بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . حبيباتي أرجو أن تقرأن الموضوع حتى آخره وبإذن الله تعالى ستجدن ما يسركن, ودعوة من القلب صادقة لكل من تقرأ الموضوع كاملا , وأرجوا من كل من تدخل الموضوع أن تدعو لمن قرأت الموضوع كاملا .
غالياتي من خلال تصفحي للمنتديات كنت أجد أمور كثيرة أتمنى أن أعلق عليها لكن وقتي غالبا لا يسمح ,لذا سأحاول هنا أن أرتب أفكاري وأضع كل ما يهمنا,وأسأل الله تعالى العون .
أولا : الكثير منا يعاني من هموم أو مشاكل أو أمراض أو حاجة أو ديون وغيرها وقد يكون البعض سعيدا توفرت له سبل الراحة جميعها لكن الضيق والهم ملازم له ..... لي ولهؤلاء أحاول أن أوجد الحل .
ثانيا : في المنتديات الكثير من المخالفات الشرعية التي أحيانا تكون غير ظاهرة فوددت هنا أن اذكر نفسي وإياكم بها . ( سأتطرق لها لاحقا في موضوع مستقل بإذن الله تعالى لكي لا أطيل عليكن )
أولا : علاج الهموم :
1- أحب الله ولكن ... !
حبيباتي والله والله والله لم يدفعني للكتابة سوى محبتي لنفسي ولكم فأرجوا أن تقبلن ما سأقول بصدر رحب .
لو سألت أي واحدة منا أتحبين الله سبحانه أتحبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لرمقتني بنظرة غاضبة وقالت كيف تجرئين ؟! من منا لا تحب الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ؟!
وأنا بدوري أوقن بهذا لكني حبيبتي أوجه لك سؤالا لو خرج علينا محمد صلى الله عليه وسلم – وهو لن يخرج ولكن تخيلاً – هل يرضيك أن يراك على حالك أيا كانت ؟
عقوق , غيبة , نميمة , لبس القصير , البنطال , الشفاف , العاري , عباءة للزينة , نمص, موسيقى , قنوات فاسدة , تضييع الصلاة ... الخ وقبل محمد صلى الله عليه وسلم الذي نرجو جميعنا شربة من حوضه يوم القيامة هل ترضين أن يراك الله جل وعلا بهذه الحال ونحن نوقن أنه يرانا وينعم علينا ويرزقنا و نعصيه بالمال الذي وهبنا وقادر سبحانه أن ينزعه منا , وبالصحة التي آتانا , وبالأمن الذي من به علينا فلو كنا فقراء لانشغلنا بفقرنا ولما استطعنا أن نشري ما نعصي به الله ولو كنا مرضى لأشغلنا المرض عما سواه ولو كنا في حرب لكانت هي همنا فهل ننتظر أن ينزع الله منا نعمة حتى نجتنب ما نهانا عنه .
حبيبتي الدنيا لا تستحق ففي لحظة تنتهي وينتهي كل شيء ولايفيد سوى العمل الصالح فهل نبيع سعادة الدنيا والآخرة الباقية بسعادة زائفة ؟؟!
2-هل جربت لذة القرب من الله تعالى ؟
أرجو أن تستمعوا لهذه الأخت التي ستصاحبنا راوية بعض قصصها خلال هذا المقال , تقول أمل ( أنا فتاة أبلغ من العمر خمسة وعشرون عاما نشأت في مجتمع متدين محجبة حجاب شرعي كامل – عباءة واسعة , لا أظهر عيناي, قفازات – لا أسمع الغناء لا أشاهد من القنوات سوى المحافظة جدا – المجد , بداية , الرحمة , الخليجية.... الخ – لباسي محتشم جدا.... تحاصرني الهموم بشكل كبير أحمل هم أسرة كاملة, الكل من أهلي يلجاء إلي في همومهم التي لا تنقضي يشكون هموماً وآآآآآه لو أحكي لكم هموم السنين لبكيتُ وبكيتم , أُصَبِرُ الجميع وأحاول التهوين ولاشيء يُهَوِن , حتى إذا ضاق بي الحمل دخلت غرفتي وبكيت كالطفل فالواقع أني لاأستطيع حمل كل هذا وحدي , المهم في الأمر أني أرفع يداي وأدعو وأشكو بثي وحزني لربي أبكي وأنتحب وأقول ياااااااااااااااارب يااااااااااااارب ياااااااااااااارب وأضل أبكي حتى لا أستطيع التفوه بكلمة أرفع طرفي للسماء بذل وإنكسار وأعلم أن مولاي خالقي المنعم علي يراني وأبوح بهمي وآلامي , حتى أحس أن جبالا سقطت عن أكتافي وأخرج لأواجه الدنيا بكل قوة . من الهموم ما يزول ومنها ما يبقى ومنها ما يستجد رضيت بقضاء الله فإما تكفير عن السيئات أو زيادة في الحسنات بإذن الله تعالى , في هذه الأوقات أحس أني قريبة من ربي أصلي بطمأنينة وخشوع أطيل في السجود و أدعوا الله ,أقوم الليل, أحافظ على السنن ,أحاول الابتعاد عن الغيبة. والله أني أحس برقة عظيمة في قلبي بكاء الطفل يبكيني في كل شيء أتذكر ربي أي أنشودة أسمعها تملؤني شوقا لربي أحس بسعادة عظيمة رغم الهموم الكبيييييرة تفاؤل عجيب , مشاعر والله لا أستطيع وصفها .
