وسائله وأساليبه:
قال تعالى: {ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } . فالدعوة بالحكمة تكون بحسب حال المدعو وفهمه، وقبوله، ومن الحكمة: العلم والحلم والرفق واللين والصبر على ذلك. والموعظة الحسنة: تكون مقرونة بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد والمجادلة بالتي هي أحسن. وهي الطرق التي تكون أدعى للاستجابة عقلاً ونقلاً، لغة وعرفاً .
قال سفيان الثوري: "ينبغي للآمر الناهي أن يكون رفيقاً فيما يأمر به، رفيقاً فيما ينهى عنه، عدلاً فيما يأمر به، عدلاً فيما ينهى عنه، عالماً بما يأمر به، عالماً بما ينهى عنه ".
ووسائل الخير كثيرة لا تحصر، فيسلك الداعي فيها أفضل الطرق، وأدعاها للقبول والاستجابة، ومنها: الخطب في أيام الجمع والأعياد والمجامع العامة، والعناية بتربية الأولاد ونشر العلم الشرعي، والإحسان إلى الناس بالقول والفعل، والكتابة والنصيحة المباشرة لصاحب المنكر، ومعاونة أفراد هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشد أزرهم.

جاء في مجمع البيان أنّ المعروف : الطاعة ، والمنكر : المعصية .
و لمّا كان المسلمون خير أمة من بين كلّ الأمم بشروط نالت هذا الإصطفاء
حيث قال سبحانه -*- كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ -*-
فهذا ما يميّز الأمة المسلمة و يجعلها شهيدة على باقي الأمم ، و هي كما أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم -*- أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل -*-
لأن من تحقّقت فيه الصفات السالفة الذكر ، بالنتيجة يكون ضمن من قال فيهم عزّ و جلّ : -*- وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ -*-
فالحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام و جعلنا من أتباع خير الأنام ، صلى الله عليه و سلم الذي قال :
-*- من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان-*-
و معلوم أن تفصيل هذا الحديث الشريف مبني على علم و قدرة كل شخص ،
كما أنّ التقرير الإلاهي مفاده أنّ -*- أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ -*-
فلا يبقى للمسلم المؤمن بأنّ المؤمنين إخوة ، الغيور على دينه ، إلا أن يخشى أن ينطبق عليه ما أقسم عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم -*- والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم -*-
فالأمر عظيم وهو من خلق المرسلين و صاحبه عدوّ صريح للشيطان الرجيم .
و حين نرى أن الله قدّم ذكرالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر على الإيمان ، يتبيّن لنا عظم هذه الشعيرة و خطورة هذا الخلق البشري الذي لا يستقيم أمره و لا يأتي ثمره إلا على النهج الربّاني .
لذلك حثّ ربّ العالمين عباده المؤمنين إحاطة هذه الشعيرة باهتمام خاص و عناية فريدة و ذلك بقوله سبحانه -*- وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ -*-
وحين نقرأ قول الله تعالى -*- لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{78} كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{79} -*-
و نتمعّن في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم -*- لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم وآكلوهم وشاربوهم فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم ببعض ثم لعنهم على لسان أنبيائهم داود وعيسى بن مريم * ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * -*-
ليس لنا إلا التمسّك بهذا الخلق العظيم و البراء من اتباع سنن الملعونين ، و إلا يحقّ فينا و العياذ بالله الوعيد بعدم استجابة الدعاء .
و النجاة في الإنتماء إلى من أثنى الله تعالى عليهم -*- مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ -*-
هذا هو عنوان الصلاح و التقى ، قيام الليل و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و عدم التردد في فعل الخير ،
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
هو من صفات الدولة المسلمة
(الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور) الحج:41
وهو من صفات المؤمنين
يقول سبحانه : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاه ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) التوبة 71
وهو فرض على الكفاية
لقوله سبحانه : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون)
وهو فرض عند رؤية المنكرات
لقوله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.
