بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسولنا الكريم محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء .( حسن ) انظر حديث رقم : 5484 في صحيح الجامع .
إنّ الله تعالى خلق الدنيا وجعلها دار ممرٍ وليست بدار مقرّ، وحفّها بالمحن والابتلائات وغمرها بالمصائب والفتن.. لحكمة جليلة ذكرها الله تعالى في قوله : { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور }
إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل .
الله تعالى يبتلي الإنسان بالشر والخير لامتحانه واختباره خلق الله جل وعلا الدنيا لتكون داراً للابتلاء والاختبارات ، ومن ثم فإنه جعل الإنسان يتقلب فيها بين المنشط والمكره ، والرخاء والشدة ، والخير والشر ، ليرى سبحانه كيف يصنع هؤلاء العباد ، وكيف يطلبون مراضيه في جميع الأحوال ، { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } .
فالدنيا هي دار التكليف والعمل وليست بدار النعيم والأمل.. ومع ذلك فقد غفل كثير من المسلمين عن تلك الحقيقة ! فإذا أقبلت المصائب والابتلائات (والدنيا لا تخلو منها) ترى الناس يفزعون، بل ويتسخّطون على قدر الله، وذلك لأنهم لم يتحصنوا بالإيمان عامة، وبالإيمان بالقضاء والقدر خاصة الذي هو أصل من أصول الإيمان. ومن تأمل في أحوال الخلائق علم علم اليقين أنه ما من مخلوق إلا وكان له نصيب من آلام الدنيا وأحزانها… كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ” لكل فرحةٍ ترحة، وما مُلئ بيت فرحاً إلا وملئ ترحاً ” والمؤمن هو الذي يعلم أنه مسافر إلى الله، وأن كل ما هو من حطام الدنيا فسوف يتركه لا محالة.. إما بالفقر أو بالموت، كما قال تعالى: { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خوّالناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعائكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء، لقد تقطّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تزعمون } بل إن المؤمن يعلم أن الدنيا مزرعة للآخرة، وأن ما يزرعه هنا فسوف يحصده هناك.. عندما يصل المؤمن إلى تلك الحقيقة، ويوقن أنه موقوف بين يدي الله - جل وعلا - في يوم مقداره خمسون ألف سنة، فإن الدنيا لو سجدت بين يديه لركضها برجليه طامعاً في ساعة واحدة يناجي فيها ربّه لعل الله يكتب له بها النجاة من تلك النار التي أُوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، وألف عامٍ حتى احمرّت، وألف عامٍ حتى اسودّت، فهي الآن سوداء قاتمة… فيعلم المؤمن أن كل نعيم دون الجنة سراب، وكل عذاب دون النار عافية.
وعن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المؤمن من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه). رواه البخاري ومسلم
عن عائشة رضي الله قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

على قدر فضل المرء تأتي خُطُوبُه = وتُعرَف عند الصبر فيما يُصِيبُه
ومَنْ قَلَّ فيما يَتَّقِيه اصْطِبَـاره = فقد قَـلَّ مما يَرْتَجِيـه نَصِيبُـه
سئل الإمام الشافعي رحمه الله : أيما أفضل للرجل أن يُمَكَّن أو يُبْتَلَى ؟ فقال : لا يُمَكَّن حتى يُبْتَلَى .
قال ابن القيم : والله تعالى ابْتَلَى أولي العزم من الرُّسُل فلما صبروا مَكَّنَهَم ، فلا يَظُنّ أحد أنه يَخْلُص من الألم البتة ، وإنما يتفاوت أهل الآلام في العقول ، فأعقلهم مَنْ بَاعَ أَلَماً مُسْتَمِراً عظيماً بِأَلَمٍ مُنْقَطِع يسير ، وأشقاهم من باع الألم المنقطع اليسير بالألم العظيم المستمر . اهـ .
، أختي الفاضلة : إن هذه الكلمات دعوة للإيمان بالقضاء والقدر الذي هو أصل من أصول الإيمان.. وأخيراً فإني أهدي لكم جميعاً قول النبي صلى الله عليه وسلم : « لو أن الله عذّب أهلَ سماواته وأهلَ أرضه لعذّبهم وهو غيرُ ظالمٍ لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيراً من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أُحُدٍ ذهباً في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو متّ على غير هذا لدخلت النار » (صحيح الجامع 5244)
منقول لرفع المعنويات
الله يكتب لنا الأجر والفرج
الحمد لله الله يعوضن علينا بالصبر وننال الاجر من رب العبااااااااد يارب