كوني داعية الجزء الاول
--------------------------------------------------------------------------------
كوني داعية00000000000000 منقول الجزء الاول
من المخاطب بهذه الدعوة ؟
المخاطب تلك المرأة في بيتها، والمرأة في مدرستها، والمرأة في عملها وفي مجتمعها. فإن الناظر لتاريخ الدعوة يرى عمق نجاح الدعوات الفردية وما الأنبياء والعلماء والمجددون إلا أفرادٌ نجحت بهم الدعوة ونُشر بهم الخير . يقول الشيخ السعدي رحمه الله:" وإذا كانت الدعوة إلى الله، وإلى شهادة أن لاإله إلا الله فرضاً على كل أحد، كان الواجب على كل أحد بحسب مقدوره، فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والإرشاد والهداية أعظم مما على غيره ممن ليس بعالم، وعلى القادر ببدنه ويده أو ماله أو جاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدرة، قال تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ورحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة، وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين ." وبهذا الكلام ندفع وهماً قد يقع في الأذهان وهو أن العمل الفردي في الدعوة لا يمكن أن يؤتي ثماره كالعمل الجماعي الذي تتجمع فيه الطاقات.
بل من الممكن أن تكوني داعية أنت وحدك، ومن بيتك.
كوني داعية
يقول الله تعالى وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ قال صاحب اللسان1 "ودعاء الله خلقه إليها كما يدعو الرجل الناس إلى مدعاة أي إلى مأدبة يتخذها وطعام يدعو الناس إليه ". ودار السلام هي الجنة، يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره:"عمَّ تعالى عباده بالدعوة إلى دار السلام و الحث على ذلك والترغيب ".
من هو الداعي ؟
قال صاحب اللسان: "والدعاة قومٌ يدعون الناس إلى بيعة هدى أو ضلالة، واحدهم داعٍ، ورجل داعية :إذا كان يدعو الناس إلى بدعة أو دين" إذن قد ندعو ونُسمى: دعاة ولكن لماذا ندعو، وإلى ماذا، و متى، وكيف، وأين، و من ندعو ؟
إجابات هذه الأسئلة ستحدد هل نحن دعاة للناس إلى بيعة هدى أو ضلالة ؟هل نحن دعاة إلى بدعة أو دين ؟
يقول ابن القيم رحمه الله: "الدعاة جمع داعٍ، كقاض ٍوقضاة، ورامٍ ورماة، وإضافتهم إلى الله للاختصاص، أي الدعاة المخصوصون به، الذين يدعون إلى دينه وعبادته ومعرفته ومحبته وهــؤلاء هم خواص خلق الله، وأفضلهم عند الله منـزلة وأعلاهم قدراًَ " .
وسنحاول الإجابة على هذه الأسئلة سريعاً علَّ الأمر يتضح.
أولا : لماذا ندعو؟
1. لعظم أجر الداعي إلى الله
وهذا الأجر المترتب مذكور بنصوص كثيرة :
• فالداعية من أحسن الناس قولاً، قال تعالى وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ "فصلت:33"
• وللداعي مثل أجور من تبعه، عن أبي مسعود قال :قال رسول الله : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) .
• ولاستمرار ثواب الداعي بعد موته. عن أبي هريرة أن رسول الله قال <إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقةٍ جارية أو علمٍ ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له)رواه مسلم.
انظري وقارنـي !! إننا نترحم على الأموات من علمائنا ودعاتنا كلما ذكرنا أسماءهم أو قرأنا كتبهم ونهلنا من علمهم، في مقابل أننا في أيام كثيرة ننسى خواص أقربائنا من الأموات.وعُدِّي كم من طلبة علم يقولون: ابن تيمية رحمه الله، وابن القيم غفر الله له، وخواص أمواتنا لا يترحم عليهم غيرنا .
كوني داعية ...
2 . استجابة لأمر النبي : ( بلغوا عني و لو آية) .
فالدعوة سبيل اتباع الأنبياء صلى الله عليهم وسلم، قال تعالى قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "يوسف:108". يقول الشيخ السعدي رحمه الله:"يقول الله تعالى لنبيه محمد قل للناس هذه سبيلي أي طريقي التي أدعو إليها، وهي السبيل الموصلة إلى الله، وإلى دار كرامته، المتضمنة للعلم بالحق، والعمل به، وإيثاره وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له ".
كوني داعية ..
3. لكي تُعذري أمام الله يوم القيامة ..
قال الله تعالى: وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ "الأعراف:164"، يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: "فقال الواعظون: نعظهم وننهاهممَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ أي لنُعذر فيهم وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أي يتركون ما هم فيه من المعصية فلا نيأس من هدايتهم، فربما نجع فيهم الوعظ وأثًّر فيهم اللوم، وهذا هو المقصود الأعظم من إنكار المنكر ليكون معذرة، وإقامة حجة على المأمور والمنهي، ولعلًّ الله أن يهديه فيعمل بمقتضى ذلك الأمر والنهي".
ويقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره :" مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ أي فيما أخذ علينا من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، وَلَعَلَّهُــمْ يَتَّقُون يقولون ولعلًّ لهذا الإنكار يتقون ما هم فيه ويتركونه ويرجعون إلى الله تائبين ".
كوني داعية ..
4. طلباً للنجاة في الدنيا و الآخرة ..
قال الله تعالى وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "الأنفال:25". يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيرها:" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً بل تصيب فاعل الظلم وغيره، إذا ظهر الظلم فلم يغير فإن عقوبته تعمَّ الفاعل وغيره. وتقوى هذه الفتنة بالنهي عن المنكر وقمع أهل الشر والفساد، وأن لا يمُكنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن"
كوني داعية ...
5. لتصلحي ويصلح بك المجتمع :
تبذل الأم الجهود في البيت لتُصلح نشأة ولدها، فإذا خرج وجد ما يُضاد هذه التربية علماً وعملاً وسلوكاً واعتقاداً .
فلو وقعت الدعوة موقعها وعَلم الناس ما يجهلون، لاجتمعت العقول على مقياس الصواب. والقلوب إذا لم تجتمع على عقيدة سلفية سليمة كان أصحابها في شقاق لن تجمعهم الأنساب ولا الألقاب، فاجتماع الأبدان لن يكون إلا مؤقتاً إذا كان عِقدُ القلوب مشتتاً.
كوني داعية ...
6. فأهل الباطل يبذلون جهودهم وأهدافهم دنيه، وأهل الحق أولى بالبذل:
والواقع يشهد بذلك، فجهود أهل الكفر لا تتوقف،بل جهود أهل البدعة لا تكلُّ ولا تملُّ،فأين جهود أهل السنة؟!
يقول الله تعالى وَلا تَهِنوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا " النساء:104" فإذا تساوت الآلام واختلفت الآمال، فمن كان رجاؤه بالله صحّ له الاندفاع والثبات بخلاف غيره .
كوني داعية ...
7. لكي يسمع الناس الحق، فلا ينقلب الحقُّ باطلاً،والباطل حقاً لسكوتنا.
تذكري: عندما يسكت أهل الحق يقبَل الناس الباطل، فسبب انتشار الباطل ترك تعليم الحق وبيانه. ولا يصدك عن ذلك عدم قبول المنتصحين، بل يكفي إسماعهم صوت الحق والنصوص في ذلك كثيرة. يقول الله تعالى: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ " النور:54" .
كوني داعية ...
8 . ليحصل الأمن العقلي والحصانة الفكرية :
يقول الله تعالى وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ "هود:117"، والشرط أن يكونوا مصلحين ولا يكفي أن يكونوا صالحين. لذلك أهل الدعوة من أهل السنة والجماعة يُقعِّدون القواعد ويدفعون الشبه على طريقة السلف لا ينتظرون أن تقع المشكلة ثم يكونون أهل ردود أفعال فقط، بل يعلِّمون ويؤسسون أصول هذا الدين فإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف، علموا إلى من يردّوه وتحت أي قانون عام يضعوه.
كوني داعية ...
9. لا تكوني منهزمة نفسياً تخجلين من الدعوة إلى الدين :
الؤلؤة البراقة @alolo_albrak
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
كوني داعية منقول
ب) أهلية الداعي لأن يكون داعياً:
متى نكون أهلاً للدعوة ؟ إن النساء في هذا الأمر طرفان ووسط، فمنهن من تطير بالكلمة دون فهم، ولا علم. ومنهن من تنتظر إلى أن تصبح عالمة راسخة في العلم حتى تدعو إلى الله .وحتى يكون هناك توازن، يجب أن يُعلم حال التوازن بين العلم والتبليغ .
فالتبليغ ينقسم إلى قسمين
تبليغ نصي تبليغ تفهيمي
والقسمان يعتمدان على علم المبلغ .
والنبي دعا لمبلغ كلامه إلى غيره، فعن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله ( نضَّر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) رواه ابن ماجه رقم الحديث 244.
قال صاحب تحفة الأحوذي تعليقاً على الحديث : ( لو لم يكن في طلب الحديث و حفظه و تبليغه فائدة سوى أن يستفيد بركة هذه الدعوة لكفى ذلك فائدة وغُنماً، وجلّ في الدارين حظاً و قسماً) تحفة الأحوذي ، ج7/349. فهذا سامع للعلم حافظ له، بلَّغه، وربما يكون المبلَّغ أفقه منه. فالتبليغ النصي إذن نقل لكلام أهل العلم، واليوم ولله الحمد تيسرت طرق النقل، فمن توزيع فتاوى مطبوعة من كلام أهل العلم الراسخين، أو أشرطة الوعظ والإرشاد للثقاة من العلماء وطلبة العلم. إلى أن يكون دور الداعية نقل المحفوظ من كلام الله وكلام رسوله بعد الوعي والحفظ. والحقيقة أن أكثر ما يعيب الداعيات عدم الوعي للمنقول من كلام أهل العلم فيحصل التشويه والبتر وهذا أفسد ما يكون للعلم.
