كن ميسر .. مبشر

ملتقى الإيمان


فهذا هو شعار رسول الله صلى الله عليه وسلم للفاتحين الأوائل ، أنت بحفظه والعمل به أحوج .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل السرايا ، ليفتحوا القلوب .. وينيروا الطريق للأفئدة الحائرة ، كي تنعم بالأنس بالله وكان وصيته صلى الله عليه وسلم (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا) قال الشيخ الألباني : صحيح أنظر السلسلة الصحية .
كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتورم قدميه الشريفتين .. وكان يصل الليل بالنهار صائما ..
لكنه كان يعلم أن قدرة الناس تختلف فلم يأمرهم بكل ما يفعل صلى الله عليه وسلم بل كان يعامل كل شخص بما يراه مناسب له ..
لقد حدث ذات يوم وأن جاءه أعرابي يسأل عن الإسلام .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس صلوات في اليوم والليلة.
فقال : هل علي غيرهن ؟
فقال لا إلا أن تطوع ... ثم قال صلى الله عليه وسلم : وصيام شهر رمضان .
قال : هل علي غيره ؟
قال صلى الله عليه وسلم : لا إلا أن تطوع . ثم ذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة .
فقال : هل علي غيرها ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : لا إلا أن تطوع .
فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح الرجل إن صدق . متفق عليه
أين الجهاد .. والقيام .. والصدقة ..
لم يذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم صراحة بل قال ( إلا أن تتطوع)
إنه ييسر على رجل ربما كان غير قادر على إتيان الكثير من النوافل ..
موقف آخر .. فلقد حدث وأن دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى حبلا ممدودا بين ساريتين فقال ما هذا الحبل فقالوا لزينب تصلي فإذا فترت تعلقت به فقال النبي صلى الله عليه وسلم حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد . قال الشيخ الألباني صحيح .
وهذا درس آخر .. بل وهذه حقيقة أخرى .. وهي أن التيسير في الدين هو الأصل ، تقول أمنا عائشة رضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل . متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم ناصحا أمته :إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا و أبشروا ويسروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة . سنن النسائي وقال الشيخ الألباني صحيح .
من كل ما سبق يظهر لنا جليا أن من أهم علامات الشخصية السوية أنها مبشرة لا منفرة .. وميسرة لا معسرة .
هناك أشخاص يكلمونك ساعة فيشعروك بأن جنة الله بعيدة .. صعبة المنال .. وأننا هالكون لا محالة .
وهذا ادعاء على الله ورسوله .
اين هم من قوله تعالى (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) البقرة 185
أما أنت أخي الكريم فبمنهج المصطفى تمسك .. فلم نرى .. ولم نسمع بُحب احد لأحد ، كحب أصحاب محمدٍ محمدا ، وما كان هذا الحب من فراغ بل بسبب تلك الصفات النبيلة التي كانت تنتضح في سلوك النبي القدوة صلى الله عليه وسلم .
لا ضير أن تتشدد على نفسك .. لا ضير كذلك أن تأخذ بالعزائم .. ولكن مع عموم الناس فيسر .. وإذا وجدت ضعيفا فبين له الرخصة وإن لم تأخذ أنت بها .. ولا تفتي الناس بورعك .
يقول د . يوسف القرضاوي حفظه الله : إننا في عصر شغل الناس فيه بحياتهم الدنيا‚ وغلبت عليهم النزعة المادية البغيضة‚ وللشيطان في الناس سوق نافقة‚ وبضاعة رائجة‚ وعملاء مدربون .
ولهذا ينبغي لأهل الفتوى أن ييسروا ما استطاعوا‚ وأن يعرضوا على المسلم جانب الرخصة أكثر من جانب العزيمة‚ ترغيباً في الدين‚ وتثبيتاً لأقدامه على طريقه القويم .
ويقول حفظه الله ناصحا الدعاة : وعلينا نحن معلمي الدين أن نشحذ أسلحتنا لجهاد الشيطان ومطاردته‚ وننفر أتباعه من بضاعته‚ وإغرائهم ببضاعتنا‚ وجذبهم إلى سوقنا‚ ولن يكون ذلك أبداً بالتعنت والتزمت‚ والإحراج والتشديد والتعسير والتنفير .
أهمية أن تكون مبشراً : المبشرات بانتصار الإسلام للشيخ القرضاوي .
1 ـ لأن التبشير مطلوب ولأننا مأمورون بصفة عامة أن نبشر ولا ننفر.
2ـ لأن المسلمين عامة والعاملين للإسلام خاصة يمرون بمرحلة عصيبة من مراحل تاريخهم المعاصر‚ وتكاد تغلب في هذه المرحلة عوامل اليأس ومشاعر الإحباط‚ وهذا الشعور إذا استسلمت له الأنفس قتل فيها الهمم‚ وخدر العزائم‚ ودمر الطموحات‚
3ـ لأن القوى المعادية للإسلام‚ تريد أن تعلن ـ بل قد أعلنت بالفعل ـ على الإسلاميين حرباً نفسية‚ تيئسهم من الأمل في غد أفضل‚ والرجاء في مستقبل مشرق‚ وبدأت حملات مسعورة‚ تحركها قلوب موتورة‚ وتقودها أقلام مأجورة‚ وأبواق مأمورة‚ تتهم وتلطخ وتشوه كل ما هو إسلامي‚ لهذا كان علينا أن نقاوم هذه الحملات المعادية بسلاح مضاد‚
4ـ لأن كثيراً من المتدينين يشيع بينهم فكر مغلوط عن «آخر الزمان» وبعبارة أخرى: عن مستقبل أقرب إلى السواد‚ إن لم يكن أسود حالكاً‚
لهذا كنا في حاجة إلى تجلية حقيقة «المبشرات» الغائبة عن كثيرين .
من سلوكيات المبشر : المرجع السابق بتصرف.
1ـ تغليب الأمل والتفاؤل .
2 ـ تغليب جانب الرحمة والمغفرة والعفو الإلهي على جانب البطش والعقوبة والانتقام .
3 ـ اتساع الصدور لكل الناس وإن لم يكونوا على المستوى المنشود‚
4 ـ الرفق بالإنسان إذا وقع منه الخطأ‚ فمن شأن الإنسان أن يخطئ وينسى‚
5 ـ التدرج بالناس في الدعوة والتعليم
3
551

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

omalbanin2012
omalbanin2012
بارك الله فيك
دلوعة دآدي
دلوعة دآدي
جزاك الله الفردوس الأعلى من الجنة