(لـولا أن رأى برهـان ربـه)
آية كريمة تشعُّ نوراً وضياءً في أوائل الآيات من سورة يوسف،كثيراً ما طرقت مسامعنا.. جوَّدها المجوِّدون، وترنَّم بها المترنمون .. فاضت أعين الصحابة الكرام والمؤمنين بالدمع لدى سماعها، وبشهودها عادوا غانمين، وبالتقوى " الشهود النوراني الأعظمي " رافلين، بمعيّة رسول الله سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى آله أجمعين .. كما ونظرت أعين البعض فيها نظرةً في الفراغ دون أن تعي قلوبهم شيئاً. إذاً فلنهيء أنفسنا للبحث في بحر معانيها وشروحها، واكتشاف لآلئها وكنوزها.
في البداية دعنا نلقي نظرة في التفاسير الزائغة: عن البرهان، عمَّا رآه سيدنا يوسف عليه السلام. فقد وردت في ذلك أقاويل كثيرة وقبيحة لا منطق ولا صحَّة عن مفسِّريها عميان القلوب، ومنها:
ـ أنـه رأى صورة سيدنا يعقوب عليه السلام عاضّاً على أصبعه بفمه ..
ـ وقيل عنه في رواية " أن سيدنا يعقوب ضرب في صدر يوسف فخرجت الشهوة من بين أنامله " فمن أين حضر سيدنا يعقوب من البدو ودخل عليها والباب مغلق ؟!!. ومن البداهة: أن الغائب لا يكون حاضراً والحاضر لا يكون غائباً ".. وما إليها من دنيء الأقوال، ما يترفع عن سماعها من كان في قلبه ذرةٌ من خردلٍ من إيمان.
ـ وقيل أن سيدنا يوسف عليه السلام رفع رأسه إلى سقف البيت، فإذا بكتابةٍ على الحائط لآية{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} (32) سورة الإسراء.
ـ ويُقال أن يوسف عليه السلام رأى ثلاث آيات من كتاب الله
{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ} (10) سورة الإنفطار .
والآية: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ ..} (61) سورة يونس.{أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ..} (33) سورة الرعد.
مع أن القرآن لم يكن قد أنزل، أي قبل خلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل قبل الإنجيل والتوراة، فمن أين جاؤوا بهذه الآيات افتراءً ؟!. ويقال أنه رأى آية من آيات الله تزجره عما كان قد همَّ به.. وقيل البرهان إنما هو خيال سيده حين دنا من الباب، وما إلى ذلك ممّا ذهب لتفسيره الأرذال، حين فسّروا عن الأطهار، بموازينهم الخبيثة الخفيفة، وكلّ إناءٍ بما فيه ينضح.
وكما نرى أقاويل كثيرة مختلفة في مبناها، متفقة في فحواها، وهو أن سيدنا يوسف عليه السلام ذلك النبي الطاهر الشريف، قد مالت نفسه إلى الفاحشة، وكاد أن يقع بأمر لا يقع به إلا من بَعُدَ عن ربه، واستحوذت الدنيا على قلبه أشد الاستحواذ، وأصبح عبداً مطيعاً لسلطان الشهوات والنزغات.
هذا ولم يفهموا حقيقة قول ربّهم:{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ..} (24) سورة يوسف.
يهمُّ الإنسان بحسب ما في نفسه، فالشهم الطاهر الجريء يهم بإنقاذ شرف إحدى النساء من أيدي خاطفيها من أهل الفواحش، أما الرجل الدنيء النفس الزاني، فهو يشاركهم في عمل الفاحشة وإذا همَّ أحد اللصوص بسلب مالك، ومدَّ يده إلى جيبك، وهممتَ أنت بصده وإلقاء القبض عليه، فهل ما هممتَ به يماثل ما همَّ به؟!.. الهمَّتان متعاكستان، لذلك فالأنبياء الكرام البررة وهم صفوة الله من خلْقه، وخيرته من عباده، لا يهمُّون إلا بمعالي الأمور، ومكارم الأخلاق، فهم نبراس الكمال، ولا يَصْدُر منهم إلاّ الكمال والطهر والعفاف. أما همُّ الزانية الفاجرة فهمُّها على العكس في إتيان الفاحشة، لأنها عمياء القلب، لا تعلم نتائج هذا الأمر الشنيع بالهلاك عليها.