أما التبليغ التفهيمي :-
فنقصد به فهم مقاصد الشريعة، والقدرة على الاستنباط، والاجتهاد والقياس، والحكم على المسائل النازلة.
وهذا لا يكون إلا من أصحاب القدم الراسخة في العلم .
رابعًا: كيف ندعو ؟
الدعوة إلى الله الأصل فيها المتابعة وهذا يتضح من قوله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "يوسف :108". يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :"قوله: أَدْعُو حال من الياء في قوله سبيلي، ويحتمل أن يكون استئنافاً لبيان تلك السبيل " الجزء التاسع ، مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ص117.
إذن هذه السبيل لها كيفية يجب أن تُعلم، وهي أن يكون الداعي على بصيرة. ويقول رحمه الله في قوله عَلَى بَصِيرَةٍ:"ليس المقصود بالعلم في قوله عَلَى بَصِيرَةٍ العلم بالشرع فقط، بل يشمل العلم بالشرع، والعلم بحال المدعو، والعلم بالسبيل الموصل إلى المقصود وهو الحكمة. فيكون بصيراً بحكم الشرع وبصيراً بحال المدعو، وبصيراً بالطرق الموصلة لتحقيق الدعوة ولهذا قال النبي لمعاذ : (إنك تأتي قوماً أهل كتاب)" الجزء التاسع ، مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين صـ 119.
ويمكن تمثيل ذلك بهذه الصورة :
لكن يبقى هنا أن ننبه أن هذه المعادلة تحتاج إلى موازنة ولهذا نبه ابن القيم رحمه الله فقال:"ولا يُمَكَّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى إلا بنوعين من الفهم
أحدهما : فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علماً. والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكمة الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله في هذا الواقع ثم يطبق أحدهما على الآخر، فمن بذل جهده واستفرغ وسعه في ذلك لم يُعدم أجرين أو أجراً" انتهى.(1)
وبهذا يتضح إنه إذا انفرد العلم عن فهم الواقع، والأشخاص المخاطبين، وأحوالهم، والمؤثرات التي تؤثر عليهم، وتحرك كوامنهم لأصبح العلم مفهوماً مجرداً، ومُثلاً عليا لا تصل للواقع ولا تعالج جروحاً. والأخطر من ذلك :أن نفهم الواقع دون علم وهذا ما نراه اليوم على الساحة من تميع فمثلا تقوم دعاوى بأننا لا نحتاج اليوم إلى إصلاح العقيدة جهداً، فالناس موحدين والحمد لله، بل نحن نحتاج إلى إصلاح الأخلاق. وجهلوا أو تجاهلوا أموراً :-
1. أن التوحيد أمرٌ لا يُكلُّ ولا يُملُّ من تعليمه وتدريسه، لأنه قاعدة الشريعة وأصل كل أمر، والخطأ فيه كثير، والجهل فيه واسع، والنبي يقول : "ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان.." رواه الترمذي ، كتاب الفتن
2. أن أصل صلاح الأخلاق وتغييرها النافع إنما يكون بصلاح معتقد العبد وتصوراته ( تصرفاتنا فرع من تصوراتنا).
3. أنه لا قيمة للأخلاق إن فسدت العقيدة .
إذن مع وجود العلم وفقه واقع المخاطبين يسهل على الداعية اختيار الطرق والأساليب التي بها تُطرح المفاهيم الصحيحة .
فلا يشترط في الدعوة أن تكون الداعية طلقة فصيحة فإن كانت كذلك فيها فبها ونعمت، وإلا فإن للداعية قلماً يكتب، أو مالاً يُنفق، أو شريطاً يوزع، أو مسابقة تُنظم، و لا يشترط في كل ذلك الخروج من المنزل .
ب) أهلية الداعي لأن يكون داعياً:
متى نكون أهلاً للدعوة ؟ إن النساء في هذا الأمر طرفان ووسط، فمنهن من تطير بالكلمة دون فهم، ولا علم. ومنهن من تنتظر إلى أن تصبح عالمة راسخة في العلم حتى تدعو إلى الله .وحتى يكون هناك توازن، يجب أن يُعلم حال التوازن بين العلم والتبليغ .
فالتبليغ ينقسم إلى قسمين
تبليغ نصي تبليغ تفهيمي
والقسمان يعتمدان على علم المبلغ .
والنبي دعا لمبلغ كلامه إلى غيره، فعن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله ( نضَّر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) رواه ابن ماجه رقم الحديث 244.
