بسم الله الرحمن الرحيم
مرت بي اللحظات و الدقائق اتفكّر بهذه الدنيا التي قال الله عنها ( إنما الدنيا متاع الغرور)!!
و جال بخاطري حال بعض أخواتنا اللاتي تكالبت عليهنّ الدنيا بشدائدها و مصائبها حتى شعرن بالضعف و الوهن.
و بدلاً من سلوك المسلك السليم لمعالجة تلك المعضلات في حياتهنّ ، عَلى العكس بدأ الشيطان ( بالإضافة لنصائح الجهلاء من البشر و انصياعًا لهوى النفس ) بتزيين طريق ضرره أشدّ من نفعه !!
بل الخسران و كل الخسران في اتباعه !!
و ليتضح السياق إليكم هذا السيناريو ،،
تنهّدت أحلام و كلها حزن و أسى ،، يا إلهي ماذا أفعل !
أشعر و كأني لا أستطيع التنفس من شدة الضيق الذي أشعر به ،
و كأن شيئًا على صدري من الهمّ الذي أحمله !
وضعت كلتا يديها على رأسها ، محاولةً التركيز و لو للحظة في ما وصلت إليه حالتها !
أغمضت عينيها طووووويلاً ، لكن
لا فائدة
تساءلت مع نفسها : هل يمكن أن يكون ما قالته ابنة خالتي صحيح ! و هل يجدي نفعًا !
لا لا ،، ممممم أنا حقًّا مشتتة الذهن!
رفعت أحلام ( جوّالها ) و اتصلت على صديقتها المقربة منى ،، لتخبرها بما سمعت و تستشيرها بما تفكّر فيه،
فهي خطوة قد تبدو غريبة و جديدة لكن لعلها تفيدني في موضوع ( الزواج ) !
>> بدأت أحلام مع منى قائلة :
السلام منى اعتذر لاتصالي في هذا الوقت لكن أحببت أستشارتك في موضوع ( الذهاب لتلك المرأة (( التي تقرأ و تكشف للناس )) عن سبب تعطل أمورهم ، فإبنة خالتي نصحتني بأن أُجرّب الذهاب لها و المعالجة عندها ،، فهي ممممم كما تقول لي قد تخبرني ما إذا كان ما بي من تعسّر أمر زواجي هو ....
قاطعت منى حديثها :
أحلام ما بك !
كنت أظنك أشد إِيمَانًا من ذلك ! و أكثر تعقّلاً !
يااااه لم أكُن أتوقع أن أمثال هؤلاء من البشر قد يجدون لهم سوق بيننا و يكسبون المال من مجرد أكاذيب و ظنون يلقون بها على مسامع من يرتادهم !
اكملت أحلام :لكنها .. لكنها أكدت لي بأنها تعرف الكثير و لا داعي للذهاب لها فمجرد اتصال و سؤالها عن اسمي و اسم والدتي يكفي ، لتخبرني بما يسبب تعطيل زواجي ! و لا تطلب إلا دراهم معدودة !
منى : أحلام و الله إني لكِ ناصحة ، انتبهي بأن تتخبطي و تنساقي لمن يدّعون علم الغيب فالله وحده يعلم الغيب و لا يوجد من ( يكشف ) و يعلم الغيب إلا الله ،، فهو من الأمور التي اختص بها لنفسه سبحانه ،،
ثمّ ألا تعلمين بأنّ ( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) رواه مسلم !
الفائدة بإختصار :
في بعض الأوقات و نتيجة للضغوط قد يتجه بعض الناس للذهاب لمن يدعي علم الغيب وهم من يُعرفون بالكهّان و العرّافين ، يدعون بأنهم يعلمون أماكن الأشياء المسروقة و أسباب تعطل الزواج و تأخر الحمل و غيره
و هذا كلّه من الكذب و الدجل على الناس ، و الأمر خطير لأنه يؤثر على العقيدة !!
غالياتي و الله أعلم أن من يؤمن بمثل ذلك أو يصدق به هم قليل نتيجة للوعي و انتشار العلم
لكن سبحان الله ما جعلني اكتب عنه هو أني تذكرت الموضوع و خطره، و قبل سنين كنت قد سمعت عن من ذهبت لمثل هؤلاء ممن يدعون الغيب !
و الموضوع فعلاً خطير و لذا أحببت طرحه للتذكير به
و اسأل الله أن ينفع به .
وهي ما يعتقده القلب ويجزم به
فإن كانت راسخة فالانسان سيكون بعيدا عن اسباب تقويضها
ومن اتى عرافا او كاهنا فسأله عن شيء من الغيب وصدقه فقد كفر بما انزل على محمد ﷺ
وان لم يصدقه لم تقبل له صلاة 40 يوما نسأل الله السلامة والعافية .،.