ولكن الشيطان لا يدعني أستمر فسعادتي هذه لا ترضيه فأفتر ,أسرع في صلاتي, وأتـرك أحيانا الوتر والسنن الرواتب, حتى أني والله أصل لحال أحس أحساسا حقيقيا أن على قلبي غشاوة., تأتيني الهموم فأدعو ولا أستطيع البكاء , أحاول أن أخشع في صلاتي لا أقدر أحس بهم وضيق لا أتحمل زوجي وأطفالي رغم أن همومنا تكون في فترة ركود نسبي كالبركان النائم لا يعلم متى يثور . لكني ولله الحمد وجدت الحل لهذا الفتور وعلاجا يغسل الران من القلب. عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب صقل منها ، فإن عاد زادت حتى تعظم في قلبه ، فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل ( كلا بل ران على قلوبهم ) » ... )
بعد هذه الكلمات ما رأيكن أخواتي أن نتعاهد ونجرب لذة القرب من الله تعالى . وفي النقاط المقبلة سنذكر بإذن الله الحل الذي قالت عنه أنه يغسل الران من القلب .
2- الدعاء :
وهو ذو علاقة وثيقة بالفقرة السابقة. لن نُعرف ونطيل فقط سأترككم مع أختنا لتحكي لكم بعضا من تجاربها مع الدعاء تقول ( علمتم أني أعيش مع هموم كثيرة ولله الحمد فقد قاسيت أنا وأسرتي آلاما لا يتسع المجال لذكرها ورغم همنا لم نسلم من الناس فقد عانينا منهم ومازلنا نعاني وأحب أن أذكر لكم شيئا من مواقف حصلت لي أو لأهلي مع الدعاء رحمنا بها الله رغم أني بما أعلم عن نفسي لا أستحق الإجابة فذنوبي عظيمة أسئل الله أن يغفر لي ولوالديَّ وزوجي وذريتي وأخوتي وأخياتي والمسلمين أجمعين اللهم آمين.
* والدتي امرأة طيبة جدا بذلت نفسها لخدمة الناس ولم تنتظر يوما مقابلا ولو كلمة طيبة فهي تردد دوما ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ) كانت زوجة صديق والدي إحدى النساء اللآتي أحسنت لهن والدتي كثيرا لكنها للأسف حرضت زوجها الذي بدوره شكا أمي على والدي وأتهمها أنها تعدت على زوجته بكلام كله كذب فصدقه والدي وغضب من والدتي وأصبح الخلاف كبيرا , دافعت عن نفسها دون أن تصدق فهي ضعيفة مسكينة ليس بيدها حل تحملت من هذا الموضوع أذى كثيرا حتى فاض بها الكيل فدعت الله إن كانت مظلومة أن يفرق الله بين والدي وصديقة فلم يلبث شيئا إلا وتفرقا حتى كأنهما لم يتعارفا من قبل.
