنوب والمعاصي،
وكانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تردد
قوله تعالى: وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ
.

عاشراً..
الخوف والجزع

فلا نرى صاحب المعصية إلا خائفاً مرعوباً
فهم يحسبون كل صيحة عليهم،
وأصحاب المعاصي في وجل
من إطلاع الناس عليها،
فتجد الزاني في وجل، والزانية في خوف،
ويكفي هذا الأثر في إبقاء القلق والفزع،
وعلى عكس ذلك تجد أصحاب الطاعة
في سعادة وإستقرار نفسي وإطمئنان.

إحدى عشر...
أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف

فهذا نقي، بر، تقي، مطيع، منيب،
ورع، صالح، عابد، أواب،
والآخر: فاجر، عاص، فاسد،
خبيث، زان، سارق، لوطي، خائن
بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
.
ومن يرضى بهذه الأسماء لباساً له!
وقد عرف سوء هذا الأسماء الكفار
وأهل الفساد، فجعلوا الزنا صداقة،
والإختلاط والتبرج حرية،
والمرأة البغي الزانية
أطلقوا عليها بائعة الحب تزييناً لفعلها!

ثاني عشر...
أن من آثار الذنوب أنها قد تكون حاجباً
للعاصي عن حسن الخاتمة

فإنه إذا أقبلت الآخرة وأدبرت الدنيا
فقد تكون الخاتمة السيئة ـ
والعياذ بالله ـ والقصص قديماً
وحديثاً كثيرة جداً، ومن يغسلون
الأموات يشاهدون الكثير من ذلك.

ثالث عشر...
أنها تزيل النعم الحاضرة

لأن المعصية جحود وكفران للنعمة
ومن شكر النعمة: القيام بحق الله عز وجل،
وعدم التعدي على محارمه،
وكم من امرأة أو رجل تعيش سعيدة
في بيت هانئ، ولما تطاولت إلى الحرام
أصابها الغمّ، وكم من شاب
وقع في الحرام فتفرق شمله وضاقت به الدنيا.
ريف السيف
ريف السيف



رابع عشر...
المعيشة الضنك في الدنيا وفي البرزخ
والعذاب في الآخرة

وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً
ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى

ومن أوضح الأمثلة ما نراه في دولة أوروبية
من شرف المؤمن الجهل بها ـ
تمتاز بأجمل المناظر، وأعذب الأنهار،
وتتمتع بمناظر خلابة لا تتوفر في أوربا إطلاقاً،
ودخول أفرادها المالية تشكل أعلى نسبة
في العالم، مع ضمانات صحية
وإقتصادية كبيرة، هذا مع إنحلال ظاهر
في الشهوات، وحرية في الفساد،
حتى وصل بهم الأمر إلى إقرار
قانون في المجلس التشريعي
لديهم بزواج الرجل بالرجل!
ومع كل هذا فإن أعلى نسبة إنتحار
في العالم هي في هذا البلد!
أليس هذا ينبئ عن حياة ضنك،
ومعيشة غير طيبة؟!

هذه بعض آثار الذنوب والمعاصي
في الدنيا، ولو لم يكن منها إلا
واحداً فقط لكفى بالمرء عقلاً وديناً
أن يبتعد عنها! وما أكثر اليوم من
يعرف الأحكام وينسى الآثار،
ولهذا يجب أن نذكّر بهذه الآثار
بين الحين والآخر،
ولتكون حجاباً وحاجزاً عن الوقوع في المعصية.


لماذا لانتوب ؟؟
سؤال قليل الكلمات .. كثير المعاني
الكثير منا لايعرف قدر التوبة ..
ولايعرف فضلها وكيف الطريق إليها

القلب قد يتعلق بالذنب .. بمال
بحب النفس .. بشيء من الذنوب والمعاصي
والقلب إذا تعلق بشيء عز اقتلاع هذا الشيء منه

كلنا مذنبون .. كلنا مخطئون ..
لست انت أو انا بمعصومين عن الخطأ
اشغل قلبك بالحق حتى لايشغلك بالباطل
اندم على مافات .. يعافيك الله مما هو آت

