كنت هنا مع والدي٣ .بائعة الطاطم

وشهد هذا المكان أول تمرد
مني على قوانين أمي وأبي

وفي هذا المكان أصبحت
بائعة طماطم على جانب الطريق

وفيه هذا المكان صادقت
الجنس الآخر وكونت معه
عصابات

في هذا المكان كسرت قاعدة
أن البنات مايطلعون برى البيت

أطلع صباح ظهر عصر والمغرب

أرجع للبيت شعري منكوش
ثيابي وصخه
ووجهي لافحته الشمس

ووصلت لأقصى درجات
التمرد وصرت ألعب في الشارع
دون بوت أو شبشب أو حتى زنوبه

أرجع ورجولي طين وثياب
طين ووجهي طين.

المكان هذا يشهد نزاع
ومناوشات بين الإسرائيليين
والجيش الأردني عشان نهر الأردن

وكان يصير فيه تدريبات
عسكريه مشتركه بين الجيش
الأردني والجيش السعودي

وكان أبوي من ضمن المشاركين
في هذي التدريبات.

كان عمري ٨ سنوات ورحت
أنا وأمي وأخوي الأصغر
مني مع أبوي

سكنا بيت ريفي بسيط
في مزرعه ومن هناك
انطلقت مناوراتي
وتدريباتي الخاصه.

الغور كله مزارع
مستحيل بيت مايكون
قدامه مزرعه لو ٤ متر

الكل يزرع والكل
يحصد والكل يبيع.

ناس بسيطين جميلين
على طبيعتهم.

صادقت كل أولاد الغور
الأردني مدري هم الي صادقوني

المهم الذكور كانوا أكثر من البنات
وكنا نشكل عصابات بريئه
ولعب بريء .

ماكان فيه شي إسمه شارع!
زي شوارع اليوم!
بيوت في وسط مزارع
بحيرات
مشاتل ورد
حضائر غنم..دجاج..حمام

الحريم يجون لأمي من الصباح
وعادتهم إنهم يجتمعون
في بيت وحده ويسوون
أكل جماعي
يعني الي تخبز
والي تسوي كبه
والي تخلل
يسوونه كميات بعدين
يتقاسمونه

لما جينا حنا صارت الجمعه
عند أمي وهذا الي سهل علي
دشرة الشوارع

شفت الأطفال يلمون
الطماطم والفلفل والزهره
في سلال ويبيعون
جنب الشارع العام..
أخذت سله ورحت أبيع
معهم كأول مشروع
تجاري سويته..

صحيح اني ماجبت منه
إلا عشر دنانير بالغش..
بس أعتبر نفسي ربحت.

اشتكيت لأبوي إن محد
يشتري مني وأصلا لاحظت
محد يوقف ولا أحد يشتري
أي شي من البساطين
الي جنب الطريق.
لأن محد محتاج الكل يزرع.

المهم من بكره جا واحد واشترى
سلتي والله ما سألني بكم
ولو سألني ما أعرف.

رجعت البيت كأن معي مليون
واكتشفت بعد سنين إن الي اشترى
مني هو شخص أبوي
ارسله لي عشان يجبر خاطري


في المغرب لما نجلس
مع أبوي نسمع أجمل الأصوات
الي ممكن تنسمع
اصوات الطبيعه
أصوات من كل كائن حي تتوقعون
ضفادع حشرات
طيور كلها تختلط مع صوت المويه
ووالله أتذكر صوت وشوشة
لاسلكي أبوي إذا جاه إتصال .

وفي هذا المكان أسست
مخبأ سري أنا وقُصي وحفصه.

سوينالنا بيت من ورق الكرتون
وسعف النخل
وجبنا من بيوتنا أكواب
وملاعق وأكل
وكنا نعزم بعض هناك
كنت مشروع هاربه من الوطن
بس ربي ستر.

راحت السنين
وجات السنين
ولازالت كل لحظه
من ذيك السنه حيه في ذاكرتي.

رحنا لكل شبر في الأردن
وأعرفها أكثر مما أعرف الرياض.

وأحبها كأكثر دوله سافرنا
لها

مايمر سنه إلا وأروحلها
نمر الغور وذكريات الغور.

الأماكن للأسف ضاعت
مع مرور السنين لكنها
محفوره في القلب ولا تمحى.