* أحد إخوتي كان موضع مقارنة بابن عمي من قبل أهل والدي واستهتار دائم بأخي ومدح بابن عمي لا لشيء سوى ميل قلبي منهم عن هذا ولذاك , ولأن أخي كان متواضعا خدوما طيب القلب – ولم يكن ناقصا كما يرى الناس أن الطيب (صحَيّح) – فقد عانا من الاحتقار والكره والاستغلال لأنه لم يكن يرد لأحد طلبا , فكان يؤلمنا ما نرى وكنا دوما ندعوا – الله يأثره عليهم – كنا كلما أحسسنا بظلم رددنا هذا الدعاء , وسبحان الله تمر الأيام ويكبر أخي ويصبح عونا لعماتي وعمومتي لا يستغنون عن خدماته في كل مجال أصبح رجلا عاقلا فاهما درس الطب وتخرج وأصبح مصدر فخر لهم بعد أن كان محط سخريتهم .)
هذا هو الدعاء الذي يصنع المعجزات بأمر الله تعالى . وأحب أن أذكر نفسي وإياكن أن ندعوا الله ونحن موقنين بالإجابة وأن نلح بالدعاء ونستمر ولا نيئس مهما طالت المدة ويكون دعائنا بخضوع وانكسار وتذلل لربنا جل وعلا.
3- الصدقة :
والصدقة ملازمة للدعاء بفرج الكربات ولها تأثير عجيب كالسحر
وكما في الدعاء نقرأ بعض قصص أختنا أمل تقول ( خرجت يوما مع أهلي للسوق وبينما أنا أقطع الشارع سمعت صراخ أختي لاااااا انتبهي التفت فإذا بسيارة مقبلة ولم أشعر إلا وهي تضربني صحوت وأنا أسمع بكاء اهلي حولي وطفلي فوق رأسي – ماما أبيك - أيقنت بالموت , ندمت على ما فات , مرت الدنيا كشريط , ياليتني عملت , انتهى كل شيء ,
دخلت المستشفى إشاعات تحاليل
الحمد لله سليمة , كدمات تزول بإذن الله مع الأيام , يااااااااااااارب لك الحمد نجاة معجزة.
عندما علم والدي بالخبر قال سبحان الله في نفس الوقت الذي حصلت فيه الحادثة خرجت من المحل فإذا بإمرأة فقيرة أعطيتها خمسة ريالات ونويتها لي ولأبنائي .
لا إله إلا الله عمر جديد بخمسة ريالات , نجاة من إعاقة أو مرض بخمسة ريالات .
* مرض طفلي و احتاج لعملية خطرة نسبة نجاحها بأفضل النتائج والأحوال وبأفضل المراكز العالمية 35% كما أكد لي الأطباء , لكني ركنت كلامهم وتذكرت قوله صلى الله عليه وسلم ( داووا مرضاكم بالصدقة ) وأخذت أتصدق بما أجد وأدعو الله حتى أجريت العملية وكانت النتيجة السعيدة من رب السماوات نسبة النجاح 95% ولله الحمد والفضل والمنة .
3- الاستغفار :
الدعاء والصدقة والاستغفار ثلاثة أضلاع مترابطة في فرج الهم وإزالة الكرب . والاستغفار علاج للقلب فهو الدواء الذي ذكرت أختنا أمل أنه يزيل الران من القلب ويرققه ويعين على طاعة الله كما هو الحال مع الذكر عموما . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أدلكم على دائكم ودوائكم ، ألا إن داءكم الذنوب ، ودواؤكم الاستغفار )
عن نافع قال كان ابن عمر يكثر الصلاة من الليل وكنت أقوم على الباب فأفهم عامة قراءته فربما ناداني يا نافع هل كان السحر بعد فإن قلت نعم نزع عن القراءة فأخذ في الاستغفار // إسناده حسن
قال سفيان : دخلت على جعفر بن محمد ، فقال : « إذا كثرت همومك فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار ، وإذا تداركت عليك النعم فأكثر حمدا لله »
وهنا أورد بعض القصص لأشخاص استغفروا الله ففرج كربهم .
* تقول إحداهن طلقت بلا سبب أعلمه , وجفاني زوجي ورفض رجوعي ولي منه أبناء , وكل من حولي آيسني من الرجوع وكل الأمور المحيطة بي تشير لي باليقين أن لا أمل برجوعه وكنت راغبة به لأجل أطفالي فلم أهتم به لأنه لم يكن الزوج الذي أتمنى وكذلك الجميع يرى أن الأفضل لي عدم الرجوع وإن عاد ,لكن مصلحة أبنائي مقدمة عندي, لم أيئس من رحمة ربي ولجأت له بالدعاء أن يرده الله ويجعله كما أحب, لزمت الاستغفار في كل حين حتى أصبحت إذا تقلبت في فراشي أثناء نومي أجدني أستغفر الله مضى عام كامل وأنا على هذا الحال , كنت أحس فيه بسعادة عجيبة رغم ما يحاصرني من الآلام وكلام الناس الذي لا يرحم وحال أطفالي , لكن أملي بالله كان عظيما وكلما طالت المدة كلما ازددت يقينا بقرب الفرج , حتى أتى اليوم الذي عاد فيه زوجي وردني إليه , وأستقر أبنائي , ليس هذا فحسب فقد تغير زوجي وأصبح كما كنت أحب وأتمنى وكأنه رجل آخر . فلله الحمد من قبل ومن بعد .
