
أنا أتلمّس مواضع الرحمة في كل جانب،
كل شيءٍ على ما يرام بفضلهِ تعالى.
قد تعصف بنا البحار، وتتلاطمنا أمواجها،
وتتحطم السفينة، فنسبح في المحيطات،
نحن ومشاعرنا، وقلوبنا تؤذيها ملوحة ماء
البحر..
نرى جزر كثيرة فنطمع بإحداها، نراها تلوّح
لنا، تستعد وسكانها لاستقبالنا، نظن أن هذه الجزيرة
ملكنا، وهي تظن أننا نليق بشطآنها، وهي
ليست لنا، ولا نحن لها..
هي جزيرة أقوامٍ آخرين، لم يغرقوا بعد ربما،
أم أغرقتهم الأمواج في بحور المحبة،
فشُغِلوا عن جزيرتهم.. أم لم يحالفهم
القدر بعد بزيارتها، وهذا لا يتنافى مع كونها
جزيرتهم وليست جزيرتنا.
يسرقنا الموج من أنفسنا، ونسبح إلى اللا وجود،
ثم نجد أنفسنا في بطن الحوت، إلى أن يشاء
الله لنا ببدايةٍ جديدة بعد التسبيح، ونرى
أنفسنا تحت ظلال شجرة اليقطين.
ومن يعقل قبل الغرق فلديه الأمل في النجاة
من محن الحياة
بوركت