بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------------------------------------------------------
كوني مباركـــــةً أينما كنت ِ
إن قيامك- أيتها المسلمة- بدور ولو- يسير-...ومساهمتك بشيء ولو-قليل-
في الدعوة إلى الله..ونشر الخير..والأمر بالمعروف والنهي عن المنكرلدليل على صدق إيمانك.. والجدية في التزامك..
ومظهر من مظاهر استقامتك...وبرهان على احتسابك وثباتك..
وإثبات لصدق ولائك لربك.. وأتباعك لنبيك صلى الله عليه وسلم...وانتمائك لدينك...
وعلامة فوزك وفلاحك..وإصلاحك وصلاحك .. وتفوقك ونجاحك..
قال عز وجل ) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)
فحوّلي عواطفك الجياشة،إلى أعمال فاضلة مثمرة...واجعلي انتسابك إلى الإسلام مواقف خالدة..ولا تكوني كلةً على مولاك أينما يوجهك لا تأتين بخير...وبرهني على صحة إيمانك.. بصلاح أعمالك..
شكراً لله على نعمة الهداية والاستقامة..وجزاء لما تفضل به علينا من العلم والإيمان ...
وكوني مباركةً أينما كنت..
فأنت أيتها الأخت المسلمة:
ثروة هائلة- لكنها مهدرة..وعملة نادرة- لكنها مهملة..وكنز عظيم لكنه مدفون..وجهاز عجيب لكنه معطل...مواهب مقتولة..وطاقات مكبوتة..فهل عرفت قيمة نفسك ؟و استفدت من قدراتك...
دوائك فيك وما تشعرين - ودائك منك وما تبصرين وتحسبين أنك جسم صغير - وفيك انطوى العالم الأكبر
فكوني مباركة أينما كنت..
فمن للبشرية ينتشلها من المستنقعات الآسنة والجاهلية المعاصرة..؟!!إلا أهل الإسلام..وحملة الرسالة..ودعاة الحق..نعم..فنحن وحدنا المسئولون أمام الله عن هذا الدين...فلن ينزل الله إلينا ملكاً من السماء،ولن يرسل إلينا رسولاً في الأرض...
فإنْ تخلينا عن هذه المسؤولية وفرطنا في تلك الأمانة...ولم نؤد ما يجب علينا من دور تجاه ديننا..فلننتظر العقوبة العاجلة.فقد تكون العقوبة الحرمان- والعياذ بالله- من نعمة الهداية..
لأننا لم نرعاها حق رعايتها ولم نشكر الله عليها.
فكم سمعنا بمستقيمين انحرفوا،وصالحين فسدوا،ومهتدين ضلوا وانتكسوا..
ذلك لأنهم لم يأخذوا الكتاب بقوة، فتولوا عن طريق الهداية بسبب ذنوبهم..
قال تعالى (( فإن تولوا فأعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبه ))بل أشد من ذلك نخشى أن يحل بالمجتمعات البلاء العام...
حين تنتشر المنكرات في المجتمع المسلم،فيألفها الناس وتصبح بينهم معروفةً..فينتشر الشر ويعم..ويقل الخير ويكاد يندثر..فإن العلاقة بين الخير والشر تناسب عكسي..
فإن ضعف المؤمنين عن إظهار الدين والسنة..يقابله مجاهرة الفسّاق بالمعاصي والمنكرات.
والله يقول محذراً المتخاذلين عن نصرة الدين)وإن يتولوا يعذبهم الله عذاباً أليماً في الدنيا والآخرة(
ويقول جل شأنه
)واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة.. )
فكوني مباركة أينما كنت..
.فإنْ وجدتي - يا أختنا المسلمة - في نفسك ِ...عجزاً و خوراً و ضعفاً.. عن القيام بالمسؤولية -وأنت أهلها- ...فأعلمي أن الله سيأتي بأجيال سيحملونها وأفذاذ يرفعونها...
(وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم(..
ويقول تعالى مستغنياً
( ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد(.فلا يكفي أن نتشدق بالكلمات الرنانة التي ليس منها نفع..وننخدع بالمظاهر الجوفاء التي ليس من ورائها طائل..بل نريد.....
شباب مؤمن بالله يمضي - و للإسلام يندفع اندفاعـا
أيتها المسلمة: أفلا..كنت مباركة حيثما كنت..
كذاك الشاب الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم... نبي الله يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام الذي لم يمنعه بـُعده عن أهله،وحبسه في السجن،وغربته،ووحدته... من حمل همّ الإسلامفقال : (( يا صاحبي السجن أرباب متفرقون خيراً أم الله الواحد القهار))أو فتية الكهف..
الذين لم يكتفوا بالإيمان بل أنكروا فعل قومهم قائلين:
( هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه ألهه لولا يأتون عليهم بسلطان بيّن.. ) الآية
أو كأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،ورضي الله عنهم الذين كانوا أسمى النماذج،وأعلى المُثل في ذلك..فعندما أراد الأنصار مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية وكانوا شباباً أخذ أصغرهم بيده وهو أسعد بن زرارة فقال: رويداً يا أهل يثرب إنا لم نضرب له أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله وإن إخراجه اليوم مفارقة للعرب كافة وقتل خياركم و نقضكم السيوف، فإما أن تصبرون على ذلك فجذوه وأجركم على الله، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفةً فذروه فهو أعذر لكم عند الله فقالوا أمط عنا يدك فوالله ما نذر هذه البيعة ولا نستقيلها فبايعوه رجلاً رجلاً...فكانوا حقاً(رجال صدقوا ما عاهدوا)) فقد:
أقاموا عمود الدين من بعد صدعه ...... و أعلوا لواء الحق فوق الخلائق
وهذا فاروق الإسلام عمر رضي الله عنه بعد أن أسلم مباشرة يقول: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا؟ قال: بلى، قال: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجنّ، فخرجوا0000 وأبو ذر الغفاري رضي الله عنه- الضعيف الغريب- عندما أسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أرجع إلى قومك قال: والذي نفسي بيده لأصرخنّ بها ((أي كلمة التوحيد)) بين ظهرانيهم0
فقد ضربوا أروع الأمثلة في التضحية و الفداء بالنفس والنفيس والغالي في سبيل الله ونصرة لدينه ورسوله حتى يلاقي أحدهم الموت فيقول:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً ........ على أي جنب كان في الله مصرعي
وإذا ترددت نفسه قليلاً أرغمها قائلا:
أقسمت يا نفس لتنزلنه ............. مالي أراك تكرهين الجنة فقيمة كل واحد منا ما يحتسبه ويفعله في خدمة دينه...