أستغفر الله وأتوب إليه




ريف السيف
ريف السيف



"الوسائل التي تعينك على ترك المعصية"

1- الدعاء .. وهو أعظم دواء ,
وأنفع علاج لكل بلاء .. يا أيها التائب ..
يا أيتها التائبة يامن يريد ترك الذنوب ..
ارفع يديك إلى الذي يسمع الدعاء ويكشف البلاء ...
لعل الله أن يرى صدقك ودموعك
وتضرعك فيعينك ويمنحك القوة
على ترك الذنوب
قال تعالى :

( وقال ربكم أدعوني استجب لكم )
وقال ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )
وكم من رجل وامرأة كانا يجدان صعوبة
في ترك بعض الذنوب
ولكنهم لما التجأوا إلى الله وجدوا التوفيق
والعون الرباني ,
وما أجمل الدعاء في السجود ,
في تلك الحظة
( وأنت ساجد ... تكون قريبا من الله ) .

قال صلى الله عليه وسلم :
(أقرب ما يكون العبد من ربه
وهو ساجد فأكثروا من الدعاء ) .
رواه مسلم
فيا غالي ويا غالية
( ابك في سجودك وأبشر بخير ) .


2- المجاهدة...
لا تظن أن ترك المعصية يكون بين يوم وليلة ..
إن ذلك يحتاج إلى مجاهدة وصبر ومصابرة ,
ولكن اعلم أن المجاهدة
دليل على صدقك في ترك الذنوب
وربنا تبارك وتعالى يقول :
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم
سبلنا وإن الله لمع المحسنين )

3- معرفة عواقب المعصية ونتائجها...
إنك كلما تفكرت في النتائج المترتبة
على الذنوب فإنك حينها تستطيع تركها ..
فمن عواقب الذنوب
( الهم والغم والحزن والاكتئاب
والضيق والوحشة بينك وبين الله
وغيرها من عواقب الذنوب )
انظر كتاب ( الجواب الكافي ) .

لترى مجموعة من عواقب الذنوب
التي ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى .

4- البعد عن أسبابها ومقوياتها ,
فإن كل معصية لها سبب يدفع لها ويقويها ,
ويساهم في الاستمرار فيها ,
ومن أصول العلاج البعد عن كل سبب يقوي المرض


5- الحذر من رفيق السوء ,
فإن بعض الشباب يريد ترك المعصية
ولكن صديقه يدفعه وفي الحديث الصحيح
( المرء على دين خليله فلينظرأحدكم من يخالل )
فوصيتي لك ( ابتعد عن صديق السوء )
قبل أن تكون ممن قال الله فيهم
( ويوم يعض الظالم على يديه
يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا -
ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا
لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني ... ) .


6- تذكر فجأة الموت,
( كل نفس ذائقة الموت )
فهل تخيلت أن الموت قد يأتيك
وأنت تنظر إلى القنوات ؟؟
لو جائك الموت وأنت تكلم تلك الفتاة ؟؟
يا ترى لو فاجئك الموت وأنت نائم عن الصلاة ؟؟
حينها ماذا تتمنى ؟؟
( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون-
لعلي أعمل صالحا فيما تركت )
إنه يتمنى الرجوع إلى الحياة
لا ليستمتع بها ولا ليسهر على القنوات ..
بل ليعمل صالحا نعم ليتوب ...
ليصلي ... ليترك المحرمات .


8- تذكر عندما توضع على مغسلة الأموات ..
عندما توضع على السرير لكي يغسلونك ..
وأنت جثة هامدة .. لا تتحرك ..
وهم يحركونك..هناك لن تنفعك الذنوب ولا السيئات.