النبي المبصر بنور الله، يُدرك ما في هذا الأمر الشنيع من الهلاك، لذا فهمُّه مخالف لهمِّها، فهي تهمُّ بسلب شرفه، وهو يهمّ بالنجاة بشرفه وشرفها.
ولو صدّقنا قول الزنادقة بأن هِمّته كهمَّتها، لَما كان سيدنا يوسف عليه السلام نبياً، ولا صدِّيقاً، بل لانطبق القول على شخص خبيث زانٍ .. وحاشا للأنبياء عن هذه الوصمة الشيطانية .. حمانا الله وإياكم من تصديق أقوال إيحاءات الشياطين لأمثالهم.
ولو أننا أمعنا النظر في السورة، وربطنا الآيات ببعضها البعض لكشفنا زيف هذه الأقاويل وافتراءها .. فبعد أن شهد شاهدٌ من أهل زوجة العزيز بشهادة تدينها، وتبيّن براءة سيدنا يوسف عليه السلام خشي العزيز أن يشيع الأمر بين الناس، ولذلك أوصى سيدنا يوسف بالكتمان، والتفت إلى زوجته ولامها، وإلى ذلك يشير الله تعالى بقوله: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}،{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ } (28-29) سورة يوسف
كما وقد جاءت براءة ثانية لسيدنا يوسف عليه السلام، وشهادة من زوجة العزيز ذاتها بطهارته وعفّته:{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ ...} (32) سورة يوسف :وعلى الرغم من ذلك، فقد فسَّر العميان هذا بخلافه وعكسوه.
ولقد رأى العزيز والوزراء من الأدلة والبراهين على براءة وطهارة سيدنا يوسف عليه السلام الشيء الكثير، فقرَّروا أن يسجنوه ريثما ينطفئ هذا الأمر، وينساه الناس، فلا يبقى هذا اللغط بحق زوجة العزيز .. كما وقد خاف الوزراء والوجهاء على نسائهم الهائمات المغرمات بجمال سيدنا يوسف الطاهر الأمين، وإلى ذلك تشير الآية الكريمة{ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} (35) سورة يوسف.
وإليك اعتراف واضح وصريح لزوجة العزيز بأنها مخطئة، وأن سيدنا يوسف عليه السلام طاهر شريف، حين سأل الملِكُ النساء:{قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} (51) سورة يوسف: وهذه براءة من الله له أمام الناس جميعاً. ولكن عدم معرفة الإنسان بمقام النبوة، وما ينشأ عنه من العصمة، قد يجرُّه إلى الاعتقاد بإمكان وقوع الأخطاء من الأنبياء ..
وقد يتفاقم به الأمر فينسب لهم الخطأ، ويسعى في تأويل أعمالهم العالية بما لا يليق بشرف مقامهم وعظيم مكانتهم، أما سمع قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ..} (90) سورة الأنعام :هل يظن أولئك الضالون المضلون أنه تعالى يأمرنا بأن نهمَّ بالفحشاء!. حاشا لله وكلاَّ.
{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ}، {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} (26-27) سورة الأنبياء
والله تعالى ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. فهم عليهم السلام لا ينطقون إلاَّ بكلام الله ولا يعملون إلاَّ بأمره. {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ..} (3) سورة يوسف
،ولم يقل أرذل القصص، كما زعم بعض المفسِّرين المضلين.

