كن عزيزآ بالإسلام .. يعزك الله ... من دروس الأستاذ عمرو خالد الرائعة

ملتقى الإيمان

حتى يغيروا مابأنفسهم: عزة المسلمين



هذا المقال ملخص لمحاضرة عزة المسلمين من سلسلة "حتى يغيروا ما بأنفسهم" للأستاذ/ عمرو خالد الذي ألقاها على الفضائيات يوم الأحد الموافق 30/3/2003

وهذا هو نص المقال:

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا ..نحمدك ربى ونستهديك ونستغفرك ونعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مازلنا فى طريق التغيير حتى يمن الله علينا بالمعونة والعطاء ... وتخيلوا لو كل الأمة نوت التغيير أكيد سنصل فى يوم من الأيام الى ما نصبو اليه. واليوم بعد ان قلنا لا للسلبية نعم للإيجابية ولا للميوعة نعم للجدية نقول لا للذلة نعم للعزة. المؤمن عزيز ..عزيز بنفسه ودينه وبقرآنه ووطنه .. لا يقبل الإهانة ابدا... والأنسان يهين نفسه بالميوعة , يهين نفسه بالمعصية , يهين نفسه بالسلبية , بعدم الإهتمام بأحوال المسلمين ... حين يعتبر ان لقمة العيش أغلى من كرامته فيأكلها مغموسة فى إهانته ....
نحن أمة اراد الله لها العزة ..فكيف نرمى عزتنا ونزرع ذلنا بأيدينا.
أتعرفون كيف نزرع الذلة فى النفوس ؟؟
مدرس يعاقب الطلبة فيجعل وجوههم الى الحوائط ويتهكم عليهم امام الجميع ... الثواب والعقاب من أسس التربية ولكن العقاب غير الإهانة ..الطفل المهان يكون بلا كرامة وبلا قيمة .... ولايعتمد عليه وغير قادر على إتخاذ قرار .

زوج يهين الأم امام ابنائها ويضربها ... ابنائه كيف يكون حالهم ؟.... لقد نهى النبى عن ضرب الوجه ..لإنه مهين ... ما ضرب صلى الله عليه و سلم خادم قط .. كان يأكل معهم ويحسن اليهم .. كان يوصى ان تحفظ للإنسان كرامته
وأمثلة كثيرة لزراعة الذل بأيدينا ... أب يضرب إبنه أو يسئ اليه امام أصدقائه ... شباب تكسر إشارة مرور متهكمة على جندى يقف على رجليه ساعات طويلة ... احفظوا للناس كرامتهم حتى يحيوا بعزة وكرامة. رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مجلس يضم كبار القوم وعلى يمينه بن العباس وكان فتى يافعا ... وقد أعتاد ان يبدأ فى توزيع الشارب من يمينه فقال له : هل تأذن لى ان اعطى نصيبك لإخوانى قبلك ؟؟؟ - كا ن بإستطاعة الرسول ان يبدا بالكبار وله فى ذلك منطق ولكنه لم يشأ ان يكسر كرامة الفتى فماذا كان رد بن العباس : والله لا أؤثر بنصيبى منك أحد .. أرأيتم كيف تربى العزة فى النفوس
موظف فى مصلحة يعطل مصالح الناس و يقهرهم ومنهم ارامل ومطلقات وعجائز ... موظف يتحمل المهانة من رئيسه فى العمل من أجل لقمة العيش .. أمة تداس ارضها وتدنس وتغتصب .. والأمة ساكتة لا تتحرك لقد ضاعت منا العزة

شركات تقدر الخبير الأجنبى و تعامله معاملة غير تلك التى تعامل بها خبير بنفس الكفاءة و لكنه من بنى الجلدة ... كنت مرة فى طائرة تاخرت عن موعد إقلاعها وكان على الطائرة عرب وأجانب فمر واحد من طاقم الضيافة يعتذر للجانب واحدا واحد ولم يفكر أحد أن يعتذر لنا.
ومن هنا ينمو شعور تقبل المهانة .. فلما تضيع القدس ...او يقتل العراقى .... لامانع
إن العربى بطبيعته العربية حتى قبل الإسلام يأبى الذلة ..هذه أحد صفات العربى الأساسية .... لأن كلمة ذليل عند العرب معناها تحت التصرف .. فنقول الرض ذللت والدابة ذلول .. سألت السيدة عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم لماذا رفع العرب باب الكعبة عاليا : قال تعززا حتى لا يدخلها إلا من ارادوا .. فما بالكم بمدينة الإسراء .. مابالكم بفلسطين .. مابالكم بكل اراضى المسلمين .