قال صاحب تحفة الأحوذي تعليقاً على الحديث : ( لو لم يكن في طلب الحديث و حفظه و تبليغه فائدة سوى أن يستفيد بركة هذه الدعوة لكفى ذلك فائدة وغُنماً، وجلّ في الدارين حظاً و قسماً) تحفة الأحوذي ، ج7/349. فهذا سامع للعلم حافظ له، بلَّغه، وربما يكون المبلَّغ أفقه منه. فالتبليغ النصي إذن نقل لكلام أهل العلم، واليوم ولله الحمد تيسرت طرق النقل، فمن توزيع فتاوى مطبوعة من كلام أهل العلم الراسخين، أو أشرطة الوعظ والإرشاد للثقاة من العلماء وطلبة العلم. إلى أن يكون دور الداعية نقل المحفوظ من كلام الله وكلام رسوله بعد الوعي والحفظ. والحقيقة أن أكثر ما يعيب الداعيات عدم الوعي للمنقول من كلام أهل العلم فيحصل التشويه والبتر وهذا أفسد ما يكون للعلم.
أما التبليغ التفهيمي :-
فنقصد به فهم مقاصد الشريعة، والقدرة على الاستنباط، والاجتهاد والقياس، والحكم على المسائل النازلة.
وهذا لا يكون إلا من أصحاب القدم الراسخة في العلم .
رابعًا: كيف ندعو ؟
الدعوة إلى الله الأصل فيها المتابعة وهذا يتضح من قوله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "يوسف :108". يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :"قوله: أَدْعُو حال من الياء في قوله سبيلي، ويحتمل أن يكون استئنافاً لبيان تلك السبيل " الجزء التاسع ، مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ص117.
إذن هذه السبيل لها كيفية يجب أن تُعلم، وهي أن يكون الداعي على بصيرة. ويقول رحمه الله في قوله عَلَى بَصِيرَةٍ:"ليس المقصود بالعلم في قوله عَلَى بَصِيرَةٍ العلم بالشرع فقط، بل يشمل العلم بالشرع، والعلم بحال المدعو، والعلم بالسبيل الموصل إلى المقصود وهو الحكمة. فيكون بصيراً بحكم الشرع وبصيراً بحال المدعو، وبصيراً بالطرق الموصلة لتحقيق الدعوة ولهذا قال النبي لمعاذ : (إنك تأتي قوماً أهل كتاب)" الجزء التاسع ، مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين صـ 119.
ويمكن تمثيل ذلك بهذه الصورة :
لكن يبقى هنا أن ننبه أن هذه المعادلة تحتاج إلى موازنة ولهذا نبه ابن القيم رحمه الله فقال:"ولا يُمَكَّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى إلا بنوعين من الفهم
أحدهما : فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علماً. والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكمة الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله في هذا الواقع ثم يطبق أحدهما على الآخر، فمن بذل جهده واستفرغ وسعه في ذلك لم يُعدم أجرين أو أجراً" انتهى.(1)
وبهذا يتضح إنه إذا انفرد العلم عن فهم الواقع، والأشخاص المخاطبين، وأحوالهم، والمؤثرات التي تؤثر عليهم، وتحرك كوامنهم لأصبح العلم مفهوماً مجرداً، ومُثلاً عليا لا تصل للواقع ولا تعالج جروحاً. والأخطر من ذلك :أن نفهم الواقع دون علم وهذا ما نراه اليوم على الساحة من تميع فمثلا تقوم دعاوى بأننا لا نحتاج اليوم إلى إصلاح العقيدة جهداً، فالناس موحدين والحمد لله، بل نحن نحتاج إلى إصلاح الأخلاق. وجهلوا أو تجاهلوا أموراً :-
1. أن التوحيد أمرٌ لا يُكلُّ ولا يُملُّ من تعليمه وتدريسه، لأنه قاعدة الشريعة وأصل كل أمر، والخطأ فيه كثير، والجهل فيه واسع، والنبي يقول : "ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان.." رواه الترمذي ، كتاب الفتن
2. أن أصل صلاح الأخلاق وتغييرها النافع إنما يكون بصلاح معتقد العبد وتصوراته ( تصرفاتنا فرع من تصوراتنا).
3. أنه لا قيمة للأخلاق إن فسدت العقيدة .
إذن مع وجود العلم وفقه واقع المخاطبين يسهل على الداعية اختيار الطرق والأساليب التي بها تُطرح المفاهيم الصحيحة .
فلا يشترط في الدعوة أن تكون الداعية طلقة فصيحة فإن كانت كذلك فيها فبها ونعمت، وإلا فإن للداعية قلماً يكتب، أو مالاً يُنفق، أو شريطاً يوزع، أو مسابقة تُنظم، و لا يشترط في كل ذلك الخروج من المنزل .
