كن ما شِئت وكُن داعِياً إلي الله

ملتقى الإيمان




كن ما شِئت وكُن داعِياً إلي الله


http://www.al-wed.com/pic-vb/125.gif

إن الدعوةُ إلي الله صِفةٌ مِن صفاتِ المُسلِم الحق

وهمهُ الذِي لا ينتهِي



فهِي هدفهُ وشغلهُ الشاغِلُ فِي هذِهِ الحياةُ الدنيا التِي ما وُجدنَا فِيهَا

إلا لنبُعد الله مُخلصِيِن لهُ الدِيِن.



فالدعوةُ إلي الله هي الشفاءُ والدواءُ الذِي نُهدِيهِ لمن حادَ عن الطرِيِقِ المُستقِيِم

ِ فيتذوقوا بهِ حلاوةُ الإيمانِ ويُبدِلُ بهِ الله تلكَ القلوبُ القاسِيةُ الناسيةُ

إلي قلوبٍ رقِيقةٍ وأنفُسٍ مُطمئِنةٍ بإذنِه وكرمهِ ورحمتِهِ.



الدعوةُ إلي الله... سيلٌ جارِفٌ مِن الحسناتِ وعبِيِرُ تقوي وطهرٍ تفُوح مِنك

أينما حللت وأينما رحَلتَ.



فقد تقربت بصالِحِ ألأعمالِ إليه سبحانهُ وتعالي, ورضِي عنكَ وأحبك الذِي خلقك



وكما جاء فِي الحديث (.........كنتُ سمعهُ الذي يسمعُ به وبصرُه الذي يبصِر به

ويدُه التي يبطِش بها وقدمُه التي يمشِي بهَا) فتح الباري



فاللهُ معكَ, فِي قلبِك وفِي جوارِحِك, كُلُ ما تفعلُ وكُلُ ما تقُوُلُ هُو حباً فِي الله

وابتغاءَ مرضاتهِ ودعوةُ إليهِ سبحانهُ وتعالي.



وهذِهِ الدعوةُ ليست منوُطةٌ بِفئةٍ مُحددةٍ مِن المُسلِمِيِن, بل هِي واجِبُ

ومسؤلِيةُ كُل مُسلِم ومُسلِمة



فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (بلغُوا عنِي ولو آيَة ) رواه البخاري



وتوجب عليكَ أن تعلم أخِي المُسلِم أن الدعوةُ إلي الله ليس من الضروري

أن تكون بارتقاء المنابِر وأن يكون لك فيهَا صوتٌ جهورِيٌ, بليغَ القولِ

فصِيِح اللسانِ



أو حتَي تعنِي استغنائِك عن مهنتكَ ووظِيفتكَ التِي تبنِي بهَا حياتكَ ومُستقبلك ومعاشُك



أو أنهُ يتوجبُ أن يكُوُنُ لكَ مظهرٌ متعارفٌ عليهِ فإن رأوك الناس أشارُوا عليكَ

بالبنانِ وقالوا هذَا داعِيةٌ لله.



كُل هذِهِ الأمور ليست شرطاً ولا واجِباً لكي تسلُك طرِيِق الدعوةِ إلي الله

فالأمرُ أسهل مِن ذلك بكثيرٍ



فكُلُ مسلمٍ أياً كانت مهنتهُ وأياً كانت درجةُ علمُهِ وتعلِيمُه هو داعيةٌِ لله.



لأن الدعوةُ إلي الله مراتِبٌ ودرجاتٌ وكلٌ مِنا يختارُ ما يناسِبُ علمهُ وتفقهُه فِي الدِيِن

فيُقدِمهُ للغيرِ مِن المُسلِمِين وغيرِ المُسلمِين ويكونُ بذلِك داعِياً إلي الله.



فالعُلماءُ والشيُوُخُ الأفاضِلُ وأهلُ الفتوي لهُم مِن العلمِ ما قد يكُونُ ليسَ لكَ أنت



ولكن هذَا لا يعنِي أنكَ خارِجُ نطاقِ الدعوةِ إلي الله بل علي العكسِ من ذلِك

فأنا وأنت كُلنَا داعِيةٌ إلي الله.



فتمُسكِكَ بتعالِيمِ دينِك الحنِيِف ... هُو دعوةٌ إلي الله.



حسنُ خلقِك مع الناس الذِي لا تحتاجُ أن تقُولُ فيهِ كلمةٌ واحدةٌ ٌ

هذَا الخُلق الكرِيِم ... هُو دعوةٌ إلي الله.



ذِهابُك للمسجدِ في غدوك ورواحِك وفِي كُل خطوةٍ تخطِيِهَا ... هُو دعوةٌ إلي الله.



جلوسك أمام الإنترنت تكتب وتُذكِر وتشُد من الأزرِ والعزمِ , توعِظُ الناس وتُوصِلُ

الإسلامِ للقاصِي والدانِي ... هو دعوةٌ إلي الله.



