
يشكّل الطّفل النّائم مشهداً رائعاً لا سيّما عندما تكونين منهكة.
ما من منظر يضاهي مشهد طفل ينام بسلام. لكنّ العديد من الأهل يمكنهم التأكيد بأنّهم قلّما يشاهدون هذا المنظر خاصّة خلال ليالي الأشهر الأولى بعد الولادة.
يعتبر تنويم الأطفال أثناء اللّيل أمراً أساسيّاً يجب أن يتعلّمه الأهل. ويصبح الاستحمام بالماء السّاخنة وارتداء ثياب النوم الواسعة وقراءة القصص المصوّرة عدّة مرّات مثل قصّة الأرنب والفراشة في كلّ ليلة، قسماً من حياة الأهل اليوميّة وتقليداً عائليّاً محبّباً.
في هذه الأثناء، تراود الأهل أسئلة عديدة حول العلاقة بين طفلهم والنّوم.
أمّا السّؤال الأوّل والأهمّ فهو: ما هي كميّة النّوم الّتي يحتاج إليها طفلي؟
إليك بعض الإرشادات العامة.
المولود الجديد بين 16 و 18 ساعة نوم في اليوم
ثلاثة أسابيع بين 15 و 18 ساعة في اليوم
ستّة أسابيع بين 15 و 16 ساعة في اليوم
أربعة أشهر ين 9 و 12 ساعة في اليوم بالإضافة إلى قيلولتين تدوم كلّ منهما بين ساعتين وثلاث ساعات
ستّة أشهر بين 10 و 11 ساعة بالإضافة إلى قيلولتين تدوم كلّ منهما بين ساعتين وثلاث ساعات
تسعة أشهر بين 10 و 12 ساعة بالإضافة إلى قيلولتين تدوم كلّ منهما بين ساعة و ساعتين
سنة واحدة بين 10 و 11 ساعة نوم بالإضافة إلى قيلولتين تدوم كلّ منهما بين ساعة و ساعتين
سنة ونصف بين 10 و 12 ساعة نوم بالإضافة إلى قيلولة تدوم بين ساعة و ساعتين
سنتان بين 11 و 12 ساعة نوم بالإضافة إلى قيلولة تدوم بين ساعة و ساعتين
ثلاث سنوات بين 10 و 11 ساعة نوم بالإضافة إلى إمكانيّة أخذ قيلولة تدوم ساعتين
كما يظهر
ينخفض وقت النّوم في اليوم بشكل كبير أثناء السّنوات الأولى الثّلاث بعد الولادة (من 15/16 ساعة إلى 11/12 ساعة في اليوم). في هذه المرحلة تختلف كمّيّة النّوم الضّروريّة من طفل إلى آخر شأنه شأن البالغين.
قد يحتاج بعض الأطفال البالغين ستّة أشهر من العمر للنّوم بين 14 و 16 ساعة في اليوم في حين يحتاج آخرون إلى 13 ساعة فقط. لكن إن كانت كمّيّة النّوم أقل من 13 ساعة بكثير، قد تدلّ على مشاكل في النّوم من الممكن أن تؤثّر على انتباه الطّفل وتفاعله مع الآخرين أثناء النّهار.
تزداد أوقات استيقاظ طفلك بنسبة ساعتين في النّهارخلال الأسبوع السّادس وبثلاث ساعات ونصف في الشّهر السّادس من العمر. غالباً ما تتركّز هذه الأوقات اثناء فترات بعد الظّهر (هذا ما يناسب الآباء إن تواجدوا في المنزل في الوقت المناسب).
في الشّهر السّادس يحتاج جميع الأطفال إلى قيلولتين أو ثلاث أثناء النّهار.
لكنّ نسبة الأطفال الّذين يأخذون أكثر من قيلولة واحدة أثناء اليوم، بعد بلوغ سنة من العمر، تصبح حوالي 50%.
عندما يبلغ الأطفال السّنة الثّانية من العمر يأخذ أغلبيّتهم قيلولة واحدة غالباً ما تكون أثناء فترة بعد الظّهر.
أمّا في ما يتعلّق بالوقت المخصّص للقيلولة، فهو يختلف بحسب الثّقافة.
لا تصدّقي المقولات الشّائعة الّتي تزعم أنّه إذا كان مولودك ذكراً سيغدو النّوم مشكلة لك. فقد أظهرت أبحاث مهمّة أنّه ما من فروقات بين الأطفال الذّكور والإناث من ناحية عدد ساعات النّوم والاستيقاظ خلال اللّيل أثناء السّنوات الثّلاث الأولى من العمر!
"التّوقعات الواقعيّة":
تعتبر اللّيلة الأولى الّتي ينام أثناءها طفلك بالكامل (أي بين منتصف اللّيل والسّاعة السّادسة صباحاً) أساسيّة بالنّسبة لنمط النّوم. قد تشكّل لك هذه اللّيلة مفاجأة كبيرة لدرجة أنّك قد تستيقظين لتتفقّدي طفلك.
قد ينام بعض الأطفال أثناء اللّيل خلال الأشهر الثّلاثة الأولى من العمر وقد لا ينام بعضهم أثناء اللّيل حتّى بعد السّنة الأولى من العمر ممّا يتعب الأهل.
