القرآن الكريم كتاب عربي مبين،
يمتاز عن الكتب السماوية الأخرى بأنه كتاب علم وعقل،
وتوصف معجزة القرآن الكريم الخالدة بأنها معجزة بيانية عقلية
إذن الإعجاز البياني العقلي ..
هو الأصل المجمع عليه في القرآن
:
وبعد أن ظهرت النظريات والاكتشافات العلمية الحديثة ..
ربط الباحثون بينها وبين بعض الآيات بما سمي الإعجاز العلمي
....
يقول الأكاديمي الفلسطيني غازي التوبة عن هؤلاء:
هم اقتلعوا الآيات من سياقها الذي وردت فيه
من أجل تأدية غرض معيّن، وربطوها بالنظرية العلمية التي اكتشفت حديثًا
دون النظر إلى ما قبلها وما بعدها،
وهذا خطأ كبير في فهم القرآن الكريم وفي التعامل معه،
وبالإضافة إلى هذا يعتبر ذلك تجاوزًا للمقاصد والحِكَم والأهداف
التي جاءت من أجلها تلك الآيات في السياق القرآني.
وبالغ بعضهم في الإشادة بالإعجاز العلمي،
فاعتبر أنّ الربط بين الآية الكريمة والنظرية الحديثة
هو الذي أفهمنا إيّاها،
وهذا اتهام للقرآن بأنه طلاسم وألغاز ومغاليق.
:
إن الكثير من الآيات التي تحدّثت عن الطبيعة والكواكب
والسماء والأرض...وغيرها من صور الحياة والخلق
تهدف إلى التوجيه النفسي لقلوب المؤمنين..
لإدراك عظمة الخالق في بديع صنعه ..
فتزداد النفوس له تعظيماً، ورهبة ..
وخشية ، وحباً.
:
كذلك تهدف إلى توجيه العقول لتعي وتدرك وتفهم ..
وتتعامل مع كل مايحيط بها من أيات الكون تعاملاً صحيحاً..
:
وتدعو إلى التأمل الواعي في وحدانية الخلق
المتجلية في الظواهر الكونية المتفرقة ...
والتي يخدم بعضها بعضاً .. ويكمل بعضها بعضاً..
وكل شيء فيها يسير بمقدار
و تنطق كلها أن هناك ربّاً..خالقاً.. واحداً.
:
والآن دعونا ننظر في آية واحدة ..
لالنكشف الإعجاز العلمي ..
ولكن لنعمل أفكارنا ، ونفتح قلوبنا ..
لنستوعب جزءاً فقط من الإعجاز الخَلقي في المنظومة الكونية
والتي نحن فيها كذرة في محيطها..
تسمى الأرض .!
:
يقول الله تعالى :
(وَهُوَ الَّذي خَلَقَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ
كُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحونَ).
تعالي معي لننظر إلى ماتحويه معاني الآية..
من دلالات على قدرة لامتناهية لاتستطيع العقول الإحاطة بها
ولكن القلوب المؤمنة تتسع بها فتزداد يقينا ..!
:
من الحقائق العلمية التي أشارت إليها الآية
وأدركها بعد ذلك العلم ..
أن كل جرم سماوي سواء كان كوكباً أو نجماً أو قمراً ...
فإنه يسبح أولاً في فلكه ..
:
ثم يسبح في فلك الجرم السماوي الأكبر منه
في الحجم والمرتبة ..
والذي يعتبر القائد لمجموعة من الأجرام..
فيسير الإثنان في فلكه..
:
ثم تدخل الأجرام الثلاثة في فلك أكبر لجرم آخر ..
وهكذا تستمر المنظومة ..!
:
بمعنى أوضح ...
القمر يسبح أولاً في فلك الأرض
التي هي أكبر منه حجماً..
:
ثم يسبح القمر والأرض في فلك الشمس
والتي هي أكبر منهما ..
:
وكذلك يسبح حول الشمس الكواكب الأخرى وأقمارها ..
وتسمي هذه المجموعة التي تدور في فلك الشمس
ب( المجموعة الشمسية )
:
ثم هذه المجموعة بكل مافيها من الأجرام
والكواكب والأقمار والنجوم
تسبح في مدار فلك رئيسي هو ( فلك المجرة الكبرى )..
:
وتسبح هذه المجرة الكبرى مع باقي المجرات الأخرى المحلية ..
وعددها ثلاثين مجرة حول مركز مجموعتنا المحلية ..
الذي يقع بين مجرتنا ومجرة المرأة المسلسلة .
:
وتسبح مجموعتنا المحلية بكل مافيها من المجرات ..
مع مجموعات محلية أخرى تحوي مجموعات أخرى من المجرات
حول مركز يطلق عليه اسم ( العنقود المحلي ) ..
أو ( حشد المجرات المحلية Vigro Super cluster )
هذا الأمر بحد ذاته يعجز العقل عن تصوره ..!!
مليارات المجموعات .. لاحصر لها ..
تسبح في فلكها بنظام عجيب ،ودقة متقنه لاتخرج عن مدارها ..
ولا يطغي بعضها على بعض ..ولا يتجاوزه ..!!
( كلّ في فلكٍ يسبحون )
سبحان الله..! !
تبارك الله رب العالمين ..!!
أي قدرةٍ عظيمةٍ أوجدت ذلك كله ..
في ستة أيام ؟!!
ألا يدل ذلك على وحدة الخلق ، وعظمة التدبير ؟!
ألا ينطق كل ذلك باسم الخالق الواحد اللطيف الخبير ..؟!
الله الذي لاإله إلا هو ..؟
بلى ..!
ولكن أكثر الناس لايعلمون ولا يتفكرون ..
هم الذين ..
ماقدروا الله حق قدره !!
:
لننظر إذن إلى حجمنا الضئيل على هذه الأرض ..
وإلى موقع الأرض في هذا الكون العظيم ..
ولنتواضع لله تعالى ..
ونزداد إيماناً ويقيناً..
ونخشع إجلالاً لعظمته..
ونفيه حقه من الشكر والعبادة ..
ونخاف عقابه ، ونرجو ثوابه ..
:
(فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون )
