قال سبحانه: (وآتينا داود زبورا)
داود أحد أنبياء بني إسرائيل وهو الذي يسمى عند النصارى اليوم (ديفيد) كامب ديفيد معناها مخيم داود.
داود أحد أعظم أنبياء بني إسرائيل وعلى يديه قتل جالوت، وآتاه الله الكتاب والحكم والنبوة كما قال الله جل وعلا.
هذا النبي لما مسح الله جل وعلا -كما عند الترمذي بسند صحيح- على ظهر آدم وخرج من ظهر آدم ذريته رأى آدم كل نسمة كائنة من ذريته إلى يوم القيامة فرأى فيما رأى فيهم غلاما أزهر فيه وبيص نور بين عينيه، قال يا رب من هذا؟ طبعا هو أبو البشر لكن لا يعرفهم هذا عالم الأرواح الأول قال له ربه: هذا رجل من ذريتك يكون في آخر الزمان يقال له داود، قال كم جعلت عمره؟ قال ستين عاما، فقال يا رب زده أربعين فقال الله إلا أن يكون من عمرك فوافق آدم وكان الله قد أعطى آدم ألف عام، فلما جاء ملك الموت ليقبض آدم نسي آدم أنه أعطى ابنه داود أربعين عام، قال النبي صلى الله عليه وسلم (فنسي آدم فنسيت ذريته، وجحد آدم فجحدت ذريته) فأتم الله الألف لآدم والمائة لداود
هذا النبي قال الله عنه {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (17) سورة ص، كلمة ذا الأيد جمع الله له قوة القلب وقوة البدن في الطاعة، الإنسان أحيانا يكون عنده رغبة في الطاعة لكن الكسل يكون بدني مهدود رجل كبير شاب مريض قادم من عمل مظني متعب، فالرغبة لا يطيقها البدن، وأحيانا يكون في الإنسان عافية وقدرة كان نائم يعني ما كان وراءه تعب، لكن ما عنده قلب يريد أن يقوم الليل، فاجتمع في داود قوة القلب على الطاعة وقوة البدن وهذا من أفضال الله جل وعلا على عباده.
من الله عليه بخصلتين: حسن الصلاة وحسن الصيام قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه) الآن أذان المغرب يؤذن الساعة السابعة وصلاة الفجر تكون الساعة الرابعة أي أن الليل تسع ساعات بالضبط، لو أراد شخص في يوم واحد بس يطبق سنة داود ما الذي يلزمه؟ ينام بعد صلاة العشاء إذا اعتبرنا الليل من بعد صلاة العشاء تصبح سبع ساعات، لأنه ما في قيام ليل إلا بعد صلاة العشاء فكان ينام نصف الليل هذه السبع الساعات ثلاث ساعات ونصف فإذا نام الساعة التاسعة يقوم متى؟ الساعة الثانية عشرة والنصف، ويصلي إلى كم يبقى من السدس؟ الآن إذا وصل إلى الساعة اثنا عشر ونصف هذا نصف الليل في أيامنا هذه إذا اعتبرناه من تسعة، من اثنا عشر ونصف إلى أربعة كم ساعة؟ ثلاث ساعات ونصف. إذا قسمت على ستة 3×60 =180 ، ونصف ثلاثين: مائتين وعشرة، مائتين وعشرة دقيقة لو قسمت على ستة يصبح فيها حوالي أربعين أو خمسة وثلاثين دقيقة فتبقى الخمسة وثلاثين دقيقة قبل أربعة يصبح يبدأ يقوم اثنا عشر ونصف وينتهي الساعة الثالثة وخمسة وعشرين دقيقة، هذه قلما يطيقها أو يفعلها أحد في عصرنا مرة في العمر هذا النبي كان يصنعها كل ليلة
وقال صلى الله عليه وسلم (وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما)
وتمام الحديث وهو في الصحيحين: (وكان لا يفر إذا لاقى) أي أنه كان يجاهد في سبيل الله ولا يفر صلوات الله وسلامه عليه.
أعطاه الله جل وعلا حسن الصوت ولذلك لما سمع النبي عليه الصلاة والسلام أبا موسى الأشعري قال (أعطي مزمارا من مزامير آل داود) كان إذا قرأ الزبور والزبور هو الكتاب الذي أعطى الله داود والزبور كله مواعظ وقال بعض العلماء ليس فيه حكم شرعي وإنما كله رقائق ومواعظ تذكر بالله، كان يتلوها بصوت حسن فتجتمع الطير تنجذب إلى صوته وقراءته للزبور فتمكث إذا طال بعضها يموت جوعا ينسى الأكل وهو مؤتلف منسجم مع ترتيل داود.قال الله تعالى (وآتينا داود زبورا) والزبر في اللغة الكتاب المجموع بعضه إلى بعضه.
نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
وجدوحنين
•
جزاك الله كل الخير وفعلا الصيام له فوائد كثيره
الصفحة الأخيرة