كوني داعية الجزء الرابع
--------------------------------------------------------------------------------
كيف تكوني داعية 000000000 منقول
إذن ...... أين ندعو ؟ و من ندعو ؟
أول مفهوم يحب أن يُغيَّر هو كون الدعوة من المرأة شرطها الخروج، فهذا ليس صحيحاً، خصوصاً مع ما نجده اليوم من أساليب حضارية تساعد على الدعوة، كالهاتف، والجوال والإنترنت، فهذه كلها وسائل تخدم الدعوة لمن يحسن ذلك. فنرسل مثلا عن طريق الفاكس، أو البريد الإلكتروني جدول إذاعة القرآن، أو نرسل رسالة عن طريق الجوال للتذكير بموعد برنامج نور على الدرب، وهكذا . و من الأماكن التي يمكن الدعوة فيها :
• الدروس العلمية : فإنشاء دروس علمية والانتظام فيها من أهم الأساليب التي تنشر الوعي والعلم .
• المحاضرات العامة : وهذه في العادة تكون في مناسبات ولا يشترط فيها الانتظام.
• المدارس النظامية ومدارس تحفيظ القرآن للطالبات والمعلمات.
• المستشفيات: للممرضات والمستخدمات غير المسلمات.
• الكتابة في الصحف والمجلات.
• المناسبات الخاصة: مثل اجتماعات العيد، أو الزيارات العائلية، أو التجمعات الصيفية، اجتماع الجارات مع بعضهن البعض، ويجب ألا تُغفل أماكن العمل للأخوات العاملات .
ومن أجل خدمة مثل هذه الأماكن المختلفة يكون هناك الفكر الاستثماري لكل فرصة، بشرط ألا تقعي في محاذير تخالفين بها مقاصد الشريعة، فإن الحماس غير المنضبط يهدم أحيانًا أكثر مما يبني، لذلك تذكري المعادلة :
علم + فقه الواقع = الحكمة .
يقول الشيخ بن باز رحمه الله:"إلا أن اندفاع الشباب لابد أن تسايره حكمة من الشيوخ ونظرة من تجاربهم، وأفكارهم، ولا يستغني أحد الطرفين عن الآخر " مجموع فتاوى ومقالات متننوعة ج2 ص 364
وترتيب المخاطبة في الأولوية في الدعوة تكون :
أولاً : يبدأ الداعي بإصلاح نفسه قبل أي أحد، لأن الفعل أكثر أثراً من القول، واسمعي قول شعيب : وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ "هود :88" وقوله تعالى : قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "الأنعام : 14"
ثانيًا : إنذار العشيرة القريبة. قال الله وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ فصلاح البيت والأسرة داعم للداعية للاستمرار، ومساعد له على الثبات. فأهل البيت للمرأة هم العشيرة القريبة، فهذا الزوج وأهله، وهؤلاء الأبناء، وهذه الخادمة، وهناك الأم والأب، ولكلٍ منهم طريقة تنفع إن شاء الله وتؤدي الغرض .
وتذكري : أن الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام البخاري رحمهم الله قد نشأوا أيتامًا، فهذا فقيه الأمة وهذا إمام أهل السنة وهذا إمام في الحديث، وكلهم ربتهم نساء !
ثالثًا : أنذري المحيطين في المجتمع. يقول الله وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ "الأنعام:92". فننشر دعوة الخير، ونحارب الرذائل، و نشجع الفضائل.
رابعًا: انذري جميع الأمم: قال الله الر * كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ"إبراهيم:1". وهو دعوة غير المسلمين إلى منهج الحق .
احذري هذه الأمور !!
• احذري فقدان الإخلاص والتعالم أو كما يقول الشيخ بكر أبو زيد حفظ الله :"عتبة الدخول الفاجرة إلى خطة السوء الجائرة (القول على الله بلا علم)، فإن القول على الله بلا علم درجة أعلى من الشرك". ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب العلم: كيف تعلم أيها العبد أن الحكم لله ثم تتقدم بين يديه فتقول في دينه وشريعته ما لاتعلم، لقد قرن الله القول عليه بلا علم بالشرك به فقال سبحانه: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ. وقال عبد الله بن مسعود : "أيها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلمه: الله أعلم ". وسئل الشعبي رحمه الله عن مسألة فقال: لا أحسنها، فقال له أصحابه :قد استحيينا لك، فقال: لكن الملائكة لم تستحِ حين قالت لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا .
انتبهي! قد نخرج للدعوة لله، ثم نتحول للدعوة لأنفسنا بالتعالم ونخجل من قول لا ندري واعلمي :
1. إن حِمى الدين محمية، ولو تُرك كل شخص لهواه لانتهكت المحارم .
2. التعالم من أشد الأخطار التي تفتك بالدعوة .
3. التعالم مؤشر على فقدان الإخلاص، بمعنى أن العبد يرى بقاء مكانه في النفوس أولى من احترام الدين فيتكلم في الدين بما لا يفقه .
ما آثار التعالم على المجتمع؟
آثاره مانجده اليوم من بعدٍ عن التأصيل واعتماد على الآراء ومن ثم ميل الناس لمتكلمين لا علم لهم لأنهم أكثر تساهلاً. ويُظهر هذا التعالم قولُهم: ( إن الدين يسر فلا تعسروه على الناس)، وهذه كلمة حق أُريد بها باطل، فالدين بأحكامه وشرائعه يسر، وليس تغييره والتساهل فيه هو التيسير .