قال الله سبحانه وتعالى (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7)) و ذكر قبلها انه قد أٌرى نبيه يوسف وهو صغير رؤيا عجيبة ويؤخذ من هذا :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ليس عند النصارى ولا اليهود في كتبهم سوره تسمى سوره يوسف و لكن يقصد الشيخ ما في كتبهم من ذكر هذه القصة .
1- تعاهد الأب أبنائه بالتربية ، و يقرب إليه من عنده استعداد للفهم والعلم والفقه و أن يخصَّه بمزيد من العناية ؛ لأنه كلما كان الإقبال أكثر من الشخص ينبغي أن يكون العطاء له أكثر .
2- أن الرؤيا الصالحة من الله وذلك لأن يوسف رأى رؤيا حق و أمره أبوه ألا يقص الرؤيا على اخوته .
3- أن كتم التحدث بالنعمة للمصلحه جائز و لذلك قال (لا تقصص رؤياك على اخوتك) مع إن الرؤيا نعمة هنا ( فيكيدوا لك كيدا ) إذاً لو كتم إنسان نعمة الله عليه و لم يفشها لئلا يتضرر من الحسد فهذا لا بأس به ، وأما التحدث بالنعمة فيكون عند أمْن الحسد فيذكر الإنسان نعمة ربه عليه
4- أن الشيطان يدخل بين الإخوة ، فيوغر صدور بعضهم على بعض مع كونهم أشقاء فيصيرهم أعداء .
5- أن على الأب أن يعدل بين أولاده ما أمكن وانه لو كان أحد الأولاد يستحق مزيد عناية فإن على الأب ألا يظهر ذلك قدر الإمكان حتى لا يوغر صدور الاخرين .
6- أن الله سبحانه و تعالى يجتبى من يشاء من عباده و يصطفى و هذا الاصطفاء من الله عز و جل نعمه ، فأنت مثلاً تأمَّل كيف أن الله سبحانه وتعالى اصطفاك فلم يجعلك جماداً بل جعلك إنساناً ، تأمل كيف اصطفاك الله فلم يجعلك كافراً بل جعلك مسلماً ، تأمل أن الله عز وجل لم يجعلك من أهل الكبائر الفسقه المجرمين من أهل البدعة بل جعلك من أهل السنة ، وإذا لم تكن من أهل الكبائر فتأمل اصطفاء الله ولم يجعلك من أهل الكبائر وجعلك من أهل الاستقامة والطاعة والدين ، وإذا كنت طالب علم فان الله اصطفاك اصطفاء أخر بأن جعلك صاحب علم ، وإذا كنت داعيه فهذا اصطفاء أخر من الله بأن جعلك ليس فقط من أصحاب العلم بل جعلك تدعو إلى هذا العلم ، وهكذا ، فإذا هي اصطفاءات من الله سبحانه و تعالى للعباد .
7- أن البيت الطيب يخرج منه الابن الطيب انظر إلي قوله تعالى (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
(لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (8) اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ (9) قَالَ قائل مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10))
8- أن الغيرة تدفع أصحابها للضرر والإيذاء فإنه لما غاروا من أخيهم سعوا في إيذاءه .
9- أن هذه الغيرة يمكن أن تؤدى إلي الكيد والقتل و ليس مجرد الإيذاء فان هذه القضية قد أوصلتهم إلى أن يسعوا إلى قتل أخيهم (اقتلوا يوسف)
10- تبييت التوبة قبل الذنب توبة فاسدة ؛ يعنى إذا قال أحد نذنب ثم نتوب فهو مجرد ذنب ثم نستقيم ...... فلنذنب ، هذه توبة فاسدة ، لماذا ؟ قال تعالى (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ) إذاً هم قالوا نذنب ثم نتوب ، هذه توبة فاسدة . وما أدراهم أنهم سيستقيمون على الدين و الصلاح ، فبعض الناس يقول له الشيطان أنت الآن أذنِب ثم تتوب ، فينتكس هذا المسكين و يذهب على وجهه في المعاصي .
(قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ 13) قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (15))
11- أن الإنسان إذا ظن سوء بإنسان فلا يصلح أن يلقنه حجة لأنه يستخدمها عليه ولذلك يعقوب لما قال (وأخاف أن يأكله الذئب ) هو لقنهم حجه استعملوها بعد ذلك قالوا حصل ما تكره وتركنا يوسف عند متاعنا وأكله الذئب ، لذا لا ينبغي لإنسان إن شك في شخص أن يلقنه حجة يمكن أن يستخدمها بعد ذلك .
12- أن الله عز و جل ثبَّت يوسف من بدء أمره فإنه لما كان في البئر (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) ولكن ومتى تحدث هذه التنبئة ؟ بعد حين .
(وجاءوا أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ (16) قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وجاءوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) ).
13- أن المتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل فإنهم جاءوا أباهم عشاء يبكون فهذا تمثيل (قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) .
14- العمل بالقرائن ومشروعية العمل بالقرائن فإن يعقوب رأى قميصاً لم تعمل فيه أنياب الذئاب قميص سليم مغموس بدم فكيف أكله الذئب- ما هذا الذئب الذي له ذوق يأتي للولد ويخلع قميصه ثم يأكله-كيف يأكله الذئب والقميص سليم ما به تمزيق .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ليس عند النصارى ولا اليهود في كتبهم سوره تسمى سوره يوسف و لكن يقصد الشيخ ما في كتبهم من ذكر هذه القصة .
1- تعاهد الأب أبنائه بالتربية ، و يقرب إليه من عنده استعداد للفهم والعلم والفقه و أن يخصَّه بمزيد من العناية ؛ لأنه كلما كان الإقبال أكثر من الشخص ينبغي أن يكون العطاء له أكثر .
2- أن الرؤيا الصالحة من الله وذلك لأن يوسف رأى رؤيا حق و أمره أبوه ألا يقص الرؤيا على اخوته .
3- أن كتم التحدث بالنعمة للمصلحه جائز و لذلك قال (لا تقصص رؤياك على اخوتك) مع إن الرؤيا نعمة هنا ( فيكيدوا لك كيدا ) إذاً لو كتم إنسان نعمة الله عليه و لم يفشها لئلا يتضرر من الحسد فهذا لا بأس به ، وأما التحدث بالنعمة فيكون عند أمْن الحسد فيذكر الإنسان نعمة ربه عليه
4- أن الشيطان يدخل بين الإخوة ، فيوغر صدور بعضهم على بعض مع كونهم أشقاء فيصيرهم أعداء .
5- أن على الأب أن يعدل بين أولاده ما أمكن وانه لو كان أحد الأولاد يستحق مزيد عناية فإن على الأب ألا يظهر ذلك قدر الإمكان حتى لا يوغر صدور الاخرين .
6- أن الله سبحانه و تعالى يجتبى من يشاء من عباده و يصطفى و هذا الاصطفاء من الله عز و جل نعمه ، فأنت مثلاً تأمَّل كيف أن الله سبحانه وتعالى اصطفاك فلم يجعلك جماداً بل جعلك إنساناً ، تأمل كيف اصطفاك الله فلم يجعلك كافراً بل جعلك مسلماً ، تأمل أن الله عز وجل لم يجعلك من أهل الكبائر الفسقه المجرمين من أهل البدعة بل جعلك من أهل السنة ، وإذا لم تكن من أهل الكبائر فتأمل اصطفاء الله ولم يجعلك من أهل الكبائر وجعلك من أهل الاستقامة والطاعة والدين ، وإذا كنت طالب علم فان الله اصطفاك اصطفاء أخر بأن جعلك صاحب علم ، وإذا كنت داعيه فهذا اصطفاء أخر من الله بأن جعلك ليس فقط من أصحاب العلم بل جعلك تدعو إلى هذا العلم ، وهكذا ، فإذا هي اصطفاءات من الله سبحانه و تعالى للعباد .