يجب ان يصبح الفرد عزيزا لتصبح الأمة عزيزة ... هذا هدف إستراتيجى كبير ولايوجد مصدر للعزة إلا مصدر واحد ..مصدر العزة هو الله سبحانه و تعالى :
قال تعالى : {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا}...سورة فاطر... آية 10

أن أهل الأرض لا يملكوا لأنفسهم عزة و لا ذلة سبحانه وتعالى هو المعز المذل ,, إذا لجات لعزيز من اهل الأرض غدا قد يكون ذليلا .. أو غنيا فيصبح فقيرا .. أو حيا فتجده ميتا ..إذا لجأت لغير الله فأن مشكلتك مع نفسك .. فى إيمانك .. فى التوحيد. انت لست عبد المأمور ولا يجب ان تكون ... انت عبد الله !!!!!

يأبى الله لعباده الذل إلا له ... ولم يذكر سبحانه الذل إلا للوالدين بعده :
بسم الله الرحمن الرحيم {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربى إرحمهما كما ربيانى صغبرا}...سورة الإسراء...آية 24

وهناك موقف آخر للذلة يرضاه الله ..الذلة لإخوانك من المؤمنين :
قال تعالى : {فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}...سورة المائدة... آية 54

من المواقف التى يشعر فيها العبد بالذل إذا ظلم و لذلك دعاه الله سبحانه و تعالى اليه وقال: دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب وعزتى وجلالى لأنصرنك و لو بعد حين.

بسم الله الرحمن الرحيم :{قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير}... سورة آل عمران...آية 26

والإنسان يصبح ذليلا بأربع اشياء :
1- إستسلامه للشيطان لقد قال إبليس لله بعد ان طرده من رحمته ومن الجنة :
{قال أرءيتك هذا الذى كرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا}....سورة الإسراء... آية 62

واحتنكن مشتقة من الحنك أى الفم ومعناها سأضع لجاما فى فمه أتحكم به فى تصرفاته وأدائه وأجره كما تجر الدابة ..

2- اتباع الهوى .... مزاجى يقودنى فى حياتى مزاجى فى المال أو الناس . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعس عبد الدرهم والدينار .... وقال أيضا : المحبوس من حبسه قلبه عن ربه والمأسورمن اسره هواه

3- ان تفقد الإحساس بالله .. بالدين .. بالمنهج والأمة ... بين أيدينا منهج ولكن لا نشعر بقيمته .. نبحث عن الإنتماء لشئ آخر لبلد اخرى

4- فقد الثقة بالله وبأن كل شئ مكتوب قال صلى الله عليه وسلم : لقد نفث روح القدس فى روعى ان نفسا لن تموت قبل أن- تستكمل أجلها ورزقها
أذا اصابك شئ من هذه الربعة أو كلهم اصبحت ذليلا ... فيذلك من حولك اكثر وأكثر