إرسالِك رسائِل وعظيةٌ عبر الفضائياتِ وعبر الهاتِف الجوالِ والبريِد

الإلكترونِي ... هُو دعوةٌ إلي الله.



إهدائُك الغيرِ كتيباتٍ ومطوياتِ وأشرِطةُ إسلامِيةُ موثوقةُ ... هو دعوةٌ إلي الله.



لباقتُك فِي الحدِيِث وتبسُمكَ وأن تُقنِعُ الغير وتُجادلهُم بالتِي

هِي أحسنُ ... هُو دعوةٌ إلي الله.



أن تأخذ بيد الغير ليلجوا معك مِن أبوابِ الخيرِ والثوابِ ... هو دعوةٌ إلي الله.



اشتراكُكَ فِي الأعمالِ التطوعيةِ والجمعياتِ التِي تهتمُ بأمرِ المُسلِمِين

فِي دِينِهِم ودُنياهُم ... هُو دعوةٌ إلي الله.



إتقانُكَ لعملِك والتزامُك الذِي يراهُ ويعرِفهُ كُل من حولِك ... هُو دعوةٌ إلي الله.



مسؤليتُك عن رعِيتِك رجٌلٌ كُنت أو امرأةٌ وتنشئتُك أبناءٌ غُرباءٌ صالِحِين

فِي هذَا الزمانُ ... هُو دعوةٌ إلي الله.



كثِيرةٌ وكثيرةٌ أحبتِي فِي الله هِي أبوابُ الدعوةِ إلي الله , فسبحانهُ الذِي أكرمنَا بدِيِنٍ

كُلهُ الخيرُ والأجرُ وجزِيِلُ ألأجر والثوابِ.



ويبقَي أن نعلمُ جمِيعاً, أن الدعوةُ إلي الله تكمُنُ فِي الجوهرُ بما حواهُ مِن تقوي

ومِن نفسٍ مُطمئنةٍ لا تقُوُلُ ما لا تفعلُ ولا تعرِفُ الأحقاد والضغائِن.



رباهَا الإسلامُ وأدبهَا القرءانُ وجعلت مِن الحبيِبُ صلي اللهِ عليهِ وسلمَ قُدوةٌ لهَا

فكانت بِذلِك خيرُ الدعاةِ إلي الله.



ولكَم رأينا وسمِعنَا عن أناسٌ لم يفكروا يوماً فِي معنَي الدعوةِ إلي الله وسبحَانَ

الذِي أكرمهُم وجعلهُم سبباً فِي الهدايةِ والتوبةِ, بل ودخولِ غيرِ المُسلمِيِن إلي الإسلام

ونالوا عظِيِم الأجرِ والثوابِ بفضلِ وإذنِ الله.



وما كانَ سِلاحُهُم وحِيلتُهُم إلا الفِطرةُ السلِيمةُ التِي حركتهُم فكانُوا أقوي وأنجحُ الدعاةِ .



فكُن ما شِئت أخِي المُسلِم وامتهِن ما طابَ لكَ مما أحل اللهُ ولم يُحرِم



وأبدأ بنفسِك فِي الدعوةِ إلي الله, أدبها وروضهَا واكبح جماح شهواتِهَا وقدِم كُل ما تملِك

مِن وقتٍ وجُهدٍ ومالٍ لخدمةِ هذَا الدين



وضَع نِصبَ عينيكَ أن الدُنيا وغرُورِهَا وزُخرفِهَا إلي زوالٍ ولن يبقَي لنَا

إلا ما قدمنَا لأنفُسنَا وبذلِك تكونُ داعِياً وخيرُ الدعاةِ إلي الله.




و أهدِيك كلماتٌ أذكِرُك ونفسِي وإياك بهَا



لا تنه عن خلق وتــأتي مثلـه *** عارٌ عليك إذا فعلت عظيــم

والعلم إن لم تكتنـفه شمــائـل *** تُعليه كان مطية الإخفـــاق

يا واعظ الناس قد أصبحت متهماً *** إذ عبت منهم أموراً أنت تأتيها
8
555

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

صاحبة الأفق الواسع
أخيتي وحبيبتي في الله توتة الرياض,,

رزقكِ الله الفردوس الأعلى,,,

وجعلكِ داعيــةً للخيــر مؤثــرة في الغير,,

محبتكِ في الرحمن
ديباج الجنان
ديباج الجنان
تعثرت كل عبارات الشكر والثناء ....

لتقدم لكِ الشكر على هالكلمات النديه الرائعه

والتي فاح شذاها تعرفنا بفضل وأهمية الدعوه الى الله

والتي للأسف الكثيرون غافلون عن أهميتها

أسأل العلي العظيم أن يجعله في موازين حسناتك
Muslima
Muslima
جزاكي الله كل الخير
كلمات رائعه مشجعه علي بذل الجهد وفعل كل ما في الوسع للدعوة إلي الله
بارك الله فيكي وفي كل ما تقدمين لنا
yasamin
yasamin
جزاك الله خير
أحلى جوريه
أحلى جوريه
جزاك ربي جنة الفردوووووووووس