• احذري ! الحسد :
وهو كراهة ما أنعم الله به على العبد وليس هو تمني زوال نعمة الله عن الغير، بل هو مجرد أن يكره الانسان ما أنعم الله به على غيره، والحسد قد لا تخلو منه النفوس، أي قد يكون اضطراريًا للنفس، ولكن جاء في الحديث " إذا حسدت فلا تبغِ، وإذا ظننت فلا تحقق " كتاب العلم للشيخ ابن عثيمين والحسد في مجال الدعوة يظهر بشكل واضح، فلا تتعجبي من ذلك، وخافي على نفسك، وعالجيه عند أول المؤشرات، بل ربما تكون لغة الحسد الانتقاد. فاحذري!
• احذري ! الكبر
وقد فسره النبي بأجمع التفسير وأبينه وأوضحه فقال: "الكبر بطر الحق وغمط الناس " وبطر الحق هو رده، وغمط الناس يعني احتقارهم، فقد تتصرفين تصرفات تدل على الكبر لأن لك نصيبًا من العلم، وقد قيل : العلم ثلاثة أشبار :
من دخل الشبر الأول تكبر، ومن دخل الشبر الثاني تواضع، ومن دخل الشبر الثالث علم أنه لايعلم. والله يقول لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "آل عمران : 188"، بل يجب أن يكون موقفنا من المدعو موقف الرحمة، ولذلك أُثر عن أهل الحديث أن أول ما يُحدّثون به: قول النبي "الراحمون يرحمهم الله" ولهذا يسمى هذا الحديث المسلسل بالأولية، و الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول في رسالته الأصول الثلاثة : "اعلم رحمك الله ".
• احذري ! الاستعجال :
إن استعجال النتائج في الدعوة من قصر نظر الداعي فربما نحكم على الناس أن لا أمل فيهم، وربما نستعجل على أنفسنا قبل النضوج والرسوخ في المسألة المبحوثة والمطروحة وربما يكون الاستعجال بمحاولة القيام بردود فعل تجاه المحاربين للدعوة، والله يقولفَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَالروم60
قال عمرو بن العاص :(لايزال الرجل يجني من ثمرة العجلة الندامة)
ويجب أن تعلمي أن وعد الله آت لا ريب فيه، وتخلصي من الاستعجال بالتدرب والتصبر، والمجاهدة على عدم العجلة
--------------------------------------------------------------------------------
كيف تكوني داعية 000000000 منقول
إذن ...... أين ندعو ؟ و من ندعو ؟
أول مفهوم يحب أن يُغيَّر هو كون الدعوة من المرأة شرطها الخروج، فهذا ليس صحيحاً، خصوصاً مع ما نجده اليوم من أساليب حضارية تساعد على الدعوة، كالهاتف، والجوال والإنترنت، فهذه كلها وسائل تخدم الدعوة لمن يحسن ذلك. فنرسل مثلا عن طريق الفاكس، أو البريد الإلكتروني جدول إذاعة القرآن، أو نرسل رسالة عن طريق الجوال للتذكير بموعد برنامج نور على الدرب، وهكذا . و من الأماكن التي يمكن الدعوة فيها :
• الدروس العلمية : فإنشاء دروس علمية والانتظام فيها من أهم الأساليب التي تنشر الوعي والعلم .
• المحاضرات العامة : وهذه في العادة تكون في مناسبات ولا يشترط فيها الانتظام.
• المدارس النظامية ومدارس تحفيظ القرآن للطالبات والمعلمات.
• المستشفيات: للممرضات والمستخدمات غير المسلمات.
• الكتابة في الصحف والمجلات.
• المناسبات الخاصة: مثل اجتماعات العيد، أو الزيارات العائلية، أو التجمعات الصيفية، اجتماع الجارات مع بعضهن البعض، ويجب ألا تُغفل أماكن العمل للأخوات العاملات .
ومن أجل خدمة مثل هذه الأماكن المختلفة يكون هناك الفكر الاستثماري لكل فرصة، بشرط ألا تقعي في محاذير تخالفين بها مقاصد الشريعة، فإن الحماس غير المنضبط يهدم أحيانًا أكثر مما يبني، لذلك تذكري المعادلة :
علم + فقه الواقع = الحكمة .
يقول الشيخ بن باز رحمه الله:"إلا أن اندفاع الشباب لابد أن تسايره حكمة من الشيوخ ونظرة من تجاربهم، وأفكارهم، ولا يستغني أحد الطرفين عن الآخر " مجموع فتاوى ومقالات متننوعة ج2 ص 364
وترتيب المخاطبة في الأولوية في الدعوة تكون :
أولاً : يبدأ الداعي بإصلاح نفسه قبل أي أحد، لأن الفعل أكثر أثراً من القول، واسمعي قول شعيب : وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ "هود :88" وقوله تعالى : قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "الأنعام : 14"
ثانيًا : إنذار العشيرة القريبة. قال الله وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ فصلاح البيت والأسرة داعم للداعية للاستمرار، ومساعد له على الثبات. فأهل البيت للمرأة هم العشيرة القريبة، فهذا الزوج وأهله، وهؤلاء الأبناء، وهذه الخادمة، وهناك الأم والأب، ولكلٍ منهم طريقة تنفع إن شاء الله وتؤدي الغرض .