9- تذكر عندما توضع في القبر ..
هناك يتركك الأهل والأصحاب
ولكن أعمالك ستدخل معك في قبرك ..
فيا ترى ما هي الأعمال
التي ستكون معك في قبرك ..
هل هي القنوات؟ والملهيات ؟
والصور والمجلات؟؟
10- تذكر العرض على الله
( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )
سوف تقف بين يدي الله يا من يسهر
على القنوات ..
نعم والله ستقف يا من ينام عن الصلوات ...
يا من يسافر إلى بلاد الآثام ...
( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )
هناك من ينفعك ؟؟
هناك من ينصرك ؟؟
وأنت يا أختاه هناك من الذي سيقف إلى جانبك ؟؟
يا من أهملت الحجاب ..
يا من نمصت ..
يا من لبست العباءة الضيقة والمطرزة ..
أنسيت ذلك الموقف ؟؟
( واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه).


11- إذا أردت أن تترك المعصية
فتذكر المرور على الصراط ..
ذلك الجسر الذي يوضع على متن جهنم ..
( أحد من السيف .. وأدق من الشعرة )
قال تعالى :
( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا )
قال العلماء :
هذه الآية دليل على المرورعلى النار ...
هناك تضع قدمك لكي تعبر عليه ..
والنار من تحتك .. والمكان مظلم ..
والناس يتساقطون .. ويصيحون ويبكون ...
ومن الناس من يثبته الله على الصراط
لأنه ( كان ممن يراقب الله
ويخاف من الله ويعمل بطاعة الله
ويبتعد عن معصية الله)
قال تعالى:
( يثبت الله الذين آمنوا
بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )
هناك تعرف قيمة الصلاة ..
وقيمة الحسنات,
في ذلك المكان تندم على كل نظرة ..
وعلى كل كلمة لا ترضي الله ...
هناك تبكي ولكن لا ينفع البكاء .


12- تذكر الميزان الذي يوضع يوم القيامة ,
وتوزن فيه الحسنات والسيئات ..
إنه ميزان دقيق ..
( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة
فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة
من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين )

يا ترى هل تفكرت في هذا الميزان
أخي الشاب ؟؟
وأنت يا أختاه هل حاسبت نفسك
على ذنوبك التي ستوضع في ذلك الميزان ؟؟
( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون )
إنهم الذين حافظوا على طاعة الله ..
إنهم الذين ابتعدوا عن الذنوب والعصيان ...
( ومن خفت موازينه فأولئك الذين
خسروا أنفسهم في جهنم خالدون )
إن الذي خف ميزانه هو الذي أساء
في تعامله مع ربه ..
هو الذي أعرض عن ربه ..
هو الذي كثرت سيئاته وقلت حسناته .


13- تذكر الحوض
الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم ,
طوله شهر وعرضه شهر,
أحلى من العسل وأبيض من اللبن ,
وأطيب من المسك ,
من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ,
إن ذنوبك قد تمنعك من الشرب
من ذلك الحوض , فاترك الذنوب الآن .


14- معرفة حقارة الدنيا
( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
فكيف تؤثر الدنيا الحقيرة على الآخرة الباقية ,
التي لانهاية لها ,
كيف تعمل معصية قد تحرمك
من جنة عرضها السماوات والأرض ؟؟

15- الإرادة القوية ,
لابد أن تكون صاحب إرادة قوية ..
لكي تقوى على ترك الذنوب والشهوات.
16- تذكر اسم الرقيب
( وكان الله على كل شيء رقيبا )
فالله يراقبك ..
ويعلم بحالك .. ويراقبك تحركاتك ..
ونظراتك .. وسمعك .. وقلبك
( والله يعلم مافي قلوبكم )
فإذا دفعتك نفسك للذنوب
فقل لنفسك ( إن الله يراني ) .


17- احذر من أن تكون من هؤلاء
قال صلى الله عليه وسلم
( ليأتين أقوام من أمتي بحسنات
أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباء منثورا ..
قال الصحابة : منهم يا رسول الله ؟
قال : أما إنهم مثلكم يصلون
كما تصلون ويصومون كما تصومون
ولهم من الليل مثل مالكم ولكنهم
إذا خلو بمحارم الله انتهكوها )

نعم إنهم عندما يكونون لوحدهم
يبدأون في ممارسة الذنوب والشهوات ,
فهذا يسهر على القنوات
ولا يحب أن يعلم به أحد من أهله ,
وتلك الفتاة ترتكتب السيئات
عندما تغلق الباب على نفسها..
إنهم الذين لم يفكروا في نظر الله لهم ,
ولم يبالوا باطلاع الله على أعمالهم .