* روت إحدى الداعيات أنها لما انتهت يوما من إلقاء محاضرتها جاءت إليها امرأة تشكو حال زوجها المدمن وأنه يضربها ويبالغ في إهانتها ولا ينفق عليها فأوصتها بكثرة الاستغفار واللجوء إلى الله تبارك وتعالى وخاصة في السجود وفي آخر الليل ثم ذهبت وبعد عدة أشهر كانت تلقى محاضرة ولما انتهت أتت إليها امرأة وشكرتها ودعت لها ثم قالت :ألم تعرفيني ؟ أنا الذي جئتك قبل عدة أشهر فأخبرتك بحالي فأوصيتيني بكذا وكذا وقد عملت بما قلت ووالله إنه لم يمض على ذلك ستة أشهر إلا ويتوب زوجي ويترك المخدرات وأصبحت أنا وأبنائي كل همه وشغله الشاغل حتى إني أتمنى أن يخرج لأنظف البيت. فالحمد لله على نعمه التي تترا .
5- الإعتراف والإقرار بالذنب بين يدي العظيم تبارك وتعالى :
لهذه النقطة أثر عظيم على القلب وفي تفريج الكربات بإذن الله تعالى إذا خرجت من قلب صادق . هل مرت عليك أوقات تحاولين فيها التذلل لله جل وعلا ولم تجدي في نفسك ذلك الانكسار الذي ترجين ؟ جربي معي في يوم أثقلتك الهموم واختاري وقتا مناسبا لا يزعجك فيه أحد , توضئي وأقفلي على نفسك الأبواب لا يراك سوى الله سبحانه وتعالى استقبلي القبلة ومدي يديك , أبدئي بالثناء عليه تبارك وتعالى , ثم صلي على خير البرية عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم , واعترفي بذنوبك لله تعالى كبيرها وصغيرها , ابكي وقولي يارب فعلت وفعلت أقر ربي بذنبي – واذكري ذنوبك – فأغفر لي , يارب أنعمت علي وعددي نعم الله عليك ولن تستطيعي لها عدا , أطيلي البكاء والنحيب وأقري بكل ذنوبك ولا تكابري فالله يعلمها وإن أدعيتي أن لك بها عذرا , أو أنك تعتقدين بحِلها فا لله يعلم ما في قرارت نفسك ,
والله أننا سنخجل ونبكي حتى تتقطع نياط القلب وسينزل الرأس حتى يلامس الأرض ذلاً بين يدي خالقة – وما أجملة من شعور – سنبكي ونبكي و نبكي ونقول يالله ياااااااااالله أرجوك أغفر لي تب علي يا كريم كل هذه النعم أقابلها بكل هذه الذنوب يا لرحمة الله ما أوسعها وأعظمها .
صدقيني أيتها الحبيبة أنك ما أن تنتهي من دعائك حتى تجدي راحة عجيبة تسري في أعماق نفسك وكأن صدرك قد غسل من الهموم وإن بقيت .
يذكر الشيخ عصام العويد هذه القصة فيقول أن امرأة شكت همومها وأنها لا تزال تدعوا الله وترجوا من الله الفرج وهمها بازدياد فوجهها للاعتراف بذنوبها لله تعالى صغيرها وكبيرها والندم عليها , وما هي إلا أيام وهي تتصل به وتخبرها أن همها قد زال .