وتذكري : أن الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام البخاري رحمهم الله قد نشأوا أيتامًا، فهذا فقيه الأمة وهذا إمام أهل السنة وهذا إمام في الحديث، وكلهم ربتهم نساء !
ثالثًا : أنذري المحيطين في المجتمع. يقول الله وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ "الأنعام:92". فننشر دعوة الخير، ونحارب الرذائل، و نشجع الفضائل.
رابعًا: انذري جميع الأمم: قال الله الر * كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ"إبراهيم:1". وهو دعوة غير المسلمين إلى منهج الحق .
احذري هذه الأمور !!
• احذري فقدان الإخلاص والتعالم أو كما يقول الشيخ بكر أبو زيد حفظ الله :"عتبة الدخول الفاجرة إلى خطة السوء الجائرة (القول على الله بلا علم)، فإن القول على الله بلا علم درجة أعلى من الشرك". ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب العلم: كيف تعلم أيها العبد أن الحكم لله ثم تتقدم بين يديه فتقول في دينه وشريعته ما لاتعلم، لقد قرن الله القول عليه بلا علم بالشرك به فقال سبحانه: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ. وقال عبد الله بن مسعود : "أيها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلمه: الله أعلم ". وسئل الشعبي رحمه الله عن مسألة فقال: لا أحسنها، فقال له أصحابه :قد استحيينا لك، فقال: لكن الملائكة لم تستحِ حين قالت لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا .
انتبهي! قد نخرج للدعوة لله، ثم نتحول للدعوة لأنفسنا بالتعالم ونخجل من قول لا ندري واعلمي :
1. إن حِمى الدين محمية، ولو تُرك كل شخص لهواه لانتهكت المحارم .
2. التعالم من أشد الأخطار التي تفتك بالدعوة .
3. التعالم مؤشر على فقدان الإخلاص، بمعنى أن العبد يرى بقاء مكانه في النفوس أولى من احترام الدين فيتكلم في الدين بما لا يفقه .
ما آثار التعالم على المجتمع؟
آثاره مانجده اليوم من بعدٍ عن التأصيل واعتماد على الآراء ومن ثم ميل الناس لمتكلمين لا علم لهم لأنهم أكثر تساهلاً. ويُظهر هذا التعالم قولُهم: ( إن الدين يسر فلا تعسروه على الناس)، وهذه كلمة حق أُريد بها باطل، فالدين بأحكامه وشرائعه يسر، وليس تغييره والتساهل فيه هو التيسير .
• احذري ! الحسد :
وهو كراهة ما أنعم الله به على العبد وليس هو تمني زوال نعمة الله عن الغير، بل هو مجرد أن يكره الانسان ما أنعم الله به على غيره، والحسد قد لا تخلو منه النفوس، أي قد يكون اضطراريًا للنفس، ولكن جاء في الحديث " إذا حسدت فلا تبغِ، وإذا ظننت فلا تحقق " كتاب العلم للشيخ ابن عثيمين والحسد في مجال الدعوة يظهر بشكل واضح، فلا تتعجبي من ذلك، وخافي على نفسك، وعالجيه عند أول المؤشرات، بل ربما تكون لغة الحسد الانتقاد. فاحذري!
• احذري ! الكبر
وقد فسره النبي بأجمع التفسير وأبينه وأوضحه فقال: "الكبر بطر الحق وغمط الناس " وبطر الحق هو رده، وغمط الناس يعني احتقارهم، فقد تتصرفين تصرفات تدل على الكبر لأن لك نصيبًا من العلم، وقد قيل : العلم ثلاثة أشبار :
من دخل الشبر الأول تكبر، ومن دخل الشبر الثاني تواضع، ومن دخل الشبر الثالث علم أنه لايعلم. والله يقول لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "آل عمران : 188"، بل يجب أن يكون موقفنا من المدعو موقف الرحمة، ولذلك أُثر عن أهل الحديث أن أول ما يُحدّثون به: قول النبي "الراحمون يرحمهم الله" ولهذا يسمى هذا الحديث المسلسل بالأولية، و الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول في رسالته الأصول الثلاثة : "اعلم رحمك الله ".