وإذا استطعت على طرق باب من الخير فاطرقه - على أي وجه من أوجه الخير وطرق البر ..
ولو مرة تكن من أهله...هكذا ينبغي أن تكون المسلمة...
فكوني مباركة أينما كنت.
ولا تكوني كمن قيل فيه:
وأنت امرأ فينا خلقت لغيرنا - حياتك لا نفع و موتك فاجعوهذا حال الكثيرين من أبناء الأمة- وللأسف-..
أرقام بلا رصيد..وأشخاص بلا نفع..وأشباح بلا حركة0كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
{أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل}
عدد الحصى والرمل في تعدادهم - وإذا حسبتهم وجدتهم أصفار
وقال عليه الصلاة والسلام: {الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلة} رواه البخاريفمن الناس من هو ألف كواحد أو واحد كالألف إن أمر عنافكوني أنت ذلك الواحد..و تلك الراحلة..
وكوني مباركة أينما كنت..
.فقد تحول البعض إلى أبواق يردد الشكاوي،ويكثر الأنين..
ويكتفى بندب حال المسلمين،ويتسخط من ظلم الظالمين..
دون المساهمة في أعمال إيجابية أو مشاريع عملية..فما تسمع له إلا جعجعة و لا ترى إلا طحيناً..صدق عليهم ما جاء في الأثر:(يأتي في آخر الزمان أقوام أخر قصدهم التلاوم) ..
أو كما قالت العرب: أوسعتهم شتما وساروا بالإبل..
فعجباً لجلد الفاجر..وعجز الثقة..
فهؤلاء الضالون يخططون الليل والنهار لقضاء شهواتهم وتحقيق مآربهم وتنفيذ رغباتهم..
ويذوقون في سبيل ذلك ألماً ومشاقاً وهم على الباطل..وليس لهم هدف شريف،ولا غاية كريمة..!!
فلماذا أخية لا تركبين الصعاب؟ وتتجاوزين العقبات..لنيل أشرف هدف وأكرم غاية؟( إن تكونوا تألمون فأنهم يألمون كما تألمون وترجون لله مالا ترجون )0فأنفضي عنك غبار الكسل،وارفعي رأسك وأزيلي عن وجهك غشاء الوهم..
وكوني مباركةً أينما كنت..
وقولي:- إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني - دُعيت فلم اكسل ولم أتلبدولا ترددي قول الجاهلي يوم الفيل ( أنا رب الإبل..وللبيت رب يحميه )ورددي قول الشافع المشفّع يوم المحشر: أنا لها..أنا لها .
ونافسي على الفردوس..بجد ومثابرة وتضحية ومغامرة..
وسابقي إلى رضا الله ..بهمة عالية ونفس أبية..وطموح وإصرار وتوكل وإحتساب0لا تغريك الملهيات..ولا تشغلك الترهات..ولا تفتنك الملذات..
ولا تعيقك أي عقبة مهما عظمت.. ولا تمنعك أي معضلة مهما صعبت..
فما هي إلا أوهام وشبهات فلا تبالي بها..ولا يصدنك الشيطان عن معالي الأمور بسببها..
وأعلمي أن العمل للدين لا ينحصر على فئة من الناس..أو طائفة من الأمة..
بل كل من ينتسب للإسلام..فعلية جزء من المسئولية حسب قدراته وإمكانياته.
ولا تحتقرن من المعروف شيئا ولو:
رأي..أو فكرة..أو اقتراح..أو أي عمل... مهما كان صغيراً...
فإن لم تكوني ذهبا فكوني فضة..
وإن لم تكوني طريقا فكوني ممراً..
وإن لم تكوني كاتبة فكوني قارئة..
وإن لم تكوني بندقية فكوني رصاصة..
وإن لم ترمي فاجمعي الحصى لمن يرمي به...أو كوني حصاةً تُرمى..!!
واستعيني بالله ..ولا تعجزي..واعلمي ..أنّ العاقبة للمتقين
منقوووول
رولا11 @rola11_1
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الشوق القادم
•
مشكوره ويسلموا
رولا11
•
الشوق القادم :مشكوره ويسلموامشكوره ويسلموا
حياك الله وبياك
وجعلنا الله وإياكم من المباركيين حيثما كنا ونفع بنا الإسلام والمسلمين
وجعلنا الله وإياكم من المباركيين حيثما كنا ونفع بنا الإسلام والمسلمين
رولا11
•
اللهم اجعلنا وإياكم ممن بارك الله في ماله ووقته ونفسه
واجعلها خالصةلك ياحي يا قيوم ياذا الجلال والإكرام
واجعلها خالصةلك ياحي يا قيوم ياذا الجلال والإكرام
الصفحة الأخيرة