
الوحيييدة @alohyyyd
عضوة
كم هي تعيسة حياتي........
"وداعا ابي عد لنا سالما نحن بنتظارك...."
هذي اخر كلمات سمعها والدها قبل رحيلة بحثا عن طعام وشراب قد نفذ منهم
وكلة امل بالعودة لهم سريعا ...فلم يتبقى سوى ما يكفيهم لاربعه ايام
"يا الهي ما احر شمسك "...قالها وعيناه في السماء ...وقد انهكه التعب ..وعلت ملامحة الشحوب ...
مد يدة لعلبة ماء قد ملئتها له (تغريد)
نعم هي ابنته التي طال انتظارهم لها بعد عقم دام عشر سنوات ...وهاهي تبلغ عامها الخامس
الان
ابتسم عندما وضع يدة عليها ...
اخذها سريعا ووضعها في فمة ....
يالهي لم يتبقى منها شي ...
"ساكمل طريقي بسرعة فلربما وجدت من يسقيني ...قبل ان يتمكن مني التعب ..."
تسارعت خطاه وتسارعت نبضاتة ...وقلقة من ان لا يتمكن من الوصول ...ويصبح فريسة سهلة للدواب
"ها قد وصلت ارى امامي واحة خضراء ساجلب منها ماء كثيرا "
اخذ يجري ..ويجري...ويجري ...
حتى سقط وسقطت معه اجمل لحظات عمرة
حاول النهوض ولكنه لم يستطع...
"سامحيني عزيزتي فلم استطع تحقيق ما تمنيتية "
قالها وهو يلفظ انفاسة الاخيرة المحملة بالتعب والحسرة ...
؛؛؛؛"امي لقد تاخر ابي كثيرا "
قالتها تغريد وقد غارت عينيها ..ونحل جسدها ،،فقد نفذ ما تبقى لديهم من غذاء وماء....
"انتظري قليلا يا ابنتي الغالية فوالدك سيحظر لنا جميع انواع الطعام والشراب ...
قالتها وهي متيقنة ان شئ ما اصابة
"امي انها تمطر "
نظرت الام الى ابنتها وقالت انها نعمة يا ابنتي ..
قاطعتها تغريد قائلة " امي ولك الماء في كل مكان من البيت كيف سننام ...
انطلقت الام سريعاً الى الخارج واحظرت قطعت خشب لتمنع وصول الماء الى داخل منزلهم المتهالك ...
امي وهناك ...وهنا....امي انظري ...لا استطيع الجلوس ....
خرجت الام واحضرت المزيد من الخشب ولكن لاجدوي ...
امي اشعر بالبرد....ظميني اليك قليلا ....
اسرعت الى ابنتها واخذتها وقربتها من صدرها والاسى والحزن يظهر في صوتها..."
ًلاتخافي حبيبتي سنبقى بخير وستعود الابتسامة الى شفتيك ...هل انشد لك انشودة الربيع .....تغريد هل نمتي عزيزتي ....
تغريدتي انظري الي ...
رفعت وجهها بيدها فلم ترى سوى دمعتين سقطتا منها .....
نعم فارقت تغريد ايظا الحياة وهي لم تري من جمال الحياة ما يعيشة باقي الاطفال ....
صرخت ...وصرخت...ولكن لا مجيب ....
قررت ان تضعها بجانب قبر امها التي ماتت وهي تئن من الالام والاوجاع ...
"تعالي يا تغريدتي ...ساضعك في مكان لن تشعري فية بالجوع والعطش ...ولن ياكل البرد من جسدك شي"
حفرت لها قبرا صغيرا ودفنتها بة ودفنت ما تبقي من حبها وعواطفها معها ...
لقد تعبت وسأنام هنا بجانبك يا صغيرتي ...
هكذا هي الحياة قرائي الاعزاء
تعيسة عند البعض .....
سعيدة عند الاخرين ....
8
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
قصة مؤثرة تئن حزن، وتتغلل ألماً بالأنفاس..!
وتسرد تفاصيل طفولة ماتت قبل ولادة الأفراح..
لقصتكِ تفاصيل قابعة في الخيال.. ولكنني قرأتها بمرارة حرفكِ الساحر.
رائعة لقد أجدتِ لغة السرد بأختصار..!
ولقلمكِ رونق بديع يحتاج لومضة صقل ؛ليزداد اللمعان..
فلحروفكِ إيقاع أخاذ.. وفقك الله!!