كل محبة لغير الله آخرها بغض......

الأسرة والمجتمع

الناس مختلفون في هذا فمنهم من يكون بعد الجماع أقوى محبة وأمكن وأثبت مما قبلة ، ويكون بمنزلة من وصف له شيء ملائم فأحبه، فلما ذاقه كان له أشد محبة واليه أشد اشتياقا،

وقد ثبت في الصحيح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديث عروج الملائكة إلي ربهم أنه سبحانه يسألهم عن عبادة وهو أعلم بهم فيقولون: إنهم يسبحونك ويحمدونك ويقدسونك فيقول: وهل رأوني؟ فيقولون: لا، فيقول:

فكيف لو رأوني؟ فتقول الملائكة: لو رأوك لكانوا أشد تسبيحا وتقديسا وتحميدا ثم يقولون: ويسألونك الجنة

فيقول : وهل رأوها؟ فقولون: لا

فيقول: فكيف لو رأوها؟ لكانوا أشد لها طلبا وذكر الحديث.

ومعلوم أن محبة من ذاق الشيء الملائم وعدم صبره عنه أقوى من محبة من لم يذقه، بل نفسه مفطومة عنه، والمودة التي بين الزوجين والمحبة بعد الجماع أعظم من التي كانت قبله .

والسبب الطبيعي أن شهوة القلب ممتزجة بلذة العين، فإذا رأت العين اشتهى القلب فإذا باشر الجسم الجسم اجتمع شهوة القلب ولذة العين ولذة المباشرة، فإذا فارق هذه الحال كان نزاع نفسه إليها أشد وشوقه إليها أعظم..

ورأت طائفة أن الجماع يفسد العشق ويبطله أو يضعفه واحتجت بأمور منها: أن الجماع هو الغاية التي تطلب بالعشق فما دام العاشق طالبا فعشقه ثابت،
فإذا وصل إلي الغاية قضى وطره،وبردت حرارة طلبه، وطفئت نار عشقه.

قالوا وهذا شأن كل طالب لشيء إذا أظفر به كالظمآن إذا روي والجائع إذا شبع، فلا معنى للطلب بعد الظفر. ومنها أنه قبل الظفر ممنوع
والنفس مولعه بحب ما منعت منه.

وزادني كلفا في الحب أن منعت أحب شيء إلي الإنسان ما منعا... قالوا وكانت الجاهلية الجهلاء في كفرهم لا يرجون ثوابا ولا يخافون عقابا وكانوا يصونون العشق عن الجماع،

كما ذكر أن إعرابيا علق امرأة فكان يأتيها سنين وما جرى بينهما ريبة..

قال: فرأيت ليلة بياض كفها في ليلة ظلماء فوضعت يدي على يدها

فقالت: مه لا تفسد ما صلح فانه من نكح حب إلا فسد

وزعم بعضهم أنه كان يشترط بين العشيقة والعاشق انه له من نصفها الأعلى إلي سرتها ينال منه ما يشاء من ضم وتقبيل ورشف والنصف الأسفل يحرم عليه،

وفي ذلك قال شاعر القوم:

فللحب شطر مطلق من عقاله*** وللبعل شطر ما يرام منيع

وقيل لبعض الأعراب : ما ينال أحدكم من عشيقته إذا خلى بها؟ قال: اللمس والتقبيل وما يشاكلها.
قال: فهل يتطاولان إلي الجماع؟ فقال بأبي وأمي ليس هذا بعاشق هذا طالب ولد

الخلاصة وصل الفريقين إن الجماع الحرام يفسد الحب ، ولابد أن تنتهي المحبة بينهما إلي المعاداة والتباغض كما ومشاهد بالعيان
فكل محبة لغير الله آخرها بغض......
2
564

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زائرة
سبحان الله