وهو من موانع العذاب وتركه من أسباب رد الدعاء كما قال عليه السلام: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه فتدعونه فلا يستجيب لكم". متفق عليه
منظومة ربّانية متكاملة ، جعلني الله و إياكم من العاملين بها و الداعين إليها ، و لا حول و لا قوة إلا بالله
و لمّا كان المسلمون خير أمة من بين كلّ الأمم بشروط نالت هذا الإصطفاء
حيث قال سبحانه -*- كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ -*-
فهذا ما يميّز الأمة المسلمة و يجعلها شهيدة على باقي الأمم ، و هي كما أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم -*- أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل -*-
لأن من تحقّقت فيه الصفات السالفة الذكر ، بالنتيجة يكون ضمن من قال فيهم عزّ و جلّ : -*- وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ -*-
فالحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام و جعلنا من أتباع خير الأنام ، صلى الله عليه و سلم الذي قال :
-*- من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان-*-
و معلوم أن تفصيل هذا الحديث الشريف مبني على علم و قدرة كل شخص ،
كما أنّ التقرير الإلاهي مفاده أنّ -*- أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ -*-
فلا يبقى للمسلم المؤمن بأنّ المؤمنين إخوة ، الغيور على دينه ، إلا أن يخشى أن ينطبق عليه ما أقسم عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم -*- والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم -*-
فالأمر عظيم وهو من خلق المرسلين و صاحبه عدوّ صريح للشيطان الرجيم .
و حين نرى أن الله قدّم ذكرالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر على الإيمان ، يتبيّن لنا عظم هذه الشعيرة و خطورة هذا الخلق البشري الذي لا يستقيم أمره و لا يأتي ثمره إلا على النهج الربّاني .
لذلك حثّ ربّ العالمين عباده المؤمنين إحاطة هذه الشعيرة باهتمام خاص و عناية فريدة و ذلك بقوله سبحانه -*- وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ -*-
وحين نقرأ قول الله تعالى -*- لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{78} كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{79} -*-
و نتمعّن في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم -*- لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم وآكلوهم وشاربوهم فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم ببعض ثم لعنهم على لسان أنبيائهم داود وعيسى بن مريم * ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * -*-
ليس لنا إلا التمسّك بهذا الخلق العظيم و البراء من اتباع سنن الملعونين ، و إلا يحقّ فينا و العياذ بالله الوعيد بعدم استجابة الدعاء .
و النجاة في الإنتماء إلى من أثنى الله تعالى عليهم -*- مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ -*-
هذا هو عنوان الصلاح و التقى ، قيام الليل و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و عدم التردد في فعل الخير ،
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
هو من صفات الدولة المسلمة
(الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور) الحج:41
وهو من صفات المؤمنين
يقول سبحانه : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاه ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) التوبة 71
وهو فرض على الكفاية
لقوله سبحانه : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون)
وهو فرض عند رؤية المنكرات
لقوله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.
وهو من موانع العذاب وتركه من أسباب رد الدعاء كما قال عليه السلام: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه فتدعونه فلا يستجيب لكم". متفق عليه
منظومة ربّانية متكاملة ، جعلني الله و إياكم من العاملين بها و الداعين إليها ، و لا حول و لا قوة إلا بالله


( شمس الجنوب ) :
ماشاء الله عليكم الله يثيتكم على طاعة اللهماشاء الله عليكم الله يثيتكم على طاعة الله
مساء الورد لكل وردات تجمعنا..
اسأل الله ان يجعلني وإياكم من أهل العلم والعمل بما نعلم..
اللهم آمنا في أوطاننا..
اللهم علمنا ما ينفعنا..
اللهم اغفر لنا وارحمنا ..
واستعملنا فيما يرضيك عنا..
مساكم ورد
الصفحة الأخيرة
لقد بين صلى الله عليه وسلم مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي ثلاث:
المرتبة الأولى: الإنكار باليد مع القدرة، وذلك خاص بمن له ولاية من مسؤول أو محتسب ممن يقدر على ذلك. وهكذا المرء مع أهله وأولاده، يأمرهم بالصلاة وسائر الواجبات، وينهاهم عما حرم الله.
المرتبة الثانية: إن عجز المحتسب عن الإنكار باليد انتقل إلى الإنكار باللسان، فيعظهم ويذكرهم ويعاملهم بالأسلوب الحسن مع الرفق، ويستعمل الألفاظ الطيبة والكلمات المناسبة، حتى لو قوبل بالسوء فهو لا يقابل إلا بالتي هي أحسن.
المرتبة الثالثة: الإنكار بالقلب وهي آخر المرتب، ولا رخصة لأحد في تركها ألبته، بل يجب ترك المنكر وبغضه بغضاً تاماً مستمراً. وهذا يقتضي مفارقة أهل المعصية ومجانبتهم حال معصيتهم، يقول تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ، إنكم إذاً مثلهم } . ففي الآية نهي صريح عن مجالسة أصحاب المنكر حال مواقعته، حتى يتحولوا عنه، وإلا كانوا مثلهم في الإثم، لرضاهم بذلك.