• احذري ! الاستعجال :
إن استعجال النتائج في الدعوة من قصر نظر الداعي فربما نحكم على الناس أن لا أمل فيهم، وربما نستعجل على أنفسنا قبل النضوج والرسوخ في المسألة المبحوثة والمطروحة وربما يكون الاستعجال بمحاولة القيام بردود فعل تجاه المحاربين للدعوة، والله يقولفَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَالروم60
قال عمرو بن العاص :(لايزال الرجل يجني من ثمرة العجلة الندامة)
ويجب أن تعلمي أن وعد الله آت لا ريب فيه، وتخلصي من الاستعجال بالتدرب والتصبر، والمجاهدة على عدم العجلة
كوني داعية الجزء الخامس
--------------------------------------------------------------------------------
كيف تكوني داعية 0000 الختام 0000000 منقول
وإذا أدّيت ِ ماعليكِ فلا عليك ِ .
هذا وأسأل الله لي ولكم ولجميع المسلمين التوفيق لما فيه الخير، وأن يجمع قلوبنا على طاعته، وأن يخلص لنا النية ويبين لنا ماخفي علينا، إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
--------------------------------------------------------------------------------
كيف تكوني داعية 0000 الختام 0000000 منقول
وإذا أدّيت ِ ماعليكِ فلا عليك ِ .
هذا وأسأل الله لي ولكم ولجميع المسلمين التوفيق لما فيه الخير، وأن يجمع قلوبنا على طاعته، وأن يخلص لنا النية ويبين لنا ماخفي علينا، إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الصفحة الأخيرة
كيف يُعرف الأهم فالمهم ؟
رعاية الأهم ومعرفة المهم مصدرها الشرع، وليست العقول والأقيسة، فدعوة الرسل قررت الأهم فالمهم ونحن أتباعهم .
وهي تدور حول ثلاثة أمور :
• معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته .
• معرفة شريعته الموصلة إلى دار كرامته .
• معرفة الثواب للطائعين والعقاب للعاصين .
ولا تعتقدي أن أحوال الناس وأوضاعهم تغيرت فلم تعد تحتاج لهذا الترتيب، فما أُرشد إليه معاذ من المعلم الأول يبقى هو المنهج لا منهج غيره، وما تكرار الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك إلا لحاجة الناس إليه مؤمنهم وكافرهم. أما الكافر فيخرجه من الكفر إلى الإسلام، وأما المؤمن فيثبته ويرشده إلى صحة الإيمان .
ثالثًا : متى ندعو ؟
يقول الشيخ بن باز رحمه الله: (وبذلك يتضح لكل طالب علم أن الدعوة إلى الله من أهم المهمات، وأن الأمة في كل مكان وزمان في أشد الحاجة إليها، بل في أشد الضرورة إلى ذلك) مجموع فتاوى و مقالات متنوعة للشيخ بن باز جـ1/333.
إذن تنقسم الإجابة على هذا السؤال و هو (متى ندعو ) إلى شقين:
أ ) متى ندعو؟ ب) أهلية الداعي.
(الوقت) متى أصلح أن أكون داعية ؟
أ ) الوقت :
يقول الشيخ بن باز رحمه الله: "في كل مكان و زمان" .
• فنحن ندعو إلى الله في كل وقت.
كفعل نوح عليه السلام، قال الله تعالى قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا "نوح:5". يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : "يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوح عليه السلام.. وما بيّن لقومه ووضح لهم ودعاهم إلى الرشد والسبيل الأقوم فقال رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًاأي لم أترك دعاءهم في ليلٍ ولا نهار امتثالاً لأمرك وابتغاء لطاعتك".
• ندعو في أصعب المواقف و أشدها .
كفعل يوسف عليه السلام عندما دعا إلى الله وهو في السجن .
قال تعالى:يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَءَابَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ . "39-40:يوسف"
يقول الشيخ السعدي رحمه الله:"فيوسف عليه السلام دعا صاحبي السجن لعبادة الله وحده وإخلاص الدين له".
• ندعو حتى في مرض الموت .
كفعل يعقوب عليه السلام، قال الله تعالى أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ ءَابَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"البقرة :133"، يقول الشيخ السعدي رحمه الله: "فقال لبنيه على وجه الاختبار، ولتقر عينه في حياته بامتثالهم ما وصاهم به، مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي ".
• ندعو عند الغرغرة ..عن أنس بن مالك قال : كانت عامة وصية رسول الله حين حضرته الوفاة وهو يغرغر بنَفَسه: (الصلاة وما ملكت أيمانكم ).
• بل لو استطعنا لدعونا الناس بعد مماتنا ..
كما فعل العبد الصالح في قوله تعالىوَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُون وَمَالِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ءَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ ءَالِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِنِّي ءَامَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُون قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَر َلِي رَبِّي وجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ "يس :20-27". ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ قال قتادة رحمه الله: لا تلقى المؤمن إلا ناصحاً لا تلقاه غاشاً، وقال ابن عباس رضي الله عنه : نصح قومه في حياته بقوله : يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ و بعد مماته في قوله يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُون بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ رواه ابن أبي حاتم. لكن هذا لا يمنع مراعاة أحوال المخاطبين فلا نثقل عليهم بل نبذل جهودنا في كل وقت لكن مع أشخاص مختلفين