7- أن البيت الطيب يخرج منه الابن الطيب انظر إلي قوله تعالى (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
(لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (8) اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ (9) قَالَ قائل مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10))
8- أن الغيرة تدفع أصحابها للضرر والإيذاء فإنه لما غاروا من أخيهم سعوا في إيذاءه .
9- أن هذه الغيرة يمكن أن تؤدى إلي الكيد والقتل و ليس مجرد الإيذاء فان هذه القضية قد أوصلتهم إلى أن يسعوا إلى قتل أخيهم (اقتلوا يوسف)
10- تبييت التوبة قبل الذنب توبة فاسدة ؛ يعنى إذا قال أحد نذنب ثم نتوب فهو مجرد ذنب ثم نستقيم ...... فلنذنب ، هذه توبة فاسدة ، لماذا ؟ قال تعالى (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ) إذاً هم قالوا نذنب ثم نتوب ، هذه توبة فاسدة . وما أدراهم أنهم سيستقيمون على الدين و الصلاح ، فبعض الناس يقول له الشيطان أنت الآن أذنِب ثم تتوب ، فينتكس هذا المسكين و يذهب على وجهه في المعاصي .
(قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ 13) قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (15))
11- أن الإنسان إذا ظن سوء بإنسان فلا يصلح أن يلقنه حجة لأنه يستخدمها عليه ولذلك يعقوب لما قال (وأخاف أن يأكله الذئب ) هو لقنهم حجه استعملوها بعد ذلك قالوا حصل ما تكره وتركنا يوسف عند متاعنا وأكله الذئب ، لذا لا ينبغي لإنسان إن شك في شخص أن يلقنه حجة يمكن أن يستخدمها بعد ذلك .
12- أن الله عز و جل ثبَّت يوسف من بدء أمره فإنه لما كان في البئر (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) ولكن ومتى تحدث هذه التنبئة ؟ بعد حين .
(وجاءوا أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ (16) قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وجاءوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) ).
13- أن المتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل فإنهم جاءوا أباهم عشاء يبكون فهذا تمثيل (قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) .
14- العمل بالقرائن ومشروعية العمل بالقرائن فإن يعقوب رأى قميصاً لم تعمل فيه أنياب الذئاب قميص سليم مغموس بدم فكيف أكله الذئب- ما هذا الذئب الذي له ذوق يأتي للولد ويخلع قميصه ثم يأكله-كيف يأكله الذئب والقميص سليم ما به تمزيق .

دمتم بود
•
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مراحب أخواتي ....
شفيه المنتدى فجأه وأنا أتصفح تغير ......
خرعني ...ماتعودت على شكله كذا
أحس إني غريبه وضايعه ....
متابعه بإذن الله .....
فكوره الغاليه ....
لاباس طهوره ...وع ســــاك ع القوه يارب
حفظكم المولى
مراحب أخواتي ....
شفيه المنتدى فجأه وأنا أتصفح تغير ......
خرعني ...ماتعودت على شكله كذا
أحس إني غريبه وضايعه ....
متابعه بإذن الله .....
فكوره الغاليه ....
لاباس طهوره ...وع ســــاك ع القوه يارب
حفظكم المولى

مهاد :
جزاكن الله خيرا ولا حرمكن الأجر نسأل الله أن يجمعنا تحت ظله يوم لا ظل إلا ظلهجزاكن الله خيرا ولا حرمكن الأجر نسأل الله أن يجمعنا تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله
صباح معطر بذكر الله..
أهديه لأحلى أخوات في الله..
اللهم استجب دعواتنا في هذه الجمعة المباركة..
اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا..
صباحكن ورد..
أهديه لأحلى أخوات في الله..
اللهم استجب دعواتنا في هذه الجمعة المباركة..
اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا..
صباحكن ورد..
الصفحة الأخيرة
الف شكر لكم على هذاالمجهود..