كنت مجروحة

قبل 5 أو 6 سنوات كنت في زيارة للمدينة المنورة كان يوم إثنين وباب العمرة مقفل مافي زوار كثير إلا أهل المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام
وعندهم عادة يفطرون في الحرم ومايسمحون لهم يدخلون فطورهم اللي هو شريك ودقة ولبن زبادي وتمر إلا قبل الأذان بوقت قصير
لكن مسموح يوزعون تمر للإفطار بدري وكان فيه ناس يوزعون داخل الحرم وفي الساحات تمر يعني يبون أجر إفطار صائم
شفت عجوز أفريقية هيئتها مثل هيئة المتخلفين واللي مامعهم إقامات بس كان شكلها مريح ونظيف معها كم كوب من أكوب الحرم البيضا تعرفونها
وكل كوب حاطه فيه كم تمرة ماكانت نوع فاخر طبعا

وشفتها تمشي جهتي وأول وحده قابلتها وحده من الموظفات اللي في الحرم ومدت لها الكوب

نظرت لها الموظفة نظرة حادة كأنها سكين احس اخترقت قلبي وجرحتني إلى الآن هذي النظرة ماتغيب عن بالي أحس بألمها كأن المشهد حصل قدامي الآن مو من سنوات
كأنها تقول كيف تتجرأين وراحت حتى من دون ماتعبرها أو تقول شكرا أو على الأقل ماأبي عطتها ذيك النظرة الموجعة ومشت
وكان فيه وحده تقرأ القرآن ماشاء الله مدت لها الكوب وسوت حركة بيدها من دون ماتعبرها يعني زي روحي ما أبي
ماحسيت إنها انجرحت من تصرفاتهم إلا يوم جات جنبي ومدت لي الكوب واخذته وأنا والله في نيتي آخذه عشان أجبر بخاطرها ولا أنا مو صايمه ولا أحب التمر حتى لو صايمه ولا حتى لو كان من افخر الأنواع
ماتصدقون قد ايش فرحتها

مع إنها ماعبرت ولا بان عليها شيء لكن جلست جنبي أحس في عيونها نظرات امتنان

وجلست أقرأ قرآن وهي تقرأ في حصن المسلم

قمت بجدد وضوئي قبل صلاة المغرب
قالت لي لا تاخذين شنطتك خليها عشان تمسكين مكانك وأنا بنتبه لها لأن العدد بدأ يزيد قبل المغرب

وخليت عندها الشنطة على أساس تحجز مكاني طبعا شنطتي فاضيه مافيها إلا مناديل شنطة عاديه مو غالية عادة ما اجيب جوالي عشان كنت اخاف عليه ولا أبي شيء يشغلني ويشتتني ولا حتى كرت الفندق لاني أعرف زوجي بيسبقني للفندق
بعد ماتوضيت رجعت لمكاني وقبل ما اقعد اخذت مصحف من الرفوف اللي عليها المصاحف وقبل اجلس حطيت المصحف على الأرض على جنب مو قدام رجولي عشان اضبط جلستي وبعدين ارفعه واسمع وحده أجنبية تصارخ علي

وتقول احترام احترام حرام بنظرات كلها شر

ماحسيت بالافريقيه اللي وهي تعطيها ذيك النظرة تبي تقوم تهاوشها عشان صارخت علي وقالت ماعليك منها مو حرام أنت صح وقتها حسيت فعلا إنها تعتبر نفسها مدينه لي عشان ما خجلتها

يالله قد ايش البشر قاسين كأنهم يحسبونها بلا مشاعر يستكثرون على مسلمة فعل الخير بس لأنها أقل منهم في موازين الدنيا
ولو سمعوا عن وحدة بمستواهم توزع في الحرم تمر كان قالوا ماشاء الله ياحظها بالاجر

يابنات لا تردون أحد حتى لو مجاملة ترى الشيء هذا يجرح كأنك تقولين للشخص المقابل أنت مو من مستواي أو عطاياك ماترقى لمستواي وخصوصا في الأكل كأنك تقولين له أنت وسخ أو أكلك مو نظيف
بعدين سولفت معها شوي هدفي أجبر بخاطرها مع إني كنت بوضع مايسمح لي بالسوالف قالت لي إنها من تشاد أو نيجيريا ما اتذكر وإن عيالها هناك وإنها خلاص كبرت وبتسافر بتموت في بلدها

وقعدت تسألني عن أشياء في حصن المسلم توضح إنها على دين ومعتقد سليم مافيه بدع ولا خرافات
طبعا كلامها مكسر وقرأتها مو جيده بس كانت تجتهد وتقرأ كلمات كثير خطأ
وقتها حسيت إني مو بعيدة عن البنتين اللي عاملوها باحتقار يمكن أنا ما احتقرت شخصها لكن حسيت في قرارة نفسي إنها أقل مني حظا في العلم أو الدين وإنها من بلد منتشر فيه الخرفات والجهل وإن وحده بوضعها وظروفها لا يمكن يتاح لها تتعلم الدين الصحيح

السالفه مو هنا السالفه إني نسيتها تماما بعد فتره
ويوم عرفه في هذي السنه كنت مجروحة حيل حيل وتعبانه نفسيا وقررت إني ما ادعي لاحد معي إلا دعوات عامة للمسلمين و لاشخاص ماتربطني بهم صلة مو قادره مع إني في مثل هذي الاوقات الفاضلة ادعي للكل واضغط على نفسي حتى اللي أذوني
والله يابنات قبل اذان المغرب بدقائق اتذكرها فجأة مثل لمبة ولعت في الظلام

مع إن لها سنين ناسيتها وادعي لها بسرعه بخير الدنيا والاخرة

ومن يومها وأنا أفكر في الموضوع ليش ربي ذكرني فيها في هذا الوقت بالذات ؟؟ يمكن هي إنسانه صالحة وربي سخرني ادعي لها

وأحيانا اتمنى وأمني نفسي إن ربي أكرم الأكرمين قبل دعائي يوم عرفه والهمني ادعي لها لأن دعائي انقبل
يوم قرأت موضوع أم يزيد شخصيات خلف الستار كنت برد في موضوعها لكن انشغلت وحبيت اكتبه في موضوع مستقل
أدري موضوعي طويل ويمكن ممل ما أعرف اختصر مدري ليش حسيت عندي رغبة ملحة اكتبه مع إني كسولة ما أحب اكتب ولا أشارك كثير اكتفي بالقراءة
وهذا علمي وسلامتكم