6- شكر الله في السراء والضراء :
حبيباتي لنتعلم هذا الأسلوب ونجعله منهاجا لنا نسير عليه في حياتنا , يجب أن نشكر الله في كل وقت , ليس فقط عند حصول ما نتمنى , لا بل نشكره على النعم التي تكسونا من أعلى رؤوسنا وحتى أخمص أقدامنا نعم لا تعد ولا تحصى . قريبة لوالدتي مشلولة شللاً كاملا لا تستطيع تحريك شيءٍ من جسمها سوى لسانها , وفوق هذا عمياء , ترقد على سرير , لا تخرج من البيت , بقيت على هذا الحال أكثر من خمس وعشرون عاما , توفيت قبل أشهر , غفر الله لها ولنا ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا وإخوتنا وأخياتنا والمسلمين أجمعين , العجيب في أمرها ليس مرضها بل أنها وكما تقول والدتي لم أرها يوما إلا وهي تحمد الله وتشكره وتردد أنا في نعمه أسئل الله أن يعينني على شكرها , لا إله إلا الله , هل تعتقدون أنها لا تحس , لا والله إنها تتألم وتعاني أعظم المعاناة لكنها مؤمنة راضية محتسبة , فما بالنا نجزع من أي عارض يصيبنا ؟!!
والله يا أخياتي أني أعاني من هموم كثيرة , كنت أعتقد أنه لن يأتيني أشد منها - من شدتة وقعها على نفسي وأهلي ومازالت أسئل الله الفرج العاجل – حتى مرت بي تلك الأيام التي مرضت فيها ولم أعد أفكر بأي هم , نسيت حتى أطفالي , من شدة الآلام كان أعظم هم وأمنية عندي أن أنام ملء جفني وأستطيع التقلب في فراشي من جنب لآخر , ولكن للأسف ما أن مرت شهور على شفائي حتى نسيت وعدت كما كنت أسئل الله الهداية لي ولجميع المسلمين .
غالياتي المصيبة أننا كثيرا ما نلجأ إلى الله في همومنا , وما أن تنفرج حتى ننسى ولا نشكر خالقنا على فضله وكأننا لم نصب من قبل . وهذه للأسف حقيقتنا فقد قال جل في عُلاه ( وقليل من عبادي الشكور ) اللهم أجعلنا وإياكم ووالدينا ومن نحب من هؤلاء القلة الشاكرين .
7- الإحسان للناس :
أعجب حينما تقول لي أختي : سألت زميلتي في الجامعة عن أسئلة طرحتها الدكتورة على الطالبات في يوم غيابي وطَلبت من الجميع إحضار إجاباتها في الأسبوع المقبل فتلكأت وتهربت من تقديم الورقة لأنقل الأسئلة فقط !!! ( طبعا أختي طلبت الأسئلة ولم تطلب الإجابة ) عجبي من هذا الزمن الذي قل فيه الإحسان ألم نسمع قوله صلى الله عليه وسلم ( كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( من فرج عن مسلم كربة , فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) ,وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم ) ,هل نريد أكثر من هذا جزاءً وأجرا, والله إنه لأعظم أجر يلقاه محسن ولكننا ولا حول ولا قوة إلا بالله محرومون . والله الذي لا إله إلا هو أن للإحسان للناس - خاصة الفقراء والمساكين و الضعفاء ولو بالتلطف والكلمة الحانية – إن له للذة وسعادة لا تجلبها كنوز الدنيا . لا ننظر للبشر بترفع فلا نعلم أينا أفضل عند الله , ولا تغرنا ما ظهر الآن من شعارات تردد : كن واثقا ولا تبالي بأحد , لا تجعل الناس يتجرءون عليك , دع الجميع يهابك , لا تفوت كلمة إلا وترد بأقسى منها , لقن الجميع دروسا في الخوف منك ... والنهاية قبر يضمك ولن تنفعك تلك الدروس التي طبقتها ولقنتها غيرك . وسينتفع منها فقط من آذيت ألم تسمع قوله صلى الله عليه وسلم ( إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ) . صحيح البخاري - (ج 5 / ص 2244)
7- حقوق البشر :
من المعلوم لنا جميعا أن الله جل وعلا إذا شاء يغفر للعبد ذنوبه جميعا إلا ما كان من حقوق البشر , ومما أبتلينا به من حقوق الناس التي نحملها على ظهورنا ونحن لا نعلم أو نعلم ونتهاون , الغيبة , النميمة , الحسد , احتقار من هم أقل منا مستوى , الظلم , أكل حقوق الناس , سوء الظن , التجريح بالكلام والهمز واللمز ... الخ . وهذا موضوع يطول شرحه ويحتاج لمجلدات , ولكني أوجز فأقول يا أخواتي اجتنبوا الظلم وإذا كنت إنسانة تملكين قوة في الشخصية أو نفوذا فأتقي الله ولا تظلمي وتتعدي على من هم أضعف منك , فقد يكون له عند الله مكانة أعظم وأنت تحقرينهم , فتصيبك دعوة منهم تدمر قوتك وتذلك و تسلب منك ما أستقويتي به عليهم . قد يكون هذا الإنسان صاحب هم عظيم تعلمينه أو لا تعلمينه فتزيدي همه وتؤذينه ولا تعلمين و قد يرفع للسماء طرفا باكيا ولو لم يدعو الله فيصيبك من الله العقاب فإنه تعالى يمهل ولا يهمل .
