كن صبوراً لا ملحّاً♥️

بعض الناس يخاف من الذهاب إلى الطبيب النفسي
للسبب الأكثر أهمية وهو نظرة المجتمع له ♥️
يقول طبيب نفسي عن مهنته: "أُخيّط جراحًا لا تَرونها"
السؤال كيف تقنع شخصاً بالذهاب للعلاج النفسي؟.
يقول الاستاذ أسامة الجامع 🤍
يعتبر السؤال من أكثر الأسئلة التي ترد للمعالج النفسي،
عندما يعاني منزل ما من وجود مشكلة نفسية لدى أحد أفرادها،
ولا يرغب هذا الفرد بالذهاب للعيادة النفسية كما أن المشكلة النفسية
لا تزال قائمة والجميع في معاناة لا تنتهي.
أولاً لا تحاول أن تجبر إنساناً على الذهاب للعيادة النفسية،
يفشل العلاج النفسي سواء كدواء أو القدوم طوعاً للجلسات
عندما لا يكون القدوم هو من تلقاء صاحبه واقتناعه، لا تضيعوا وقتكم
في إجبار أحد، لكن هل هناك طرق أخرى غير الإجبار،
لنتعرف على ذلك.
معرفة العائق في ذهنه، قد لا يكون صريحا معك في البداية
فيتحجج بعدم الاقتناع، لكن مع الألفة والسياسة، ربما سيخبرك بالسبب الحقيقي،
مثل أن جهة عمله سيعرفون وستتأثر ترقيته، أو لأنه لا يريد دواء،
أو أن هناك في العيادة من هم قرابة له فالابتعاد أفضل، أو أنه مضيعة للوقت.
إذن تحتاج معرفة العائق الرئيس لامتناعه لتتمكن من الرد، بمجرد هزهزة هذا العائق
فإنها البداية لعملية الاقتناع، إذن تحتاج معرفة الفكرة وراء السلوك ومن ثم تفنيدها.
مثلا فنّد وصمة العار، واجعلها طبيعية، وأن الذهاب شجاعة وليس عيباً،
وأن الخطأ في مراعاة نظرات الآخرين أكثر من اللازم.
احذر الكذب عليه، بعض الأهالي يقومون بالكذب على صاحبهم
رجاء أن يأتي معهم وبدل أن تكون مشكلة واحدة تكون مشكلتين،
فهو غير مقتنع بالذهاب بالإضافة أنه فقد الثقة بأهله بعدما كانت موجودة،
ومن أمثلة الكذب إيهامه بالذهاب لطبيب باطنية بينما هو طبيب نفسي،
كن صادقا ومتدرجاً بالمعلومات.
استعن بصاحب تجربة سابقة، كثيرون حصلوا على مساعدة من عيادة نفسية،
لكنهم لا يتحدثون، ربما يعتقد صاحبك أنه الوحيد بهذا الشكل، وهذا غير صحيح،
احضر شخصاً مقرباً له تجربة سابقة دعه يقابله ويتحدث معه
أن المسألة طبيعية جدا وليست مخيفة، قد لا يصدقك لأنك لم تجرب لكنه
يصدق الآخر الذي جرّب.
احضر له مقالات علمية، إن كلام المجالس قيل وقال يخيفه، وروايات مشكوك
ومبالغ فيها أو حالات بعيدة عنه، دعه يقرأ عن أهمية العلاج النفسي
وخطر ترك المشكلة، حيث يمكن أن تتفاقم ويصعب علاجها، دعه يقرأ الاحصائيات
والأرقام والشروحات ويرى الوثائقيات ليطمئن أن المشكلة ممكن حلها.
كن صبوراً لا ملحّاً، بعض الأشخاص يحتاج وقت ليقتنع، لا يصلح أن تتحدث معه
الآن ثم تريد منه أن يقتنع الآن أو يعطيك إجابة، احترم صمته، احترم رفضه،
هو يرفض الآن لكن فكرتك وصلت إليه، وتحتاج إلى وقت وصبر ومثابرة
وإعادة لكي تأتي مفعولها، لكن ربما إلحاحك جعله يزداد عناداً.
ختاماً طاقتك محدودة، فلا تجهد نفسك أكثر من اللازم، لا يمكنك تغيير أحد بالقوة،
إذا كنت بذلت ما بوسعك فالكرة في ملعب الطرف الآخر، لا تشعر بالتقصير
لأنك لم تنجح في إقناعه، فلا يمكنك مساعدة من لا يريد مساعدة نفسه،
ومن لم يحضره منطق العلاج فسيحضره شدة الألم.