WIDTH=400 HEIGHT=350
هذه قصيدةٌ أكثر من رائعة كُتِبَت في أمير المؤمنين عمر الفاروق (رضيَ الله عنه و أرضاه) فهي تحكي قصة أمير المؤمنين (رضي الله عنه و أرضاه) و غلاماًَ له اسمه أسلم مع إمرأةٍ تعيلُ أطفالها الصغار و ينشدها الشيخ إدريس أبكر (حفظه الله) بطريقة مؤثرة جداًَ فحبَّذا لو تحصلوا عليها و لا تحرموا أنفسكم من سماعها و هذه هي القصيدة :
****************
كنتُ ليلاً مع أميرِ المؤمنين ـــ عمرَ الفاروقِ ذي القدر المكين
صاحبُ الدرةِ ثاني الراشدين ـــ من بهِ اللهُ أعزَّ المسلمين
فقَوَوا حتى أذلوا المشركين
و إذا نارٌ أضاءتْ سحرا ـــ قال يا أسلمُ قم ماذا أرى
علَّهم ركبٌ يريدون القرى ـــ فخرجنا و هو كالسهم انبرى
و دنونا من خباءِ المصطلين
فإذا بإمرأةٍ قد نصبتْ ـــ قدرها بين عيالٍ أعولتْ
ثم حيينا فردتْ و استوتْ ـــ قالَ هل أدنو فقالت إن أردتْ
فبخيرٍ أودعِ القلبَ الحزين
قال ما بالُ العيال تصرخُ ـــ قالت الجوعُ و إني أنفخُ
أوهِمُ الصبيةَ أني أطبَخُ ـــ علَّهم من بعد ذا أن يفرخوا
و يناموا حول قدري جائعين
يا لنارٍ أضرمتْ في الأضلعِ ـــ أحرقتْ قلبي و أجرت مدمعي
بيننا اللهُ و بين الأصلعِ ـــ ها أنا من فرطِ جوعي لا أعي
بين نوحٍ و صياحٍ و أنين
قال يا أماه من أدرى عمر ـــ بكِ قالت ذاكَ أدهى و أمر
من تولى أمرنا لا يستقِر ـــ ينبري للناس قي قََرٍ و حَر
يسمع الشاكي و يؤوي البائسين
ويل عمري كيف يرعى و ينام ـــ ليس هذا من قوانين الأنام
من سها عن نوقهِ جنحَ الظلام ـــ يتولى رعيَها راعي الحِمام
إنَّما هذا جزاء الغافلين
و لقد أصغى لها من غيرِ ضيق ـــ و هو بالإصغاء للشكوى خليق
فمضى بي ذلك الشيخُ الشفيق ـــ يُسرع الخطوَ إلى دارِ الدقيق
و أتى منها بدُهنٍ و طحين
ثم قال :احملْ عليَّ ،قلتُ :وي ـــ بل أنا أحملُ ،قال: احملْ علي
قلتُ :عفواً، قال : هل منكم فتي ـــ يحملُ الأوزارَ عني يا أُخَي
يومَ يؤتى بي لربِ العالمين
وسرى الفاروقُ خوفَ النقمةِ ـــ في الدجى يحملُ قوتَ الصبية
و هو مِمَنْ بشروا بالجنةِ ـــ لا يرى في حملهِ من حطةِ
بل قياماَ بحقوقِ المسلمين
فمضى بي مسرعاً نحوَ الصغار ـــ فأتيناهم و هم في الإنتظار
و لفرطِ الجوعِ بين الجنبِ نار ـــ في استعارٍ مالهم منها قرار
و رأونا فاشرأبوا قائمين
قالتِ الأمُ اصبروا قد جاءنا ـــ ذلك الشيخُ بما فيه المنا
و لقد يسره اللهُ لنا ـــ و الأميرُ غافلٌ عن حقنا
في كتاب الله بالنصرِ المبين
فدنا منها برفقٍ و ابتسام ـــ و دموعُ العين منها في انسجام
قال قومي هيأي هذا الطعام ـــ معنا إن اليتامى لا تنام
بالطوى و اللهُ خير الرازقين
رحمَ اللهُ أبا حفصٍ عمر ـــ و سقى بقعته صوبَ المطر
فلقد أبصرتُ أسلاكَ الشرر ـــ تلفحُ اللحيةَ منه بالسحر
و هو مهتمٌ بإنضاج العجين
قالت الأم و قد رُمنا القيام ـــ و تركنا عندها فضلَ الطعام
يارعاك الله يا ساري الظلام ـــ تحملُ الأقواتَ للغرثى الصيام
أنتَ أولى من أمير المؤمنين
قال أي يرحمكِ اللهُ اعدلي ـــ و اذكري خيراً و لا تستعجلي
فإذا جئتِ الأميرَ فادخلي ـــ تجديني قاعداً في المنزل
و عليَّ الجدُ فيما تطلبين
و تنحى عنهمُ مستترا ـــ رابضاً مربضَ آسادِ الشرى
و أنا أطلبُ تعجيلَ السُرى ـــ فإذا هو مقبلٌ مستبشرا
شاكراً لله ربِ العالمين
قال يا أسلمُ قد أسهرَهم ـــ قارصُ الجوعِ بل استعبرهم
و لذا أحببتُ أن أبصرَهم ـــ في سرورٍ و كذا غادرَهم
فلقد ناموا جميعاً باسمين
السلامُ عليك يا سيدي عمر يا أميرَ المؤمنين يوم ولدتَ و يوم استشهدتَ و يوم تبعُث حيا

بنت المؤمنين @bnt_almomnyn
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
وفقك الله