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا * * * فا لظلم آخره يأتيك بالندم
تنام عينك والمظلوم منتبه * * * يدعو عليك وعين الله لم تنم
8- أنعم الله علينا فكيف استخدمنا النعم :
لاحظت أمرا انتشر أخيرا بين النساء خاصة والناس عامة , فتجدهم قد أنعم الله عليهم بنعم فطغوا وتجبروا وحاربوا من حرم منها وهذا أمر موجود منذ القدم لكن ما تعجب منه أنه أنتشر في أوساط يرى أنها مثقفة واعية . فمثلا ألاحظ ان من أنعم الله عليه بالمال يتفاخر ويتباهى بما يلبس وما يسكن والأدهى عندما تقول إحداهن – استغرب من الناس اللي يشترون من التخفيضات يزاحمون ويتكلفون عشان تخفيضات أنا أقاطع السوق وقت التخفيضات !!! – والأعجب أنها لم تعلق بهذا الكلام إلا بعد أن سألت إحدى زميلاتها هل بدأت التخفيضات , سبحان الله قادر أن يسلب منك هذا المال ولا تستطيعي أن تشتري حتى من التخفيضات .
وأخرى عندما ابتعدت عنهن زميلة تشكو قسوة والدها التفتت على زميلاتها ساخرة – الأشكال هذي شلون عايشة الله يحفظ أبوي !!! _ بدلا من الحزن لحالها والدعاء لها الاستهزاء بها , قادر سبحانه أن يصبح والدك مثله , أو يتزوج ويترككم أو ..... ؟
أيضا هناك من البنات من تتزوج وغيرها من أقارب لم يتزوجن فتبدأ مع أمها بالظلم والتجريح والإهانات لمن لم تتزوج والترفع عنها واحتقارها والاستهتار بها , ألا تعلم أن الذي رزقها قادر أن يحرمها بطلاق أو غيره وقادر أن يؤثر الأخرى ويرزقها خيرا مما رزقك فتكون حصلت الأجر و الفرج وخسرت أنت ؟!
يا أخواتي لنفكر ألف مرة قبل أن نظلم ونحارب الله بنعمه وأن نحافظ على هذه النعم بالشكر قبل أن تزول .
وأخيرا أرجو من الله أن أكون قد وفقت فيما طرحت , ولا تظنوا أنني أنزه نفسي فأنا واقعة بهذه الأخطاء لكني أرجو من الله الهداية والمغفرة .
وأرجوا من كل أخت تدخل أن تدعوا الله لي بأن يفرج كربي ويزيل همي ويرزقني وأهلي السعادة وراحة البال ويحقق لي ما أتمنى ويفك عنا السحر وعن والدي خاصة , ويطيل في عمري ووالديّ وزوجي وذريتي وأخوتي واخيتي على عمل صالح وصحة وعافية وأمن .
جزاء الله خيرا كل من نقلت هذا الموضوع لمنتديات أخرى ولا ضرورة لذكر المصدر المهم أن تعم الفائدة .
منك ياكريم الفرج @mnk_yakrym_alfrg
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
mmm1408
•
يسلمو
%ضيونه%
•
جزاك الله خير
الله يفرج كربك ويزيل همك ويرزقك وأهلك السعادة وراحة البال ويحقق لك ما تتمني ويشفيكم ويعافيكم
وجميع المسلمين
الله يفرج كربك ويزيل همك ويرزقك وأهلك السعادة وراحة البال ويحقق لك ما تتمني ويشفيكم ويعافيكم
وجميع المسلمين
طرح جدا رائع الزمن الذي نعيشه يحتاج إلى مثل هذه المواضيع وتطبيقها
جهدك مشكور اختي
وجزاك الله خير
جهدك مشكور اختي
وجزاك الله خير
الصفحة الأخيرة