اثناء معارك التتار كانت المرأة التترية تأتى الى الرجال العشر وتصفهم وتقول إنتظروا ليس معى ما اقتلكم به وتذهب لتحضر سيفا فتقتلهم ...ماهذا الذل و ما هذا الهوان .
وحتى نحيى همتنا قليلا تعالوا ننظر مواقف و نماذج العزة عند المسلمين:
يوم أسلم سيدنا عمر بن الخطاب قال لرسول الله : ألسنا على الحق قال : نعم .قال أليسوا على الباطل قال : نعم قال ففيم الخفاء ..وخرج وأعلن إسلامه بين اهل مكة ولذلك سماه رسول الله الفاروق وعمر بن الخطاب , الفاروق يدخل الى القدس ليتسلم مفاتيحها وهو يجر الناقة التى يركب عليها غلامه فقد كان هذا دور الغلام فى الركوب –أرأيتم كيف يربى العزة فى غلامه - أثناء سيره يتعثر فى ماء فيصيب ثيابه الطين فيأتى اليه أبو عبيدة بن الجراح طالبا منه ان يركب فالقوم تنظره لتسليمه مفتاح المدينة فبماذا يرد عمر قال : أواه ... لو قالها غيرك يا أبو عبيدة ..كنا اذل الناس فأعزنا الله بالإسلام فلو إبتغينا العزة فى سواه أذلنا الله.

فى بداية خلافة ابى بكر وقد إرتدت القبائل وبدأ الناس تنصحه بالسياسة والمهادنة بما فيهم عمر بن الخطاب إشفاقا على الأمة بعد وفاة الرسول فينتفض ابو بكر الصحابى البكاء الرقيق وقول : جبار فى الجاهلية خوار فى الإسلام يا عمر والله لو منعونى عقالا كانوا يعطوه لرسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم ..
اسماء بنت أبى بكر ..ذات النطاقين قتل الحجاج بن يوسف الثقفى ولدها عبد الله وعلقه على الكعبة وانتظر الناس وانتظر هو ان تأتيه تسترحمه ليكرم جثة وليدها و يدفنها .. ولكنها لم تفعل فإغتاظ الحجاج وذهب اليها شامتا قائلا : ارايت ماذا فعلت بإبنك .. اراد ان يستفزها لتطلب له العفو وتدفنه ومن أم تستطيع ان ترى فلذة كبدها معلقا مقتولا اما عينيها ... فماذا قالت ابنة ابى بكر : اراك قد أفسدت عليه دنيته وافسد عليك اخرتك ... ياللهما هذه العزة والقوة بالله !!!!!

ذهب ربعى بن عامر ليدعو الفرس لعبادة الله فاراد القائد رستم ان يبهره و يبرجل عقله بما يأكل عقل الرجال المال والنساء ... ففرش الصحراء فى طريق مسيره بالسجاد الفاخر وجعل على الضفتين أجمل الجوارى .. وربعى بن عامر فطن للفتنة فلم يلتفت بل سار بحربته يدك السجاد ولا يلتفت الى الجوارى حتى وصل الى رستم الذى اسقط فى يده فقال له ماذا تريد قال ربعى: إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد .. ومن ضيق الدنيا الى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام

حين لطم جنود الروم أمرأة فى أحد السواق فصرخت وامعتصماه ..... فأرسل المعتصم رسالة الى ملك الروم بدأها كالتالى: من المعتصم الى كلب الروم ارسل الى المراة معززة مكرمة وإلا جئتك بجيش يكون أوله عندك وآخره عندى .... كرامة إمرأة واحدة مسلمة تسير لها الجيوش ... آه لنساء المسلمين تذبح وتغتصب ولامغيث ...
تعود الينا عزتنا بالعودة الى الله .. فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين ..منهجنا اعظم منهج ... وأمتنا أعظم امة والرزق والأعمار بيد الله .....

قال رجل لإمرأة من المسلمين : أطلبى من عمر ان بعفى زوجك من الخروج للقتال فلديكم سبعة من الأولاد وهو من يجرى على رزقكم ... فماذا قالت المرأة : لقد علمت زوجى أكالا ولم أعرفه رزاقا فلقد ذهب الآكال وبقى الرزاق

والعزة فى القرآن فى أغلب المواضع مقرونة بالحكمة أو الرحمة ..لأن العزة ليس عنفا او تهجما بل هى إباء وشمم تغلفه الرحمة وحسن المعاملة
وآخر من نقول هذا الحديث الذى تقشعر له الأبدان : من أذل عنده مؤمن ولم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة .......
اللهم أعزنا بالإسلام و اعز الإسلام بنا
1
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مروج الذهب
مروج الذهب
جزاكِ الله كل خير أختي..........

وبارك الله فيكِ............

:26: