
كم نحتاج أن ندرب كلماتنا على الحنين..
كم نحتاج قلباً يجري به الحب مع الدماء
جريان الماء!
قلباً لم تهزمه الأيام ولم تترك شرخاً على جدار ذاكرته...
كم نحتاج عمراً لم تختلسه الهموم
في الصميم..!
كم نحتاج زمن الفضيلة لنستعيد النظرة الحية التي تكتسي ثوب الحياء..
كم نحتاج إلى الوجوه الأصيلة
في عصر الزيف الخادع،
الذي وحّد الملامح وشوّه الفطرة!
كم نحتاج أن نستعيد بعض توازننا
فلقد توهمنا أننا سيطرنا على عنان الفضاء
وأقدامنا كلما تمايلنا زهواً غاصت أبعد في طين الأرض ..
نخشى أن يخسر فرس الرهان.
وقد راهنا بثقةٍ على المكاسب!
كم نحتاج وجوداً يشعر،
وعيناً ترى وتبصر،
وقلباً لالآم الحيارى والضائعين ينكسر!
كم نحتاج أن نحصدمن لقطات المآسي
يقظةً تفعّل الجانب الإنساني فينا،
أن لا نقتنص المنافع على حساب المنكوبين،
ونتخم الجيوب على ذمة المحرومين..
كم نحتاج أن نلغي (أنا) من بعض أولوياتنا ، وننعتق من بعض نرجسياتنا،
ونتنازل عن شيء من كمالياتنا..
لأجل حاجات غيرنا!
كم نحتاج ملاذاً للروح تفر إليه إذا خامرتها الهموم ،
وشدت الأيام عليها الوثاق..
كم نحتاج ركناً آمناً تحت مظلة القلب
إن داهمتنا أعاصير الحياة !
كم نحتاج أن تتنبه معاني الطبيعة الجميلة في قلوبنا المنطفئة،
فتذكي فيهاوقدة الروح،
والإحساس بالحياة وبالأحياء ..
وأن نستعيد زمن الحب الذي أكْدَتْهُ المادة،
فصار الحب نفعاً.. والقلب أسيراً!
كم نحتاج إلى يقظةإيمان
يزعُ هذا الطغيان .
الذي أعمى بصيرة الإنسان!
🌼🌼🌼
وأنا !
تراوغ لهفتي: كم أحتاج !
واستجدي حرفي كي يسع أحلامي ..
وانتظر موسمي ليمطرني ..ويمطرني ..!
لحتى ينبت العشب فوق صدر الحجارة الجرداء
كم أحتاج أن أتهجى الورد،
وأنثر أريج المعاني ،
وأعيش ظل قصيدة ،
وأصطاد لحظات ودٍّ و صفاء،
وأرفرف طيراً- برأ جناحه الكسير -
فحلق بعيداً، وغاب في الفضاء!
نعم نحتاج ونحتاج كل ذلك لنستعيد الإنسانية شبه المفقودة ...أصبحنا مثل الآلات وكأننا في كوكب إخر ..
فيضنا الغالية حروفك تلامس القلب
أبدعت الوصف ...
حفظك الله يا عطر الجمال 🌷