18- تذكر شهادة الجوارح عليك ..
تذكر يا أخي قبل أن تفعل أي معصية
أن الجوارح التي سوف تعمل المعصية
بها أنها ستشهد عليك وستفضحك
ليس هنا بل في أرض المحشر
( اليوم نختم على أفواههم
وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم
بما كانوا يكسبون )
يا سبحان الله .. من أنطق اليدان ؟
من أنطق القدمان ؟
إنه الله جل في علاه ...
وقال تعالى
( حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم
سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون
- وقالوا لجلودهم لم شهدتم
علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء )
فلا إله إلا الله ..
ما أعظم الله , وأنت يا أختاه تذكري
عندما تنطق الجوارح في ذلك اليوم العصيب ,
فيا حسرتاه على تلك النظرات ,
ويا أسفاه على تلك الكلمات.


19- تذكر كتابة الملائكة لأعمالك
فالملائكة تكتب أعمالك وأقوالك
كما قال تعالى :
( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين
يعلمون ما تفعلون )
ولا يخفى عليهم شيء ,
وتستمر الملائكة في كتابة أعمالك
حتى تخرج روحك من الحياة , وبعدما تموت ..
ينتهي كتابك ولكن لك موعد معه ..
في أرض المحشر عندما تُعطى ذلك الكتاب
ويقول الله لك :
( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )
فيا ترى ماذا سوف تقرأ يا أخي المسلم ..
يا من يسهر على المحرمات
هل علمت بأن الملائكة قد كتبت عليك أعمالك ؟
يا من يشرب الدخان
هل تعلم أن الملائكة قد سجلت عليك خطاياك ؟؟
يا من ينام عن الصلوات
هل تذكرت كتابة الملائكة لأعمالك ؟
وأنت يا أختاه لقد كتب عليك الملائكة كل شيء ..
وسوف تقرأين ذلك الكتاب يوم القيامة يوم الفضائح
( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ) .

20- الزم الذين تنتفع برؤيتهم قبل كلامهم ,
لأن الإنسان يتأثر بمن يجالس ..
و ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )
والقرين بالمقارن يقتدي ..
وكم من إنسان أراد أن يترك الذنوب
ولكن صديق السوء جعله يغير رأيه وقراره ,
وكم من شاب أراد الهداية
ولكن صاحب السوء منعه من ذلك ,
وكم من فتاة قررت الرجوع إلى الله
وترك الشهوات ولكن صديقة السوء
هي السبب في استمرارها في طريق الضلالة ,
فيا من يريد ترك المعاصي
( ابتعد عن كل صديق يذكرك بها ,
وامسح رقم جواله , ولا تمر من أمام بيته )
وسترى الهداية بإذن الله تعالى .


21- جالس التائبين من تلك المعصية
ليخبروك بكيفية تركهم لها ,
لأن هؤلاء التائبين قد سبق أن فعلوا
تلك المعاصي وسبقوك لها وعرفوا نهاياتها
فأنت عندما تجلس معهم
فسيخبروك بأن طريق الذنوب
هو طريق الهموم والسموم والأحزان .


22-املأ فراغك
" بأي شيئ نافع من أمور الدين أو الدنيا "
نعم لابد أن تملأ فراغك بأي شيء مباح سواء
( لعب أو رياضة أو زيارة ونحو ذلك)
لأن بقاءك فارغا يعطي الشيطان فرصة
في أن يوسوس لك بالذنوب والشهوات ,
وأنت يا أختاه إن الفراغ سبب
في بداية الضياع والانحراف
فلابد من الحرص على استغلال الوقت بما ينفع.


23- أخي .. أختي لابد من إيجاد البديل
, فمثلا : سماع الأناشيد الإسلامية
النافعة والمؤثرة تعتبر بدل عن سماع الأغاني
والموسيقى,
والخروج للنزهة البريئة تعتبر
بدلا عن الخروج في الأمور المحرمة ,
والسفر للسياحة في البلاد المحافظة
يعتبر بدلا عن السفر للسياحة
في بلاد الكفر والانحلال . ".