إذاً متى يجب أن يتمكن طفلك من النّوم أثناء اللّيل؟
يشبه نمط النّوم لدى الطّفل البالغ ستّة أشهر من العمر نمط النّوم لدى البالغين لذا يمكن تعليم الطّفل في هذا العمر أن ينام خلال اللّيل. من غير المنطقي التوقّع أن ينام الطّفل أثناء اللّيل قبل أن يبلغ الشّهر السّادس من العمر. قد يشعر بعض الأطفال (كلهم مختلفون) بصعوبة لجهة النّوم في اللّيل كما أنّهم يحتاجون المزيد من المساعدة لحملهم على ذلك. فهم يحتاجون إلى نشاط يومي دوري وإلى عادة نوم لا تتغيّر. أثناء اللّيل، يستيقظ الأطفال الّذين يتمّ إرضاعهم أكثر من الآخرين نتيجة لسهولة هضم حليب الأم. هذا ما يؤدّي إلى حاجة الأطفال لحليب أمّهم بشكل متكرّر حتّى أثناء اللّيل. لكنّ هذا لا ينفي كون حليب الأم أفضل أنواع الحليب. هناك من ينصح بالإرضاع قبل النّوم ممّا من شأنه تمديد فترة النّوم أثناء اللّيل. إلاّ انّه على المدى البعيد، لا يؤثّر الإرضاع او عدم الإرضاع على عادة النّوم لدى طفلك.
يتبع
لا يملك االمولودون الجدد القدرة على النّوم أثناء اللّيل. فهم يحتاجون إلى الإستيقاظ والتّغذية بشكل متكرّر أثناء النّهار واللّيل كي يتضاعف وزنهم خلال الأشهر الثّلاث أو السّت الأولى. فمولودك الجديد لا يميّز بين النّهار واللّيل لذا عليه أن يتعلّم ذلك! ينام طفلك إجمالاً بين 16 و18 ساعة في اليوم الواحد. ينام المولود الجديد عادة بين ساعتين إلى أربع ساعات متتالية ويستفيق شاعراً بالجوع.
يمكنك البدء بتعليم طفلك الفرق بين اللّيل والنّهارعبر تغيير سلوكك في هذه الأثناء. خلال النّهار تحدّثي إليه أكثر أثناء إرضاعه لكن في اللّيل تصرّفي بسكوت وسكون. أثناء الإرضاع في اللّيل لا تضيئي الأنوار بل مصدراً خفيفاً للنّور فقط. فيشكّل الضّوء والعتمة من جهة واختلاف الصّوت والنّشاط من جهة أخرى عوامل أساسيّة في اختلاف الوتيرة بين النّهار واللّيل. سيتعلّم طفلك التّمييز بين اللّيل والنّهار في آخر المطاف وسيبدأ بالنّوم أكثر خلال اللّيل.
نصيحة:
عندما كان طفلك في الرّحم، هَدْهَدَتْ له حركاتُك كي ينام. لذا من الطّبيعي أن يحب مولودك الجديد الهزّ والأرجحة فيشعر بالإرتياح الشّديد. كما يشعر بالإرتياح أيضاً إن استمع إلى الموسيقى.
ثلاثة أسابيع
ما زال طفلك يستيقظ أثناء اللّيل كي ترضعيه، ومن المرجّح أن ينام خلال فترات أطول تمتدّ على مدى ثلاث أو أربع ساعات. كما ومن المرجّح أن يستيقظ خلال فترات أطول. أثناء الشّهر الأوّل بعد الولادة تزيد ساعات النّوم أثناء اللّيل وتقلّ أثناء النّهار.
تذكّري إن كنت لا زلت ترضعين طفلك ستغيّر هرموناتك نمط نومك بما يتناسب مع نمط نوم طفلك. تساعدك هذه الهرمونات على عدم الشّعور بقلّة النّوم. لكن قلّة من النّساء تشعر بالتّغيير في نمط النّوم وتعتقد أنّها اعتادت على تلبية كافّة حاجات طفلها. من المهمّ أن تحاولي تلقين طفلك عادة واضحة لجهة التّمييز بين اللّيل والنّهار - فكلّما أسرعت في ذلك، كلّما كان تنعّمك بليالٍ هادئة أسرع. قد ينام الأطفال الّذين لا يتمّ إرضاعهم فترات أطول لأنّ الحليب البديل يبقى وقتاً أطول في المعدة. لكنّ نمط النّوم لديهم بشكل عام قريب جدّاً من الأطفال الّذين يتمّ إرضاعهم. نصيحة:
إن فضّل طفلك النّوم خلال النّهار بكامله وغلبه النّعاس أثناء الوجبات، حاولي أن توقظيه كي يأكل. عليه أن يتعلّم أنّ اللّيل مخصّص لفترات النّوم الطّويلة. ساعديه في تنظيم أوقات نومه عبر إشراكه في نشاطات العائلة حوالى السّاعة الرّابعة بعد الظّهر. حتّى لو غلبه النّعاس، عليك أن تبقيه في كرسي الأطفال أو في الحمّالة أو على كرسي هزّاز. ومن ثمّ حمّميه حوالى السّاعة السّابعة أو الثّامنة مساءً هذا ما سيصحّيه ويرخي أعصابه تحضيراً لساعات النّوم الطّوال الّتي تنتظره.