24- طلب العلم ,
لأن العلم ينير لك الطريق فتعرف به الخير من الشر ,
والعلم يبصرك بمداخل الشيطان عليك لكي تحذرها ,
والعلم يخبرك بالأمور التي ترفعك
منازل عند الله تعالى ,
فاحرص على طلب العلم لعله
يكون سببا لابتعادك عن الشهوات.
ريف السيف
ريف السيف
اتقوا الله - عباد الله -
ولا تقترفوا الذنوب، ولا تستهينوا بها،
قالت عائشة رضي الله عنها: أقلوا الذنوب،
فإنكم لن تلقوا الله عز وجل
بشيء أفضل من قلة الذنوب.

خل الذنوب صغـيرها وكبيرها
فهو التقى
واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك
يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال
من الحصى

قال بلال بن سعد:
لا تنظر إلى صغر الخطيئة،
ولكن انظر إلى من عصيت.

وقال بشر: لو تفكر الناس
في عظمة الله، ما عصوا الله عز وجل.

قال وهيب بن الورد:
اتق أن يكون الله أهون الناظرين إليك.

ومن خطورة السيئة وشؤمها فعل السيئة بعدها:
(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا)
.

قال أبو الحسن المزين: الذنب عقوبة الذنب.


وكما قال القائل:
وكأس شربت على لذة وأخرى
تداويت منها بها

وقد بين الله عز وجل أن سبب
كفر بني إسرائيل وقتلهم الأنبياء
أنهم اقترفوا المعاصي
قال الله عز وجل:
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ
بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ
بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا
وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ).

واعلموا – عباد الله – أن الذنب دين في ذمة فاعله
لا بد من أدائه. قال أبو الدرداء رضي الله عنه:
البر لا يبلى والإثم لا ينسى.

قال الفضيل بن عياض:
ما عملت ذنباً إلا وجدته في خلق زوجتي ودابتي.

ونظر أحد العباد إلى صبي فتأمل محاسنه،
فأتي في منامه وقيل له: لتجدن غبها بعد أربعين سنة.

وقال ابن سيرين حين ركبه
الدين واغتم لذلك:
إني لأعرف هذا الغم
بذنب أصبته منذ أربعين سنة.

وقال أحد السلف:
نسيت القرآن بذنب عملته
منذ أربعين سنة.

ومن أضرار الذنوب والمعاصي
أنها تثخن صاحبها عن العبادة، كما قال
رجل للحسن: يا أبا سعيد!
إني أبيت معافى،
وأحب قيام الليل، وأعد طهوري،
فما بالي لا أقوم؟
فقال: ذنوبك قيدتك.

وقال الحسن أيضاً:
إن الرجل ليذنب الذنب
فيحرم به قيام الليل.

وقال الثوري:
حرمت قيام الليل خمسة
أشهر بذنب أذنبته.

وقال بعض السلف:
كم من أكلة – يعني من حرام –
منعت قيام ليلة، وكم من نظرة –
يعني حرام – منعت قراءة سورة.

وقال أبو سليمان الداراني:
لا تفوت أحد صلاة الجماعة إلا بذنب.

لذا فإن المؤمن العاقل
يجتهد في البعد عن الذنوب،
ويهجر أهل الذنوب والمعاصي،
فإن شؤم معصيتهم يبلغه.

ففي الصحيحين عن عائشة
رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله :
((يغزو جيش الكعبة،
فإذا كانوا ببيداء من الأرض
يخسف بأولهم وآخرهم،
قال: قلت: يا رسول الله!
يخسف بأولهم وآخرهم
وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟
قال: (يخسف بأولهم وآخرهم
ثم يبعثون على نياتهم))().

ولما تزلزلت المدينة
على عهد عمر بن الخطاب
رضي الله عنه
قال: (والله لئن عادت
مرة أخرى لا أساكنكم فيها).

بارك الله لي ولكم
في القرآن العظيم،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات،
والذكر الحكيم.